الأربعاء، 22 يونيو 2022

حُكمِ القَـدر بقلم الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي

 حُكمِ القَـدر

...................
أشكي لِحالي لَا أشكي إلَى بِشَرِ
أُخفِي وَفِي الهَمِ آهاتٍ بِلَا أَثَرِ
اشكي لِحالي وَمَا بِي غَيرَ أَحرُفِهَا
هَذِي الْقَوَافِي بِمِثْل النَّارِ فِي شَرَرِ
مَنْ ذَا بشِعري وَغَيرِي إن يُرَدِّدُه
بَطراً يَظُنُ بِأَنِّي غَير مُصطَبِرِ
أشدو وأبياتي لَو مسَّت جَوَانِبِهَا
لهباً مِن الاشجانِ تُصَلى بِلَا فَتَرِ
تَحكِي مَسامِعُها شَوقاً يُسَابِقَه
قَولًا إذَا قِيلَ فِي جَمعٍ وَفِي نَفَرِ
تَسرِي كَأنّ هَوا أَفوَاهِ حُرقَتهَا
قَيظاً إذَا صابَها أَبلَى وَلَم يَذَرِ
وصفاً أجانِبُها فِي غَيرِ مَوضِعِهَا
آيٍّ مِن النَعتِ فِي سَترٍ عَلَى عَورِ
زُلفَى مَعَانِيَهَا إِنْ جَاءَت بِصُورَتِهَا
كَانَت كَمَن يَأْتِي آثاراً بِلَا خَبَرِ
مَن لَي بِهَا تَسكُنُ الْأَنْفَاسُ ثَورتها
أَبقَت وَمَا أَبقَت وَلَكِن غَيرُ مُعتَصَرِ
إنِّي وَجَدتُ سَبِيل الْكَظمِ فِي جَزعٍ
حَمل الجَلودِ لِحُكمِ الحَولِ وَالقَدرِ
صَبراً عَلينَا وَذِي الْأَثقَالِ مَا نَزَلَت
جَالَت بِمَا تَهوَى إكرَاهًا وَفِي بَطَرِ
................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق/ بغداد
Peut être une image de 1 personne et position debout

يا غصن بقلم الشاعرة نزهةالمثلوثي

 يا غصن

يا غصن مالك تنثني متوجّعا
بعد الذي مِن هَوْلِه قد أفجعا
*
لم تنكسر عند التفافٍ حوله
والطِّفْل مفقود بِحَبْلٍ أروعا
*
لمّا رأته الأمّ كَفَّت مهجة
كيف الحياة بدونه !! ما أجزعا !!!
*
كانت يداها للجذور ولادة
كيف احْتَمَلْتَ بروحه ما ودّعا
*
يا غصن هل غرَسَتْك حتّى تكتوي
بفجيعةٍ وأسًى يُطَوِّق مُسْرعا
*
لم تَنْكسِرْ لمّا أَحاطك يأسُه
والبَأسُ مِن فَرْط اشْتِدادِك شَيَّعا
*
فات الأوان وليس كَسْرُك نَافِعًا
إنّ انثناءك لا يُآسِي هَالِعا
*
يبكي التّراب لحالها من بعدما
ضَمَّ الوَلِيدَ ودسّه متهجّعا
*
إنّي رأيت بحالها فطْرا على
كلّ القلوب وما يهدّ مُقَعْقِعا
*
يا ليتهم تركوا الدّفاتر عندهم
مسحوه يا ويح البُرَيْعم أفزعا !

البحر الكامل

" يا غصن " كتبتها بعد حادثة انتحار تلميذ بسبب فشله الدّراسي وتسلّمه بطاقة الأعداد ...
نزهةالمثلوثي تونس 20/6/2022


الثلاثاء، 21 يونيو 2022

زويا بقلم الإعلامي //سامر عبدالله عرابي

 /// زويا ///


( زويا ) قصة حب لا تنتهي جميلة جمال الأقمار ملفتة للأنظار _ أبنة قلبي جمالها الفطري الباهر وأناقة متسمة ببساطة الذوق الرفيع ليست مصطنعة ولا متكلفة فطرة وليس إكتسابا" .
نحيا معا" أسعد زوجين وهذا ليس بالقول لأنه غنيا" عنه بل إحساس مرهف ومعرفة سطوع اليقين.
علمتني ألا أبوح بأسراري لأي كان لأن البوح بشكل أو بآخر كالتعري الكامل والتجرد من الأقنعة وإسقاط الضوء على نقاط الضعف و الذكريات الدفينة لكن عفا تفكيري عن كل ما لفظت شفتاها وقمت بالتركيز على طيبة قلبي أفني حياتي في سبيل إبتسامة وقد ولجت لأبقى أدركت حينها أتمادى عدما".
وأنا بدوري وجدتك أملا" ونورا" بل وسببا" كي أعيش من أجله.
يجتاحني حنين جارف إلى الأيام الخوالي _ غرفة الطين واللبن والخشب المطبق بإحكام يد فنان للجدران اللبنية الممروحة بالبياص الحاني لدفء الشتاء وبرودة الصيف الماضي والمقبل .
أشتاق فنجان القهوة من يد (زويا) تعبق رائحته الفواحة تفاصيل المكان توقظ مشاعر وكوامن الألباب ويتقد الفكر حيوية ودفء ونشاط.
صورتك لا تغادر الشغاف تأبى أن تفارق العين المكلومة وروح تتنفسك بهذا الجسد الهزيل وطيفك مازال يرافقني بين الدموع المتأرجحة بين غفوة وسهر وأشهد أنك لا تهجرين الذاكرة يوما" للذكريات التي تهيج من الفراغ والوحدة يثيران لواعج الأفئدة التي تسللت مع سحر الليل لتثير النفس قليلا" من الحنين والشجن.
أشتاق لأرض الديار وذاك الكرسي تحت العريشة ميدان سباق للذكريات .
تذكرت وتذكرت في غمار وحدتي وما أكثر الذكريات التي تقتحم الوحدة دون استئذان وبلا مقدمات.
تساءلت بيني وبين نفسي :؟؟
هل يلتئم الجمع كما المعتاد في الأيام السالفات من جديد؟؟
أم سأمكث طويلا" في هذا المعتكف صابرا" مصابرا" لا يراود جفني الكرى ساهرا" أترقب حضورك ليؤنس وحشتي.؟؟
الإعلامي //سامر عبدالله عرابي



الحُبُّ" لِمَن ٱستطاع إليه سبيلا بقلم الأستاذة والشاعرة" منية نعيمة جلال

 الحُبُّ"

لِمَن ٱستطاع إليه سبيلا
وَجاءَني هَجْعَةَ لَيْلٍ
ملء دفء...
يَنْدَلِقُ عشقا
في غفلة من شهوة الأقداح
المُترعة بالبَرَد
بغير زادٍ غيرَ زَادِ الشّعر
وشيء من الشّوق في المُقَلِ
قائلا"
سيّدتي
أَودَعتُ قلبي فيك
وَلِحُكمِ التّمنّي
وما غير حُبّكِ أرتَجِي
فهل لي بعضُ وُجودٍ
مِنْ كلّ وُجودِك؟
(لاَ أملِكُ قميصَ يوسف
لِأُلقيه على قلبك يأتيني حبيبا)
وَلعيْنَيْكِ الدّافئتيْن
جِئناكِ زُمُرا
من مُدُن الحبّ
من خّد الجُلنار الذي قايضت
جِئناك" أنا...
فُتاتُ قلبي
وحقائبُ أشعاري...
طيورُ نَوَى
نرتضيك ونرتضي
صوت الماء فيك
قلت"
يامَن جئتَني أُمّةً قانتا
على مُصلّى صدري
تبتغي التّبتّلا
" وحقّ حُبِّكَ عزَّ مِنْ قَسَمٍ
فلا شيء في الدّنيا
غيرَ الحُبّ يأسُرُني
وَزادُكَ هو زادي
قوتي...
مرفئي ومَهْري
وحده يملؤني
وحاشا لأمراة مثلي
أنْ تَفترِشَ كَفّا
غيرَ كَفِّ الحُبِّ والشّعر...
ولو أنّي مِن زمن زُليخة
ولي مِنْ طقوسها
لَطرّزتُ لكَ
مِنْ أنسجتي
ومِنْ أوردتي
مُتَّكَأً
ولَأقمْتُكَ بين الرّمش والحدقة
ثمّ أُعلِنُ عليك الحبّ في الملإ
ولكنّ قلبي فطيم
من دوالي العشق
أثْمَلتْهُ التّمائمُ
تميمة....تميمتان
عشر... وألف
ن. أ. ي
غ. د. ر
د. ه. ش. ة
فأنّى له أن يأتيك حبيبا؟؟؟
ٱعذرني ياسيّدي
أضحى الحبُّ
في زمني تَرَفا
وَغَدا " لِمَن ٱستطاع له سبيلا"
.................................
بقلمي : الأستاذة
والشاعرة" منية نعيمة جلال"
ملاحظة :
( لا أملكُ قميصَ يوسف
لِأُلقيه على قلبك يأتيني حبيبا)
اقتباس من قصيدة
" انا يوسف يا إخوتي"
الأديب والناقد الجزائري
الطيب عبادلية .....
Peut être une image de 1 personne et position debout


و أَتَيْتُكَ..... بقلم الشاعرة هدى الشرجبي

 و أَتَيْتُكَ.....

وأَتَيْتُكَ روحا
بعد ذاك النداء
تعشق في الخيال الترحال بعيدة كل البعد عن واقع لا يرحم
ولأزهار الربيع تجوب عالمها
تهيم عشقا
وكان لحضورك ترتيلة
القيتني في بحرها
ولا أدرك حتى اللحضة
أسقيتني عذبها أم عذابها
خطيتني قصيدة يتيمه
ورسمتني مدينة دون معلم
فأنت الروح والملهم
وأنت الحاضر الغائب
ورحلة لا أعلم..
أنا نهاية وجهتها
أو أني استراحة
في محطاتها .....
. هدى الشرجبي. الهدى
Peut être un gros plan de 1 personne et texte


نورٌ ولظى بقلم الشاعرة لمياء فلاحة

 نورٌ ولظى


بقلم : لمياء فلاحة
يتكسر…ُ الشوقُ
على مسرحِ رحمتِك
أملٌ يلوحُ
في بريقِ العيونِ
قد ذوى
أمضي ونورُهُ
يصطخبُ عشقاّ
وحدهُ رضاك
يهادنُ روحي
بمزيجٍ من غضب ورضى
حبي ستبقى !!
مادامتْ روحي
في حناياك
تصولُ بلهفتِها
بين زندقةٍ وتُقى
لم أعدْ أخشى....
رياحَك السوداءَ
عنادَك يأتيني
بلا كفن
قبورُ الشوقِ
تتسعُ حفرتُها
والصبرُ مني وَهَى
الراحلون قبلي مقيدون
ممزقون يصبون إليك
وكلٌّ لغايتهِ مضى
سقطَ مني إزارُ تعفُفي
عاريةٌ أنا
الملأُ يرمون لي
بكسوةِ الحبِّ
من نورٍ ولظى
وأنا أنتظر صبحاً
يرمي لي بذاك الإزار
حتى ملني الصبحُ
وملني الانتظارُ

لمياء فلاحة
2020/6/17
Peut être une image de 1 personne et texte


….إليْكَ أبي ما شاءَ الله!…… بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 …….إليْكَ أبي ما شاءَ الله!…….

بوركتَ أنتَ ومَن في الكَوْنِ كان أبا
بورِكتِ عِزّاً ! أمَنْ أعطى وَما حَسَبَا
بَرّاً كريماً وَسِعْتَ الكوْنَ مَكرُمَةً
لوْ قيّموكَ لكُنتَ البَحرَ ….فُزتَ أبا
لَوْ دوّروكَ لَكانَ القلبُ مسكَنَكُمْ
والعيْن تزْهُو بِكُمْ فيها نراكَ…أبا
بورِكتَ زوْجاً، نُباهي فيكَ نَعشَقُهُ
بورِكتَ جَدّاً ، أباً قد نافسَ السُّحُبا
عامٌ سعيدٌ وفيك السّعدُ يَغمُرُنا
أنتَ الحياةُ وَمَنْ في القلبِ قدْكُتِبا
نُهديكَ حُبّاً أباً للنّاسِ ..كلِّهِمو
جوزيتَ خيْراً، رعاكَ اللهُ واحتَسبَا
ربّي يُديمُكَ نوراً….. يُستضاءُ بِهِ
كلٌّ إليْكَ مَدينٌ دَيْنُهُ …… …وَجَبا!
أبناؤك وأمهم عزيزة بشير

الاثنين، 20 يونيو 2022

اشراقات الإبداع وتجليات الكلمة في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي طاهر مشي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 اشراقات الإبداع وتجليات الكلمة في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي

تصدير : دفقة كبريائية حارة المعنى لذيذة الايقاع..عذوبة لغوية فاتنة..ما اجمل هذه الصرخة التي تحرج الرعود ..نعم..تلك كرامات الشاعر التونسي الفذ د-طاهر مشي حين يضع الوجود في جيبه ويمضي الى حيث الحلم يتقافز فوق الأنجم مثل غزال عنيد..
عندما سئل أدونيس عن دور الشّعر في المجتمع المعاصر، قال: «الآن يبدو أنه لم يعد للفلاسفة والعلماء ما يقولونه،ولكنّ الشّعراء نعم»
ويرى كذلك : «أنّ الشعر حتى إن كان لا ينطوي على جانب علمي، وقد لا يكون في مقدوره تغيير العالم، إلاّ أنه ـ مع ذلك ـ يمكنه تغيير رؤية الإنسان حيالَ هذا العالم، ونوعية علاقاته مع الآخرين»، ويرى أدونيس من جانب آخر: «أن الرّوائييّن لم يعد لهم أيّ تأثير كبير في المجتمع المعاصر، حتى إن كان لهم قرّاء أكثر ممّا لدى الشّعراء، فالرّوائيّون يمرّون في عقل أيّ إنسان بطريقة أفقيّة وسطحيّة،وهم يؤثّرون في القرّاء المستهلكين، أمّا الشعراء فإنهم يؤثّرون في القرّاء المبدعين، فسرد العالم يعني نسخه، وإذا كنّا ما نقوم به هو استنساخ الحياة، فإننا لا نقوم بأيِّ شيء حقيقيّ، فالفنّ والإبداع ينبغي لهما خلق طاقة منتجة، والشّعر يتميّز برؤية خاصّة وشاعرية نحو العالم».
وأنا أقول : لا شك في أن للمتخيل الجمالي قيمته المثلى في الكشف عن خصوبة الشعرية،ذلك أن الشعرية في جوهرها الإبداعي خلق، وتوازن، وإبداع،وطاقة تخييل خلاقة،لا يمتلكها إلا الشاعر المبدع،وطريقة تشكيله النصي،وهذا يعني أن درجة وعي الشاعر،ومهارته الإبداعية هي التي تثير الحساسية الشعرية،وتحقق متغيرها التخييلي الجمالي الخلاق،الذي يتأسس على سعة الأفق،وعمق التأمل،وسحر الرؤيا الوهاجة.(الشاعر التونسي القدير طاهر مشي نموذجا)
وبتقديرنا:إن قيمة أي عمل فني جمالي مؤثر تزداد أهميته بمقدار الرؤية التخييلية المتوهجة ؛وانميازها إبداعياً حتى حققت منتوجها الإبداعي المؤثر،ودليلنا أن الشاعر المبدع يرتقي بمتخيلاته الشعرية آفاقاً من الحراك الرؤيوي الجمالي الذي يضمن عمق التأثير،وبلاغة الرؤيا، من خلال العوالم المبتكرة التي يرتادها؛والآفاق الجمالية التي يجسدها،وتأسيساً على هذا يمكن القول::”إن عوالم الشاعر الخارجية تفرض عليه أن يواكب العصر،وإذا تمايز عنه في جانب معين،فذلك لإعادة الخلق،والإبداع،وترتيب الوجود حوله؛أما دقة الشاعر في عمق الصورة المدهشة،والتي توافيه من ذاكرة الحزن،أو الفرح،أو الحب؛فلها زمنها التوليدي في التخيل والتخييل،فاقتران” الرؤيا”بالصورة الشعرية يتم بالتخييل مثلاً،لأنه معطىً هيولي يتحقق شعرياً بالصورة المجردة للروح،حيث يخرجها من الكلام الظاهر إلى الكلام الباطن،ومن الزمن الزائل إلى الزمن السائل،أي من الزوال إلى الثبات،والخلود،والإستمرار”.
وهي تحمل في طياتها عوالم ممزوجة بصور المحبة والجمال والمعاناة ،هذه القصيدة التي كتبها شاعرنا القدير والأديب المرهف الإحساس وحامل هموم الإنسانية والوطن والقلوب التي تنبض بحب الوطن والأرض والعشق السامي الشاعر التونسي المتميز عربيا وليس محليا فحسب-د طاهر مشي.
هذه القصيدة التي أختار لها عنوانا مناسبا ”أعتاب قافيتي ” غاية في الجمال والروعة من حيث المضمون والمعنى الإنساني حيث الجرأة المميزة التي نادرا ما نراها بأسلوب دقيق وبسيط يلامس القلب والروح وحينما تقرأها لا تود أن تنتهي أبدا،هذا حال الشعراء المهرة الذين يلامسون بقصائدهم العذبة نرجس القلب،هذا في الوقت الذي تزدحم فيه الساحة الشعرية وطنيا وعربيا بأنصاف الشعراء ممن يكتبون-تعسفا على ذكاء القارئ-قصائدَ لو سلطنا عليها “المقاييس المدرسية”لقلنا أنها كتابات خارج الموضوع..!!
لنقرأ معا هذه القصيدة العذبة التي-رسمتها-في شكل لوحة فنية في منتهى الروعة والتجلي،أنامل الشاعر القدير طاهر مشي..
وسألتزم الصمت في إنتظار اختمار عشب الكلام :
أعتاب قافيتي
صمت على أعتاب..قافيتي
والبوح يلجمني بموهبتي
والليل أضناني به السهر
والحرف مشتاق…بأوردتي
والبدر والأنواء والسحب
قد خيمت والشوق … مقربتي
حيث انتشى نبضي بلا طرب
لا طيف يدنو اليوم …مملكتي
لا طير يشدو في روابينا
حلم الأنا موؤود من شفتي
كنا أنا والبدر في وله
نلهو بدرب العشق …ملهمتي
واليوم فالأشواك تلحفني
والنبض أشتات بها لغتي
أنشودة أنت …الهوى رحل
شهد على الأطلال ..ملحمتي
اليوم رحال بها الذكرى
حتى يجيش الشوق …قافلتي
أحنو على الأوتار أسرجها
كي تعزف الألحان من هبتي
إني أنا المشتاق في لهف
أتلو على العشاق …موعظتي
أهذي بذي الأشواق لا أسم
في موطن العشاق ..يا أمتي
(طاهر مشي)
لقد تميزت لغة شاعرنا بالشفافية والوضوح ،فهي بعيدة عن لغة التعتيم والتهويم في سرف الوهم واللاوعي ، تلك اللغة التي تلفها الضبابية القائمة والرمزية المبهمة ، فلغته ناصعة واضحة لا غموض فيها ، وتعبر عن مضامينه بأسلوب أقرب فيه إلى التصريح المليح منه إلى التلميح ، هذا يعني أن الشاعر ذو مهج تعبيري سلس ، وقاموسه الشعري لا يحتاج إلى كد ذهني وبحث في تقاعير اللغة ، وأنا إذ أصرح بهذا إنما أغبط شاعرنا على الرؤى الواضحة والألفاظ المعبرة بذاتها
كلمة أخيرة أقولها:
-خريطة الشعر العربي ما زالت واضحة المعالم على الرغم من محاولة بعض المتشائمين طمسها،فللخارطة رموزها وتضاريسُها الإبداعية،وهناك شعراء رواد شكّلوا قمماً إبداعيَّة لهذه الخارطة لا تطالها رياح التعرية المحملة بغبار العولمة،من أمثال السياب والبياتي والفيتوري والماغوط وصلاح عبد الصبور والجواهري.. وكذا الشاعر التونسي القدير طاهر مشي..
دمتَ-يا شاعرنا الفذ-(طاهر مشي) لامعَ الحرف..وذائقا لمعانيه العميقة..
محمد المحسن