الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

الإِبْنُ المُدَلَّلُ بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 الإِبْنُ المُدَلَّلُ

اِبْـنِي صَـغِـيرٌ يَــجْـهَـلُ الـضَّـرَرْ     

مَا ضَـرَّ لَـوْ دَنَـا مِـنَ الشَّـجَـرْ

أَوْ قَـطَفَ الزُّهُورَ مِنْ حَدِيقَـةٍ

مَـا زَهْـرَةٌ يَـقْـطِـفُـهَا الـبَـشَـرْ؟

مَـا ضَـرَّ لَــوْ تَـسَـوَّرَ الـسِّـيَـا ... 

جَ أَوْ رَمَـى الأَجْـوَارَ بِالـحَـجَـرْ؟

أَوْ فَـتَّتَ الزُّجَاجَ فِي طَرِيـقِـهِـمْ    

أَوْ قَــذَفَ الأَبْـــوَابَ بِـــالأُكَـرْ؟

اِبْـنِي صَـغِـيـرٌ مَا يَـزَالُ "مَلَكًا"   

 بِالـرَّغْـمِ مِـنْ أَنَّ لَــهُ "شَـهَــرْ"

مُذْ انْـتَـهَى مِنْ عُمْرِهِ، مَا عُمْرُهُ؟  

شَـيْءٌ بَسِيـطٌ، سَبْعَـةَ عَشَـرْ.

أَحْـرِمُـهُ مِــنْ لُــعْـبَـةٍ يُـحِـبُّــهَـا؟   

أَوْ زَهْــرَةٍ مُـمْـــتِـعَـــةِ الـــنَّـــظَـــرْ

أَوْ تِـيـنَةٍ اشْــتَـــاقَ أَنْ يَـــأْكُـلَـهَـا    

 أَوْ مَــزْحَةٍ بَـسِـيــطَــةِ الـضَّـرَرْ؟

ذَاكَ الــحَــرَامُ عَيْـنُهُ، يَا مَعْشَرًا   

 حَــسَــادِلًا، "لَاهِـيـنَ" بِالبَـشَـرْ.

قُـلْـتُ لَـهَـا: زِيـدِيـهِ فِي دَلَالِـهِ    

 حَتَّى يَـشِيبَ الصُّدْغُ والشَّعَرْ.

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

خواطر: ديوان الجدّ والهزل.



لا حياء.. بامضاء ... الكاتب ادريس الجميلي

 لا حياء..

هكذا كان يمني نفسه لاسترضاء الآخرين.يقف ساكنا فيرسل ومضات الرجل البليد داعيا للاستغفار .على يمينه امرأة شمطاء تلبس فستان الجحود لكل الاشياء .أما في الركن المظلم فقد تربع السيد محتفلا بآخر الابتهالات التي تحكي معانيها ...نعم أنا هنا...كان يتمتم محترما علامات التنقيط بحركات جسده.

قد تجد نفسك مطمئنا لاناس داهمتهم قوانين القبيلة فامضوا على وثيقة آخر قرار كتبه تجار الآلهة .ما أجمل الغوص وسط غابة في ظاهرها لوحة صماء سوداء و في باطنها كائنات تحيي في جسدك عللا قاتلة .كانت ترقص رغم ما حدث لها من أوجاع .لقد أمهلها جسدها قليلا من الغفران لذلك مازالت تطلب المال من الاطفال الابرياء عساها تغنم بحلم امراة ثرية ...نظر سيدها ادعى براءة الفقهاء غازلها بومضة عشق ...فجاة غاب جسدها فاقشعرت انياب سيدها و احضر معجم الأضداد كي يكتب النص المختار حسب اهوائه متغزلا او هاجيا .

استلقى امامه قرد مقره بالوعة ذات الروائح الكريهة و رغم ذلك يشم بكل فرح رائحة العبير وهو في حالة اشمئزاز ....ها قد تجمع القوم داخل بهو المحطة يطلبون رضاء سيدهم المختار و قد تكتمت زوجته اسرار العمل .ناد نفسه دون ان يحدث جهر الكلمات فاتكأ على الحائط مستفسرا اصل المفاهيم للغة الضاد ....آه يا وطني ظلموك فرموك بالحجارة الحارقة ...ليت هذا كان في خبر ليت.....


الامضاء ...ادريس الجميلي



كبرتُ بما يكفي بقلم د.ناديا حمّاد

 كبرتُ بما يكفي

............


الآن 

وبعد مضي نصف العمر وأكثر  

أعيش بنصف  أمل ،

و    نصف  حلم   ،،

وأقيم  في أقل من نصف وطن


كبرت بما يكفي 

ونضجت كثيرا  ، 

لأتأقلم  مع   هذا العالم الخشن، 

فلم يعد يغريني مديح زائف

ولا همسات ناعمة 

و لا تعنيني نشوة عطر 


لم أعد أكترث كثيرا لاعاصير الزمن  

و ها انا اقف الآن في وجه الريح بكامل هشاشتي  وضعفي

 

كبرت بما يكفي 

لأبتعد عن التفاصيل المملة

و عن تسلق الأسوار العالية

عن السباحة بعكس التيار ....

لم أعد أُجيدُ اللهاثَ خلفَ ما لا يُشبهني،

ولا أُحسنُ التسلّقَ نحو قممٍ لا تُشبه سمائي


كبرت بما يكفي لتنبتَ

حول فمي تجاعيدي الكثيرة والتي تنزاح قليلا حين أبتسم لك

تجاعيدي التي رسمها

حزني وفرحي وتأملاتي

وضربات الزمن الموجعة،

لن أخفيها  بحقن البوتوكس 

ولا بمبضع الجراح 

لن اغيّرَ  مسارَها تحت أي ظرف


كبرتُ...

تعثّرتُ بما يكفي

لأفهم أنّ بعضَ الخساراتِ كانت خلاصًا،

وأنّ بعضَ الأحلامِ لا تستحقّ السهر.


لم أعد أُجيدُ المجادلة،

ولا أُحسنُ الوقوفَ على أطرافِ الأمل،

أصبحتُ أختارُ الانسحابَ من المعاركِ التي لا تُشبهني،

وأُغلقُ الأبوابَ التي تُعيدني إلى نفسي القديمة.


أقولُ لرفيقِ عمري

ذاكَ الذي خذلته الحياةُ مرارًا ،

دعنا نُعيدُ تعريفَ النجاة

لا بالانتصار، بل بالتماسك

لا بالوصول، بل بالقدرةِ على الاستمرار .  


دعنا نسندُ أرواحَنا المتعبة ،

نُربّتُ على ندوبِنا ،

ونضحكُ كما لو أنّنا لم نُهزَم


نرممُ ما تهشّمَ  فينا

لنموتَ  واقفين

 كأشجارٍ لم تنحني يوماً للرّيح


دعنانتحرر من أقنعةِ المجتمع

 من أعباءِ ذاتِنا

ومن أعباء الآخرين

دعنا نطفىءُ هذا العالم خلف ظهرنا ونمضي

كأننا لم نُكسَر

بل كأننا نولدُ الآن

بحبٍّ لايُنسى


تعالى  لفنجان قهوتي

لاكملَ معكَ الباقي من قصتي


هناك الكثير مما نستطيع فعله

 

و مازال هذا الفضاء  يتسع

          لبعض أحلامنا ......

...........


     د.ناديا حمّاد      

        2024



غزّي و راسك عالي بقلم الشاعر حاتم بن حورية

 غزّي و راسك عالي

و لا ما  تبالي

يا لغزاز ترابك غالي


مهما  كثرت  لمراض

و ڨالولك أهجر غزازك

و عليك الأخضر ڨاض

شوف تلفّت بين حوازك

و حتّى كان ركبك لغياض

و ڨالولك أهجر  عزازك

ملزوم الدّامس يبياض

و يخضار عوده بإنجازك

ثميّكا   تنعم   برياض

و تفرح بعيدك و زواجك

و تفرح بعڨلك إلّي راض

و لا تخمّم كي الطّير الجّالي

و تعيش في محبّة و رياض

و يصبح دلوك ديما مالي


إحسب خيراتها و عد

و إبدى ببحرها و رملها

و حتّى السّايح كيف نشد

و عل المواقع الكل نزّلها

يتمنّى في غزازنا تولد

طامح يطلع فوڨ جبلها

و إلّي يسمع يفرح و يهد

و يشكر سكّانها و أهلها

يلڨى فيها صاحب و سند

ولاد أصل بحكمة و عڨلها

راك غزّي و في غزازك شد

ما ينفع ندم بعد هجر إمّالي

و نڨول اللّهمّ لا حسد

راهي غزازنا سبب دلالي


بقلم حاتم بن حورية 

في 2025/10/30



بدار الثقافة بوحجر اختتام ملتقى بوحجر للفنون التشكيلية ▪︎ تحت شعار:" المدينة بيئة للفن و الجمال ▪︎ تغطية الكاتب: جلال باباي

 بدار الثقافة بوحجر

 اختتام ملتقى بوحجر للفنون التشكيلية 

▪︎ تحت شعار:"  المدينة بيئة للفن و الجمال ▪︎


    أسدل الستار  مؤخرا تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير،  على فعاليات الدورة الأولى لـملتقى بوحجر للفنون التشكيلية تحت شعار: " بوحجر: الفن والإبداع" ، والتي امتدت بين  أيام 31 أكتوبر، 01 و02 نوفمبر 2025 بدار الثقافة بوحجر.

     هذا وشمل الملتقى انتظام عدد من الفقرات على غرار المعارض متعددة التقنيات والجداريات اضافة الى  الورشات الفنية المتنوعة ( الحفر و الطباعة ، الفسيفساء و الرسم الزيتي و المائي) و إقامة ندوات فنية و فكرية 

    و قد شهد الملتقى حضورا نوعيا لمحبّي الفن التشكيلي  والرسامين الهواة منهم و الأكاديميين .

 علما و أن حفل الافتتاح كان قد أقيم يوم 31 أكتوبر مع تدشين المعارض:

 من ذلك معرض  جماعي دولي لجمعية تأطير الشباب 

    هذا و تمٌ تكريم المشاركين في المعارض و الندوة العلمية التي تمحورت تحت عنوان : " تحديات الفن التشكيلي في عصر العولمة " 

ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى بوحجر للفنون التشكيلية في دورته الاولى بمشاركة الباحثة انتصار جلالي  و الفنان : كريم كريٌم و الدكتورة: رباب غربال و ذلك تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير.، 

  و تامل إدارة دار الثقافة بوحجر ان تتوسٌع رقعة المبتقى لتشمل تداخل فنون اخرى من الرسم مثل الشعر و الخط العربي و الموسيقى و لم لا الفن الرابع متمثلا في:المسرح حتى تستقيم التظاهرة موعدا جامعا  و مُوحٌِدا لمختلف الفنون الإبداعية.


                     الكاتب:  جلال باباي



في المنستير ● انطلاق المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام تحت شعار :" الفنان بين الذاتي والانساني" تغطية الكاتب: جلال باباي

 في المنستير


● انطلاق المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام

 تحت شعار :" الفنان بين الذاتي والانساني" 


 ▪︎ الوجدان الثقافية: 


       تحتضن الجمعية الوطنية لتأطير الشباب وجمعية " حس " الثقافية التنشيطية الفنية بالشراكة مع المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومعهد العالي لتقنيات الفنون طرابلس ليبيا والدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بجمهورية العراق  فعاليات المنتدى الدولي الثالث للفنون البصرية والاعلام  و ذلك لهدف تكريس الحوار  بين الذات الفنية و البعد الإنساني.

    و يُعَدٌُ هذا الحدث الثقافي موعدا هاما للغوص في المبحث المتعلق بمحور الملتقي  هذه السنة تحت عنوان: " الفنان بين الذاتي والانساني"  وذلك بمدينة المنستير بداية من يوم الأحد  2 إلى غاية 7 نوفمبر 2025 ويسعى المنتدى إلى تعزيز التبادل الثقافي و الفني و الإعلامي بين المبدعين العرب و الدوليين وتكريس الحوار بين الذات الفنية و البعد الإنساني في الإبداع المعاصر ، من خلال سلسلة من الورشات التكوينية و المعارض الفنية و الندوات العلمية و العروض المفتوحة التي تجمع فنانين و أكاديميين من مختلف الدول. 

   كما يعتبر هذا الحدث الدولي دعوة للإسهام  في دعم مسار التعاون الثقافي العربي المشترك و إشعاع الفنون البصرية و الإعلامية  في المنطقة العربية ثم الإنفتاح على الخارطة العالمية بفضل تلاقح الثقافات و التقاء الفنون. وتكاملها.

                       

                   ▪︎ الكاتب:  جلال باباي



.** طبقات الغلاف الجوّي بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... تونس.

 .** طبقات الغلاف الجوّي

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) البقرة.

وردت كلمة "سماوات" في كثير من الآيات  القرآنية ، وتستخدم لوصف السماء وأيضا الكون بأسره. ومن المعروف أن السماء أو الغلاف الجوي ، ويتألف من سبع طبقات. 

ونحن نعلم الآن أن الغلاف الجوي يتكون من سبع طبقات بعضها فوق بعض استنادا إلى معايير من التركيب الكيميائي أو درجة الحرارة . والتعاريف الواردة مكّنت من التيقّن من أن الغلاف الجوي للأرض يتكون من 7 طبقات.  و استخدم نموذج  لتقدير الأحوال الجوية لمدة 48 ساعة يؤكد  أن الغلاف الجوي يتكون من 7 طبقات. 

ووفقا  لتعاريف الجيولوجيا الحديثة ، طبقات الغلاف الجوي السبع هي على النحو التالي:

-1. Troposphèreالتروبوسفار

2. Stratosphèreالسترابوسفار

3. Mésosphèr الميزوسفا ر        

4.  Thermosphèreالثرموسفار

5. Exosphèreالأكزوسفار

6. Ionosphèreالإيونوسفار

7. Magnétosphèreالمانيوتوسفار

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فصلت.

وبعبارة أخرى، فإن الله يفسّر لنا أن لّكل سماء وظيفة خاصة بها. والواقع، كل طبقة لها دور حيوي لفائدة البشرية وكذلك لجميع الكائنات الحية على الأرض. كل طبقة لها وظيفة خاصة ، من تكوّن المطر  إلى الحماية من الأشعة الضارة ، إلى انعكاس موجات الراديو لحماية الأرض من الآثار السلبية للنيازك.

تقدم الآيات هذه دليلاً على وجود سبع طبقات في الغلاف الجوي :  

أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) نوح.

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) الملك. 

في العربية في هذه الآيات، تفيد كلمة"طباقا"معنى" طبقات، أو أغطية، أو مظروف  مناسب لتغطية شيء ، وتؤكد على حقيقة أن الطبقة العليا مناسبة جدا للطبقة الدنيا. واستخدام صيغة الجمع: "طبقات". في هذه الآية، هي بلا شك التعبير الأكثر مثالية لوصف الغلاف الجوي. وهي معجزة كبيرة ، لم يتم اكتشافها إلاّ بفضل تكنولوجيا القرن 20الـ ، وقد كان ذكر صراحة في القرآن منذ 1400 عام .

حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 

من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة



الاثنين، 3 نوفمبر 2025

الجزائر الثورة بقلم الشاعر عمر الشهباني - تونس -

 بمنــــــــــ 01  نوفمبر 1954 ــــاسبة الثورة الجزائرية:

عمر الشهباني - تونس - 

                  **** ’’ الجزائر الثورة ‘‘ ****

الى الوطنيين في عيد الثورة الجزائرية:

أنـا من ثورة المليــــــون آت *** من الإصْـــــرار بالعهد البعيدِ

من الأوراس من كل الجزائر *** من الهقَّـــار من رملِ الصعيدِ

من الصّحراء من فجٍّ عميـق *** من الواحَــــات والبحر المَهِيدِ

على الهــامات  أوطادا رُفعنا *** إذا صــــــاح المؤذن بالشهيد

لنا التـــــــــاريخ والأيـام منا *** نصُـــــــوغ ُخِلاقَها مثل الوليدِ

إذا قلنا لهــــا سيـري جنوبا *** لها الركبـــــــان تجري بالبريد

ولو كــان الشمال لنا مسيرا *** فكل الأرض تسعــــــى بالرفيد

بلاد لو يسيـــر الدهر فيها *** يصوغ الدهر من دهري نشيدي

بلادي والجــــزائر من مداها *** كمثل الزهو مسنــــودا بعيدي

*

أجل شعر ’المنــــاضل‘ كان صدقا *** وكان قبله ’عبد الحميدِ‘

وكـــانا شــــاعرين على نضالٍ *** أزالا الرمل عن وجه الوَئِيدِ

إذا قــَــــــالاَ تَأَوَّدَتِ الرّماح *** وصاح الريح بالأشجار ’ميدي‘

وثــــارت في الجزائر كلُّ أرضٍ *** وزادت شعْـــلةً نَــارُ الوَقيدِ

ففعل الحرف عند الحسم سيفٌ *** يزيــــلُ الأسْنَ يأتي بالجديدِ

وليس الجهد يبلغ ما تمنى** ولكن على قدر المقام يطول جيدي 

*

فأرسل يا كليمي الحرف صهوا*** فلا حرف إذا خـانت قصيدي

فمن أهلٌ إذا قلنا قريــــــــــضا *** على غير الجزائر في العديدِ

وهل طهرٌ بحرف فـــــي كلام *** إذا أفضــــى إلى غير المشيد

لها شعري وليس الشعر مني *** لها التحنـــــان بـالذكر المعيدِ

إذا قــــامت لنيل المجد أحنت *** رؤوسَ المكرمات الى الوهيدِ

شهيد الأرض طهرها فضاء *** ومـــاء الخير بالحوض العميدِ

يدور النجم في أرجــــاء أهلٍ *** ولا تنظر إلـــــــــى نجم وحيدِ

نجـــوم في الأديم إذا أضاءت *** لها هدي علـــــى الأمدِ البعيدِ

*

أتينـــــــا الدهر نسأله دروسا *** عن الأيــــــــام تورث للحفيد

سألنــــا ’من له الإقدام؟‘ هام *** وأرسل كفه وحنــــــــى بجيد

وأهطع لم يتمتم بالكَـــــــلام *** وألقــــــى بالإشَــــــــارة للبعيدِ

وقَـــال ‘الشّعر لا يبلغْ مداه *** ولا يحيَــــــــا مع الدَّهْر المديدِ’

‘إذا قيل القريض بغيْر أهلٍ *** كمن صبَّ العطورعلى الصَّديدِ’

‘إذا صغْتم على البلدان مدحا *** وشئتم تنسبــون إلى الجدودِ’

‘وإنْ قلتم فقولوا في الجزائرْ***ولو زرْتم فـــزوروا بالورودِ’

‘فــ’وهران‘و’واديها‘صروحٌ *** و’أطلسها‘ المعمَّـمُ بالجليدِ’

‘وثورتها التي فــــي كلِّ قلبٍ *** لها فخْـــــــرٌ يطوِّق كلَّ جيـدِ’

*

زائر يـــــــــــــا بلاد الواقفين *** بوجه الريح تذرو بالوعيدِ

أدام الله عزك يــــا بلاد *** فأنت المجد بـالشعب العنيدِ

وأنت القوس في مقلاع سهمي**وأنت الصرح بالقصر المشيدِ

تعــالى الأخضر الممشــوق قدا *** بنجم هلالِــك الغض السعيد

ورفرف بالبيــاض علـى جباه *** ووشم بالمعـــــاصم كالجريدِ

إذا زأر الجــزائر فـــــي عرين *** ترى الأوثان تسقط بالمصيد

*

أخــــاف على الجزائر يارفاقي *** وأدعــــو الله بالجهد الجهيد

وأدعو العــــالمين الى الصلاة *** لكي يرجـوا و بالأمل الشديدِ

بذكرالســـــــــاجد القوام فجرا *** بفضل القارئ الداعي المعيدِ

‘يجنبك المكـــاره كي تثنــــي *** قوافلنا إلـــــــى البئر الوريدِ’

علوتي يا جبـال على المكدي *** وفزتي يـــــا بلاد على المكيدِ

وإنــــي لن أكـون لغير أهلي *** وسار الأهل قبلي في العــــديد

وأعمـــامــــي إذا ثرتم أتوْكِ *** وكانت صدرهم مرمى الصهيد

تؤازرك العروبة يـــــا جزائر*** وبالأسلام كفٌّ للشـــــــريد

*

سقى الله الجزائر غيث خير *** لهـا في المغربين يدُ الحميدِ

فكم قــام الزمان إلى خطاها *** لنيل الجــوهر الدسم المفيدِ

أرادت حين جاء الغربُ جندا *** وأهدت  للوغـــــى كفن الوليدِ

سقت أرض الجدود بما رواها *** وضحَّــــى الجد للأبن الحفيدِ

لذاك الزهر أسبغ فـي ثراها *** وهــام البحر بالسهل النضيدِ

وللأغـــــــواط واحات وظل *** وبالســــــاحات فرســـان لغيدِ

وهذا الجيش حفظ للجــــوار *** ومنها الجــار يهفو في المزيد

لتبني المغرب العربي صرحا *** وأنف الحر يعلـــــــــو بالرفيدِ



أرض نوفمبر بقلم الكاتبة زهراء كشان🇩🇿

 أرض نوفمبر

تبقـى بلادي في الوجدان نبض دمي


وفي حنايا فؤادي تسكن عزمي


يا جزائر الأحرار يا وهج قلمي


يا قبلة الفجر يا مجد الأمم


يا أرض نوفمبر المجد والقيم


يا صرخة الأبطال في وجه الظلم


قدسي ترابك في الأرواح منبعه


ونورك الخالد المسكوب في الكلم 


من تربك اشتعل الإلهام فانفجرا


وصار ليلك قنديلا ومحبرا


سقى الشهيد ترابك ثم أزهرا


تلالك الآن تفاخر لن نقهرا 


يا نفحة الياسمين فيك الضياء والهمم


إذا لاح نوفمبر وابتسم


يا موطن الجمال يا نبض العلم


نبقى نغنيك في الأفراح والألم 


يا جزائر النور يا أم الحلم


تبقى الجزائر فجرا لا يغيبُه


ليل الزمان ولا غدر معتمه


فيك الشموخ وفيك النصر يكتبه 


شعب نوفمبر مهيب إذا قال الوطن


انشقت الأرض وارتج البشر 


تبقى بلادي في الوجدان نبض دمي


وفي حنايا فؤادي تسكن عزمي


يا جزائر المجد والقيم


يا جزائر النور والعلم


بقلمي زهراء كشان🇩🇿



لقيطة السبعينات بقلم الأديبة زينب بوتوتة الجزائر

 لقيطة السبعينات


ما بالها لقيطة السبعينات 

حظيرة الإنتداب ….تندب 

وحجم يدي أكبر من حجمها 

كنا عدلناها بكف اليقين

وجب عليك التريث يا عديمة التاريخ 

لنرشح لك وجها آخر 

 غير وجهك هذا القصديري

 الخاضع اللعين

تريثي أيتها الخليط السمج 

من جنس هندوسي 

سريلانكي أسيوي  هجين

تريثي قليلا لكي تأخذي جائزتك الأولى 

لأكثر الوجوه قبحا 

 وأكثر الدويلات اللقيطة تآمرا 

 من بين المتآمرين المطبعين 

هل علمت يا حظيرة الإنتداب 

أن يوغرطة الجزائري ذات يوم عرض روما للبيع ؟.

عنما كنت مجرد حبات رمل 

تحت "صنادل" جهلتك الفاسقين ؟.

هل تعلمين   

أن متاحف الدنيا تحاضر في حضرة  طارق ابن زياد الجزائري 

الذي فتح أوروبا 

وتنهنان والكاهنة والأمير عبد القادر والعربي بن مهيدي وزيغود يوسف والكثير الكثير من أبطال الجزائر الأسياد الأمجاد الشامخين

هل تعلمين أن ثورتنا التحريرية تدرس في جامعات الدنى 

وتناقش بها الأطروحات 

كأكبر ثورة في القرن الواحد والعشرين  

هل تعلمين يا خمارة الضالين 

ويا مكب المكبوتين 

ويا حاضنة الإرهاب والمحتلين 

ويا مدمرة الأوطان الآمنة 

يا مندسة في ثوب الصهاينة العابثين 

أن لالة فاطمة نسومر أسرت جيشا بأكمله من ضباط فرنسا وأهانتهم 

هل تعلمين 

يا متقمصة دور القوي 

أن الجزائر سيدة البحر الأبيض المتوسط 

أمريكا و أوروبا كانوا يدفعون لها الجزية صاغرين 

وأمام اسطولنا البحري العظيم 

تعطيهم الجزائر السيدة 

الشامخة الأوامر يلبون 

تلبية الطيعين الطائعين 

هل تعلمين 

هل تعلمين

 أن الهولندي غنى "لقد أصبح الجزائري سيدا علينا "

والعثماني غنى الجزائر باكيا على حقبة ذهبية 

وأمريكا اسمت مدينة القادر في الأوهايو  باسم الأمير عبد القادر 

واسمت مقاطعاتها الجزائر و فرقها الموسيقية 

هل تعلمين 

أن نصب الأمير عبد القادر في ألمانيا 

وتاريخ الجزائر في متاحف ايطاليا 

وفرنسا وبريطانيا وتركيا 

هل تعلمين 

وتلك الأيام نداولها بين الناس 

يامن أصبحت للشيطان قرين 


الكاتبة الأديبة زينب بوتوتة     الجزائر



أنتَ مسائي بقلم الكاتبة: زينة الهمامي تونس

 *** أنتَ مسائي ***


يا من سكبتَ دفءَ كلماتك في فنجاني

أنا وقهوتي في انتظارك

يا من علّمني أنَّ للحب طعماً لا يشبه أيَّ مذاق

يا سُكّر أيامي وعطر أنفاسي

حين يطلُّ علينا المساء

أنا وقهوتي ممزوجةٌ بنبضي

برغبةٍ أنيقةٍ لا تعرف صخب الكلام

بل تنساب همساً على أطراف الشفاه

تعال نرتشفها معاً

على مقعدٍ من حلم وطاولةٍ من سحر

تظللنا غيمةُ شوقٍ ويشهدنا القمر

وأسمع همسك

وأنت تسكب في روحي سكوناً جميلاً

مع نكهة الحروف ودفء المعاني

خذ من قلبي قصيدةً ومن نظراتي وعداً

بأن نبقى هنا، حيث يولد الحب من الحرف

وتورق الأرواح بالشوق

ننسج من جمال الحرف

عالماً لنا لا يعترف بالمسافات

ولا بأفول القمر ولا برحيل الأماني

أنا وأنت وجمال المساء

وعبق الحب ورائحة القهوة


بقلمي: زينة الهمامي تونس



أنا...عندما تمضغني الحيرة. بقلم الأديبة فاطمة محمود سعدالله

 أنا...عندما تمضغني الحيرة.


هناك ،يولد الصباح مفخخا

بأمنيات موقوتة

تدق ساعتها رويدا..رويدا:

تك..تك..تك

فتشتعل الأسئلة وتسقط ريشا

من أجنحة المُذنَّبات

قبل الانفجار بهمسة.

عند الانفجار ، أتطاير ..أنا

مدججة بالوجع

مضرجة بالحنين

فيا رمال وطني  كيف لي أن أدجن صوتي الهارب من الوقوع؟

كيف لي أن أخصب بذور الصبر

في  تربة قد تستقبل شظايايَ؟


على عتبات المساء أدور حول نفسي

كدوامة صغيرة

أتلمّس طريقا كانت موعودة بالاسفلت

تعد خطى الغدوّ والإياب

تودّع أصداءها المكدسة كالركام

بين مبتدأ ومنتهى.

الفصول متشابكة .والوقت ينصهر 

ذؤابات الوقت

فلا ساعة تدق 

ولا شيء سوى حلقة خانقة..


لا مناص من الفرار

فعليك أيها المسافر عبر الزمن

أن ترسم الطريق محشوا بالرحيل

مسكونا بوجوه غريبة

تلوّح للعابرين من بعيد 

بأيد مبتورة

وخطى موقعة بشرود لا يحصي الوقت

ويصغي بهدووووء

 إلى ترددات الصمت


أيها الغارق في يم الرحيل

إذا عثرت على إصبع مضرج بالحبر

ارسم به على الرمل قصيدة

تنزف برحيق الهجرة

تنبئ بولادة أفق 

تزقزق بين شفتيه عصفورة

تنقر كلمات تتأرجح

بين هنا وهناك

في انتظار حفيف المطر.


أيتها الحيرة المغروسة خنجرا

في خاصرة المكان

لِمَ تمتصين دماء الأشجار الواقفة

منذ الأزل

في انتظار خريف النضج

أو ربيع العودة؟

أيتها الفكرة المغروسة في شراييني

متى تفقس بويضات الشمس

قبسة من ماء وشعر؟

أيتها الفكرة الموءودة في رحم النسيان

متى تتسلقين جدران الصمت

نباتات مزهرة

أو حكايات تثمر بخجل؟


فاطمة محمود سعدالله/تونس/20\5\2025


*نزق القصيدة* بقلم الكاتبة فردوس المذبوح/ تونس

 *نزق القصيدة*

حين حلّت مواسم البوح

وهطل في صدري وابل من الحرف

صارعت نزق القصيدة

رسمت حدودها بين الوجدان والذّهن

دققت مساميرها

أشرعت نوافذها لطيور المجاز والحلم

ولمّا تهادت بخطواتها

تسلّقتني الظّنون

خفت أن تهرب منّي

لملمت شظايا نبضي

ولاحقتها..

وحين عدت

كنت محمّلة بأطياف من الغيم..

بمساحات خصبة

يسافر فيها القلب بلا قيدِ..

قصيدتي استوت متوهّجة

في ثوب من الضّوء

عبّت من نسمات الوجد

نطقت بهمسات النّبض

انسابت مرهفة كأنّات الوتْرِ.


             فردوس المذبوح/ تونس


ضفة مفقودة! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي..... ضفة مفقودة!


خذ مني 

رحيق بتلات ساحرة

تأوهات أنفاس صارخة

قيوداً مثقلة بالصدأ

نهراً مضرجاً بالحبق

خذ مني

أشرعتي الممزقة

خيوط كراهيتي الساذجة

دواة قلمي 

ألفة كلماتي والورق

خذ مني 

سيل الألوان 

قوس قزح والأحلام

شفاء حزني 

شهقات الليل 

وأنفاس الصباح

خذ مني 

ثم أرجع بنكهة أنا

العيد والحلوى 

وسهرة فجر


دجلة العسكري

العراق

٢٠٢٥



السّودان صدى لمآسي عربيّة قادمة بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 السّودان صدى لمآسي عربيّة قادمة

لا يكاد الإنسان العربيّ، الّذي يحمل همّ أمّته، يتنفّس الصّعداء حتّى تطفو إلى السّطح قضيّة جديدة تقضّ مضجعه وتستنزف وجدانه. فبينما نعيش وجع فلسطين، ونرقب بعين دامعة ما يتعرّض له شعبنا هناك من قتل وحصار وتشريد وتجويع، تفاقمت فجأة المأساة الإنسانيّة في السّودان، وكأنّ الجرح العربيّ يأبى أن يندمل، بفعل فاعل مجهول أو متغافل عنه.

أقول إنسانيّة لأنّ العنصريّة في جوهرها جرح يصيب الإنسانيّة جمعاء، لا مجتمعا بعينه. وهي إنسانيّة أيضا لأنّ أكثر من يدفع الثّمن هم الأطفال والنّساء الّذين لا ذنب لهم سوى أنّهم أبناء هذه الأمّة أو تلك.

ولعلّ ما يجمع بين ما يعيشه شعبنا في فلسطين وما يقاسيه أهلنا في السّودان ليس فقط الألم، بل الفاعل ذاته بأقنعته المختلفة؛ فحيثما وجد ضعف اقتصاديّ أو انقسام اجتماعيّ، ولو بسيط، وجدت العنصريّة بابا تدخل منه لتؤجّجه وتغذّيه، ثم تستثمره لصالحها.

في فلسطين، تمارس العنصريّة في أوضح صورها تحت راية الصّهيونيّة، وفي السّودان يستغلّ المتكالبون على خيراتها نار الحرب ليغذّوها بالجهل والطّمع والعصبيّة. فيتقاتل أبناء البلد الواحد باسم القبيلة أو الطائفة، كما يتقاتلون هناك باسم الدّين أو الأمن.

لكن لنسأل هؤلاء: من الرّابح ومن الخاسر في هذه الحروب العبثيّة؟

الخاسر واحد: الإنسان العربيّ في كلّ مكان. ففي السّودان كما في فلسطين، تستنزف الطّاقات، وتهدر الخيرات، وتطمس معالم الكرامة، بينما يجلس المتآمرون على موائد النّفط والذّهب والصّفقات.

وعلى افتراض أنّ أحد الأطراف في السّودان انتصر، فماذا سيجني؟

هل سينال من الذّهب ما يعيد له حرّيته؟ أم سيحكم على أنقاض وطن مدمّر، ليبقى رهينة ذلّ جديد وتبعيّة خانقة لا مخرج منها؟

ما تكاد تستقيم الحال في بلد عربيّ حتّى يجد المتآمرون طريقهم إليه، يعبثون بسياساته واقتصاده ونسيجه الاجتماعيّ. ومصيبة المصائب أنّ معظم الحكّام العرب لا تزال تنطلي عليهم حيل أكل عليها الدّهر وشرب، بل وربّما ساهموا فيها طوعا أو جهلا، وهم يظنّون أنّهم بمنأى عن الخطر.

لكنّ الحقيقة أنّه لن ينجو عربيّ واحد من نار العنصريّة الصّهيونيّة، ولا من غيرها من القوى المتكالبة على خيرات العرب والمسلمين، ما دام التّفرّق سيّد الموقف، والصّمت عنوان العجز.

إنّ مأساة السّودان اليوم ليست سوى صدى جديد لمأساة فلسطين، وربّما إنذار لمآس عربيّة قادمة إن ظلّوا على حالهم الرّاهنة. وكأنّ القدر يذكّرنا في كلّ حين أنّ قضيتنا واحدة، وإن اختلفت الميادين: قضيّة كرامة الإنسان العربيّ في وجه الظّلم والهيمنة والنّسيان.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


" ثورة " بقلم الكاتبة فاطمة حرفوش_ سوريا

 " ثورة "

              بقلمي فاطمة حرفوش_ سوريا 


سكتت الحروف في فمِ الكلامِ

منذُ أن حلّت بربوعِنا الجميلةِ

أسرابُ الجرادِ، وجحافلُ الغزاةِ،

وعلا مَدَوِّيًا صوتُ مجازرِ الإرهابِ.


ولجتُ بابَ اللغةِ لأستعينَ بها،

فولّتْ حروفُها هاربةً،

وسكنتْ صحراءَ عقولِهم من هولِ المأساةِ.


لبسوا عباءةَ الدينِ، والدينُ منهم براءُ،

وغرزوا سيفَ حقدِهم المسمومَ

في قلبِ البراءةِ، ونصبوا خيامَ

الموتِ في العراءِ.


فاكفهرَّ وجهُ السماءِ غضبًا،

ومالتْ شمسُها ظهراً للغيابِ.


أواهْ... يا وطنَ الجمالِ،

كيف استباحتْ وجهَك الجميلَ

قطعانُ الإرهابِ!

ووطئتْ شاطئَ أرضِك الطاهرةَ

أقدامُ رجالِ الشيطانِ!


أواهْ... كم عانيتَ،

منذُ أعلنوا ثورةَ الإرهابِ،

فعاثوا فساداً، ودمّروا دياراً، ويَتّموا صغاراً،

وقضَوا على نبضِ الأحرارِ.


كبّروا وهلّلوا وهتفوا عالياً:

حيَّا قومي على الجهاد!

قالوا: النساءُ حلالٌ لنا، وهنَّ سبايا،

فلا دينَ غيرَ دينِ أجدادِنا،

ولا خيارَ لكم

سوى القبرِ أو الرحيلِ عن أرضِ الأجدادِ،

وقالوا: لحربِ الإبادةِ تعالي!


جفّتْ دموعُ الغيمِ، ويَبِسَ قلبُ الربيعِ،

ورحلَ عن أرضِنا مُرغماً،

فلم يعدْ له في الأرضِ مكانٌ.


توضأ الحزن بدمع الجبال،

وفاض صدر الأرض بالآهات،

فبكى سهلٌ، وقُهرَ جبلٌ، وذُلَّ وادٍ،

وناحتِ الأطيارُ من الحزنِ ثكلى،

باكيةً على رمادِ الأعشاشِ،

منذُ أتتْ نارُ الحقدِ على الغابةِ الخضراءِ،

فصاحتْ طالبةً الغوثَ:

رحماك ربَّ السماءِ!


ظنّوا أنَّ البطشَ يُقيمُ مملكةَ القوّةِ،

وتناسَوا أنَّ أساسَ الملكِ

الرحمةُ والعدلُ،

هكذا نادى بجلالِ كتابِه ربُّ العبادِ.

فحكموا بالسيفِ، فبِئسَ حُكمُ الطغاةِ!



قسم شبل بقلم الشاعر محمد علقم

 قسم شبل

...................

أقســم الشــبل يمينـا

شعبي لن يبق سجينا 

وطني سـأدافـع عنـه

وطني أضحى عرينا 

كــم عـدو اهـلكـتــه

أرضُـنا فبات حـزينا

وطنـي.. عـربي ابـيّ

اسألـوا عنه السـنينـا

.................................

هـذه حـطيــن رمـــز

شـرُفـت فيهـا ربـانـا

وهزمنا الغـازي فيها

عاد من حيـث اتـانـا

ابشري ياقدس يوما

فيه لن تكوني لعدانا

نبذل الغالـي رخيصا

نحن نفتديك بدمانـا

.................................

يـا عـــدو الله احــذر

لـم تكـن الارض نهبـا

نهبـك لـلارض ظـلـم

زادنــا. للارض حـُبــا

لم تكن يوما صديقـا

أنت من اشعلت حربا

أنــت لـســـت الاهــا

فلـهــذا الكـــون ربــا

محمد علقم/4/11/2013

اندثار محاصيل الزيتون هذا العام بقلم الكاتب . عبدالسلام جمعة

 اندثار محاصيل الزيتون هذا العام

................

 و كأن كل كتاب فلسطين لا يعرفون بهذه المصيبة وكيف تنتزع الغلال من يد الفلاح وهو بالطبع الأكثر صمودا و  الأكثر دفاعا عن الوطن لأن راتبه طبعا تدفعه المزارع والحقول وعلى شفاهها ابتسامة عريضة دون من أو أذى .

لا يأتي راتبه من مساعدات مسمومة لها شروط و  شرطها الأول أن يبتعد متلقي المساعدات عن العنف و مفهوم ألا عنف هو  أن تسكت عن من يعتدي عليك و أن لا ترفع  صوتك عليه وأن تتلقى سياطه بابتسامة فالحكمة أجدى من المقاومة بكل أشكالها هكذا قالوا في رام الله وقولهم لا يحتاج إلى بحث فهو يتكرر كل يوم .

هكذا يريدون المقاومة ويصفقون للتخاذل ألا وهم أتباع السلام الكاذب. ومثلهم كتاب السلام الكاذب الذين لم نرى منهم أي شرح عن ما يحدث كل يوم في هذه الأيام حيث يسرق القطعان ثمار الزيتون و وصل بهم الصلف والتطرف إلى دخول بيوت الفلاحين وأخذ ما جمعوه من المحصول..

محاصيل الزيت تسرق كل يوم على أيدي القطعان ويصمت الكتاب لأن كتاباتهم إذا كانت لا تناسب السياسي  الذي يتقن تقديم التنازلات لا تلقى رواجا ولا يدفع لصحابها أجرا . 

لذا أتقن كتاب السلام الفلسطينيون العتاب ولوم الآخرين وخاصة العرب على التقصير  .. ونسي هؤلاء أنفسهم يوم وضعوا الوردة في فوهة بندقية الجندي فركل الجندي من وضع الوردة و أسقطه أرضا  وأخذ الوردة و وضعها تحت قدمه  .. 

..........

بقلمي . عبدالسلام جمعة



اللحن الحزين بقلم الكاتب صالح مادو

 اللحن الحزين

من الذاكرة، 

ومن ظلّ الخيمة

خرجت كلماتي

تحمل وجع الأرض... 

وجع الهجرة

ولحناً حزينا

 هو «. اللحن الحزين»


من يعرفُ  اللحنَ الحزين؟ 

كم ثرثرَ قلمي؟.. 

حصد الغزاةُ الزرعَ

وانا لا زلتُ في الخيمة

او بين الأنقاض

كيف لي لا أعزفَ

اللحن الحزين؟ 

سأبقى اٖعيشُ

بين قصائدي

أعزفُ اللحنَ الحزين

إلى أن أعود

وتُزهِرَ الأرضُ من جديد 

ويولدَ لحنٌ آخر

لحنُ الحنين

............ 

صالح مادو

المانيا 1/11/2025

.....


**(( شرفُ العائلة )).. قصة: مُصطفى الحاج حسين

 **(( شرفُ العائلة ))..

قصة: مُصطفى الحاج حسين


طُرِقَ علينا البابُ، دقّاتٌ عنيفةٌ، سريعةٌ، ومتتالية، بعثتِ الرُّعبَ في أوصالِنا، وجعلتنا ننكمشُ على أنفسِنا، حتّى إنَّ إخوتي الصّغار، الّذينَ لا ينقطعُ ضجيجُهم، لاذوا بالصَّمتِ، وهرعوا نحو أُمّي، ملتصقينَ بها، بحثًا عن الحمايةِ والأمان.


اعتقدنا أنّ القادمَ هو (الحاج منير)، صاحبُ المنزلِ، الذي يُريدُ إخراجَنا منه، قبل انقضاءِ المدّةِ المُتَّفقِ عليها.


وبنظراتٍ مليئةٍ بالحيرةِ والأسى، حدّقَ أبي بوجهِ أُمّي الشّاحب، وهمس:


– قولوا غيرُ موجودٍ.. لن أُقابلَ هذا السّاقط.


انتفضتْ أُمّي، وأعلنتْ بصوتٍ مُثقلٍ بالقهرِ:


– هذا النّذلُ يجبُ وضعُ حدٍّ له.


وبتلعثُمٍ يشي بالعجزِ، نطقَ أبي:


– وماذا بإمكاني أنْ أفعلَ، وكلُّ أقربائهِ يُحاصرونني في سكنةِ هذه الحارة؟!


واستجابةً لأمرٍ صدرَ من والدتي، نهضتُ بتوجّسٍ واضطرابٍ لأفتحَ الباب.


خاطبني أبي:


– كما أوصيتكم.. أنا لستُ هنا.


عندما عبرتُ من جانبِ بابِ المطبخ، خطرَ لي أنْ أَدخلهُ وآخذَ سكّينًا، أَطعنَ بها «الحاج منير»، وأُريحَ والدي منهُ، ومن زعيقهِ العالي، لكنَّني سرعانَ ما جَبُنتُ، وطَرَدتُ فكرتي، لأتقدَّمَ وأفتحَ الباب، الذي كانَ يَرتجُّ بفعلِ قوى الدّقِّ المتواصل.


اندلقتِ المُفاجأةُ فوقَ رأسي، تبخَّر غضبي المُستعر في شراييني، وتلبَّستني الدَّهشة، فجَّرتْ في ثنايا أعماقي المُنقبضة شلَّالاتِ فرحٍ صاخبة، فرحٍ يُرغمُ حامِلَه على البكاء، لكنَّني كظمتُ عاصفةَ النّحيب، وزايلني وَحلُ الخوف.


ما حدثَ كانَ أكبرَ ممّا أتصوّر، نعم، نعم، إنَّهم أعمامي، أعمامي الكُثُر، رجالُ عائلتنا... جاؤوا إلى زيارتنا دفعةً واحدة، لا بُدَّ أنّهم سمعوا بمضايقاتِ «الحاج منير» لأبي، أتَوا ليضعوا له حدًّا، شعرتُ بولادةِ القوّةِ ونموّها في داخلي، نحنُ أقوياء إذنْ، فَلِمَ يجتاحنا الهلعُ كلّما قُرِعَ علينا بابُنا؟!.


ارتبكتُ لمرآهم، وكأنَّ لساني أوثِقَ بحبالِ الصّدمة، في حين كانت جوارحي تهتفُ:


– أهلًا وسهلًا… أهلًا… أهلًا.


زعقَ عمّي «الحاج قدّور» كبيرُ عائلتنا:


– هل أبوك موجود يا ولد؟


صُدمتُ!.. واعتبرتُ طريقته في مخاطبتي إهانةً، فأنا أرفض أن يقول عنّي أحدٌ "ولدًا"، ولو كان القائل كبير عائلتنا.


رَدَدتُ وأنا أبذل جهدًا في كظمِ غيظي، بعد أن غادرتني ابتسامتي، التي لم تكد تستقرَّ فوقَ شَفَتَيَّ بعد، كانت كعصفورٍ حَطَّ فوقَ شجرةٍ مثمرةٍ، لكنَّهُ لمحَ بندقيّةَ الصيّادِ مُسدَّدةً نحوهُ... ففزعَ ورفرفَ بجناحيهِ الصّغيرينِ، وطار:


– نعم… أبي هنا.


صاحَ عمّي «الحاج رحمو»:


– نادِ عليهِ بسرعة...


ثمّ أردفَ ضاحكًا:


– اللّعنة على ذقنهِ.


تهاوى فرحي من عليائهِ، تهشّمت مرايا غبطتي على صخرةِ ضحكاتهم المُقزِّزة. هم نادرًا ما يقومونَ بزيارتنا، لا سيّما بهذا الجمع.


استقبلهم أبي، وعند العتبة تكدّست أحذيتهم الملمّعة، هرعتُ إلى أمّي:


– أمّي… هؤلاء أعمامي.


وبفتورٍ أدهشني، قالت:


– تشرّفنا.


رفضتُ تناول الطعام، أريد مجالستهم، والاستماع إلى أحاديثهم، علَّهم يقرّرونَ ضربَ «الحاج منير»، ومنعه من إزعاجنا.


احتلّوا أماكنهم فوق السّجّادة، أحضرتُ لهم التّكايا، وبسرعةٍ حملتُ من المطبخ عددًا من منافضِ السّجائر...


وكم كنتُ أتمنّى على والدي أن ينتهي من طلباتهِ. طفتُ على الجّميع، وأنا أقدّم لهم الماء، شاعرًا بالحرجِ الشّديد، فالماء غير مُثلَّج، نحنُ لا نملك ثلّاجةً، والطّقس حارّ.


وقبل أن أتّخذَ مكاني قرب عتبة الغرفة، أمرني أبي أن أُوصي على إبريقِ الشّاي… ولحظة أن أردتُ مغادرة المجلس، خاطبني عمّي «الحاج كرمو»:


– نحن نريد قبل الشّاي، أن نتعشّى.


هتف أبي بحماسة:


– أهلًا وسهلًا… العشاء جاهز.


سمّرني ضحكهم المُباغت، ضحكاتٌ ماكرة، ساخرة، لئيمة، ومن خلال ضحكته

، هتفَ عمّي «الحاج ممدوح» مخاطبًا عمّي «الحاج كرمو»:


– يا رجل، أتركهُ بحاله… الجّوع قاتله وقاتل أولاده.


صاح أبي بحدّةٍ وحرجٍ، ممّا زاد من تعرّقه:


– خسئتَ أنتَ والجّوع… الحمد لله مستورة.


تعالت ضحكاتهم المقيتة من جديد، دون أن نُشاركهم أنا وأبي بها. لكنّ «الحاج قدّور» أوقفني قبل أن أُردّ الباب:


– عمّك «الحاج كرمو» يُمازح أباك… أَوْصِ على الشّاي.


كم كرهتُهم في هذه اللحظة، ولولا مخافة إغضاب أبي، لكنتُ طردتُهم من منزلنا. الآن أدركتُ سبب احتقار أُمّي لأعمامي، فهم أغنياء متعجرفون، وأبي مُجرّد معمارٍ لا أكثر.


رَوَيْتُ لأمّي ما حدث داخل الغرفة الخانقة، فقالت بغضبٍ:


– يحقُّ له… أبو شدق… شِدْقُهُ أكبر من فردة الصّرماية.


وكانت تقصد عمّي «الحاج ممدوح» صاحب النّكتة السّمجة.


الضّحكات والابتسامات غادرت الأوجه، وحلّت مكانها ملامح جامدة وقاسية.


جلستُ أُراقب الوجوه العابسة، فتحدّث كبير عائلتنا:


- الكَلبَةُ فَضَحَتْنا، وجَلَبَتْ لَنا العارَ، كُلَّ يومٍ نَسْمَعُ عَنْها أَخْباراً جَديدةً.


هَتَفَ «الحاجُّ صالِح»، وكانَ العَرَقُ يَتَصَبَّبُ مِنْهُ بِغَزارَةٍ:


- ذَبْحُها صارَ حَلالاً.


سَأَلَ أَبي:


- هَل أَخوها «الحاجُّ حَمْدو» يَعرِفُ حِكايَتَها؟!


تَعالَتِ الأَصْواتُ مِن أَمَاكِنَ عِدَّةٍ:


- إِنَّهُ قَوّادٌ، تَدْفَعُ لَهُ ثَمَنَ مَشْروبِهِ، وَتَتَكَفَّلُ بِكُلِّ مَصاريفِهِ.


- مُنْذُ فَتْرَةٍ اجْتَمَعْنا، وَأَرْسَلْنا في طَلَبِهِ، وَلَمَّا جاءَ، طالَبْناهُ بِقَتْلِ أُخْتِهِ.


- قُلْنا لَهُ لا تَخَفْ، نَحْنُ لَنْ نَتَخَلّى عَنْكَ.


- وَلَكِنَّ القَوّادَ رَفَضَ.


- بَلْ راحَ يُبَرِّرُ، وَيُدافِعُ عَنْها.


صاحَ عَمِّي «الحاجُّ كَرمو»:


- وَاللهِ ذَبْحُهُ حَلالٌ، يَجِبُ ذَبْحُهُ قَبْلَ ذَبْحِ أُخْتِهِ الفاجِرَةِ.


تَبِعَهُ عَمِّي «الحاجُّ ممدوح»:


- فَكَّرْنا بطريقةٍ لقتلِها، ولهذا جئنا إليك.


أدرك والدي أنَّ الكلامَ موجَّهٌ إليه، قال حائرًا:


- وماذا بمقدوري أن أفعلَ أنا؟! أنتم، كما تقولون، تَحدَّثتم مع «الحاج حمدو» ورفضَ قتلَها. فهل سيستمع إليَّ؟!


أشعلَ «الحاج قدّور» سيجارته، عبَّ نفثًا عميقًا، قال:


- نحن لم نأتِ لنطلبَ منك أن تتحدّث مع أخيها.


ولأوّل مرّة يتدخّلُ عمي «الحاج محيو»:


- جئنا لنعرضَ عليكَ فكرةً، كنّا قد توصّلنا إليها.


سأل أبي بدهشة:


- تَعرضون عليَّ فكرة؟!


سعلَ عمّي «الحاج وضّاح» صاحب أطولِ أنفٍ في عائلتنا، ودَمْدَمَ:


- ما رأيُكَ أن يقتلَها ابنُكَ «مصطفى»؟


قفز قلبي من سُباته، أَحْسَسْتُ بحبلِ المشنقةِ يلتفّ حول عنقي، داهمني رعبٌ وبردٌ، هل أنا من سيقومُ بقتلِها؟! ولكن من هي؟ وما اسمها؟ أنا لا أعرِفُها، ولا أعرِفُ أخاها!! ثمّ ما صِلةُ القُربى بيني وبينها؟!


وتنبَّهتُ على صوتِ والدي:


– ولماذا اخترتم ابني؟! وكلّكم عندكم أبناء، وصِلةُ القُربى بينكم وبينها أكثر.


ابتسمَ عمّي «الحاج سلّوم»، وهتف:


- يا ابنَ العمّ، ابنُكَ تركَ المدرسة، أمّا أولادُنا، فهم يتابعون دراستَهم، ونحن لا نريدُ تدميرَ مستقبلهم.


غلى الدّمُ في عُروقي، أوشكتُ أن أُعلِن:


- أنا لستُ مستعدًّا لدخولِ السّجن.


لكنّ أبي وفّرَ عليَّ الكلام:


- ابني غالٍ عليَّ، كما أولادُكم غالونَ عليكم. وأنا لا أفرّطُ به، لكن عندي فكرة، إن وافقتم عليها، فأنا جاهز.


عددٌ من الجالسينَ تساءلوا:


- ما هي فكرتك؟! أخبرنا.


تابعَ أبي:


- نكتبُ أسماء أولادِنا، كلّ مَن لم يتجاوزِ السّنّ القانوني، نُسجّل اسمَه،

ثمّ، نقومُ بإجراء «قُرعة»، ومَن تقعُ عليه «القُرعة» يقومُ بقتلها.


كان الرّفضُ شديدًا من الجميع، هم يدّعون أنّ أولادهم يُريدون متابعةَ دراستِهم، وأنا تركتُ المدرسة.


الكلّ راح يهتفُ، ويصرخُ، ويزعقُ، ويصيح:


- لن نتخلّى عنه.


- سنُوكِل له أكبرَ محامٍ.


- سنُقدِّم له كلّ ما يحتاجه في السّجن.


قاطعهم أبي:


- لكنّني أخرجتُه من المدرسة ليساعدني في حملِ مسؤوليّة البيت.


- نحنُ سنُساعدك.


- نشتري لك منزلاً، ونُريحك من مشكلةِ الإيجار.


- سندفع لك راتبًا شهريًّا.


- ونُزوِّج ابنك واحدةً من بناتنا، بعد أن يخرج من السّجن.


وثَبَ قلبي من جديد، أُعجبتُ بفكرتهم، فأنا أحبّ «انتصار» ابنة «الحاج أحمد»، لكن لا أمل لديّ،والدُها غنيّ، وأنا لم أُؤدِّ خدمةَ العسكريّة بعد، وأمّي تقول:


- «انتصار» ستتزوّجُ قبلك، فهي أصغرُ منك بسبعةِ أشهرٍ فقط، وستنجبُ عدّة أطفالٍ، قبل أن نفكِّرَ بزواجك.


نعم، سأقبلُ بعرضهم، أجل، سأوافق.


هم يقولونَ إنّي لن أُسجَن طويلاً، المهمُّ أن أحقّقَ حلمي، وأحوزَ على حبيبتي، ثمّ إنّي سأنقذُ أهلي من مشكلةِ الإيجار.


لكنَّ الباب فُتِحَ علينا، أطَلَّت أمّي بوجهٍ متجهِّمٍ، رمقتْ الجميعَ بنظرةٍ قاسيةٍ، قالت وهي ما تزالُ واقفةً عند الباب:


- ابنك يا «حاجّ محيو»، أيضًا تركَ المدرسة.. فلماذا لا يقتلُ ابنةَ عمّه السّاقطة؟!


احمرّ وجهُ «الحاجّ محيو»، وبعد أن تطلّع بوجوهِ الجميع، أجابَ بتلعثم:


- ابني «محمد» لا يقدرُ أن يقتلَ عصفورًا. ابني لا يستطيع.


وقبلَ أن تردَّ أمّي، وهي محمَرَّةُ الوجهِ، يقدحُ الشَّررُ من عينيها، ارتفعَ صوتُ طرقٍ على الباب، وتعالى صوتُ «الحاجّ منير»، وهو يشتمُ أسرتَنا وعائلتَنا، مناديًا رجولةَ أبي للخروجِ إليه.


ووقفَ الرّجالُ، تأهّبوا، ثمّ خرجوا من الباب، غيرَ آبهينَ لشتائمِ «الحاجّ منير»، وسبابِ والدتي، الّذي كان يُطاردهم في الحارَة.*


   مصطفى الحاج حسين.  

          حلب ١٩٩٠م



تعليق على الحوار بين الباحثة الأكاديمية الدكتورة لمى مرجيّة ـ زهر والأستاذ أوس يعقوب من العربي الجديد ضفة ثالثة منبر ثقافي عربي حول كتابها "تطوّر المسرح الفلسطيني (1948 ـ 1975) مبينا مكنونات الحوار وأهدافه. بقلم الكاتب طه دخل الله عبد الرحمن

 تعليق على الحوار بين الباحثة الأكاديمية الدكتورة لمى مرجيّة ـ زهر والأستاذ أوس يعقوب من العربي الجديد ضفة ثالثة منبر ثقافي عربي حول كتابها "تطوّر المسرح الفلسطيني (1948 ـ 1975) مبينا مكنونات الحوار وأهدافه.

الحوار:  

ولدت الباحثة الأكاديمية الدكتورة لمى مرجيّة ـ زهر في مدينة الناصرة، وأنهت مرحلتي الابتدائية والثانوية فيها، ثم واصلت تعليمها الجامعي في جامعة حيفا، وحصلت على البكالوريوس والماجستير في موضوع اللغة العربية وآدابها، وحصلت على الدكتوراة من جامعة تل أبيب، بعد أن قدّمت رسالة عن تطوّر المسرح الفلسطيني من عام 1948 حتّى عام 1975، موثّقة في رسالتها حوالي 320 مسرحية كتبت ووضعت في فلسطين خلال هذه الفترة الزمنية.

أصدرت حتّى الآن أربعة كتب للأطفال، هي: "ريما والضرير"، و"الطفل الذي علّم أباه درسًا"، و"لين وجوري"، و"ذكاء الطفل زيدان". ولها بحثان في المسرح الفلسطيني: "المسرح الفلسطيني حتّى عام 1948"، و"تطوّر المسرح الفلسطيني (1948 ـ 1975) نظرة اجتماعية، سياسية وأسلوبية"، بالإضافة إلى بحث ثالث بعنوان "مسرح الطفل".

نشرت مقالات عديدة في الصحف المحلّية والمواقع الإلكترونية الفلسطينية والعربية، تناولت فيها الجوانب الحياتية كافة، وخصوصًا النواحي الثقافية والأدبية واللغوية، كما أنجزت مشروعًا وطنيًا هو تجميع وتوثيق الروايات المسرحية التي ألّفها وترجمها رائد المسرح الفلسطيني جميل حبيب البحري (1895 ـ 1930)، ورغم كل الصعوبات والعوائق، بحثت ونقبت خلال سنوات عدة في الصحف والجرائد والمجلّات والملاحق الأدبية القديمة جدًا، الفلسطينية بخاصّة، والعربية عامّة (قبل ضياعها واندثارها)، فوجدت غالبية هذه الروايات المسرحية، ووثّقتها في مجلّد كبير الحجم، عدد صفحاته يزيد عن 1150 صفحة، ليكون وثيقة حيّة بين أيدي الباحثين والدراسين والقارئين (وسينشر هذا المجلّد قريبًا).

كما نشرت مقالين باللغة الإنكليزية في مجلّتين محكّمتين عالميتين.

حاليًا تدرّس موضوع المسرح الفلسطيني في كلّيّة القاسمي، في باقة الغربية في الداخل الفلسطيني، وموضوع اللغة العربيّة في مدرسة الجليل الثانوية في مدينة الناصرة.

هنا حوار معها حول شغفها بالمسرح منذ نعومة أظفارها، وعن دراساتها المتخصّصة بالمسرح الفلسطيني، وآخرها كتاب "تطوّر المسرح الفلسطيني (1948 ـ 1975): نظرة اجتماعية، سياسية وأسلوبية"، والذي صدر أخيرًا وكتابها المشترك مع والدها الباحث الدكتور بشارة مرجيّة، الموسوم بـ"مسرح الطفل".

(*) في مستهل حوارنا؛ أسألك عن كتابك "تطوّر المسرح الفلسطيني (1948 ـ 1975)..."، والذي هو في الأصل بحث نلت عنه شهادة الدكتوراة. ما الذي دفعك إلى اختيار هذا الموضوع تحديدًا؟ ومن قبل ما هي علاقتك بالمسرح؟

اختيار الموضوع لم يكن من فراغ، فأنا من عشّاق المسرح بشكلٍ عامّ، وقد وُلدتُ في بيت يحترم المسرح ويؤمن به. ومنذ صغري، اعتاد والداي اطّلاعي على مختلف المسرحيات، وهكذا كبر عشقي لهذا الموضوع... وحين أتحدّث عن مساري الأكاديمي، فاختياري لدراسة موضوع المسرح الفلسطيني بالذات كان نتيجة نقطة تحوّل اكتشفت من خلالها العلاقة العميقة بين المسرح كأداة ثقافية وبين المقاومة الفلسطينية. في البداية، كنت مهتمّةً بجانب تقني، أو فنّي، للمسرح بشكلٍ عامّ، لكن عندما بدأت في دراسة تاريخ المسرح الفلسطيني، لاحظت كيف كان هذا الفنّ يعكس ويشكّل الهوية الوطنية، ويعبّر عن معاناة الشعب الفلسطيني. تلك اللحظة التي فهمت فيها الأبعاد السياسية والاجتماعية التي يحملها المسرح الفلسطيني، شكّلت منعطفًا حاسمًا في توجّهاتي الأكاديمية. منذ ذلك الحين، ركّزت دراساتي وبحثي بشكلٍ أكبر على الربط بين الفنّ والسياسة، وكيف يمكن للمسرح أن يكون أداة فعّالة في التعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية.

(*) هل واجهتك أيّ معوّقات، أو صعوبات، أثناء تحرير الكتاب، والعمل عليه؟

من أبرز الصعوبات التي واجهتني في دراستي لموضوع المسرح الفلسطيني كانت التحدّيات المتعلّقة بالكتابة عن هذا الموضوع بالذات، والذي يُعد موضوعًا حساسًا للغاية، وأنا أتحدّث هنا من منطلق الوضع السياسي الذي نعيشه نحن الفلسطينيون في الداخل (عرب الـ48)، بالإضافة إلى الصعوبات المتعلّقة بشُحّ المصادر والمراجع الأكاديمية المتخصّصة. المسرح الفلسطيني، على الرغم من غناه وتاريخه الطويل، لم يحظَ بما يستحقّه من توثيق أكاديمي شامل، الأمر الذي جعل من الصعب العثور على دراسات نقدية عميقة وموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، كان من الصعب العثور على أرشيفات، أو مواد مسرحية قديمة، حيث تعرّض كثير منها للتدمير، أو الإخفاء، بسبب الأوضاع السياسية الصعبة التي مرّ بها الفلسطينيون، وبعض العروض والكتابات المسرحية التاريخية كانت موجودة في ذاكرة الأفراد فقط، أو في شكل نسخ غير رسمية، مما فرض تحدّيات كبيرة على عملية التوثيق والتحليل.

المسرح ابن اللحظة التاريخية

(*) لماذا اخترت الفترة الزمنية من سنة النكبة 1948 إلى سنة 1975 تحديدًا؟ وكيف قرأتِ تأثير وانعكاسات الأوضاع الاجتماعيّة والثقافية والسياسية، على حركة المسرح الفلسطيني خلال هذه الفترة؟

اخترتُ دراسة المسرح الفلسطيني في الفترة الواقعة بين عامي 1948 و1975 لما تحمله هذه المرحلة من أهمية تاريخية مفصلية في تشكيل الوعي الفلسطيني، سواء على الصعيدين السياسي، أو الثقافي. ففي عام 1948 وقعت النكبة، التي لم تقتصر آثارها على الجغرافيا والسياسة فحسب، بل خلخلت أيضًا البنية الاجتماعية والثقافية للشعب الفلسطيني، ودفعت بالمثقّفين والفنّانين إلى البحث عن أدوات جديدة للتعبير، كان المسرح من أبرزها، وتلي النكبة أحداث سياسية مفصلية أخرى. أمّا عام 1975، فهو بداية تحوّل في أشكال التعبير المسرحي وتوجّهاته، لا سيّما مع تصاعد الوعي السياسي والتنظيمي للفلسطينيين وظهور مؤسّسات مسرحية أكثر احترافًا، وهذا الأمر كان سيوسّع ويضخّم بحثي بشكلٍ لن أستطيع السيطرة عليه ضمن عدد صفحات منطقي، وسيأخذ بحثي إلى منحى آخر، وهنا قرّرتُ التوقّف عند هذه السنة، لأنّ الموضوعات والاستراتيجيات البحثية ستختلف كثيرًا، وهذا يحتاج لبحث آخر مكثّف سأواصل به مستقبلًا بإذن الله.

لقد أردتُ من خلال هذه الدراسة أن أستقصي كيف كان المسرح، في هذه الفترة الحرجة، مرآةً تعكس واقعًا اجتماعيًا متغيّرًا ومتأزّمًا، وفي الوقت نفسه أداة مقاومة ثقافية تُعيد تشكيل الهوية الجمعية وتُحافظ على الذاكرة الوطنية. فالمسرح لا يولد في الفراغ، بل هو ابن اللحظة التاريخية، يتغذّى من معاناة الناس وآمالهم، وينبض بما يدور في الشارع والساحة السياسية. من هنا جاءت أهمّية هذه المرحلة بالنسبة لي، لا كفترة زمنية فقط، بل كمساحة حيوية لفهم كيفية تبلور ملامح المسرح الفلسطيني كفنّ ملتزم وفاعل، في ظلّ سياقات من التهجير والقمع والتشتت.

(*) ما تأثير التراث على المسرح الفلسطيني بعد النكبة وحتّى حرب 1973؟ وما هي أبرز التطوّرات التي مرّ بها المسرح الفلسطيني، سعيًا لبلورة هويته الفلسطينية، وكذلك مراحل التطوّر الشكلي والأسلوبي للمسرحيات الفلسطينية؟

بعد نكبة 1948، كان المسرح الفلسطيني في حاجة ماسة لإعادة تشكيل نفسه، ليس فقط من حيث الشكل والمحتوى، بل من حيث الوظيفة الثقافية والسياسية التي أصبح يحملها. في تلك الفترة، كانت فلسطين قد فقدت جزءًا كبيرًا من أرضها وهويتها الثقافية، وكان المسرح أحد الوسائل الفعّالة لتوثيق الذاكرة الفلسطينية وحفظ التراث الشعبي.

التراث الفلسطيني، بما يحتويه من أساطير، وأمثال شعبية، وأغانٍ، ورقصات، وممارسات اجتماعية وغيره، لعب دورًا كبيرًا في تشكيل هوية المسرح الفلسطيني. وقد تمّ إعادة استحضار هذا التراث بشكل جمالي وفنّي، بحيث يصبح مصدرًا للإلهام في كتابة النصوص وتصميم المشاهد المسرحية. المسرح الفلسطيني بعد النكبة لم يكن مجرّد فنّ في حدِّ ذاته، بل أداة للتعبير عن مقاومة القمع والتشريد، وتأكيد الوجود الفلسطيني رغم محاولات محو الهوية.

من أبرز التطوّرات في هذه الفترة كانت محاولات دمج التراث الشعبي بالأساليب المسرحية الحديثة. في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، بدأ المسرحيون الفلسطينيون في تشكيل أعمال مسرحية تعكس معاناة الشعب الفلسطيني، حيث تمّ استلهام عدد من الرموز التراثية مثل "الفلاح"، و"المجاهد"، و"المرأة الفلسطينية"، لتكون شخصيات محورية في المسرحيات. هذا الدمج بين التراث والشكل المسرحي الحديث شكّل علامة فارقة في التطوّر الشكلي للأسلوب المسرحي الفلسطيني.

ومع تطوّر المسرح الفلسطيني في السبعينيات، تبلورت أساليب مسرحية أكثر تنوّعًا، فبدأت تظهر الأساليب التعبيرية (مثل المسرح الوجودي والمسرح الملحمي)، التي كانت محاكاة للأوضاع السياسية المضطربة، مع التركيز على قضية الاحتلال وأبعادها الإنسانية والاجتماعية. كما ساعدت الحرب الأهلية اللبنانية، وحرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، في بلورة اتّجاهات جديدة في الكتابة المسرحية، حيث تمّ التركيز على الوحدة العربية، والنضال المشترك ضدّ الاستعمار.

أمّا في ما يتعلّق بالتطوّرات الشكلية، فقد كانت هنالك تغيّرات كبيرة على مستوى النصوص المسرحية، حيث بدأ عدد من الكتّاب الفلسطينيين يتّجهون إلى الكتابة المسرحية المعاصرة التي تُعالج قضايا الهوية والمقاومة والتشرّد، مستفيدين من الأسلوب الواقعي السحري والتجريبي. وتمّ تكريس هذه الاتّجاهات في محافل المسرح العربي والدولي، بما ساهم في وضع المسرح الفلسطيني على الخريطة العالمية.

بالتالي، يمكن القول إنّ التراث الفلسطيني كان الأساس الذي بُني عليه المسرح الفلسطيني في تلك المرحلة، لكنّه لم يكن مجرّد تكرار للأشكال التقليدية؛ بل تمّ إعادة إنتاجه وتحديثه في سياق سياسي واجتماعي جديد، ممّا ساعد على بناء هوية مسرحية فلسطينية فريدة في ظلّ التحدّيات السياسية والاجتماعية.

(*) خلال الفترة (1948 ـ 1975) خضعت الحركة المسرحية الفلسطينية في الأراضي المحتلّة لرقابة إسرائيلية صارمة، كأيّ نشاط ثقافي وفنّي تحت الاحتلال، فكيف عمل المسرحيون الفلسطينيون للتخلّص من رقابة المحتلّ ومن ملاحقتهم والتضييق عليهم؟

خلال الفترة ما بين 1948 و1975، كانت الحركة المسرحية الفلسطينية في الأراضي المحتلّة تواجه رقابة إسرائيلية صارمة لم تقتصر على منع العروض المسرحية، بل شملت أيضًا ملاحقة الفنّانين، وتقييد النصوص، وفرض موافقات مسبقة على أيّ نشاط ثقافي. في هذا السياق القمعي، لم يكن أمام المسرحيين الفلسطينيين سوى البحث عن طرق خلاقة وذكية للتحايل على هذه الرقابة والتضييق، من دون التخلّي عن رسائلهم الوطنية والإنسانية.

من أبرز الوسائل التي اعتمدها المسرحيون الفلسطينيون لمواجهة الرقابة كانت اللجوء إلى الرمزية، واستخدام آلية التناص، حيث أصبحت اللغة المسرحية غنية بالدلالات غير المباشرة، وقد كتبتُ مقالًا باللغة الإنكليزية حول آلية التناص المستخدمة في المسرح الفلسطيني، حيث رأيت أن ذلك ضرورة أكثر من كونه أسلوبًا فنّيًا جماليًا. تمّ استخدام الحكايات الشعبية، والأساطير، وأحداث تاريخية قديمة، كأقنعة فنّية لتمرير رسائل معاصرة تتعلّق بالاحتلال والهوية والظلم. بهذه الطريقة، استطاع المسرحيون الحديث عن واقعهم من دون الاصطدام المباشر مع الرقابة.

كذلك لجأ عدد من المسرحيين إلى تنظيم عروضهم في أماكن مغلقة وغير رسمية، مثل البيوت، أو المراكز الثقافية الصغيرة، أو المدارس، لتفادي الرقابة الرسمية. وفي بعض الحالات، تمّ تقديم العروض من دون إعلان مسبق، أو ضمن فعاليات اجتماعية أخرى لإخفاء طبيعتها السياسية. من جهة أخرى، سعى المسرحيون إلى تأسيس فرق مسرحية تحمل طابعًا ثقافيًا عامًّا لتجنّب الحظر، لكنّهم كانوا يحملون أعمالهم بطبقات متعدّدة من المعاني التي كان الجمهور الفلسطيني قادرًا على فكّ شيفراتها بسهولة. بالتوازي، كانت هنالك محاولات للتعاون مع فرق مسرحية عربية في الخارج، أو الاستفادة من تجارب المسرح العالمي في تقديم أعمال تبدو "كونية" في ظاهرها، لكنّها تنقل المعاناة الفلسطينية في جوهرها. بالتالي، لم يكن المسرح الفلسطيني مجرّد فنّ مُقاوِم للرقابة، بل كان فضاءً للإبداع المقاوم، حيث تحوّل القمع إلى محفّز للبحث عن أشكال تعبيرية جديدة، وأساليب سردية مبتكرة تُثبت أنّ الكلمة الحرّة يمكن أن تنجو حتّى تحت الاحتلال.

(*) كيف استقبل النقّاد والجمهور في الداخل الفلسطيني هذا الكتاب؟

كان استقبال النقّاد والجمهور في الداخل الفلسطيني لكتابي موضع تقدير واهتمام، وقد شكّل ذلك بالنسبة لي دافعًا إضافيًا للاستمرار في هذا المسار البحثي. النقّاد رأوا في الكتاب مساهمة نوعية في سدّ فجوة واضحة في التأريخ والتحليل الأكاديمي للمسرح الفلسطيني، لا سيما في الفترة الممتدّة بين 1948 و1975، التي لطالما عانت من التهميش.

ما لفتني أيضًا هو أنّ بعض القرّاء ـ من فنّانين وأكاديميين وجمهور عامّ ـ عبّروا عن امتنانهم لتسليط الضوء على أعمال وتجارب مسرحية كادت تُنسى، أو لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقّه. وقد عبّر بعضهم عن تأثّرهم بالطريقة التي ربط بها الكتاب بين التحليل الفنّي والسياق السياسي والاجتماعي، مما جعل المحتوى أكثر قربًا من واقعهم وتجاربهم الحياتية.

أمّا على الصعيد النقدي، فقد أشاد عدد من النقّاد بالمنهجية التي اتّبعتها، سواء من حيث رصد المصادر الشفوية والأرشيفية، أو في تحليل النصوص المسرحية ضمن سياقاتها التاريخية والثقافية. وقد دار كثير من النقاش حول أهمّية إعادة قراءة التراث المسرحي الفلسطيني، لا بوصفه مجرّد انعكاس للواقع، بل كأداة فاعلة في تشكيل الوعي والهوية الوطنية.

(*) ما تأثير الوالد على مسيرتك الأكاديمية والإبداعية، وكيف كانت بواكير البداية؟

والدي الدكتور بشارة مرجيّة له باع طويل في الأدب العربي، وأدب الأطفال، وهو قدوتي ومثالي الأعلى في كلّ شيء، ولطالما آمنتُ بأنّ عشق اللغة العربيّة انتقل إليّ عبر الجينات، فوالدي هو من أورثني حبّ اللغة والشغف المتعطّش للبحث الدائم، بالإضافة إلى الرسالة الإنسانية التي رافقتني منذ الصغر، من حيث أهمّية وضع بصمتي الخاصّة في موضوعات لم تُبحث سابقًا، أو لم تنل حقّها الكافي من الدراسة والبحث؛ من هذا المنطلق اخترت بحث "المسرح الفلسطيني"، فهذا الموضوع أُهمل كثيرًا رغم أهمّيته، فشعرت بحاجة ملحّة لدراسته ووضع قاعدة متينة لدراسات لاحقة سيقوم بها دارسون شغوفون مثلي.

(*) "مسرح الطفل" هو كتابك الثاني، وهو ثمرة جهد مشترك بينك وبين والدك. كيف تبلورت فكرة هذا الكتاب؟ وما الذي قادكما نحو هذا الموضوع؟ وما هو مضمونه؟

كتاب "مسرح الطفل" هو ثمرة تجربة فكرية وإنسانية عميقة جمعتني بوالدي، الذي لطالما كان له دور محوري في تشكيل وعيي الثقافي منذ الطفولة. جاءت فكرة الكتاب من إدراك مشترك بيننا لأهمّية مسرح الطفل، لا بوصفه مساحة ترفيهية فقط، بل كأداة تربوية وتثقيفية قادرة على التأثير العميق في بناء وعي الأجيال القادمة.

لاحظنا معًا وجود فجوة واضحة في الدراسات العربية، والفلسطينية تحديدًا، حول هذا النوع من المسرح، سواء على مستوى التنظير، أو التوثيق، أو النقد. وهكذا بدأت الفكرة تتبلور: أن نقدّم مرجعًا يعالج مسرح الطفل من زوايا متعدّدة، يجمع بين الجانب النظري والتحليلي، وبين الخبرة الأدبية والتربوية، وهي خبرة حملها والدي لسنوات طويلة من خلال عمله الأكاديمي، وإنتاجه الأدبي.

يقوم مضمون الكتاب على محاور أساسية عدة، من بينها: تطوّر مسرح الطفل عربيًا وفلسطينيًا، وخصائص الكتابة المسرحية الموجّهة للأطفال، والأبعاد النفسية والتربوية لهذا الفنّ، وأمثلة على نصوص مختارة وتحليلها. كما تطرّقنا إلى تحدّيات إنتاج مسرح الطفل في ظلّ الأوضاع السياسية والاجتماعية المعقّدة، وغياب الدعم المؤسّساتي أحيانًا.

العمل على هذا الكتاب لم يكن مجرّد مشروع بحثي، بل كان أيضًا مساحة حوار بين جيلين، وتلاقي رؤى بين خبرة الأب واندفاع الابنة، وهو ما منح العمل طابعًا خاصًّا وشخصيًا إلى جانب قيمته الأكاديمية. نأمل أن يشكّل هذا الكتاب إضافة حقيقية للمكتبة العربية، وأن يسهم في إحياء الاهتمام بمسرح الطفل كرافعة ثقافية وتربوية لا غنى عنها.

(*) كيف تقرأين حضور المسرح عمومًا في المشهد الثقافي والفنّي في الداخل الفلسطيني؟ هل كان دوره إيجابيًا في إنتاج المعرفة؟ وهل أنتج ظاهرة فنّية، أم أنّه لم يزل في مراحل نمو بطيئة؟

قراءة حضور المسرح في المشهد الثقافي والفنّي في الداخل الفلسطيني تقتضي مقاربة مزدوجة تجمع بين الاعتراف بالإنجازات من جهة، وبين الوعي بالتحدّيات البنيوية والظرفية التي لا يزال يواجهها المسرح من جهة أخرى.

لا يمكن إنكار أنّ المسرح في الداخل الفلسطيني لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على الهوية الثقافية، وتشكيل وعي جمعي مقاوم، خاصّة في ظلّ واقع الاحتلال وتضييق الحرّيات. لقد كان المسرح، في كثير من الأحيان، بمثابة منبر بديل للخطاب السياسي والاجتماعي، وهو أحد أبرز الفنون التي نجحت في التماهي مع الواقع، ومخاطبة الجمهور بوعي نقدي.

من جهة إنتاج المعرفة، أرى أنّ المسرح في الداخل الفلسطيني ساهم بشكل واضح في طرح الأسئلة الكبرى المرتبطة بالهوية والانتماء واللغة والذاكرة، وفتح آفاقًا فكرية وجمالية جديدة، سواء عبر النصوص المسرحية، أو العروض التي تجرّأت على مساءلة السائد، وكسر المحظورات. عدد من المسرحيين تعاملوا مع المسرح لا كمجرّد وسيلة ترفيه، بل كمساحة معرفية ومجتمعية حيّة قادرة على التأثير والتغيير.

أمّا من ناحية كونه ظاهرة فنّية ناضجة، أو لا تزال في طور النمو، فالإجابة تعتمد على زاوية النظر. هنالك بالتأكيد تجارب ناضجة، وفرق مسرحية رائدة مثل مسرح "الميدان" في حيفا، ومسرح "الحكواتي"، وغيرهما، كما توجد تجارب فردية مميّزة أثبتت قدرتها على الإبداع. ومع ذلك، لا يزال المسرح يعاني من بطء في التطوّر لأسباب عدّة، منها: ضعف التمويل، وغياب السياسات الثقافية الداعمة، وتهميش المسرح في المنظومة التعليمية، وغياب البنية التحتية الملائمة في بعض المناطق، وغيرها.

بالتالي، يمكن القول إنّنا أمام مشهد مسرحي واعد، يحمل في داخله بذور الظاهرة الفنّية المتكاملة، لكنّه لا يزال في حاجة إلى بيئة حاضنة، وإلى استراتيجيات مؤسّساتية وثقافية جادة تُمكّنه من التحوّل إلى قوّة فنّية مؤثّرة ومستدامة في النسيج الثقافي الفلسطيني.

(*) ما الذي تحضرين له في الوقت الحالي، وفي المستقبل القريب، على صعيد الكتابة؟

في الوقت الراهن، أعمل على مشروع بحثي جديد يُعنى بدراسة التجارب المسرحية النسوية في السياق الفلسطيني، من خلال تتبّع حضور المرأة ككاتبة ومخرجة وممثلة، وكيف انعكست قضاياها في المتن المسرحي، لا سيما في ظلّ التحدّيات المجتمعية والسياسية المركّبة. أهدف من خلال هذا المشروع إلى تسليط الضوء على الأصوات النسائية التي غالبًا ما تمّ تهميشها، رغم حضورها الفعّال والإبداعي في المشهد المسرحي.

كما أضع اللمسات الأولى على كتاب جديد موجّه للأطفال يجمع بين الحكاية المسرحية والتربية الجمالية، إيمانًا مني بأهمّية مخاطبة الأجيال الصغيرة عبر أدوات فنّية تزرع فيهم حبّ الفنّ والانتماء والمعرفة.

وعلى المدى القريب، أنوي التفرّغ لتوسيع البحث في موضوع الذاكرة المسرحية الفلسطينية، من خلال أرشفة العروض والفرق والرموز الفنّية التي ساهمت في تشكيل هذا الفنّ، وذلك للحفاظ على الإرث المسرحي وتقديمه للأجيال القادمة بمرجعية موثوقة وشاملة.

وأخيرًا، الكتابة بالنسبة لي ليست مجرّد إنتاج فكري، بل هي امتداد لمسؤولية ثقافية، ومحاولة متواصلة للمساهمة في صياغة خطاب نقدي فلسطيني معاصر يحاور الواقع، ولا ينعزل عنه.

****************************************  

التعليق:

يقف هذا الحوار شاهداً على مشروع ثقافي متوهج، يجسد بصدق معنى "المقاومة بالذاكرة". إنه حوار لا يسرد سيرة ذاتية فحسب، بل يفتح نافذة على روح أمة تخلق الفن من رحم المعاناة، وتُبدع المسرح من بين أنقاض النكبة.

في قلبِ هذا المشهدِ المهيب، تطلُّ الدكتورةُ لمى مرجيّة ككاهنةٍ للذاكرةِ الجمعية، وكفنانةٍ تنسجُ من خيوطِ المأساةِ سجادةً من الأمل. إنها لا تكتفي بتوثيقِ المسرحِ الفلسطيني، بل تُعيدُ بناءَ عالمٍ كاملٍ من تحتِ الأنقاض. في كتابها "تطوّر المسرح الفلسطيني (1948-1975)"، تتحولُ إلى مؤرِّخٍ للروح، وراصدةٍ لحركةِ الوعي في ظلِّ الغياب. الكتابُ ليس مجردَ دراسةٍ أكاديمية، بل هو سردٌ ملحمي لمعركةِ الوجود، حيثُ تتحولُ خشبةُ المسرح إلى ساحةِ معركةٍ ثقافية، والرمزُ إلى خندقٍ للتحايلِ على آلةِ محوِ الهوية.

يكشفُ الحوارُ عن طبقاتٍ عميقةٍ من الدلالات:

المسرحُ كمساحةٍ للمقاومة الوجودية: حيثُ يتحولُ الفنُ من ترفٍ إلى ضرورة، ومن تسليةٍ إلى وسيلةٍ للبقاء. فالمسرحُ الفلسطيني لم يكن يعكسُ الواقعَ فحسب، بل كان يصنعُ واقعًا بديلاً، ويخلقُ حيزًا للحريةِ في قلبِ القيد.

الذاكرةُ كفعلٍ ثوري: فما تقومُ به الدكتورةُ لمى هو فعلُ مقاومةٍ بالذاكرة، حيثُ تنتشلُ تراثًا مسرحيًا كاد يضيعُ في متاهاتِ النكبةِ والتشتت. إنها تُعيدُ بناءَ سرديةٍ فلسطينيةٍ من خلالِ توثيقِ 320 مسرحية، كاشفةً كيفَ حوّلَ الفلسطينيون فقدانَ الأرضِ إلى امتلاكٍ للكلمة.

الرمزُ كاستراتيجيةٍ للبقاء: فيشرحُ الحوارُ كيفَ تحولَ المسرحُ إلى فضاءٍ للغةٍ مزدوجة، حيثُ يتحدثُ بالرمزِ والإيحاءِ ليخترقَ جدارَ الرقابة. إنه مسرحُ الإيماءاتِ الخفية، والإشاراتِ المتفقِ عليها بين الممثلِ والمتفرج، كشفراتٍ سريةٍ في معركةِ الهوية.

التوارثُ المعرفي كاستمراريةٍ للحضارة: فالحوارُ يكشفُ كيفَ تنتقلُ القضيةُ والمعرفةُ كجيناتٍ ثقافيةٍ من الأبِ الباحثِ إلى الابنةِ الأكاديمية، في مشهدٍ نادرٍ يجسّدُ استمراريةَ المشروعِ الثقافي عبرَ الأجيال.

المسرحُ كمرآةٍ للتحولاتِ الكبرى: حيثُ يوثقُ الكتابُ كيفَ كان المسرحُ سجلاً حيًا لتحولاتِ الوعي الفلسطيني من مرحلةِ الصدمةِ بعد النكبة، إلى مرحلةِ التشكلِ في الخمسينيات، وصولاً إلى مرحلةِ البلورةِ في السبعينيات.

ولا يغيب عن هذا المشهد الوالد الباحث الدكتور بشارة مرجيّة، الذي مثل الجذور العميقة لهذه الشجرة المثمرة، فجاء كتابهما المشترك "مسرح الطفل" تتويجاً لحوار بين جيلين، وجسراً بين الأكاديمية والتربية، وبين الإرث والابتكار.

إنَّ هذا الحوارَ مع الدكتورةِ لمى مرجيّة هو أكثرُ من حديثٍ عن كتاب، إنه رحلةٌ في جغرافيا الروحِ الفلسطينية، ورصدٌ لتحولاتِ الوعي الجمعي عبرَ فنّ المسرح. إنه يشهدُ أن الأمةَ التي تُبدعُ تحتَ الاحتلال، وتخلقُ جمالاً تحتَ القمع، وتصنعُ مسرحًا تحتَ الدمار، هي أمةٌ لا يمكنُ أن تموت، لأنها تمتلكُ سرَّ الخلودِ في الفنِ والكلمة.

هكذا، يظل هذا الحوار نبعاً من إصرار العقل الفلسطيني على الانتصار بالثقافة، وتذكيراً بأن الأمة التي تخلق فنها من ألمها.. هي أمة لا تقهر. فتحية للدكتورة لمى على ذلكَ العزمَ الأكاديمي الذي حوّلَ شغفَ الطفولةِ إلى مشروعٍ ثقافي خالد، وجعلَ من البحثِ الأكاديمي قضيةً وجودية، ومن التوثيقِ العلمي رسالةً إنسانية. إنها تذكرنا أن المعركةَ الحقيقيةَ ليست معركةَ وجودٍ على أرضٍ فحسب، بل هي معركةُ وجودٍ في الذاكرةِ والتاريخِ والوعي الإنساني.

طه دخل الله عبد الرحمن

البعنه == الجليل

2/11/2025



صرخة الفاشر بقلم الكاتب عبدالرحيم العسال

 صرخة الفاشر

=======٪==

أنا لا أصدق ما أري

أو ذاك حلم أم كرى؟ 

قتل وتشريد هنا

والعرض يهتك للورى

دفن لأحياء غدا

نهجا وترك بالعرا

هل قال ربي هكذا؟ 

ظلم وربي ما جرى

هل مسلم من جاءه؟ 

من قاله محض إفترا

أخ يقتل إخوة

من أجل ماذا يا ترى؟ 

من أجل مال يجتري

من أجل تبر في الثرى

والله قال بكتبه

الرزق عندي لا مرا

عودوا إلى ألبابكم

عودوا نوثق ذي العرى

أصل ودين واحد

فلم التفرق ذا أرى؟ 

عودوا ولموا شملكم

ودعوا وفوتوا ذا الهرا

يا رب واحقن دمهم

وأحفظ بلادا والورى

والطف إلهي بأهلنا

إن الضيوف لهم قرى

أنت الكريم ودعوتي

فاقبل أيا رب الورى


(عبدالرحيم العسال - مصر - سوهاج - اخميم)


هدية والدي بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 ***هدية والدي****

يوم عيد ميلادي

اهداني ابي

بندقية

وغصن زيتون

و كوفية

ورسم خريطة

وطني

على محفظتي

وملأها

قنابل

وبارود

واوصاني 

بالدفاع عن وطني

واشار الى أن

ساحة القتال

ديدن وجودي

اوصاني 

اوصاني

أبي

بالدفاع عن وطني

مادمت حيا

وان اقاتل من اجل

وطني

حتى آخر انفاسي

انشد المجد

العزة

الكرامة

لوطني

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 3/11/2025

المغرب



أفتيني أمـاه بقلم الأديب سعيد الشابي

 أفتيني أمـاه

أمــاه ... 

اني رأيت ذات اليمين

أحمرة ...

وبغالا ، وجمالا

وأرانب...وكلابا ...

وزواحف أسلابا...

على هيئة آدم

رأيتهم أمـــاه...

لصــــنم يسجدون

كــبر مقتا عندي ،

يـــا أمي

أن أكــون من الساجدين

والصـــــنم ،...

يزدريني ...يفول لي

مــا لك لا تمّعي ؟...

أبك غــــباء ؟

أم أنت من الـــمارقين ؟

يرميني بكتاب من عـنده

يـــأمرني...

اقرأ باسم أنا المحيي المميت

أعطيتك التـــبن...

أعطيتك لبن الحمــير...

أعطيتك دنيا الاثير

أعطيتك اناث الخــنازير

فاشكر ...

ولا تكن من الممـــترين

ورأيت ذات الشمال دجاجا

يحملن على ظهورهن أسفارا

يرتدين صيغة جمع العاقل

تقــودهن صــراصير

بــــهن تســير

نحو قلس شيد 

من جماجم النحل والجراد

بداخله ثلة من النمل 

تسبح وتصلي

خشيــة سليمان وجنوده

ورأيت وراء القلس 

الشمس والقمر، 

رأيتهما يبكيان

وأنــت وأبي...

على ضفاف دجلة

منحنيان مرتعدان

تغربلان الماء ، بحثا 

عن أحــرف تلاشت

بين العواصف والأعاصير

ثم رأيت بقاع الغربال ،

أحرفا تجمعت ، تماسكت 

رسمت ...

على ألواح من العظام ،

جمـــلا تقول :

أ ، 3 ، ق ، م...رسائل

أنزلت على قوم لا يقرؤون

واذا قرئت عليهم الرسائل

جعلوا أصابعهم في آذانهم

وقالوا ما نحن بسامعين

وفي السـماء ... 

رأيت حمائم بيــضا

تطاردهن غربان سود

والحمائم تــومئ

دسوا اللألواح 

تحت أسرة الموتى

علهم يقـــرؤونها

يوم يبعـــــثون...

أدركيني أماه ، 

أفتيني في ما رأيت ،

أرانــي أصبحت

من الذين لا يفقــــهون

سعيد الشابي


ثَوْرَةُ شَعْب بقلم الكاتب سُلَيْمَان بْنُ تَمَلِّيسْت

 ثَوْرَةُ شَعْب


*****

حينَ سادَ الحَيْفُ، وَاسْتَعْلَى الصَّنَمْ


وَاسْتَطَابَ العَيْشَ فِي ظِلِّ النِّعَمْ


*****


وَتَنَاسَى كُلَّ مَا أَدْلَى بِهِ


مِنْ وُعُودٍ بَعْدَ أَنْ أَدَّى القَسَمْ


*****


بَلْ تَمَادَى مُسْرِفًا فِي غَيِّهِ


يُوئِدُ الحَقَّ، وَيَغْتَالُ القِيَمْ


*****


سَجَنَ الإِنْسَانَ، لَا ذَنْبَ لَهُ


وَبِسَيْفِ الجُوعِ، أَدْمَى وَانْتَقَمْ


*****


كَمْ دِيَارٍ هُجِّرَتْ مِنْ أَهْلِهَا


كَمْ مَنَافٍ ضَمَّدَتْ جُرْحًا وَلَمْ


*****


تَنْصُرِ المَظْلُومَ مِنْ بَاغٍ طَغَى


بَلْ أَمَدَّتْهُ بِمَا يُدْمِي القَدَمْ


*****


بِجِهَاتِ الظِّلِّ مَا كَانَ يَرَى


عُسْرَةَ العَيْشِ وَلَا دَمْعَ الأَلَمْ


*****


وَشَبَابًا عَاطِلًا مُضْنِي الرُّؤَى


بَعْدَ أَنْ أَعْيَاهُ حُلْمٌ قَدْ عُدِمْ


*****


أَشْعَلَ النَّارَ بِجِسْمٍ مُبْتَلًى


لَمْ يَعُدْ يَقْوَى عَلَى كَبْحِ الظُّلَمْ


*****


فَجَّرَ البُرْكَانَ، فَاسْتَشْرَى الصَّدَى


وَتَهَاوَى الحِصْنُ، وَانْهَارَ الهَرَمْ


*****


عَمَّ سَيْلُ الشَّعْبِ، لَمْ يَخْشَ الرَّدَى


حَطَّمَ الخَوْفَ، وَبِالحَقِّ الْتَحَمْ


*****


أَطْلَقَ الصَّوْتَ المُدَوِّي فِي الْمَدَى


قَائِلًا: ارْحَلْ، لَقَدْ خُنْتَ العَلَمْ


*****


فَرَّ مَرْعُوبًا، وَبِالذُّلِّ ارْتَدَى


بَعْدَ عِزٍّ، صَارَ فِي حُكْمِ العَدَمْ


*****


نُصِرَ المَظْلُومُ، وَالحُرُّ انْتَشَى


شَاءَتِ الأَقْدَارُ، وَاللَّهُ حَكَمْ


*****


وَبِلَادِي أَصْبَحَتْ رَمْزَ العُلَى


وِجْهَةَ الأَحْرَارِ مِنْ كُلِّ الأُمَمْ


*****


تُورِثُ العِزَّ، وَتَسْمُو بِالرُّؤَى


ثَوْرَةُ الخَضْرَاءِ، عُنْوَانُ القِيَمْ


*****


✍️ سُلَيْمَان بْنُ تَمَلِّيسْت


جَرْبَةُ – الجُمْهُورِيَّةُ التُّونِسِيَّةُ


2011


(من الأرشيف)



أنتِ… وما كنتِ العائدة بقلم الكاتب سعيد إبراهيم زعلوك

 أنتِ… وما كنتِ العائدة

سعيد إبراهيم زعلوك


انتظرتك،

وكل لحظة كانت شاهدة،

أنني أحببتك

كما لم يحب عاشق في بلادي واحدة.


جعلت من قلبي مرفأً،

ومن ليلي نافذة،

ومن دمعي قصيدة،

ومن صبري أغنية دائمة مجردة.


قالوا: ستعودين في المساء،

فالحنين لا يرضى القطيعة،

والهوى لا ينسى الودادة.

فعلّقت فوق الباب مصباحًا،

وقميصك المعطر،

وكفي الممددة.


لكن مرت المواسم كلها،

والأيام برد،

والسنون موحشة ومقيدة،

وأنت غائبة…

كما النجوم البعيدة.


كتبت لك على الأرصفة المنهارة،

أسمائنا بالحروف المتجمدة،

ورسمت ظلّك على الغيم،

وأطلقت صوتك على العتمة المقيدة.


أين ذهبتِ؟

وأين سكنت الآن، يا روحي المشردة؟

ألم تقولي إنك باقية،

وأن الغياب عندك خيانة مؤكدة؟


هل صدقتِ أنهم لا يموتون

إن غابوا دون وعد ولا عودة؟

ها أنا أحيى كالميت،

أحمل نعشي فوق كتفي،

والروح داخلي مشدودة.


أنا لا أكتب شعرًا الآن،

بل أنثر جثتي في كل مقطوعة

مفخخة بالمرارة والخذلان والخسارة المؤبدة.


صرت أخاف من العيد،

ومن كل فرحة مفترضة،

فالعيد بلا لقاك

كالعصافير بأجنحة مكسورة متعبة.


كل الأطفال يركضون،

وأنا أجرّ ظلي

كحزن طويل الذيل،

كصوت بلا صدى،

وكغصة متعمّدة.


هل تعلمين؟

كل وجه أراه

أبحث فيه عن ملامحك الوليدة،

كل امرأة تمرّ،

أسألها عنك بصمت

وبجفن لا يخفي اللهفة المتجددة.


ما عدت أستجدي الردود،

ولا أرجو من الليل أن يهدي وعد الإجابة،

فما فائدة الصبر

إذا كانت النهاية معروفة

وسطور الانتظار ممتدة؟


أناجي ربي باسمك،

في فجري وركعتي الساجدة،

وأقول:

يا رب، إن كانت حبيبتي في رحابك،

فاجعلها أول الوجوه في جنتك الخالدة.


ربما أراك في حلم

أو في ظلّ وصورة مقيدة،

ربما تأتين في القصيدة القادمة،

أو في موتي…

كابتسامة أخيرة،

مؤجلة،

منتظرة،

عائدة.


ركام بقلم ذ بياض أحمد المغرب

 ركام

بحر أشواق عينيك

ليل خلايا النجوم


تسابيح رمل

غيث واحة


وشاح نبيذ

تنورة الأقداح


طفل موج

لغة القوارب


زهرة عين

قيد الشعاع


صوم الخوابي

إكسير العطش


نسيج الوداع

مرآة سحابة


عين الضحى

صفصافة شمس


مدينة في العراء

غيمة الوجود


جسد موشوم بالتراب

رماح الوصايا


خمرة البراري

أساطير الظمأ


ولادة آتية

شعلة المغيب


صخرة سيزيف

جنين المقل


حلم عابر

دعوة الحروف


همس الريح

صوت الرمل


حديقة الأرواح

تتآكل في صمت


وأقرا

على تاج عينيك

لغة القمر


ذ بياض أحمد المغرب



تيجي يا حبيبي بقلم شاعر العامية /عبد المنعم حمدى رضوان

 تيجي يا حبيبي


تيجي يا حبيبي

 نتصالح وكفاية

 زعل ليلة امبارح


ليه تقعد زعلان

 متنكد مشغول 

البال فكرك سارح


 ودي آخر مرة  

هنتخاصم أنا وانت

 من هنا ورايح


نحل مابينا بهدوء

 يا حبيبي ببساطة

 نقعد نتصارح


نتعاتب ولافيه

ظالم ولامظلوم

 وفي الآخر نتسامح


من نظرة عين

او لمسة ايد نتبسم

 وبعدها نتصالح


بعد شويه هننسى

 زعلناوننسى 

ماجرى ليلةامبارح


وتقولي حقك عندي

 انت كريم 

ياحبيبي ومسامح


واقولك اغفر ماكان

 مني عمري

ماقولك كلام جارح      


            شاعر العامية /عبد المنعم حمدى رضوان



ظلم الحبيب بقلم المفكر العربي عيسى نجيب حداد

 ظلم الحبيب


لا تقسو علي

أيها الحبيب المهاجر. 

فقد كفاني ظلم الدهر

ومرارة الحاجة التي تعصرني

فلم يعد بي الأحتمال على هذا السلوك

اضعفني حزني بأوقات لم أجد فيها من يعاضدني

ومن يؤازرني بمحني التي عبرت على سواقيها المرة

أنا سهم مكسور عن الأذية وبيت مهجور من الأحباب

غايتي أن أسكن قلبي قلبك وسط الأحلام فنسعد معا

نسير على دروب بعشق نراقص الأطياف بلهفات غزل

فنكتب هناك حكايتنا على تلال الغد الشامخة موروث

ياحبيب الروح ما أسمى هذا العشق أن نبض بالخافق

أن ترنمته روحينا على مسارح الايام لتغزونا السعادة

عدل سلوك الهجر وأزرع بذور هواك من جديد كبداية

عساه أن ينبت حقلا مزهر ويفيض بقطر الندى العذب


                             المفكر العربي

                         عيسى نجيب حداد

                        موسوعة رحلة العمر



ليل الغواية بقلم الكاتبة خديجة شاطر الجزائر

 ليل الغواية

حين فك الليل أزراره 

واعتق القمر ستاره

أفصحت الكواكب عن أكنانها

و أردفت النجوم تروي أسرارها

كشرت الشهوة عن أنيابها

تسابق العشاق على طريق الغواية

تزين القصائد و توزع الأقداح

نسيم الصبابة عطره فاح

تغري الكلمات تفتق بكارة

من اطرق السمع في بحرها ساحة

سقط فريسة بين انيابها

تغشاه الموج فضاحا


خديجة شاطر الجزائر



مال لكلام كلمات الزجال المحجوب بوسبولة

 //////+++مال  لكلام +++//////


مال   لكلام   وصبح     ا يخوف


غير    لقليل    لساعتو    مولف


وا     غير    عرفها      وماتخلف


جاي     وحدو   وطريقو   يعرف


عند    ناسو     فهامة     وحكمة


ماشي   حكاية     ولى      حلمة


من    قرايتو    يظهر        بسمة


من    عمقو    نور   ماشي ظلمة


يالناسي       ا  حروف       الكلمة


لكلام     شمس  يزول      اظلام


ويجالس    اطيور    وديك لحمام


هيبة     نازلة    من  وسط لغمام


منو      راحة   لقلوب على  دوام


مكتوب   من     عقول  الفوهامة


يخلق   بين     صحابو      سلامة


عمرو     مابين    لك        ندامة


طافة    وزنو        نبع     لفهامة


بقلم    صقر  لحروف


الزجال   المحجوب  بوسبولة