الخميس، 11 أبريل 2024

أعذرني أيُّها العيد ... !؟ ــــــــــ دخان لحسن


  أعذرني أيُّها العيد ... !؟

أي عيد يَغارُ منه هوايا؟
والغدر لا يعرف للعيد مأتما سوايا
أي عيد والموت في غزة يقتل مُنايا؟
أي عيد والشؤم منذ وعد بلفور
مازال يعربِد ويهَوَّد ويَزيد
ببقايا الانتدابِ بَلايا
أيّ عيد يحلو
والظلام داسَ الوردَ بحَدائقِي وكتب:
" بالجنزير تكون التهاني وتكون الهدايا "
أي عيد والمِقلاع في يَدي يُكافح
وبني يَعربي يُسقطون منه الحجارة؟
اي عيد يَحلو
والدّم بَدل الحنّاء يُخضّب يَدايا
عن ايِّ عيدٍ يتحدثون؟
وهم يضحكون على فقدان مائي
ويمنعون دفنَ اشلائي
أي عيدٍ يحلو ونصفي بِلا عيدٍ !؟
أي عيد والغشمُ نَصَبوا شَجَرة الأعيادِ
وقَطعوا الحَياةَ عن اشجارِ بِلادي
شرّدوا اصواتَ حريَتي
وابكموها من اجدادي حتّى أحفادي
اطفأوا الاضواءَ
وتناسوا أضواءَ النجومِ
تَسطع مِن السماءِ
تمزج ثورتي بعبَق الاعيادِ
التاريخُ يدوّن صمودَ الارضِ والانسانِ
ويُثنى على وِحدة العيدانِ
حين يَستنطقَ صَمتَ الاهلِ والجيرانِ
فيَكتبٍ قصة الاحتِضارِ
حِصار، عَذاب، تَجويع، ابادَة
ودمعٌ يهِيم بَينهم بلا مَأوى، بلا هَوية
اعذرني ايّها العيد
هل اكونُ سَعيدا وفلسطينُ فِي الاحزانِ؟
صَار اسمُكَ عِندي مِن الذكريَاتِ
كتَبتُ لَكَ ذاتَ عامٍ:
أنّي اُعاني وأنادِي بأعلَى صَوتِي
أسكنُ ضريحَ اكفانِي ...!
وبعضُ قومِي لا يبالونَ
في ايديهِم بِترولٌ كالرّصاص
وبِحارهُم تُغرق أعدَائي
اطمَاعهُم حلويَاتُ أعيادِي
مُحنّطة منذُ عَصرِ الغزوِ الى الجَلاء
اعذِرني ايّها العيدُ العَربِيُّ
تزور قيْدِي مَرّة فِي السَنة
وأراكَ يوميًا عِندَ ابوابِ الغُزاةِ
مَهما اسعَدتنِي
فأنا اعيشُ جَوارحَ وطنِي
انّاتُ أطفالِه وآهاتهِم تَصمُّ آذانِي
اعذرنِي إذا خِفتُ مِن سُؤال الامّة
هل ناصَرتم اخوَة الدّمِ والدّينِ؟
أيُّ عِيد يَرعَى ياسمِينةَ عِنادي
وايُّ عيدٍ يُكمّد جِراحِي
يُسمِع صُراخِي، ويُحيِي جِهادي
فَذاك عِيدي
ايُّ عيدٍ لا يُخمِد نِيرانَ ثَورتِي
ولا يُشارِكُهُم مَوتَ الضَمِير
يَكونُ عيدَ مِيلادي
أيُ عِيد يَحفظنِي مِن الاندِثار
ويُعينُني في التُضحِية والنّضال
يُسلّم للاجيالِ مِفتاحَ دَاري
ويَحرسُ مَعهُم مُدافنَ رفاتِي
فَذاك عِيدي
أيها المحتلونَ زورًا
لا تسرِقوا دِماء اعيَادي
سَاخفق وَلَو مَكسورَ الجَناحِ
واحاربكُم صَابرا
علَى خَيبَة أمَمِ الاعيَانِ
لم يُؤَمِنُوا عِيدي
وتحَالفُوا علَى كُسرِ عُودِ العَزفٍ
وعَلى إسكاتِ فنّانَ ألحَاني
أعذرني أيها العيدُ فالاختِيَار
إمّا سَلامًا بِحلّةِ، أو زَكاةً باروَاحِي
أو أجراسًا ترسلُ تكبيرًا
الى رَبّ الارضِ والسّماءِ
اترجّاهُ عَونا بِجنودِ الحَقّ فِي ذِراعِي
اعذرنِي فَقد رَميتُ اليَومَ
كُلّ الاعيادِ عَلى تَقاسِيم وَجهِي
فبَكت حَسرَةً وَصاحَت:
لا تَحلو الاعيَادُ الّا بِاعيَادِ الجَلاءِ
بقلمي دخان لحسن. الجزائر
1 شوال 1445 هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق