الجمعة، 6 أكتوبر 2023

إِرْجَعْ ـــــــــــــ حمدان بن الصغير


 *...إِرْجَعْ...*

مٍنْ حَالِي لِحَالِي
في غربتي إِشْتَقْت لَكْ
أَنْتَ حَدِّي و الزَّمَانْ
يا ما فات بعمري شَكْ
أكذّب هوايا مستحيل
بصدري يفوت غِيرَكْ
أَنْتَ هوايا أَنْتَ منايا
لو كِرِهْت العالم ما اكْرَهَكْ
تٍسْمَعْ كلام الناس
و لا تسأل كِيفْ أًغَيَّرَكْ
ما هو سهل في يُومْ
حبّي و حياتي أَخْسَرَكْ
من حالي لحالي
في وحدتي ما أَصْعَبَكْ
حرام تنسى أَنِّي
وحدي لحالي كُنْت لَكْ
آهُو ماضي و اتْنَسَ
إرجع حبيبي أًحْضُنَكْ
حمدان بن الصغير
الميدة نابل تونس

ترَاتِيلٌ ـــــــــــــــ منجية الحاجي


 ترَاتِيلٌ

زرعتْ على حَوَافّي
نَزْفٌ
أنْبَتَ دَاخِلي صَهْوَةً
جامِحَة
هَطَلَتْ جَمْرٌ .. ومَاءْ
شَكَّلتْ لَحْنَ أُحْجِيَةٍ
همَسَتْ في أذُنِ
الوُجُودِ
ترْجَمَتْ الرّغْبةَ في
تفتِيتِ المَعْنَى
ف.. وُلِدَ القَصِيدْ
*****
منجية الحاجي

سَابِقْ ظِلَالَكَ ـــــــــــــ محمد التوني


 سَابِقْ ظِلَالَكَ في الوَرَىٰ

وجَاوِزْ بعَيْنَيْكَ الثَّرَىٰ
أَطْلِقْ رِمَاحًا قَدْ تَصِلْ
أو قَدْ يُنَاجِيهَا الكَرَىٰ
حَاوِرْ عُيُونًا أَعْرَضَتْ
أَوْ قَاتَلَتْ دُونَ العُرَىٰ
أَضْحَتْ بِوَادٍ لا يَرَاكَ
ولا يُرِيكَ مَا سَرَىٰ
هِيَ الدُّنْيَا يَا صَاحِبِي
إنْ تَرَىٰ أَوْ لا تَرَىٰ
سُحُبٌ تُحِيلُكَ عَامِرًا
وسُحُبٌ أُخْرَىٰ مُقْفِرَة
محمد التوني

في رثاء طه حسين ـــــــــــــــ محمد رشاد محمود


 في رثاء طه حسين - (محمد رشاد محمود)

كانت الأمة تسطر صفحة مجدٍها في العصرالحديث ، حينما فجعها الدهر بنبأ وفاة أديب العربية الفذ الدكتور طه حسين في 28 من أكتوبرعام 1973وكنت حينها في التاسعة عشرة في مبتدأ سنوات الدراسة الجامعية ، وكنت أجهزت على نتاج الرجل قراءةً ، وعرفت له فضله ، بحيث هزني افتقاده ، فاستنطق من هاجسي قصيدةً طويلة ، منها هذه الأبيات :
ولـــقد مضَى مَن يَسـتظِلُّ بِسَـمتِهِ
نَضوٌ وتَرقُبُ وَمـضَهُ الطَّخيــــاءُ
ينبــوعُ نُـورٍ لِــلأفاضِلِ مَنهَــــــلٌ
ومَـــذاقُـــهُ لِــلآحِـنيـــنَ ذَمَـــــاءُ
جَمعَ النَّقيضَينِ الحيَاةَ إلى الرَّدَى
لِلــفِرقَتَينِ هَـناؤهـَـــــا وشَـــــقَاءُ
أســـــفارُهُ طِــرمٌ مُصَفًّى لِـلنُّهَــى
وحَديثُــهُ لِلــــوَاجِديــنَ شِــــفاءُ
أيَّامُــهُ اللَّائِي شَبَبْنَ علَى الشَّجَى
باهَـنتْ بِهِنَّ على الشَّجَى الضَّرَّاءُ
يَمسَحنَ أوضارَالنفوسِ سَـواكِـبًا
مِـنْ حُسنِهِــــنَّ وإنَّهُــــــنَّ بُكـــاءُ
يَهَـــــبُ الضِّياءَ وعَـنيـنُهُ عَميــاءُ
واللَّيــــلُ أعمَـى والنُّجـومُ ضِياءُ
يَقِظَ القَريحَةِ مِقوَلًا في حِـندِسٍ
تَعمَى لَـــــهُ أفواهُهَــــــا الـبُلَغاءُ
لَمْ تَنأَ في بَطنِ الـرَّغامِ عن الدُّنا
الرَّاكـنضونَ علَى الثَّـرَى البُعَداءُ
هَــــــوْءٌ وإقــدامٌ ورِقَّـةُ جَـانِـبٍ
خُلِــقَتْ لَـدَيكَ فحـارَتِ الأهـكاءُ
أَتُرَاكَ آنَســـتَ الـعَـلاءَ فَغُودِرَتْ
دُنيَاكَ يَصحَبُ رُوحَكَ الشُّهَـداءُ
كَرُّوا كَتثبَاقِ القَمُوصِ تَضَوَّرَتْ
مِنهُ الحَصَاةُ وهَـاجَتِ الأحشاءُ
وكَـــأَنَّمــا غازُ السُّـحُورِالمُقتَنَى
وكَـــأَنَّمــا داءُ الــرَّدَى الأعـداءُ
عَبَروا فأَرهَجَتِ السَّمَاءُ جَهـَامَةً
واستَبسَـــلوا فاهْـتَزَّتِ الأرجاءُ
فَنَمَـتْ دُجُنَّاتٌ تَرَقْرَقُ بِاللَّــظَى
شَـرِبَتْ حُمَيَّاهَــــا دَمًا ســـيناءُ
عَشـرٌ مِنَ الشَّهـرِالكَريمِ تَنَهَّدَتْ
مِثلَ الأَكِمَّــــةِ بَينَهــــا الأَفعَـاءُ
أضمَرنَ مُعجِزَةً فَفَسَّـأَ خِدرَهَا
ثُبُتٌ علَـى دَركِ الــرَّدَى بُسَـلاءُ
تلك الحياةُ أمَا تَمنُّ على الفَتَى
إلَّا وقـد شـــابَ اللُّهَـــى أَجبَـاءُ
إنَّا بَنـو المَـوتَى ولَـكِــــنَّ الثَّرَى
حَجَبَ الرُّفاتَ فَأكهَـمَ البُصَراءُ
سُبُلُ الأنامِ إلى الرَّغامِ وكُلُّ ما
فَوقَ البَســيطَةِ كاللَّــفاءِ لَـــفاءُ
دارٌ يَعيثُ الشَّـــرُّ في جَنَبَاتِهـَــا
قُطَّانُهَـــــا في خَيرِهَا خُصَمـاءُ
قَد جِئتُهَـا والقَلبُ أشهَـبُ لامِعٌ
ووَلَجـنتُهـــا ولَهَـــــا بِهـا إِغـفاءُ
(محمد رشاد محمود)

العائلة ـــــــــ ياسر السيد يونس


 العائلة...

في الطريق الى البيت
بيت أبي
الذي سكْنه ُ جدي من قبل
العائلة دغل ينمو فوق كتف الوقت
مع ذلك كنت أصافح الحجر
مبتسم الى مراياي
وحدها الجدران تحفظ صورتي
حين أكون مزدحماً بالشظايا
مُشيراً الى أسماء الكوارث
الى بلاءاتي وأنا أعلق قميصي
المثخن بالفصول
بالقرب من النافذة الصغيرة
والمطلة على باحة الدار
أرى زوجتي تخبز الأيام
وعلى حبل الغسيل تلملم
بقايا غيمة رمادية
لم تحرز الرياح لزوجتها
أرى أبي وقد إلتفت حوله الصبية
يحدثهم عن الطريق الى البيت
بيت أبي
الذي سكنه جدي من قبل
_____________________
ياسر السيد يونس
من العراق

اكتوبر المجيد ــــــــــــ عبدالمنعم عدلى


 اكتوبر المجيد

خمسون عاما مضت
خمسون عاما مضت
على رحيل الأبطال
الذين روية الرمال بدمائهم
وضحوا بحياتهم
لأجل مانعيش
فى سلام آمنين
رفعت الرؤس
وتخازلت العيون
والله اكبر
فوق كل محتال جبار
والله اكبر
على كل خائن للبلاد
وصحوة صحت العباد
وإشتعلت النار
فوق كل صهيونى
أغار على البلاد
وحماك الله
ياأم الدنيا
وكل الدنيا
بقلمى عبدالمنعم عدلى

الحب ظنين ــــــــــــ عزاوي مصطفى


 --- الحب ظنين---

جَفَّتْ جُفُونُ الْعَيْن
مِنَ الدَّمْعِ سَالَ سِنِين
وَالْقَلْبُ لَامَ النَّظَر
قَد حَارَ فِي حَرْفَيْن
غَابَتْ رِيَاحُ الْمَسَا
بِذِكْرِنا الِإثْنَيْن
كُلِّ اللَّيَالِيِ تَحْكِي
بِأَنَّ الْحُبَّ صَار ظَنِين
وَمَنْ يَقْطَعُ الْوَصْلَ يَاجُرْحُ
مَصِيرُهُ التَّأْبِين
تَاهَتْ مَوَاويلُ الْأَمَل
وَالْقُرْبُ صَارَ حَنِين
لَيْتَ الْمَرَاكِبَ تَرْجِعُ
فِي الْبَرِّ الْحُبُّ جَنِين
عزاوي مصطفى

الغنى غنى النفس ــــــــــ أبورأفت إبراهيم الشعراني


 ........(الغنى غنى النفس).......

ماتدنقنا الظروف كلآ ولا ننثني
لونأكل الخبز يابس دون خسام
نصبر ونكتم اوجاعنا ولاننحني
غير لله ذي بيده مقادير الايام
العز فينا مايقبل الذله من غني
كلآ ولاطبعنا نحسدأرزاق الانام
لأن الحسد و الطمع طبع الدني
والصبر عل الشدايد طبع الكرام
والله لو الظروف تختبر معدني
لصبر ع قساها واقابلها بأبتسام
حتى لو شربت السم ما ضرني
مثلما ضر قول العواذل و اللئام
الشميز المرقع و الثوب المركني
خيرمن ثوب دفه وشماغ البسام
الغنى هو غنى النفس و الغني
هوالله ذي بيده كل أرزاق الأنام
بكرة تدور الدواير يا كل متهني
والحال يتبدل بين المقام والمقام
✍أبورأفت إبراهيم الشعراني

( ألامر بسيط ) قصيدة بالعامية المصرية..للشاعر صابر حجازى

 ( ألامر بسيط )

قصيدة ( ألامر بسيط )

 بالعامية المصرية..لــ صابر حجازى

******************

أنت مفكر

علشان رديت

وسلمت عليك

أني خلاص رجعت أليك

لا ياحبيبي

ده أنت قسيتّ

هجرت

وجيت

وأنا علي بعدك..دلوقتي

راح اقدر

أنت مفكر

قلبي ده اية

ملك أيديك؟

لا ياحبيبي

كان غيرك أشطر

أوعي تفسر

صبري عليك

اني ضعّفت

دي كانت فرصة أخيرة

ليك ....يمكن تقــّدر

لكن لما

هنت عليك

سكتّ

مش اكتر

عارف لية

ألامر بسيط

واحد أخلّص

وألتاني

أستهّتر   

-----------------------------------------------------------

الكاتب :-

- الإسم = صـــــــــابــر - اللّقب والجد = حجــــــــــازى

- الجنسيّة = عربـــي . مــصــــرى

- ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

-اصدر:

1- نبضات قلبين.................مجموعة شعرية 1983

2- قصائد الرحيل السبعة........مجموعة شعرية 1984

3- ولكني مازلت احبك .........مجموعة شعرية 1986

4- قصص ممنوعة............مجموعة قصصية 1987

5- الزمن ووجة العاشق القديم..مجموعة شعرية 1988

6- مدخل الي الابداع الشعرى .....مقالات نقدية 1994

عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية 

بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.

-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية

كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.

- ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة

اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية -

- له في انتظار النّشر : -

( مخطوطات) :

1- ما تعسر من الحب..شعر بالعامية المصرية

2- الحب في زمن الفراق.....مجموعة شعرية

3- العودة الي الله .............كتابات اسلامية

4- اعدام محامي ...............قصص قصيرة



تأملات في الغد قصيدة لـلشاعر ـ صابر حجازي

 تأملات في الغد 

.......................

قصيدة لــ صابر حجازي

حاولت كثيراً

أن أهــربْ

أن أكسر- ذاتي - المتصلبْ

فالروح - منيّ - قد سبحتْ 

في أفق العمر 

وتمنتْ 

لكني أرجع مهزوماً

أحمل إحساسي المتقلبْ 

******

حاولت أكثيراً

أن أعـدوْ 

أن أهزم خوفي المتسلطْ

أن أفتح بابي

أن أصرخْ 

في وجه الآتي المتغيبْ

لكن الماضي

يجذبني

لأظلّ وحيداً

كي أصمتْ 

******

حاولت كثيراً

أن أنهضْ

 أن أجذبَ قلبي المتعب

أن أهدم يأسي

كي أمضي

في درب النور

أبحث عن حبٍ أوحدْ

عن لحظة صدقٍ

في زمنٍ 

قد ماتت فيهْ

أسطورة عشقٍ تتجسدْ

في زمن 

قد صارت فيه 

كل الأشياء

 تتخبط

******

لكني....

لن ارجع أبداً

فالــغد..

- مني ّ- 

كم يتقرب

........................................

الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي

 السيرة الذاتية

- الإسم = صـــــــــابــر - اللّقب والجد = حجــــــــــازى

- الجنسيّة = عربـــي . مــصــــرى

- ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة

-اصدر:

1- نبضات قلبين.................مجموعة شعرية 1983

2- قصائد الرحيل السبعة........مجموعة شعرية 1984

3- ولكني مازلت احبك .........مجموعة شعرية 1986

    ط1 الكترونية 2016

4- قصص ممنوعة............مجموعة قصصية 1987

5- الزمن ووجة العاشق القديم..مجموعة شعرية 1988

     ط1 الكترونية 2017

6- مدخل الي الابداع الشعرى .....مقالات نقدية 1994

7- الحب في زمن الفراق........مجموعة شعرية2017

ط1 الكترونية    

عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية - 

بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.

-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية

كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.

- ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة

اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية - 

نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي - 

- رئيس تحرير موقع فنار الابداع 

 -"من ضمن "الموسوعة الكبرى للشعراء العرب"، الصادرة مؤخرًا2016، والتي أعدتها الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة

- الجائزة الاولي في المسابقة الادبية ،الاتّحاد العالميّ للشّعراء والمبدعين العرب،القاهرة،مصر،2014

ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية -

 حوارات ولقاءات صحفية حول مسيرة الاديب صابر حجازي الثقافية:-

 لقاء صحفي مع الاديبة الاعلامية المصرية ميمي قدري 2013 خاص لجريدة اصوات الشمال الجزائرية ونشرعلى المواقع الالكترونية – لقاء صحفي مع الاعلامية العراقية ابتسام حياصات2014 خاص مؤسسة عرار للشعر والثقافة والادب العربية وتكرر نشره علي العديد من المواقع والجرائد والمجلات – لقاء مع الاعلامي المصري أحمد الباشا 2016 حول اعمال الاديب صابر حجازي خاص لجريدة شباب مصر (مصر ) - لقاء صحفي مع جريدة جولدن نيوز اليمنية 2017وتم نشرة عبر اكثر من موقع الكتروني عربي....وغيرها

- كتبُ العديد من المقالات النقدية حول مؤلفاته وتم نشرها عبر مواقع الكترونية محلية وعربية باقلام الكثير من المبدعين العرب منهم :-

 الشاعرة سميرة البتلوني (لبنان ) - الصحفيةايمان ابو الليل (مصر ) - الكاتب سامر المعاني (الاردن ) - الشاعر المقدسي موسي عودة - الشاعر السوري منذر قدسي - الاعلامي المصري محمد الشيخ - الكاتب جوتيمارتمر (كردستان العراق) - الشاعر والناقد المصري محرم فؤاد - الشاعر السوري محمدأحمدالآعرج - الكاتب المحامي المصري اشرف اسماعيل.....وغيرهم, كذلك لقاء مع الاذاعي الامع ‏محمد الناصر‏ في البرنامج الإذاعي " عرب فيسبوك عرب تويتر " في صوت العرب ، 2016

حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية -

 ‏- قام بعمل اكثر من ( 50) لقاء ادبي تحت عنوان (صابر حجازى يحاور ادباء وشعراء من الوطن العربى ) نشرات كلها على المواقع الالكترونية المحلية والعالمية

- كاتب للعشرات من شهادات ابداعية في الشعر والقصة والنثر لعديد من كتاب مصر والدول العربية

- تتناقل المواقع الادبيه اعمالة فورا نشرها

- له في انتظار النّشر : -

( مخطوطات) :

1- ما تعسر من الحب....................شعر 

2- العودة الي الله .............كتابات اسلامية

3- اعدام محامي ...............قصص قصيرة



قراءة الأستاذ محمود البقلوطي. ل رواية ساق البامبو للكاتب سعود السنعوسي

 قراءة الأستاذ محمود البقلوطي. تونس

 ل رواية ساق البامبو للكاتب سعود السنعوسي 

الجزء الأول :


لم أجد أحسن من كلمات الكاتب التي تلخص مفهوما إنسانيا رائعا "لوكنت مثل شجرة البامبو، لا انتماء لها. نقتطع جرءاً من ساقها.. نغرسه، بلاجذور، في أي أرض.. لا تلبث الساق طويلا حتى تنبت لها جذوراً جديدة.. تنمو من جديد.. بلا ماض.. بلا ذاكرة.. 

لا يلتفت إلى اختلاف الناس حول تسميته : "كاوايان" في الفيليبين و "خيزران" في الكويت.. أو "بامبو" في أماكن أخرى...

قسّم الكاتب روايته إلى خمس أجزاء.. الجزء الأول: عيسى قبل الميلاد قام الكاتب بتصدير أسامي شخوص الرواية وبدأ باسمه الذي لم يختره.. "هوزيه خوسيه"..الفلبينيو Arabo...وعيسى.

 

وهذا طبيعي لأنه البطل الرئيسي وكل الأحداث تتمحور حوله ليتمادي في ذكر بقية الأسماء معتمدا على ما روته له أمه "جوزافين" هذه الفتاة الفلبينية التي تركت كل شيء وسافرت إلي الكويت للعمل كخادمة في بيت عائلة "الطاروف" العريقة المكونة من الست الكبيرة "غنيمة" وثلات بنات هنّ : نورة، عواطف، هند وابن اسمه راشد الذي أصبح أبا لعيسي في نزوة قضاها مع الخادمة "جوزافين". 


حكت الأم لابنها كل الحيثيات عن عائلتها قبل السفر.

 عن أختها، "ايدا" ذات السبع عشرة ربيعا، التي رمى بها أبوها "ميندوزا" المقامر في صراع الديكة لأحد السماسرة لتعمل كنادلة ولتبيع جسدها بأثمان متفاوتة، لتوفير الطعام والدواء للعائلة ولكنها لم تواصل لأنها حملت لتلد ابنة سمتها "ميرلا". 


حاول أبوها أن يعوضها بأختها الصغرى "جوزافين" لكنها فرت إلي الكويت عن طريق مجموعة من سماسرة اليد العاملة دفعت لهم المال وبقيت مرهونة لهم لسنوات لأنهم سوف يتقاسمون مع عائلتها نصف المبلغ الذي ستتقاضاه من مشغليها. 

رحلت "جوزافين" بمفردها لكنها عادت للفلبين ومعها مولودها، عيسى أو "هوزيه".. هي ليست وحدها لأن في الفيليبين هناك عديد الأبناء مجهولي الآباء.. 

كبر الطفل في أرض جده "ميندوزا"...


الجزء الثاني :

عيسى بعد الميلاد.


 "جوزافين" الأم الخادمة ما كاد يبلغ ابنها العاشرة حتى بدأت تحكي له كل الحيثيات حتى عن أصدقاء أبيه "غسان" و"وليد" وتطلب منه قراءة رسائل أبيه رغم قدمها لتجعله مرتبطا بهذا البلد الكويت.. لكنه نما وترعرع طيلة طفولته وفترة مراهقه في "مانيلا".. 

تنفس هواءها شرب طقَوسها وجزءاً من عاداتها، تحدث بلغتها فشَعُرَ بدفء تربتها وحنانها رغم الصعاب التي اعترضته.

 فهل يمكنه التخلي عن بلد أمه الفليبين أونسيانها؟ 

هنا، سنستنتج الإجابة لاحقا في بقية الأجزاء رغم التيه الذي عاشه بطل الرواية..


الجزء الثالث :

 عيسى التيه الأول :


 بدأ مع رحيل ابنة خالته "ميرلا" من البيت. 

غادر أرض جده وخرج للعمل كبائع موز ثم كمدلّك عضلات. تعرّف على "تشينغ البوذي" الذي مكّنه من السكن معه ومن خلاله تعرف على أفكار "بوذا".. 

ففي هذا الجزء تعرّف على مجانين لا يشبهون أحداً إلاّ أنفسهم.. شباب من الكويت في رحلة سياحية إلى جزيرة فليبينية.

 تركي.. مشعل.. جابر.. عبد الله ومهدي.. ومن خلالهم رأى بلاد أبيه "الكويت" مفتخرا بأنه كويتي.

عندما قدّم نفسه لأصدقائه كانت الصدفة الحزينة موت جدّه "ميندوزا".

 "ايدا" التي ربته أصبحت مدمنة للكحول.

 "ميرلا" غابت ووالدته تزوجت رجلا آخر.

 فقرر وقتها الرحيل إلي بلد أبيه .


الجزء الرابع:  

 عيسى التيه الثاني :


 بدأ هذا التيه في المطار راكضا من صف إلي آخر لا يعرف إلي من ينتمي ويتواصل ضياعه في مدينة الكويت، رغم وجود غسان صديق أبيه الذي مكّنه من التعرّف بالصورة على ما كان يفعل راشد قبل استشهاده.

 فاتّخذ من ديوانية منزل جدتّه "غنيمة" سكنا واستقراراً.


 الجزء الخامس :

عيسى على هامش الوطن:


عاش أعياد الفطر والأضحى كمراقبٍ فسكن في "الجابرية".. عاش حفلات عيد ميلاد مع شباب فلبيني أحسّ بأنّ المكان كأنه جزءا من الفليبين. 

انقلب عنه أفراد عائلة أبيه طُرد من العمل وانتهت أمواله، فعاد إلي بلاد أمّه "جوزافين"..

 لم يودعه سوي أخته "خولة" وعمته "هند" و"غسان" صديق أبيه.. عاد ليتزوج حبيبته "ميرلا" ابنة خالته...


رواية "ساق البامبو" للكاتب الكويتي : " سعود السنعوسي" عميقة ومهمّة جدّا، إذ تطرح قضية البحث عن الهوية.. عن الدين. عن اللغة والوطن.


وضّح الكاتب كل هذا في عدة مقاطع عن طريق بطل الرواية "هوزيه". عيسى الذي كان يردد دائما :


 بلاد أبي.. بلاد أمي.. للحديث عن الكويت أو الفليبين أو عندما يقول :

لماذا لم يضرب أبي بطن أمي وأنا مازلت قطعة لحم للتخلص منها عندما لم تعترف به جدته وأطردت أبيه "راشد" عندما ذهب لها مباشرة من المستشفى حاملا "عيسي".الرضيع. 


يقول عيسى بحزن بالغٍ:

 انه قدري أن أقضي عمري باحثا عن اسمٍ ووطن. 

جدي ليس له أباً.. "ميرلا" كذلك. بينما انا لي أب لم اتعرف عليه إلا من خلال الصور أو الرسائل القديمة التي كانت تصل من حين لآخرأو من خلال ما روته لي والدتي


رافقت بطل الرواية المرارة والألم لان عائلة ابيه راشد لم تعترف به رغم بطاقة الولادة والجنسية التي تحصل عليها في بلاد أبيه.

كان عيسى في حقيقة الأمر، يبحث عن وطنٍ، عن هوية يفتخر بها أمام الجميع وتجعله يشعر بالانتمإء.

-

قراءة الأستاذ محمود البقلوطي

تونس 




مصر الحضارة..شعر الأديب سامي ناصف..

 من إلهامات نصر أكتوبر العظيم ١٠رمصان الكريم.

....... 

مصر الحضارة..

شعر /سامي ناصف..

.....

أَنْصِتْ لمصرَ فإنها تتكلمُ.. 

قِمَمُ الحضارةِ عندها تَتَقَزَّمُ


واخفضْ جناحَك في مقام حَدِيثِها..

عَرِّج ْ عليها إنها لك تُكْرِمُ..


تَجدُ المحبةَ نهرُها يجري سنًا.. 

نُعْماه تروي كلَّ مَنْ يَتَقَدَّمُ.. 


إرثُ الحضارةِ شامخٌ، في أرضها.. 

يَشدو على نَغَمِ السَّواقي يَبْسَمُ.. 


مصرُ العزيمةُ لا ينامُ عدُوُّها. 

يَخشىٰ الرجالَ، فَدَأْبُه مُتَشَرْذمُ..


ويَطير فوق سمائِها مُتَلَصُِصًا..

لكن عينَ جنودها هي حُوَّم..


وحُدُودُها محفوظَةٌ بِعَزَائِمٍ..

تهبُ الآمانَ، وكفُّها هو بلْسَمُ


مجْدُ المَعَارفِ في المَعَابِدِ شاهدٌ

إن العلومَ بشمْسِها تَتَرَنْمُ..


فالعالمُ المأزومُ يسكنُ ضَعْفَه..

لكن مصرَ علىٰ المَكَارِه ضَيْغَمُ.. 


مصرُ السَّمَاحَةُ والرَّحَابَةُ فالذي.. 

يأوي إليها بالمحبةِ يَنْعَمُ...


ويعيشُ فيها إنه من نَبْضِها.. 

ويرىٰ الأمانَ سَفِينَةً لا يُظلمُ.. 


مصرُ الكريمةُ والعطاءُ فضيلةُ.. 

عَبْرَ العصورِ ونخلها لا يُعْدَمُ.. 


وبنيلها أمل الحياة مُحَقَّقٌ.. 

ولينيلها فضلٌ عظيمٌ مُبرَمُ.. 


لكن عينَ الحقدِ تُرْسِلُ غِلَّها.. 

لتغولَ نهرَ النيلِ زورًا تَرْجُمُ.. 


وأراك نبع النيل تخطر في النهى. 

تبدو كأنكَ جنةٌ أو زمزمُ.


عَلَمُ البلادِ شموخُنَا وبهاؤُنَا.. 

وبعزةٍ نسمو كِرَامًا نَسْلم


وبجيْشِنَا عزمٌ يُسَطِّرُ نصرَنَا.. 

عبَرَ العصورِ فَمَجْدُه يَتَسنّمُ..


جيشٌ علىٰ شَرَفِ البلادِ مُرابطٌ

ولأجله سالت دماءٌ تَعظُمُ..


ولأمننا في الداخلية عزُّنا.. 

يصحون ليلاً إننا نتنعم


ولمن أرادَ لها الأمانَ. سماحةٌ..

ولمن أراد لها الهلاكَ. جهنمُ.


فهي الشِّمُوخُ بلا منازِاعِ في الدُّنا..

وعلى المُسالمِ سَيْفُها لا يأثمُ.. 


سَلْ مصرَ عنِّي إنْ عَمِيتَ مكانتي.. 

فأنا الحَمِيُّ لأرضها لا أسأمُ..

 

أنصت لمصْرَ فإنها تتكلمُ. 

واخفض جناحَك واستمِعْ، هي مُلهِمُ. 


شعر /سامي ناصف.. 



تمظهرات الصورة الجمالية في قصائد الشاعرة التونسية القديرة د-آمال بوحرب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تمظهرات الصورة الجمالية في قصائد الشاعرة التونسية القديرة د-آمال بوحرب

(قصيدتها..لتراني" نموذجا)


(القصيدة..تكتب صاحبها)

 


من الثابت أن النقد العربي قديمه وحديثه،أولى عناية خاصة للغة الشعرية،وخصها بكثير من الدراسة والتفصيل.فهذه اللغة هي المحدد الأساسي لهوية النص الشعري،والعنصر الدال على انتمائه إلى حظيرة الشعر.ولهذا ميز النقاد بين الكلام الشعري والكلام النثري.فالشاعر في تعامله مع اللغة يحرص في أن تبقى لصيقة بصفة الشعر،متضمنة لخصائصها الفنية والجمالية ومنسجمة مع السياق النفسي والرؤيا الشعرية.

والشاعرة التونسية المتميزة،والسائرة بخطى حثيثة على درب الإبداع،د-آمال بوحرب،شاعرة بارزة،في فن القول الشعري.فهي التي تفرد في تحملها في صمت لتبعات دفاعها عن رؤياها الشعرية ولصرخاتها الموسومة بالرفض والتمرد والقلق والوجع.

وهذه الرؤيا لا تقف من الواقع،واقع الوطن والأمة والعصر،موقفا واحدا،ولا تنظر إليه من زاوية واحدة ثابتة،بل هي سعي وتساؤل دائمان،وبحث دؤوب عن أجوبة مقلقة.

وانتهينا إلى أن قصائد -د-آمال بوحرب-تنفتح على عدة قراءات اجتماعية وفنية،وحققت لغتها جمالية خاصة بحكم ما تمتلك من كفايات إبداعية وقدرات مكنتها من تشكيل رؤياها الشعرية الخاصة التي تتوحد فيها جهودها ويلتحم الذاتي بالموضوعي.

وبدا أن عملها ميزته كثير من الخصوصيات الفنية والمقومات الجمالية،وخاصة اللغة التي تمظهرت جماليتها من خلال تناغم الحقول الدلالية وتنوع الرموز الشعرية المفعمة بالطاقة الإيحائية والتعبيرية واعتماد الانزياح في أبعاده المختلفة.

ولنستمتع بهذه الموسيقى العذبة التي عزفتها د-آمال بوحرب على أوتار الكلمات :

وتراني..

وتراني أجرجر في الهوى

وثاقي

نجمي جريح صب معذب

و حريق الحشى مضنى الفؤاد

‏مَاذَا أقُولُ؟ وددتُ البَحرَ

قَافِيتِي والغَيمُ مِحبرتِي

والأفقَ أشعارِي

ألا ليْتَ الذي أهوى يراني

‏ويعلمُ أنّ حبّي قدْ بلاني

اهديتكَ ثغرَ الهوى

متبسماً

‏وتركتني والأشواق تغلبني

‏كيف التخلصُ بين الوَعرِ

والزَلق

‏يا قلب صبرًا على موتين

في نَسقِ

‏يا عين أنتِ سَرحتِ الطرف

فانهملي

‏يا همس أنتَ أجلتَ الفكرَ

فاحتَرق

(د.آمال بوحرب)

تعد قصيدة (وتراني..) من النصوص الغنية بالمعنى الوجداني،الحافل بالشعور،كما يحمل عدّة شفرات جمالية تستحق القراءة المتأملة،ولكن هذا ما أسعفني به قلمي،وعجز عن بلوغ نهاية جماله العاطفي،لكني أحب أن أقول : كان النقد حكماً،وصار النقد الجديد يستخرج جماليات النص من خلال إحيائه بتعدد القراءات التي تتكامل بحسب رؤية كل ناقد.

أختم هذه القراءة المتعجلة بالقول أنك أيها القارئ عندما تقرأ قصيدة للشاعرة التونسية السامقة د-آمال بوحرب،حتما ستشعر أن هذه الشاعرة لا تكتب قصيدة،بل تقود طائرة عملاقة أيضاً .. فهي تحلق بك عاليا..

و بكلام آخر قبل أن تقرأ لهذه الشاعرة يجب عليك أن تربط حزام الأمان حتى لا تتضرر،

وكلماتها تحلق بك حيث لا يلحق بها جناح.

بقي أن أقول-وكما قلت سابقا-إن من أراد أن يستكمل جمال القصيدة كما ينبغي،فليستمع إليها من شاعرتها إلقاءً،فهي تملك هدوءا،ونبرات معبرة،وصوتا واثقا،مترجِمًا جميع المعاني بدقة متناهية،وموحيًا بظلال الكلمات،ومفسرًا مرامي العبارات.

كل الود للشاعرة التونسية المتميزة د-آمال بوحرب ،وكل الأمنيات لها بالنجاح المنشود.


محمد المحسن 




ارحل ياليل بقلم د. شفيعه عبد الكريم / سورية.

 ارحل ياليل

....

ياليلُ إرحلْ من فؤادِي، ودَاْرِي

أشْتَاْقُ فَجْرِي ،وانْعْتَاقُ نهَاْري


كَمْ مِنْ عُقُودٍ فيْها قدْ لازَمْتَني

وتَقِيْدُ جَمْرِي بلْ تَزيْدُ أَوَاْرِي


جَدّيْتَ في طَلَبِ التّشَاْبُهِ بَيْنَنَا

كَنَعِيْبِ غُرْبَاْنٍ صَدَى أشْعَاْرِي


 ذَاْكَ السّوَاْدُ كَرِهْتُ لَفْظَ حُرُوْفِه

لَنْ أرْتَدِيْهِ ، ولَنْ يَكُوْنَ سِتَاْرِي


أوكْسيْرُ عُمْرِي ليْسَ لوناً أسْوَدَاً

بلْ إِنَّهُ رَوْضٌ مِنَ الأزْهَاْرِ 


يَاْ ليْلُ إنَّ إقاْمَتَك عِنْدِي انْتَهَتْ 

ومُحَاْلُ أنْ تَصْحَبْنِي في أسْفَاْرِي


خَلْفِي سأتْرُكُ كلّ شِيْءٍ غَثّنِي

وخَضَاْرُ جَذْعي تُزِيْنُهُ أثْمَاْرِي


إنَّ التّنوّعَ في حَيَاْتِي مِنْهَجٌ

ذّاْكَ السّوَادُ نَفَيْتَهُ بِقَرَاْرِي 


وخُفُوْقُ قَلْبِي يَاْسَمِيْناً دَفْقُهُ

وشَذَاْهُ يَسْرِي مُعَطِّرَاً أفْكَاْرِي


وبِهِ أجُوْبُ الأرْضَ مُعْتَدّاً بِهِ

وبِرِفْقَتِي طَيْفٌ مِنَ الأَبْرَاْرِ


خَضِرِي وسَرْمَدِي مِنْهُمُ،وكِلَاهُما

زيْتُوْنَ قَلْبِي وَزَيْتُهُ وَنَضَاْرِي


اللهُ ارحمهم ، وقدِّس سرّهم جَمْعَاً

 وتوّجْ بالرّضى إصْرَاْرِي 

***

بقلمي: د. شفيعه عبد الكريم / سورية.

DR- Shafiaah Abd Ulkarim -syria 



منجي الباوندي التونسي الفائز بنوبل يروي : حادثة كادت "تدمرني" ..! متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 منجي الباوندي التونسي الفائز بنوبل يروي : حادثة كادت "تدمرني"..!


روى التونسي منجي الباوندي،أحد الفائزين بـجائزة نوبل للكيمياء لعام 2023،أنه رسب في أول امتحان له في الجامعة،في حادثة كانت لـ”تدمّره” لكنها علّمته درساً في “المثابرة”.

وقال الأستاذ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم إي تي)، المولود في فرنسا لأب تونسي لكنه عاش معظم حياته في الولايات المتحدة،خلال مؤتمر صحافي “كنت معتاداً على عدم التحضير للامتحانات”.

خلال امتحانه الأول في جامعة هارفرد،حيث بدأ دراساته العليا،عاش هذا الكيميائي تجربة تحاكي تجارب كثيرين حول العالم.

إنها النهاية!

وقال “نظرتُ إلى السؤال الأول ولم أتمكن من الإجابة عنه. والأمر نفسه مع السؤال الثاني. وحاولتُ الإجابة عن جميع الأسئلة،لكن في النهاية حصلتُ على درجة 20 من 100″، “وقد كانت أدنى درجة في الفصل”.

وقال الكيميائي البالغ 62 عاماً،ضاحكاً “قلتُ لنفسي يا إلهي،هذه النهاية بالنسبة لي،ماذا أفعل هنا؟”.

وأدرك بعدها أهمية التحضير الجيّد للامتحانات.

كادت تدمرني

وأشار الباوندي إلى أن هذه التجربة كان يمكن أن “تدمّره”،مضيفاً “كان يمكن أن أقرّر أن هذا (التخصص) ليس مناسباً لي،لكنني كنت أحبُّ ما أفعله، لذلك تعلمتُ النجاح كطالب”.

وفاز منجي الباوندي، الأربعاء، مع عالمَين آخرَين بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 عن بحوثهم حول جسيمات نانوية تسمى النقاط الكمومية،تُستخدم حالياً على نطاق واسع،حتى في أجهزة التلفزيون.

ونصح الباوندي طلاب اليوم بالحرص على “التفتح الذهني”والإبقاء على “الفضول” الذي يشكل “مفتاح العلم”. وأضاف “النكسات جزء من البحث، وهي جزء من الحياة”، و”عليكم الاستمرار في المحاولة،والقيام بما يثير اهتمامكم”.

"اتعظ بالناس قبل أن يتعظ الناس بك.."


متابعة محمد المحسن 




صرخة فزع مدوية : العنف ضد المرأة*..غول-شرس-لا بد من اقتلاع نابه الأزرق المتوحّش بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 صرخة فزع مدوية : العنف ضد المرأة*..غول-شرس-لا بد من اقتلاع نابه الأزرق المتوحّش


 رغم التطورات الكُبرى التي شهدها واقع المرأة دولياً منذ عقود إلاّ أنه ما زال العنف ضد المرأة وصمة عار فى جبين الإنسانية،فواقع الإنسانية يقول: إنَّ من بين كل ثلاث نسوة في العالم تتعرض واحدة على الأقل في حياتها للعنف،وهناك أكثر من 60 مليون أنثى حُرمن من الحياة جراء عمليات الإجهاض الانتقائية الرامية إلى التخلص منهن ومن جنينهن.

ولا يمر عام إلا وتتعرض الآلاف من النسوة للاغتصاب على أيدي الأقرباء أو الأصدقاء أو الغرباء أو أرباب العمل أو الزملاء في العمل أو جنود وأفراد الجماعات الإرهابية المسلحة..! وتحت مسميات أخرى كــ”ملك اليمين” و”نكاح الجهاد” وغيرها.

أما العنف العائلي فقد صار هو الآخر بلاءً مستوطنًا في جميع أنحاء العالم والأغلبية الساحقة من ضحاياه هم من النساء والفتيات،وكثيرًا ما يربط بعض الناس العنف ضد المرأة بالدين الإسلامي إلا أنه كالإرهاب لا دين له فهو غير مرتبط بدين ولا بلد،ففي الولايات المتحدة -مثلاً- تشكّل النساء نحو أكثر من 80% من ضحايا العنف المنزلي،وضحايا الاغتصاب..

استفحال ظاهرة العنف بتونس..ونواقيس الخطر تدَّق:

ظاهرة العنف استفحلت في تونس حتى أصبحت هاجسا يؤرق جزءا من التونسيين الذين فقدوا الإحساس بالأمان.كما أصبح العنف عقيدة الجزء الآخر من الشعب وآليته الوحيدة للتعبير،حتى أن الامر تطور وبلغ حد تصدير العنف إلى ساحات قتال خارجية..

اللافت في ظاهرة العنف في تونس أنها امتدت على نسبة عالية من فئة الشباب،حتى أن العنف أصبح السمة الطاغية على هذه الفئة.وهو ما جعل الخبراء يدقون ناقوس الخطر إيذانا بضرورة التحرك لتطويق هذه الظاهرة والبحث في اسباب تشكّلها وآليات تفكيكها.

بعض الارقام والاحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة تؤكد أن نسبة قضايا العنف في تونس بلغت 25 بالمائة من مجموع القضايا في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017. حيث كشفت دراسة أنجزها المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية حول “العنف الحضري بتونس”،أن المجموع العام لقضايا العنف في تونس تجاوز في الفترة الممتدة من 2011 إلى 2017 أكثر من 600 ألف قضية مسجلة،أي بمعدل 25% من العدد الجملي للقضايا.وهو ما يعكس ارتفاع مؤشر العنف بالبلاد.

الباحث في علم الاجتماع ممدوح عزالدين يؤكّد ان منسوب العنف في تونس في استقرار ولم يصل بعد الى مستويات يمكن القول بأنها “مرَضيّة “وتهدّد المجتمع.واكّد أن الأرقام المتعلقة بالعنف لم تتغير بشكل كبير مقارنة بسنوات ما قبل 2011. وأضاف ممدوح عزالدين ان تسليط الضوء على ظاهرة جزئية او عابرة عبر وسائل الإعلام يجعلها تبدو في شكل ضخم.وشدّد على وجود تغيّر في نوعيّة الجريمة بعد 2011، مشيرا الى أن محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في فضاء عام تعبيرا عن احتجاجه ومحاولة لرد اعتباره كان صورة تم استنساخها في ما بعد عديد المرات بأشكال مختلفة.

واضاف ممدوح عز الدين أن ما يُلاحظ هو وجود جرائم مجانية في الفضاء العام فيها الكثير من «المشهديّة « وهي جرائم مجانية بلا تاريخ او أسباب واضحة وتحمل الكثير من “السّادية”والتوحّش كما اعتبر ان ما أصبح يُميّز الجريمة هو تداخل المرجعيات فهناك جرائم لها مرجعية تقليدية مثل “جرائم العروشية “وهناك جرائم حداثية مثل قتل الاخ لأخيه وقتل الزوجة لزوجها والزوج لزوجته..حيث تحوّلت العائلة من إطار يحمي الفرد من الجريمة إلى مصدر للجريمة.

واعتبر المختص في علم الاجتماع محمد الجويلي في تصريح اعلامي أن العنف جزء من التركيبة البشرية.واشار الى ان ظاهرة العنف في تونس تفاقمت خلال السنوات القليلة الماضية ملاحظا أن العنف كان موجودا قبل الثورة ولكن الدولة كانت قادرة على إخفاء جزء منه لتكون بذلك هي الأكثر احتكارا لهذه الظاهرة.واضاف أنه كلما تفاقمت ظاهرة العنف في مجتمع معين فإن ذلك يعكس ضعف الدولة.

من جهته،قال وزير الشؤون الدينية الأسبق،أحمد عظّوم،”إن للخطاب الديني التوعوي دورا كبيرا في التصدّي لكل أشكال العنف الذي قد يُسلّط على المرأة”.ولاحظ أحمد عظوم خلال ندوة إقليمية حول”حماية المرأة من العنف في المنظومة القيمية والقانونية” أن تونس لها جذور ضاربة في القدم في رفض هذه الظواهر المجتمعية”.

وأضاف أن مسؤولية مناهضة العنف ضد المرأة مسؤولية جماعية لوزارة الشؤون الدينية دور فيها، بالتعاون مع بقية أجهزة الدولة والمكونات المجتمعية.

يشار إلى أن الندوة انتظمت ببادرة من وزارة الشؤون الدينية ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بحضور ثلة من الخبراء في المجال القانوني والمهتمين بقضايا المرأة عموما،من ولايات بنزرت وتونس وجندوبة وباجة وأريانة والكاف..

وإذن؟

إن مسألة العنف المسلط على النساء إذا،ظاهرة خطيرة وتتطلب النظر فيها بأكثر جدية،وأغلب ضحاياه يكشفن عن العنف المادي وقد لا يتحدثن عن بقية أصناف العنف،ذلك أن العنف بمعناه الشامل والذي يشمل العنف والتحرش الجنسي والعنف الاقتصادي والسياسي لا يزال التبليغ عنه ضعيفا..!

ومن هنا لم نصل بعد إلى درجة الوعي للمعالجة والإحاطة بالنساء المعنفات والمتابعة النفسية لهن ولأطفالهن…

على سبيل الخاتمة:

ان تحديد العنف لا يزال طبق التعريف القديم الكلاسيكي،وهو ما تعكسه الأرقام الحالية، فقانون مناهضة العنف ضد النساء،جاء ليكون أشمل ولحماية النساء والأسرة إلا أننا بعيدون عن الأهداف التي وضع من أجلها،ذلك أن الأرقام تكشف حقيقة مفزعة،وهو ما يستدعي معالجة ظاهرة العنف والإحاطة بالنساء أكثر،ومحاولات إيواء الضحايا وتوفير المعالجة النفسية لهن لأن هذا هو المطلوب،خاصة وأن ظاهرة العنف تؤثر على التنمية وتمس الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان،وبات بالتالي من الضروري تطبيق الدستور التونسي ووضع الآليات لحماية الحقوق الاقتصادية للنساء..

إعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في 20 ديسمبر 1993 بموجب القرار عدد 48/104 وعَرَفتْ المادة الأولى منه مصطلح « العنف ضد المرأة “بأنه” كل فعل عنيف تدفع إليه عصبية للجنس ويترتب عليه ,أو يرجع أن يترتب عليه،أذى أو معاناة للمرأة،سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية ,سواء حدث ذلك في الحياة العامة والخاصة.

تقدير تكلفة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية :

يقوم المكتب الإقليمي للمرأة في الدول العربية بالاشتراك مع مركز المرأة التابع للجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الإسكوا) بتنفيذ مشروع إقليمي على مرحلتين حول تقدير تكلفة العنف ضد المرأة في المنطقة العربية.استلزمت المرحلة الأولى من المشروع نشر تقريرين.

يستند التقرير الأول وعنوانه “وضع المرأة العربية في المنطقة العربية: العنف ضد المرأة: ماذا على المحك؟” إلى استعراضٍ للأدبيات العالمية والإقليمية لصياغة إطار مفاهيمي وتحليلي حول العنف ضد المرأة وتطوير فهم للمنهجيات المستخدمة لتقدير التكاليف الاقتصادية لعنف الشريك.

يُسلّط التقرير الضوء على آليات الإبلاغ عن العنف ضد النساء والفتيات والقواعد الإدارية للبيانات والمتوفرة على المستوى الوطني؛ ويحلل العلاقة بين عنف الشريك والاقتصاد؛ كما يدرس الآثار الضارة للعنف على الصحة.

يشرح التفرير الثاني “تقدير تكاليف العنف الزواجي في المنطقة العربية: النموذج التشغيلي” النموذج الاقتصادي الأساسي والخيارات المتاحة لتقدير تكاليف عنف الشريك في المنطقة،مع الأخذ بعين الاعتبار الفجوات المعرفية وبيئة السياسات والإطار التشريعي في الدول العربية. في المرحلة الثانية من هذا المشروع المشترك،من المتوقع أن يُجَرَّب النموذج الاقتصادي في بعض بلدان المنطقة.

سيكون الهدف هو تقدير التكلفة السنوية لتقديم الخدمات في قطاعات مختارة مثل الصحة والأمن والخدمات الاجتماعية؛وتطوير تقديرات كليّة للخسارة في الإنتاجية؛وتقدير التكلفة السنوية للعنف ضد المرأة على الأسر المعيشية.

يشار إلى أن فلسطين هي أول بلد يدخل ضمن المرحلة التجريبية.


محمد المحسن


هوامش :


*يحتفل العالم في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة،الذي دشنت من أجله منظمة الأمم المتحدة للمرأة حملة باسم “أنا جيل المساواة:إعمال حقوق المرأة”.

ويذكر موقع المنظمة أن العام 2020 “محوري للنهوض بالمساواة بين الجنسين في جميع دول العالم”،وعلى رأسها بالطبع الدول العربية. لامساواة بين الجنسين وتقيّم المنظمة التقدم الذي أحرزه العالم في ما يتعلق بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على إعلان بكين في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، والذي يعتبر خارطة الطريق للنهوض بأوضاع النساء والفتيات.وتقر المنظمة بأنه رغم إحراز بعض التقدم،”إلا أن التغيير الحقيقي كان بطيئا بشكل مؤلم بالنسبة لغالبية النساء والفتيات في العالم.”وأنه “لا يمكن لبلد واحد أن يدعي أنه حقق المساواة بين الجنسين بالكامل.


*أصدرت تونس سنة 2017 قانونا يتعلق بالقضاء على العنف ضد المرأة،وصفه حقوقيون بأنه "مميز جدا على المستوى النظري" لكنه صعب التطبيق، وفق ما قالته، الأربعاء،رئيسة لجنة المرأة في عمادة المحامين التونسيين،سلوى دربال.ونقلت وكالة أنباء تونس الرسمية عن دربال قولها إن "قانون عدد 58" لمناهضة العنف ضد المرأة "طلائعي وتضمن كل ما يمكن أن يحمي المرأة ضد كل أشكال العنف المادي والنفسي والاقتصادي، غير أنه على مستوى التطبيق هناك صعوبات جمة لإنفاذه".وخلال يوم دراسي نظمه الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، كشفت دربال أن هناك عدة معطيات تحول دون تطبيق القانون "منها ما يتعلق بتركيبة المحاكم ومحدودية عدد قضاة الأسرة وظروف العمل بالمحاكم".


"القانون 58"


وبحسب المواد التيتضمنها القانون فإن التشريع الخاص به يهدف إلى "القضاء على كل أشكال العنف ضد المرأة القائم على أساس التمييز بين الجنسين من أجل تحقيق المساواة واحترام الكرامة الإنسانية، وذلك باتباع مقاربة شاملة تقوم على التصدي لمختلف أشكاله بالوقاية وتتبع مرتكبيه ومعاقبتهم وحماية الضحايا والتعهد بهم".




..ضجيج مفقود! بقلم الكاتبة دجلة العسكري

 بقلمي ........ضجيج مفقود!

ضاعت قصائدي

وسط ضباب ندي 

فأختصرت الطريق لعالم المستحيل

لتلقي هسيس الشوق

في مرج أحلامك

تهيم على صفحات كتابك

ترسم الجنة والنعيم

في خيالك

من أجل ملاذ جميل

تنفض الحنق من الوريقات اليابسة

لتحيا في ذاتك

ترجل عن صمتك يا مؤنسي

أبحث عني في السر الحميم

دع روحي ترتشف من ينبوعك

لتودع كل الشجون

يانهري العظيم

لنشدو للموج مع كل فجر

بألحان تحبو أدنى الشمس

دون ظلك ،،دون شهقة أنفاسك

ترحل كلماتي 

مترعة بالصمت والقنوط

وقصائدي مرسلة إلى عنوان مجهول

فاقدة لضجيج عاشق مجنون


دجلة العسكري

العراق 



يقظةٌ على ورقِ الياسمين _ بقلم الشاعر حسين السياب

 يقظةٌ على ورقِ الياسمين 

___________________ / حسين السياب 


ما زلتُ عالقاً

 في سحرِ تلكَ الليلة..

الليلة التي افترشنا فيها القمرَ سريرَ حبٍ،

حينَ أدركَ النومُ جسدكِ المترفِ

على ذراعي الممتدِ إلى نهايةِ العالم...

يا ربةَ الدلالِ،

يا طفلةً في غاباتِ الزيتونِ،

يا فطنةَ غزالٍ يراوغُ الموتَ برشاقة..

أيتُها الصورةُ الشعريةُ المنفلتة 

 من قُبلةٍ تاريخيةٍ..

من نشيجِ القوافي أرتبُ لكِ القصيدةَ 

عاريةً من الوجعِ 

لا حقيقةً للهزلِ فيها..

أرسمُ منمنماتٍ على كتفكِ 

لتزهرَ حدائقُ الياسمين في سماء روحي،

أكرهُ العالمَ في حضوركِ، وأحبُكِ جداً...

يتآكلُ بداخلي الجنديُ

ولا جدوى من كلِّ المعاركِ التي أخوضها،

لا جدوى من التماسكِ أمامَ عواصفِ الماضي 

وصهيلُ الملحِ يخرسني..

دَفّةُ النهار بلا بحار 

والشارعُ سكرانٌ يتقيَّأُ شهداءَ 

متشظيةً أجسادُهم كالبلورِ

يتلألأُ الموتُ في عيونهم...

لو أنني تخطيتُ كلَّ مزاميرِ المسافات بيننا

لما استدارتْ كلُّ العثراتِ على رصيفِ العمرِ..

لم أدرِ كيفَ تسربتْ شياطينُ البحر تحتَ ردائي؟

وطيورُ الوحشةِ توقظني من قبرِ الفناء.. 

في غفوتي تضمني شجرةٌ،

 تأكلُ أسايَ،

وتلتهمُ الأماني من مخيلتي..