السبت، 27 أبريل 2024

قل يا أبا الشّعراء بقلم الشاعر محمّد الزّواري ـ تونس

 ** قل يا أبا الشّعراء **

ضمّدت جرحي أم فتحت جراحي
أم يا ترى أسرفت في الأقداح
***
أم أقلعت سفن الحنين و أبحرت
في ظلّ أفق وارف الأشباح
***
أم عاد بالأسرار قلب مسافر
قد ملّ منه زورق الملاّح
***
أم أشرقت تلك السّماء بشمسها
فالنّور يغشى كلّ نبض صاح
***
أم بعثرت بعض النّجوم بليلها
يا طول ليلي هل يهلّ صباحي
***
فاضت كؤوسي بالظّنون و خلتها
نضبت متى هدّدتها بسلاحي
***
فإذا بها تقتات منّي في الدّجى
هل تنتشي كأس بسحر الرّاح
***
أين الألى كان اليقين إمامهم
لا ينجلي ليل بلا مصباح
***
قل يا أبا الشّعراء كيف عقولنا
ترتاح عند عواصف و رياح
***
هذا أنا أشقى بعقلي ناعما
و أدقّ أبوابا بلا مفتاح
***
و أخو الجهالة في الشّقاوة ناعم
فبدا بليغا بيّن الإفصاح
***
و اللّيث أمسى دون أنياب هنا
يزهو بسنّ ضاحك وضّاح
***
أمّا الجليس لدى الزّمان فقد غدا
في عصرنا لوحا من الألواح
***
و الرّيح تجري مثلما هي تشتهي
و الفلك يجري دون أيّ رياح
***
و النّفس ظلّت في الأنام كبيرة
و الجسم يطلب لذّة المرتاح
***
و لئيمنا أمسى شقيق كريمنا
صار الغراب يجيد بعض صداح
***
قل يا أبا الشّعراء يا من شعره
يسمو إلى العلياء دون جناح
***
أ يضمّد الشّعر البليغ جراحنا
يمحو قليلا سابق الأتراح
***
أم نختلي دوما بوهم خيالنا
لنعيش حلما زائف الأفراح
***
أثّثت في دنيا الكلام قصائدي
بالسّجع حينا أو ببعض نواح
***
مدّ و جزر في الضّفاف رمالها
تمتدّ مثل جواهر بوشاح
***
أدمنت قول الشّعر حتّى قال لي
فيم الهجاء و نبرة المدّاح
***
الشّعر فنّ يستقيم بحكمة
ليس السّبيل إليه بالإيضاح
***
هلاّ فهمت الورد من أنفاسه
و سمعت نبض العطر في الإصباح
***
و قرأت صمت الياسمين و همسه
و عرفت سرّ تخاطر الأرواح
***
فإذا أسلت الحبر أصغ لبوحه
كم ريشة خطّت بسنّ رماح
***
و إذا كتبت قصيدة أنصت لها
لا يفهم التّفّاح إلاّ قاطف التّفّاح
** محمّد الزّواري ـ تونس **
Peut être une image de 4 personnes

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق