السبت، 6 سبتمبر 2025

لَهِيبُ الوَجْدِ بقلم الشاعرة مارينا أراكيليان أرابيان

 لَهِيبُ الوَجْدِ

رأيتُ ضياءً وسط عتميَ يسطعُ
فيملأُ قلبي بالحنانِ ويُشبعُ
وناديْتُ أشواقَ الرجاء بخافقٍ
فجاءت نجومٌ في المدى تتخشّعُ
سكبتُّ فذاب الشوقُ والقلب راعشُ
فمن ذا الذي غيري بِحُبّكَ يُولَعُ
رأيتُ وجوهًا لا سواكَ بمهجتي
كأن الهوى من وحيه يتضَوّعُ
فعاد ظلام الروح وهجًا وراحة
ودمعُ اشتياقي نحو روحك يُهرِعُ
فرددتُ صوتًا في المدى كان لفّني
كأن عتابًِا ملءَ جفنيَّ يقبعُ
فكيفَ سأُطفي نارَ شوقيَ إذ غدت
ينابيع أشواقي تفيضُ وتَهمعُ
قبضتُ بكفي جمرة الشوق مُدنفًا
وما زالَ قلبي بالمحبةِ يُولَعُ
فأنتَ حياتي مدّ عينيك للندى
فلست بغير الحب دونك آبدعُ
غرقتُ بعينَيكَ التي هي غابَتي
وعُلِّقتُ بالوجه الذي أتوجَعُ
شربنا كلانا في الثغور رحيقها
فذُابُ بنا شوق من القلب يُدفعُ
وصرتُ الذي في سُكر وجدكَ ذائبًا
فهات لنا النيران في القلبِ تُوجعُ
سأرمي بروحي في لظى الحبِّ علني
أموتُ وأحيا و الهوى يتمنّعُ
بقلمي
مارينا أراكيليان أرابيان
Marina Arakelian Arabian
Peut être une image de 1 personne et sourire

زمن الغربة.. بقلم عماد الخذرى

 زمن الغربة..

إِلٰهِي أَجِرْنِي مِن جَوْرِ الزَّمَانِ
وَظُلْمَةِ الطَّرِيقِ الْمُبْهَمِ
فَلَقَدْ أَلَمَّتْ بِي فِتَنٌ
فَبِمَنْ أَلُوذُ وَأَعْتَصِمُ
فِي زَمَنٍ تداسُ فِيهِ الْقِيَمُ
تَكَادُ الْمُرُوءَةُ فِيهِ تَنْهَدِمُ
مَتَى الْتَفَتُّ يَمنَةً أو يَسْرَةً
لَمْ أَجِدْ لِي خَلِيلًا يَرْحَمُ
وَلَقَدْ قَسَتْ قُلُوبٌ بَعْدَ صَفْوَةٍ
كَدَرَهَا الزَّمَانُ الْمُعْدِمُ
فَكَمْ مِنْ وَجْهٍ خِلْتُهُ صُحْبَةً
حُلْوُ اللِّسَانِ وَالثَّغْرُ يَبْتَسِمُ
أَضْحَى بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحًى
غَرِيبَ الطَّبْعِ يَحْتَشِمُ
وَإِنْ أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ صَدَاقَةً
أَمْسَى كَقَاطِعٍ لَا يَرْحَمُ
عَزَمْتُ الْمَسِيرَ مُرْتَحِلًا
مِنْ زَيْفِ الوُعُودِ وَالْوهَمُ
أَرْنُو إِلَى الْعَيْشِ مُنْفَرِدًا
فَفِي الوِحدةِ حَيَاةٌ وَمَغْنَمُ
بقلمى عماد الخذرى
تونس فى 05/09/2025

في عش الدبابير بقلم الكاتب طارق غريب

 في عش الدبابير

صرخة العاجز وشوشات وأنين
" أنا و حتحور "
في صمت الفجر،
عندما يلتقي الليل بالنور على أطراف الأفق،
جلستُ أنا طارق ، على صخرة قديمة يكسوها غبار الزمن.
الهواء كان ثقيلاً برائحة الورد البري،
ونسيم خفيف يهمس بأسرار لم يسمعها سوى العشاق والأرواح التي تبحث عن ذاتها.
هناك، بين الظلال والضوء، ظهرت حتحور.
لم تكن مجرد إلهة،
بل كانت نبض الحياة المتدفق في كل ما حولي:
فرح، حزن، عشق، وحنين لم أعرف أنني أحمله في قلبي.
رأسها تاج من قرون البقرة، وقرص الشمس يضيء فوقه كما لو كان يشهد على كل لحظة من وجودها،
وعيناها تحملان وعيًا أزليًا، يفهم كل ألم وكل شغف.
اقتربت مني بخفة الريح، ولم تقل كلمة،
لكن كل خفقة قلبها كانت نغمة موسيقية،
وكل خطوة كانت رقصًا على أوتار الروح.
جلست أمامي، وأحسست بأن الزمن يتلاشى،
وأن كل ما ظننت أنه معرفتي عن العالم كان مجرد غبار على مرآة الحقيقة.
قلت بصوتٍ خافت، متردد:
من أنت حقًا، يا حتحور؟
ابتسمت، وكانت الابتسامة مثل نور ينساب في كهوف قلبي المظلمة،
وقالت بدون أن تنطق:
أنا كل ما فاتك ولم تشعر به، كل فرح ضائع،
كل لحظة حب لم تجرؤ على الاحتفاظ بها.
أنا تلك اللحظة التي تسمح فيها لنفسك بأن تكون كاملًا، بلا خوف، بلا شك، بلا حدود.
شعرت أن قلبي يرقص على وقع كلماتها،
وأن دموعي تتماوج بين الوعي واللاوعي،
بين ما أنا عليه وما أستطيع أن أكونه.
وأدركت أن وجودي معها ليس مجرد لقاء،
بل رحلة لاكتشاف الذات،
رحلة لإعادة اكتشاف معنى الحب والجمال والحرية.
صرخت داخلي:
كيف أعيش كل هذا؟ كيف أتحرر من قيودي؟
ضحكت حتحور،
وكانت الضحكة مثل موسيقى قديمة نسجتها الريح على أوراق النخيل،
وقالت:
الحرية تبدأ عندما تتوقف عن البحث عن الإجابات خارج نفسك.
عندما تحتضن اللحظة، حين تراقب قلبك بلا خوف،
حين تعانق الألم والفرح كوجهين لعملة واحدة.
جلستُ معها لساعاتٍ لا يعرفها الزمن، أو ربما كانت دقائق مجرد وهم.
كل كلمة، كل نظرة، كل همسة، كانت تفتح بوابات في داخلي لم أعلم بوجودها.
وجدت نفسي أرقص على حدود الضوء والظلال،
على إيقاعها الذي يهمس لي بأن الحياة ليست مجرد مرور الأيام، بل احتفال بالوجود، بكل لحظة، بكل نبضة قلب.
وعندما رحلت، لم تترك أثرًا سوى الوعي الصافي، والفرح الذي لا يموت، والقدرة على الحب دون قيد.
وأدركت، أنني ومنذ ذلك اليوم، أنا وحتحور، نبضان واحد، روح واحدة تتنفس جمال العالم،
وتعرف أن الحب الحقيقي يبدأ من الداخل.
بعد رحيلها المادي، شعرت بأن وجودها لا يزال يحوم حولي، ليس كظل، بل كضوء يتخلل جدران روحي،
يفتح أبوابًا لم أكن أعلم بوجودها.
بدأت أسمع الموسيقى التي لم تصنعها الأصوات،
بل الكون ذاته: همس النجوم، دفق الأنهار، صدى الصمت بين الصخور القديمة.
كل شيء يهمس باسمها، وكل نفس يذكرني بأن حتحور ليست خارجًا عني، بل داخلي، وكل ما أراه من جمال هو انعكاس لها.
في تلك اللحظة، شعرت أنني أستطيع السفر بين العوالم:
عبر الليل، لألمس وجوه أولئك الذين أحبوا وعانوا،
وأشعر بأوجاعهم وأحلامهم.
عبر الضوء : لأرى أمل كل روح تتطلع للحياة،
وتبحث عن معنى الحب والخلاص.
عبر الصمت: لأستمع إلى نطق قلبي الخفي،
الذي كان يكتم أشياءً لم تُقال، أحلامًا لم تُحلم.
حينها فهمت: كل شيء حولي هو حتحور،
كل نبضة قلب، كل خفقة موسيقى، كل شمس وغروب،
وكل دمعة وفرح، هي تجسيد لروحها.
همست في داخلي:
إذا كنت أنت الحياة، إذا كنت أنت الفرح،
إذا كنت أنت الحب…
فكيف أعيش هذا الوعي دون أن أفقده؟
ثم جاء الرد، ليس بصوت، بل كـ إحساس يغمر كل جسدي وكياني:
عندما تحتضن كل جزء منك،
عندما تعرف الظل والنور، الألم واللذة، الحب والخوف،
عندها تكون أنت حتحور.
أنت وأنا وجوه لروح واحدة، والأبدية ليست زمنًا، بل وعي بلا حدود.
بدأت أرى نفسي، ليس كما أنا،
بل كما يمكن أن أكون: روح تتدفق بحرية، لا تقيدها قوانين الزمان والمكان،
تتحدث بلغات الكون كلها،
ترى ما وراء ما يُرى، تحب بلا قيود، وتغني بلا كلمات.
كانت حتحور هنا، وهناك، وفي كل نبضة قلبي، تعلمني أن الجمال الحقيقي لا يُختبر إلا عندما تكون حاضرًا بالكامل،
بلا خوف، بلا ندم، بلا قيود.
وفي لحظة واحدة، شعرت بأنني انفصلت عن الأرض،
لكن لم أسقط في الفراغ،
بل تحديت الثقل، وصرت جزءًا من الحركة الكونية نفسها: الريح، الضوء، الظلال، الحب، الموسيقى، كلها واحدة،
وكلها أنا وحتحور معًا، روحان في نسيج الحياة الأزلي.
عندها، ابتسمت بعمق،
ليس كابتسامة إلهة، بل كابتسامة الذات المكتملة،
وعرفت أن اللقاء ليس حدثًا بل حالة وجود مستمرة،
تتكرر في كل لحظة، في كل نفس، في كل قلب مستعد لأن يرى ويحب ويشعر.
في أعمق اللحظات، حيث يلتقي الوعي باللاوعي،
شعرت بأن الأرض نفسها تتنفس معي،
وأن النجوم تتماوج كأمواج على بحر غامض لا نهاية له.
لم تعد حتحور مجرد إلهة أو شعور داخلي،
بل كيان كوني متكامل، يرتبط بكل طاقات الحياة، بالسماء، بالكون، وبكل ما هو خفي وظاهر.
همس لي صوتي الداخلي ، لكنه ثابت كالجبال:
من يعرف الحب الحقيقي يعرف أيضًا كيف يحمي كل ما يحب.
ثم جاء صوت ماعت،
إلهة الحقيقة والنظام الكوني، تحمل الميزان، الريشة، وتعكس النور على كل شيء:
لكل فعل، لكل شعور، لكل لحظة إدراك ثمن.
تعلم أن تتصرف بحب ووعي، وأن تكون عدلاً لنفسك وللآخرين،
فالنظام لا يُفرض، بل يُخلق بالوعي.
وفجأة، شعرت بأن الزمان مكان، والمكان فكرة،
وأنني أمتد في كل الأبعاد، أرى نفسي في كل روح وكل نبضة، أعيش كل حياة ممكنة وكل تجربة كونية.
كان هذا اللقاء ليس مجرد معرفة،
بل اندماج مع كل ما هو حي، وكل ما هو روحاني، وكل ما هو جوهر وجودي.
سألتني بصوت خافت، لكن قلبي كان يصرخ:
كيف أستطيع أن أعيش هذا كله، أن أحمل كل الحب،
كل الحق، كل الحماية، وأن أظل أنا؟
ضحكت حتحور، موسيقاها تملأ المكان:
ليس عليك أن تتحمل وحدك.
حتحور وماعت
نحن جزء منك، وأنت جزء منا.
كل شيء بداخلك، كل شيء حولك، هو نحن.
أن تحب، أن تحمي، أن تعرف الحق… كل هذا هو حياتك، ونحن روحك المتدفقة.
شعرت أن كل شيء في الكون يتحرك معي:
الرياح تحمل رسائل العشق القديم.
الأرض تهتز بخفقات قلبي.
النجوم ترقص على إيقاع وعيي.
وأدركت أنني لم أعد فقط أنا،
ولم تكن حتحور فقط إلهة،
ولم تكن ماعت مجرد رمز…
بل أصبحنا نسيج واحد من الطاقة والوعي والحياة،
ملحمة لا نهاية لها، كل لحظة فيها إعادة ولادة،
وكل نفس فيها بداية جديدة.
ابتسمت للحظة الوعي هذه،
وقلت في داخلي:
أنا وحتحور وماعت…
نحن كل الحب، كل الحقيقة،
وكل حماية، ونحن الكون نفسه ينبض في قلبي وروحي.
ومنذ ذلك اليوم، كلما أغلق عيني،
أرأهم، أسمعهم، وأشعر بأنني أعيش في قلب ملحمة كونية أزلية،
لا يمحوها زمن، ولا يحدها مكان،
بل كل ما فيها هو أنا،
وكل أنا فيها هو الحياة بكل مجدها وعذوبتها.
وأضحك من كل قلبي الذي يرفرف نغماً لأنني مصري
تمت
وليس للنمرود سوى خُفي حُنين
وخليك يا شعب غلبان ، عامل زي شخشوبان ، بجسم خشب وعيون زجاج ، منين تشوف؟
يا إدريس : جهز جلسة الكهربا
طارق غريب

مع مولد النور محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠

 مع مولد النور محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر ٠
قال تعالى :
" قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ "
( سورة المائدة: الآية ١٥ )
أن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول ٠
( كعب بن زهير - صاحب البردة الشريفة )
٠٠٠٠٠٠٠
في البداية مازلنا مع مولد الشخصية المحمدية نرتشف منها كل خير و هدى للإنسانية ، و التي ولدت يوم الإثنين في ربيع الأغر فكان مولده رحمه شملت الانس و الجن بالهداية و غمرت الدنيا بنور الحق الذي بدد ظلام الجهل و دعوة إلى التفكر في الوجود للوصول إلى الله الخالق العلي العظيم ٠٠
قال: يعني بالنور محمداً و الكتاب المبين القرآن العظيم معجزته الخالدة حتى قيام الساعة ٠
قال تعالى :
(قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ )
و قد وصفه الله تعالى بالنور أيضا في هذه الآية الكريمة حيث يقول تعالى :
" إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا " ٠
فقد جعله نورا بالدعوة و الوحي حيث حمل رسالة السماء الخاتمة و معه القرآن العظيم نور وهداية و إنه في الخلق بشر أتى بالتزاوج و الانتقال من الظهور إلى الأرحام الطاهر التي تنقل فيها فهو خيار من خيار حتى دعا الناس و دخلت الناس في دين الإسلام أفواجا ( هو سماكم المسلمين من قبل ) ٠
فالله عز وجل هو الذي ارتضى لنا هذا الدين من لدن آدم عليه السلام حتى دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ٠
وجعلني من المسلمين نعمة و فضل و من ثم نستحضر ذكرى المولد النبوي الشريف نستخلص من سيرته الطيبة حياة متجددة نقتبس منها الصلاح ٠
وقد خلق الله عز وجل الجن والإنس لعبادته و أرسل الرسل و معهم الكتاب من أجل الهداية و معرفة طريق الحق و الرشاد ٠٠
و من ثم قد صرنا مسلمين حنفاء لله وحده و جعلنا صفا واحدا ٠
و أخبرنا الله بخلاصة هذا المنهج ٠٠
( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ) هذه أكبر نعمة الإسلام ووحدة الصف بعيدا عن التحزب و الجماعات ٠٠
و عن كعب بن مالك رضي الله عنه :
" كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ، كَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ " صحيح البخاري ٠
و قد قال الشاعر كعب بن زهير الصحابي الجليل يمدح الرسول محمدا صلى الله عليه و سلم :
أن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول ٠
و قد قال من سيوف الهند فغير له الرسول سياق العبارة إلى هذا القول سيوف الله ، فالنبي العربي الكريم لا يقول الشعر و لكن يتذوقه و ينقده و يجزي عليه كما منح صلى الله عليه و سلم زهير بردته الشريفة جائزة له و تقديرا ٠
و قد وصفه أهل عندمت قدم المدينة يثرب التي صارت بالمدينة المنورة بعد ذلك و استقبلوه بالبشر و الترحاب ٠٠
بهذا النشيد الطيب المبارك ، قصيدة "طلع البدر علينا" :
طَلَعَ البَدْرُ عَلَيْنَا مِنَ ثَنِيَّاتِ الوَدَاع. وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا مَا دَعَا لِلَّهِ دَاع. أَيُّهَا المَبْعُوثُ فِينَا جِئْتَ بِالأَمْرِ المُطَاع. جِئْتَ شَرَّفْتَ المَدِينَة مَرْحبَا يَا خَيْرَ دَاع.
و حتى لا يفهم البعض في مغالاة و تشدد فهو بشر اصطفاه الله و عبد من عباده ٠٠
( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا )
و مبلغ العلم بأنه بشر و خير خلق الله كلهم ٠
و قد أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليه من خلال هذه الآية :
" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" ٠
( سورة الأحزاب، الآية ٥٦ ) و من ثم قد تبين أن الله تعالى يثني على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم عند الملائكة، وأن الملائكة تستغفر وتدعو له. وتدعو الآية المؤمنين إلى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له بالرحمة مع تحيته بتعظيم وتحية الإسلام
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين ٠
و على الله قصد السبيل ٠

غدا ربّما قد أراك..إن قدّر اللّه حسن النوايا..! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 غدا ربّما قد أراك..إن قدّر اللّه حسن النوايا..!

الإهداء:إلى تلك التي مازالت تتجوّل في خراب يسكنني..ووحدها تراه..
"أريد أن أحبك هنا في بيت كجسدك مرسوم على طراز أندلسيّ.أن أُسكن حبك بيتاً يشبهك في تعاريج أنوثتك العربية،بيتاً تختفي وراء أقواسه واستداراته ذاكرتي الأولى.تظلل حديقته شجرة ليمون كتلك التي كان يزرعها العرب في حدائق بيوتهم في الأندلس."
..في الأفق البعيد،يلوح ضوء باهر
يسربله السّحر
ذاك الأفق البهيّ
متشحا بباقات من الحسن
هوذا الحسن..
يتوهّج في سحر عينيك
وإنّي لأقرأ هذا المدى العندميّ
على شفتيك..
* * *
يا إمرأة
إنّ فيك لسحر السّماء
وجوع الحياة
وكون من التيه
والبوح والموج
والرغبات..
ياسيدة اليمّ
امنحي كلامي لغات السّفن
امنحي قلبي لغة سافرة..
يا سيدة اللّون
أنيري ضوء الكون المعتّم
في أجوائي
علّني أفتح بؤبؤ الرّيح
وأستوطن الذاكرة
* * *
يا سيدة البحر
"أسندت روحي على وهج العشق فيك"
أستنجد الوجد..
أحتسي لغة الكوثر
في كأس الهديل..
خذيني بقربك..
"كي أقرأ روح العواصف"
حين يعانق النورس
زرقة اليمّ
.. ويسرج القلب أفلاكه..
للرحيل..
* * *
يا سيدة البحار..
على جدائلك بروق
البحر
والملح..
وفي سماوات عينيك
ذاك الفضاء البدائيّ
أراه متشحا بالغيم
والصّمت
والنّور
والنّار..
وأنا..
أغذّ الخطى بين جرح
وجرح
وأقتفي أثرا للمرايا
لكنّ الدرب إليكِ..
غدا دروبا لا تؤدي إليكِ..
كنت أرى وجهكِ..
في المنام
أراه على صفحات البحار..
وكنت أقول : غـدا..
أقول غدا ربّما قد أراها..
إن قدّر اللّه حسن النوايا..
لكنّ السنين تعدو
والأمنيات تمضي
وكل الرغبات تنأى..
والقوافل أسقطتتني
في منعطف للثنايا..
* * *
يا سيدة الكون
واللّون
ها..أنذا على مرمى..نبضتين من القلب..
أتصفّح دفتر عمري..
أكفكف غيمي
أسرج وجدي..
إلى جهة في المحال..
وأسري إليك..
لكأنّي في غمرات البنفسج..
أولد الآن..
ولا شيء في نشوة الشوق..
يثبت أنّي أحبّك..
غير الكتابة..
ذبل الزّهر ولم يجيء الربيع..
رحل طائر البرق..
ولم ينهمر الغيم..
مثلما وعدتني الرؤى..
كما وعدتني رؤايَ
ترى..
هل أظلّ أحبّك إلى آخر العمر..
وهل..؟!
وتظلّ في تضاعيف الرّوح
محرقة للسؤال..
محمد المحسن