«نظرات»
نَظَرَتْ إِلَيَّ وَكَانَ يَأسُرُهَا الخَجَلْ
وَنَظَرْتُهَا أَيْضَاً وَكُنْتُ عَلَى عَجَلْ
تِلكَ العُيُونُ السَّاحِرَاتُ قَتَلْنَنِيْ
فَحَيِيْتُ... مَا أَحلَاهُ ذَلِكَ مِن أَجَلْ!!
هِيَ لَحظَةٌ لَوْ أَنَّهَا طَالَتْ بِنَا
لَقَرَأْتُ أَلْفَ كِتَابِ فِي تِلكَ المُقَلْ
وَحَفِظْتُ فِي تِلكَ العُيُونِ قَصِيدَةً
مَنْظُومَةً... رِمْشَاً بِعَينٍ مُكْتَحَلْ
فِي عَينِهَا حَوَرٌ إِذَا أَمْعَنْتَهُ
لَوَجَدتَ فِي العَينَينِ لُغزَاً لَا يُحَلْ
عَجَبَاً لِأَسوَدِ عَينِهَا أَنَّىْ يَكُنْ؟!
ضِدَّاً لِأَبيَضِ ثُمَّ أَصلَاً فِي المَحَلْ!!
ضِدَّينِ مَا إِنْ حُوِّمَا فِي عَينِهَا
مَلَكَا الجَمَالَ فَجَمَّلَا ذَاتَ الكَحَلْ
مَالَتْ عَلَيَّ بِنِصفِ وَجْهٍ نَيِّرٍ
فَلَحَضْتُ لَيْلَاً وَالهِلَالُ لَقَد أَطَلْ
وَاسْتَقْبَلَتْ وَجهِي بِوَجْهٍ خِلْتُ أَنَّ
البَدْرَ دَارَ بِنَا لَيَالٍ فَاكْتَمَلْ
وَأَضَاءَتِ الحَيَّ الَّذِي كُنَّا بِهِ
فَعَجِبْتُ أَنِّي فِي المَكَانِ وَلَم أَزَلْ
بَلْ إِنَّهَا خَفِرَتْ وَسَارَتْ خِلْسَةً
وَمَضَتْ.. إِذَنْ، فَالبَدرُ حِينَئِذٍ أَفَلْ
مَاذَا جَرَى فِي لَحظَةٍ أَحسَسْتُ لَا
أَدرِي إِذَنْ مَاذَا أقُولُ وَمَنْ أَسَلْ
أَنَا لَسْتُ أَحسَبُ أَنَّهَا بَشَرَاً وَلَكِنَّ
الخَيَالُ يَذُوبُ فِي كَأْسِ القُبَلْ
لَو صَيَّرَتْنِي عِنْدَهَا عَبْدَاً أَكُنْ
فِي حِجْرِهَا حُرَّاً عَزِيزَاً لَا يُذَلْ
فَالرِّقُ فِي كَنْفِ الحَبِيبِ مَعَزَّةٌ
يَسْعَى إِلَيهَا العَاشِقُونَ بِلَا وَجَلْ
إِنْسِيَّةٌ لَو رُمْتُ أَنِّي أُهْدِهَا
قَولَاً لَصَارَ القَولُ مِنِّي مُحتَمَلْ
أَوْ أَنَّنِي أَرقَى اللُّغَاتِ طَلَبْتُهَا
بِفَصَاحَةٍ تَصِفُ الجَمالَ عَلَى مَهَلْ
لَأَجَابَتِ اللُّغَةُ الفَصِيحَةُ لَمْ أَجِدْ
قَولَاً سِوَى سِحرَاً تَفَادَتْهُ الجُمَلْ
فُتِنَ الكَلَامُ وَصَارَ أَخْرَسُ عِنْدَهَا
لَكِنَّ قَلْبِي شَاعِرٌ وَلَقَدْ ثَمَلْ
فَنَسِيتُ عُمْرِي قَبْلَهَا لَكِنَّهَا
مَرسُومَةً فِي القَلْبِ شِعرَاً مُرتَجَلْ
سَأَضَلُّ أَنْشُدُهَا طَوِيلَاً أَوْ تَكُنْ
مَحبُوبَتِي فِي كُلِّ بَادِيَةٍ مَثَلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق