السبت، 7 يناير 2023

يا لهف نفسي/الشاعر حامد الشاعر/مؤسسة الوجدان الثقافية


 يا لهف نفسي

أنوح و أبكي فيا لهف نفسي ____عرفت فكيف الأسى فيّ يُمسي
رأيت بقلبي لبدري أفولا ____و ما طلعت في السموات
شمسي
فما عدت أذكر يومي و أمسي _____ و لا شئ للغد لي صار يُنسي
تركت جراحا بقلبي المُعنى ____و نفسي فصرت أداوي
بنفسي
علمت من الله قدرك عندي ____و ما خاب في الله ظني و حدسي
فنجمك بهوى الطلوع و نجمي____ أفولا توارى و من فوق رأسي
*****
و صارعت حزنا فلما وحيدا ____قطفت جميع الزهور
بسيفي
شربت حلاوة حبك حتى ____ ترنم كأسك شدوا بكأسي
و دون غد صرت أمضي و فيه ____ فلم أنس ما كان يومي و أمسي
و يذكرك قلبي بكل صلاة _____ و لي هيكلا صار يبني
بقدسي
عليك فيا لهف نفسي عرفت ____و قبل رحيلك موتي
و بؤسي
فما عدت أرجو طلوع الصباح____ببأسي و ليلا فقد صار يأسي
*****
فحين تراءى ليٓ الموت يجري _____بكيت عريسا بعيدي و
عرسي
وما قد نسيت ليالي سروري _____و نوري و شعرا نظمت بأُنسي
إلي المناجاة تهدي علي _____أعيد بدرس المعاناة
درسي
إليه ملاكي طرحت قصيدا _____و خاطبت بالشعر جني و إِنسي
هو الهم كالداء يرجو دواء _____و في الكأس قد كان للسم دسي
أقول و للنفس يا لهف نفسي ____فأين مضي بأس قلبي و بأسي
*****
فهل يا أبي بغيابك عني ____ سقيما أضم سهاما لقوسي
فقد كنت دوما أصيد غزالا ____و صرت صريعا و من بعد همسي
أطارد هما لماذا تراني ____فلم أدر فيه جناسي و
جنسي
لماذا أطارد قلت لنفسي ____خيالا و واقع نحسي و
تعسي
عرفت معاني الحياة الجميل_____ة شعرا فصيحا بذوقي و لمسي
العرائش في 07يناير 2023
بقلم الشاعر حامد الشاعر

قيل في المراة الكثير/نادية التومي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 قيل في المراة الكثير

من الكلام
ابيات اشعار ورثاء
ولكن هل وافها حقها
طبعا الف لا...
ام.
وزوجة
كلهن نساء
و الرجال...
تناسو مكانتهم واهانو
الاسماء.
واصبحوا
عشيقات.
واحسن النساء
اختلفت مكانة المرأة
عند الرجال...
وتبقى المرأة مجرد ابيات شعار
يتغنى بها عند المساء
يباع الكلام للنساء
ب ابخص الاثمان
هذا ينقص وهذا يزيد
وذاك يشتري بالرخيص
يبحثون الا عن التشهير.
و اعراض تداس وتهان
هن لا يعرنا اهتمام.
هذا لا يجري الا في زمن
رخيص
اين المراة من كل المساوامات
هل مازلت تعتبر معدن
نفيس. ؟
بقلم  نادية التومي

الشِعرُ/توفيق النهدي /مؤسسة الوجدان الثقافية

 


......الشِعرُ.......

الشعر يَتحَمّلُ وَيَحتَمِلُ
الشعر يَحمَلُ ويَحبَلُ
الشعر يَحلِمَُ ويَحتلِمُ
الشعر ميقاتُ الضميرِ
الشعر في الحَربِ والسلم يَفصِلُ
الشعر يقرّرُ المصير
الشعر كلماتٌ تامّاتٌ مُتَمِماتٌ
كَالتَيمُمِ حَرفُ ميم وماء
كَالمُتَيَّمِ للمعشوقِ أو كُلّمَا
الشعر ذَكَرٌ لَكِنَّهُ حُبلَى
الشعر خطيئة لكنّها مُثلَى..
الشعر حائِكٌ ثرثارٌ أو رُبَّمَا
الشعر هَذيانٌ،
الشعرُ حُمَّى الإحتِضَار
الشعرُ قرارٌ مَكٍين
الشعر في قَوقَعةِ الانتِظار
بُقعَةِ ضوءٍ بِلاَ أضواء
الشعر قُبَّعةُ الشُعراء
قُبَّةُ المُنتَهَى
الشعرُ مَوقفٌ بلا مَوقِفٍ
لا يَتوقّفُ ولا يَقِفُ
الشعرُ للزاهدين روحُ الذاتِ
وللنُسَّاكِ ذاتُ الروح
الشعر مَصقلَةٌ، الشِعرُ جُروحٌ..
هِبْ لٍلسانِكَ العٍنَان
ولِمٍدادٍكَ لٍسَان
إِنسَلخ من الكَبتِ
مِنَ الحٍرمانِ
إِمتَطِي جَوادَكَ وَفٍّرْ
من السَائٍدٍ والمُعتَقَدِ
الى زاويةٌ مٌنكسِرَة
زاويةٌ بِلاَ عَودَة
الشعرُ قضاءٌ الشعرُ قَدَر.
توفيق النهدي
ابو أديب
تونس

سؤال عاشق /رضوان الأكحلي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 { سؤال عاشق }

أتسئلين من أنا
وفي قلبك وطنِ وأنتِ عمري وكل إحساسي
أنتِ روحي وكُلَ ....إشتياقي
حبيبتى مِتى يحين العناق
ومتى التلاقي
أتدرين من أنا
وقد أيقضتِ نبضِ وأشواقِ
وصحت كُلّ أحاسيسِ وائتلاقي
شطئان عينيكِ سحرتتنى
ربيع مواسم الأشواق دفئي مذاقى
حبيبتي فمتى التلاقي
بُستان وجهك الفتان حدائقي
جميلة انتِ كأنك البدرُ يُضئ طريقي
وشمسُ تدفئتي لكل مشاعري
ما أجمل العشق
وفي القلب حَبكِ باقِ
بوح القلوب 💕
لُغةَ العُشاقِ
بلغة الورد 🌹 نسيميها رِقراقِ
لغة العشق هنا قصيدتي
ولك كتبتُ كل أحاسيسِ وكل إشتياقي
ليس في قلبي إلاكِ
أنتِ عمري
وقلبي بِحُبُكِ صادقٌ
ليس عندي قانون النفاقِ
وسأكتب للحب قصيدة
من غير إختِلاقى
لن ترين فيّا إلا العشق صادق
وليس ذنبي ولا في نواياي إختلاقى
فأنا الموثق عهدهُ
وعهدي صادقٌ وتلكمُ وِثاقى
وجدتُ في قُربك دفئي
ما أوحشَ الليل بعد الفراقِ
وتغنيت بالحزن بِبُعدكِ
بلسان المحب مرارة وأمنيات التلاقى
بدون إذنٍ مُسبقٍ أترحلين
بلا وداعِ من غير موعدٍ وإنطلاقى
أضعتُ الطريق بغيابكِ
والحزن موطني ورثاء حرفي باختِناقى
فلما تسئلين من أنا
ومن أكون ومتي موعدى للتلاقى
حبيتي لا تسئلين
هل مازلت فارس قلبك
وهل عاد الود باقِ
أنا من يبوح بالعشق
وأنت القلب والروح وأنت في القلب باقِ .
✍ رضوان الأكحلي

بين الضباب/فطومة الورغي/مؤسسة الوجدان الثقافية


 بين الضباب

‏وتقبل رغما
عن النسيان
ورغما
عن المسافة التي تفصلنا
تقبل رغما
عن عمق الجراح
ورغما عن زيف الوعود
وخداع الكلمات،
لتخبرني ،
أنك حيٌّ بين ثنايا الروح ،،،لا ولن تموت....
فطومة الورغي حرم الجوادي

تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري..وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري..وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع..

مشتاق إلى ذوات كثيرة وأشياء شتى..بي حنين عاصف إلى أمّي،تلك الشجرة الباسقة التي انتهت قبرا واجما،زاده البياض حيادا..أين منّي وجه أمّي في مثل ليل كهذا..بسمتها العذبة..بسمتها الأصفى من الصفاء..عتابها لي آخر الليل حين أعود ثملا وقد لفضتني أزقة المدينة..
أين منّي حضنها الدافئ وهي تهدهدني وأنا الطفل والشاب والكهل..لم أعرف اليتم يوم غاص أبي الرحيم إلى التراب..
واليوم تشهد كائناتي وأشيائي أنّي اليتيم.."كهل" تجاوز الستين بثلاث عجاف..ولكنّي أحتاج أمّي بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..
أحتاجها لألعن في حضرة عينيها المفعمتين بالآسى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلّوا بظلّي عند لفح الهجير..لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..
واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي وحروف إسمي ..
آه أمّي كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟
حنيني شائك ومتشعّب مثل حزني تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..
لكم أتوق إلى عناق إبنة الجيران تلك التي تركتني نورسا للعناق الوجيع..
مازلت أذكر هودجها وقد مرّ بحذوي..
أذكرها وهي تتهودج في غنج أمامي وقد عجز الشارع الفسيح على إحتضانها، أما عطرها فقد انتشر في خلايا جسدي وأنا الكهل الموغل في الألم و الجالس أمام عتبات الرّوح في إنتظار الغروب العظيم..
أشتاق إليها الآن ..أشتاق إلى عينيها السوداوين المفعمتين بالجمال..
لقد ترنّحنا معا في حرائق الشتاء والصيف..
أين مني جسدان شرهان لشاب وفتاة..أين من رأسي المتصدّعة خلوّ الذهن من كل همّ و إزدحام القلب بوجه فاتنتي البريئة من كل دم..أين منّي هودجها العظيم في شارع طارق بن زياد..
خساراتي فادحة أيّها الزمن اللعين..خساراتي مؤلمة أيتها الدنيا اللئيمة..فقدت أبي ذات مساء قاتم..توارت أمّي خلف الغيوم..واختفت تلك التي آتتني من غربة الصحو،ألبستني وجعي ثم تلاشت في ازدحام الصباح..
خساراتي فادحة أيتها المهزلة،أما أرباحي فسقط متاع،أضعت في الطريق رفاقا كثرا أسقطتهم القافلة سهوا عني..سهوا عنهم..
ما أطول طابور خساراتي وما أحلك هذا الليل الذي صار جزءا منّي.
هل أنا حي لأموت..؟وهل من فقدتهم -الأحياء والأموات-ليسوا جزءا منّي..؟! ألم يقتطع منّي الموت أشجارا شاهقة ونفوسا عظيمة؟..فكيف لم يزرني هذا المتسربل بالعدمية إلى حد الآن..بل إلى حد هذا الحزن والألم والجنون..؟
ألا بد من إنقطاعي عن توريد السجائر إلى رئتيّ المذهولتين ليتمّ إعلان موتي..؟
ألا بد من تخريب جسدي عمدا بما أسكبه في جوفي من نبيذ..؟
وهل عليّ تغيير لحاف كوابيسي بكفن أكثر بياضا من العدم،لكي يصعق الأصدقاء ويرقص الأعداء ويوقنوا أنني جثّة تتدحرج على هضاب الحياة وتصطدم بالحواجز والأضداد..
ميّت أنا..ومشتاق إلى الحياة..يا أيّها الموتى بلا موت.. تعبت من الحياة بلا حياة..
مشتاق إلى القصيدة..لم تزرني منذ ليال طويلة..هجرتني كما هجرتني تلك التي تهجع خلف الشغاف بعد أن أيقنت أنّي سقط متاع..حاولتْ-بجدائلها-رتق الفتق..فتغلّب الفتق على الرتق..
تركتني أخيرا كائنا أسطوريا يسكن الرّيح،ويعوي مع ذئاب الفيافي..قمرا في بلاد ليس فيها ليال مقمرة ولا أصدقاء..
ومع ذلك مازلت أحبّها..مازلت أهذي من حنين وحمّى..
انتصف الليل ولم يأتني طيفها ولعلّ هذا نذير شؤم..أو مؤشّر موجع للفراق العظيم..
من تشتريني في مثل زمن مزخرف بالليل كهذا..فالقلب توقّف في الحزن كالحجر الأردوازي..والجسد غدا في غاية الإعتلال..أما الشوارع فقد أوحشتني مما بها من لحى..وبين الضلوع تأجّج ما قد تبقى من الشيب برق..وعبث فيما تبقى من القلب رعد..وكفّت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت..
ولكني سأبقي المصابيح موقدة في فيض الصباح..مصالحة بين صحو الصباح وصحوي..وأبقي رياح الجنوب بوصلتي و دليلي..وأسأل عن إمرأة صاحبت الرّوح في زمن الجدب..يوم كانت المحيطات تنام بحضني..وما زال ثوبي يخضرّ من مائها..
ياله من زمان مضى بين ألف من السنوات الفتيّة..
تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري..وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع..
ولكن متى كان الحزن يصغي..؟!
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne et texte

أحسبني "سيزيف "... يلهو بكوٌيرته البلٌورية بقلم الكاتب جلال باباي(تونس)

أحسبني "سيزيف "...
يلهو بكوٌيرته البلٌورية
جلال باباي(تونس)
إلى ألبير كامو الكاتب المتمرٌد وصانع أسطورة سيزيف.
بي شغف يراودني لا ينتهي ولا يملٌ
أربٌما يطالني هذا الجبل
وكانٌي "سيزيف" يثنيه تسلقه
وهو إليه...
...أنفخ في يدي
وقلبي نار
قد أدمى الصعود قدماي
واخشى سقوط جسدي البلوري
هاربا إلى خلوتها ،
أفتح لي طريقا قصيٌا كلّ يوم
وانا الراهب تثنيني الملائكة
عن هواها
فألتجأ إلى الشيطان هاربا كالطّفل
من عزلتي
ضاحكا من فتوحاتي القديمة
أنهض فيعتريني
عًرِيي الأحاديٌ
لقد ولدتُ من جديد
َنقِيٌا من صَلفِ حوٌاء
يحدث الآن فعلا :
هل أنّها لا تراني
أم تخالني سوى "دون جوان"
تريد أن تبادلني غزلها؟
أو تلبسني بدل الهيام عزلتها؟
إذن.. سأركنها غريزة شيخ القبيلة
في رفّ خيمتي البالي،
...وتبقى معلٌقة كل الأسئلة!!!
6جانفي2023

**جمجمة وطفل بقلم الكاتب عبدالحليم الطيطي

 **جمجمة وطفل

.
..التقى طفل بجمجمة على الشاطىء ........تقول الجمجمة للطفل : اين تذهب ...قال: ألهو وألعب ...قالت: في بعض هذه الطريق كنتُ نضرا مثلك ألا تصدّق ...!!!وستصير مثلي في بعضها هناك ...ألا تصدّق ...!!..... . ....أنا وأنت على الشاطىء ولكنّك ترى وتسمع الحياة وأنا لا أسمع شيئا ................!! حتى صوت الموج لا اسمعه .....................فاسمع صوت الريح قبل أن تصير مثلي ...!!..أنت زهرة تمشي ...فانظر ما فعل الله هنا وهنا .....كي يعيدك للحياة .......فالله يحبّ مَن يراه ..!!.........قبل أن يصير عقلك ترابا فلا يشعر قلبك بشيء . ...قد كنتُ أقول - بعد مُضيّ العمر - : لماذا لم أُسعِد نفسي وأسرّها ..ليس بالشهوة بل اُريها الله كلّ يوم ..لتذوق بهجة الحياة .. …قبل ان انتهي هكذا .. كنتُ في الدنيا حزينا دائما ,,,!!..لأنّي كنت أعلم أنّ الحزن قادم بعد كلّ مَسرّة ...فانظر الى الله خير لك من الشهوة ...!!. . قال الطفل : ولو كنتَ سعيداً ألن تأتِ إلى الشاطىءهنا لتذوب وتتفتّت …كلّنا يزحف إلى هنا …وبعد الموت لا فرق بين مَن كان سعيدا ومَن كان شقيّاً حزيناً ……………فالموت بلا ذاكرة ………..وسوف تنسى ما كنت ومَن أنت ……… ……هل تذكر ريشةٌ في عاصفة بعد أن تلقيها الريح في البحر كيف كانت تطير …………سعيدة مضطربة تفعل الريح بها ماتشاء !! . …قالت الجمجمة : لولا الله مافائدة حياة يليها الموت …………ولكنّ الله قال: تعال إليّ بقلبك الذي خلقتُه فيك طاهراً من دون أوساخ …وأنا أعيدك إلى الحياة . ...قال الطفل : قد كنت ذاهبا الى البحر سعيداً ..اُلاعب الشمس المشرقة ...ولمّا رأيتك وعرفتُ مستقبلي ....سأعود حزينا مشفقا على هذه الحياة لأنها تزول وتأفل . ........قالت الجمجمة :......ولكن الشمس بعد الظلام ستشرق من جديد ............. ..فَمَن يخلق الحياة ...تذهب اليه وتمسك بيده ,, كي لا تنفلت في الظلام ..فلا يُعيدك من جديد .
.
عبدالحليم الطيطي

(مايا) رواية جديدة للكاتب المغربي عبده حقي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (مايا) رواية جديدة للكاتب المغربي عبده حقي

بعد روايته الأولى “زمن العودة إلى واحة الأسياد” 2010 والثانية “أساطير الحالمين” رقميا عام 2015 يعود الكاتب المغربي مع مطلع عام 2023 بإصدار روايته الثالثة موسومة ب”مايا” وهي رواية من القطع المتوسط يبلغ عدد صفحاتها 340 صفحة وغلاف من تصميم الكاتب نفسه.
ويعتبر الكاتب عبده حقي هذه الرواية الجديدة انعطافا نوعيا في مساره الروائي وخروجا من جبة روايتيه السابقتين المتماستين والمتقاطعتين مع سيرته الذاتية في بعض المحطات حيث أن رواية “مايا” تنحاز كليا إلى صنف رواية الأفكار في دائرة الصراع القيمي والإيديولوجي والسياسي …
ومن عتبة الصفحة الأولى من الرواية نقرأ في ملحوظة دالة :
هذه الرواية “مايا” التي شرعت في كتابتها ليلة 11 نونبر 1984 ولا أذكر إلى حدود هذه اللحظة متى أنهيتها ،هي رواية من نسج الخيال ولا علاقة لشخوصها وأحداثها بالواقع.
يخوض بطل الرواية صالح المودن صراعا إيديولوجيا يوميا مع زميله رحال الفيلالي ومع مجتمعه من خلال تجاذباتهما القيمية في قرية تافوكت الذي يرى صالح المودن أن التنظيم العائلي وتحديد النسل وجعله ضمن أولويات حزبه اليساري “التحدي” هو المدخل الرئيسي للرقي بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة فيما يرى زميله رحال الفيلالي أن النمو الديموغرافي هو من القيم العقائدية والدينية اليقينية وهو أيضا من الحوافز الطبيعية الأساسية لتكريس التعدد والتنوع الاجتماعي والعدالة بين مختلف طبقات المجتمع .
إن صالح المودن الذي يلقبه سكان دوار تافوكت ب”الشيوعي” ليس سوى نموذجا لذلك المثقف العضوي وذلك اليساري الراديكالي الفاشل على مر العقود أمام إكراهات الواقعية والبراغماتية التي تنزل بثقل مسلماتها في تدبير اليومي عكس طروحات الطوباوية البائدة.
أخيرا وفي إعلان مفاجئ يعتبر الكاتب عبده حقي أن روايته “مايا” هي نقطة نهاية لمساره الإبداعي الأدبي حيث سيقرر الخلود إلى التقاعد من نشر أعماله الأدبية مستقبلا في ظل التحولات الضاغطة في صناعة النشر الرقمي.
متابعة محمد المحسن