إلى عليائكِ
إلى عليائِكِ تتصاعدُ تأوهاتُ قلبي الحزين
أنينُ روحي الجريحة يعانقُ حلماً ذبيحاً
أملاً بائساً رهنَ الرَّجاءِ أن تسمعيه
تُصغي إلى نشيجِهِ المخنوق
هو الحبُّ سيدتي سرٌّ تحارُ به العقولُ
هو الحبُّ سيفٌ يخترقُ شغافَ القلبِ
يُقطِّعُ الأوردةَ والشرايين يمزِّقُ نسيجَ الرُّوحِ
يرتمي العاشقُ على أشواكِ الصدودِ والحرمان
تجلدُه سياطُ الجفاءِ ...تخنقُه قسوةُ الحبيب
آهٍ منكَ أيها المحبوب الغالي تستحقُّ كلَّ غنجٍ ودلال
أنت السيدُ المطاعُ لا أحدٌ ينازعُكَ سلطانكَ
الكلُّ يؤدِّي لكَ فروضَ الطاعةِ والولاء
الكلُّ يرفعُ إليكَ ابتهالاتِ العبادةِ
القلبُ ونبضاتُه طوعُ بنانِك
الروحُ وخلجاتُها تأتمرُ بأوامرِ لحاظكَ
المهجةُ تتوسَّلُ إليك تناشدُكَ الرحمةَ
بجفوةٍ منكَ تتوقفُ خلايا الدمِ عن الانسيابِ والجريان
ليتكَ تدركُ أيها المحبوبُ كم أنت ظالمٌ قاسٍ
لحاظُكَ سهامٌ تغورُ في الأحشاءِ تُمزِّقها تحيلُها أشلاء
ابتساماتُكَ الساحرةُ طوقٌ يشدُّ على العنقِ يُقطِّعُ الأنفاسِ
همساتُكَ الحلوةُ العذبةُ مشنقةٌ تقضي على ما تبقَّى من رمقِ الحياة
يعاني العاشقُ يكابدُ يتحملُ كلَّ قسوتكَ وجبروتكَ
كلَّ جفوتِكَ وصدودِكَ أملاً برضاكَ طمعاً بوصالِكَ
أين هي العدالةُ أيها الحبُّ ؟ أين هي الرَّحمةُ يا جلادي القلوبِ المعذَّبة ؟
تتهمون العاشقَ المسكين ترمونه بالسهامِ القاتلة
ثمَّ تجرِّمونه تحكمون عليه بالموتِ البطيءِ
مسكينٌ أنت ايها العاشقُ المعذَّبُ الحزين
تطلبُ الرحمةَ من قلوبٍ قستْ وتحجَّرتْ
تشحذُ الشفقةَ من أرواحٍ جفَّ فيها عصيرُ الحنان
تجلَّدْ أيها المتيَّمُ تعزَّى سيُسجَّلُ اسمُكَ في سفرِ الخلودِ
هنا يرقدُ شهيدُ الحبِّ والغرام
ضحيَّةَ سهامِ العيونِ القاتلة
وفتكِ ابتساماتِ الشِّفاهِ الساحرة
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق