الجمعة، 19 أبريل 2024

مسافة الندى الصورة الشعرية لدى الشاعرة ليلى الصيني من خلال نصها ( دموع البنفسج ) بقلم الكاتب محمّد مجيد حسين

 مسافة الندى 

الصورة الشعرية لدى الشاعرة  ليلى الصيني من خلال نصها ( دموع البنفسج )

لا يُمكن لأي دارس أن يتجاوز أهمية جماليات الصورة الشعرية في خلق المساحات الفكرية في ذهنية المُتلقي, فتعد الصورة نقطة ارتكاز بالنسبة للهرم الذي يستند عليه النص ومن معظم الزوايا, حيث توفر الصورة بذور التركيز لدى القارئ بانسيابية وارفة الظل, حيث تنعكس أضواء المتن الشعري في جوهر اللاوعي وتنمو بدفء غادق وتتبرعم المساحات الجمالية لتُشكل نواة حديقة مُلتهبة الأشواق على امتداد الرؤى.   

لنقرأ النص معاً :

 دموع البنفسج 

ما بيني وبين النهر 

دموع البنفسج 

ومراكب الشوق  وحلم الوصول

الى شواطئ النشوة 

ولا ادري كيف قد القلق مضجعي

وما تحققت نبوءة الحلم 

المتراقص على كف الرغبة 

لمتابعة المسير  حتى آخر قطرة ماء

بوادي الحب المقدس 

قبل ان يراودني الكرى 

ويجبرني للولوج لمعبد الحب

في ظروف غامضة....

نهاية النص 

لنأخذ هذه الصورة نموذجاً 

(وما تحققت نبوءة الحلم 

المتراقص على كف الرغبة)

تُشكل الرغبات إحدى البؤر المؤثرة في كينونة الكائن البشري ( وما تحققت نبوءة الحلم)  هنا تؤكد الشاعرة ليلى الصيني عن عملية كبت لإحدى الرغبات المحورية لديها دونما الإفصاح التام عنها رغم دخول تلك الرغبة بؤرة الاشتعال التي تؤثر على تركيز المرء وبشكل قسري عندما تقول (المُتراقص على كف الرغبة).

لنأخذ صورة أخرى من النص (ويجبرني للولوج لمعبد الحب

في ظروف غامضة....)

هنا تدفع الرغبة المتراقصة كما وصفتها في الصورة السابقة على خوض تجربة جديدة على مسرح الحب رغم وجود ضبابية في ماهية الرؤى حول الأجواء العامة للتجربة المطروحة, هنا تنجح المُبدعة ليلى الصيني في امتلاك الشجاعة للسمو فوق إحدى رغباتها من خلال التوثب في اللاشعور للولوج إلى معبد فينوس.

نصّ (دموع البنفسج) ومن خلال الصورتين السابقتين يُمكننا إدراج النص في سياق حاملي لواء جماليات الصورة الحسية الواقعية والمُنبثقة بدورها من صدمات نفسية مغلقة تؤدي في معظم الآحايين إلى السلم الداخلي.

محمّد مجيد حسين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق