السبت، 25 ديسمبر 2021

(تركوا لواءكَ يا رسول) بقلم الشاعر (محمد رشاد محمود)

 (تركوا لواءكَ يا رسول) ـ (محمد رشاد محمود)

ذاتَ يومٍ من نوفمبر 1997 الموافق رجب 1418 ثارت في نفسي المواجد وأسفتُ لحال الأمة التي قادت العالم دهرًا ، ثُمَّ أسَفَّت ، وكانت تملكُ أن تقودَه بهدي خاتم الأنبياء لو شاءت ، فكانت قصيدةٌ ، منها هذه الأبيات :
شَـــــجَـنٌ يَـــريــنُ وأدْمُــعٌ لا تُـقلِـــــــعُ
أنَّى تُغيــــضُ ضَرَى الثُّبـــورِ الأَدمُــــعُ
يــــا بُؤسَ ما هـــــاجَ الفؤادَ وتَعسَــــهـا
نَسَمًـــــا تَميـــدُ وأَضْلُــعًــا تَتـــضَعضَعُ
حَزَبَتْــنِيَ الأَوجــاعُ حتَّى مــــا يُــــرَى
أيُّ النِّـــصَالِ لَهَــــــــا أشَـــجُّ وأَوجَــعُ
والعَيْــشُ مــا عَزَّ الإبـــــاءُ فـإِنْ يَهُـــنْ
فالــمَوتُ أروَحُ مـا يُــســـامُ وأَربَــــــعُ
سُــحقًا لِعـادِيَـــةِ البَـــلاءِ أمـَـــا يُـــرَى
يَــــــومٌ وَوَقـــدُ شَــبـاتِــــهِ لا يَســـطَعُ
هَـتَــــكَ البُـــــغاثُ الخـافِـقَينِ وَقَصَّفَتْ
جنـحَ البُـــــزاةِ السَّافيـَــــاتُ الزَّعْـزَعُ
فَهَوَتْ إلى الحَصْبــــاءِ شلَّاءَ الـــرُّؤى
تُغضي على طَيــْــفِ الـــرَّمــادِ وتَخنَعُ
كانَتْ بِعَيـــنِ الَكَـــونِ يَـومَ شَـباتــــــها
هَـــوءًا علَى ضَلَــــعِ الجَهــالَـةِ يَبْـضَعُ
مِقـدامُهـــــــا عِنــْـــدَ النِّــزالِ مُجَــنَّبٌ
ألا يَــــكـونَ لَــــــهُ الجَنــــابُ المُمرِعُ
عادَتْ علَى بَــــدءٍ غَـداةَ شِيَــاهُــــهــا
تَرعَى فَيَرعاهَـــــــا الذِّئَـــــابُ الرُّتَّـعُ
وعَدَتْ حِيـــَــالَ الغَرْبِ في كَبَواتِــــهِ
خُلـــفُ الخَــلاقِ خُـروقُــــهُ لا تُــرقَعُ
كَــــم مِنْ نَفـيــسٍ لِلــضَّيــَـاعِ مُخَمَّــلٍ
وَمُزَيَّــــــفٍ حَلــيِ الـقلائِــــدِ يَــــلمَعُ
يَطفو الحَبَـــابُ على العُبابِ وكُلُّ ذي
خَطَرٍ يَغوصُ لَـدَى الحَضيضِ وَيَقبَــعُ
تَرَكـــوا لِواءَكَ يــــا رَسولَ اللَّـــهِ لَـمْ
يُعلــوهُ في الأَرَضِيــنَ وهــــوَ الأرْفَعُ
ولَطــــالَــما فَتَــحَ الفتـوحَ ودَاهَــــمَتْ
مِنـــــهُ الـعُتَــــاةَ مَـذَلَّـــــةٌ لا تُقْـلَـــــعُ
بَسَطَتْ لَــــكَ البطحاءُ نَشـوى باعَهــا
ونَثَـــتْ شذاكَ الرِّيـــــحُ أَنَّـى تَنـــزَعُ
وَهَوَتْ إلَيَْـكَ رُقَى العُروشِ وكَيـفَ لا
تُفْتَـــضُّ واللَّـــــهُ المُــــعِزُّ المُــوسِعُ
طاعَتْـكَ في القَهَّــــارِ طَوْعَ سَــلاسَةٍ
والعُسرُ لِلــقَهَّــــــارِ سَخْلٌ طَيِّـــــــعُ
فَحَكَـمتَ بِالقِسطاسِ صِبــغَةَ مُـرسَلٍ
أَعيَــــــأ الأٌُسَـــاةً سَـــدادُهُ والـمَنْزَعُ
حُزتَ العَـــلاءَ فَكُـــلُّ فَضْلٍ حـــازَهُ
بَــــرٌّ لِفَضْلِـــكَ في المَكَـــارِمِ مُتبــعُ
سَمَّـــــاكَ في لَــوْحِ الغُيُوبِ مُحَمّــدًا
رَبٌّ مُعِـــــزٌّ لِلــمَحـــامِــــدِ مُبْــــدِعُ
تَسيَــــارُ مَجـدِكَ في الزَّمانِ مُخَلَّـــدٌ
يَحــدوهُ مَنْ يَــــرجو النَّجاءَ فَيُمنَـــعُ
وُسِّـدتَ في عَيــْـــنِ الزَّمانِ سَوادَها
لِـــــمَ لا يُمَجَّـــــدُ سَيِّــــدٌ وسَمَـيـذَعُ
جِبريـلُ يُزجي في صَحائِفِ صَـدرِهِ
بِالنُّـــــورِ والآيُ الشَّرائِـــعُ تُــشْرَعُ
أنـا في رِحابِــكَ يـا رَسولَ اللَّـــهِ لا
أُطريــكَ قَـدرَكَ بَــــلْ أَحومُ وأَخشَعُ
ضَمَّختُ فاهــي والقَصيـــــدَ بِمـدْحَةٍ
قَصَدَتْ نَـــداكَ ومِـرقَمًــــا يَتــضَوَّعُ
وَالخَلـقُ في يَـــومِ الزِّحافِ رَواجِفٌ
فَــــرَقًــا وَوَحـدَكَ شافِـــعٌ ومُشَفَّـــعُ
حَــسبُ العُـــــلا ألا يُعَبَّـــرَ مُجْحِفٌ
بِـــــكَ جَنَّـــةَ الخُلـــدِ التي لا تُـفرَعُ
جازَ اصْطِبَــارُكَ طَوْقَ كُـــلِّ مُحَمَّلٍ
كَمَـــدًا فجَــازاكَ العُــروجَ المُــودِعُ
فَبَلَــغْتَ سِـــدْرَةَ مُنْتَهًـــى لا يَنتَهــي
بَشَــرٌ إلَيـــــــهِ ولا مَـــلاكٌ أَطْــوَعُ
(محمد رشاد محمود)
Peut être une image de texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق