الأحد، 19 يونيو 2022

دموع..في مآق هرمة بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 دموع..في مآق هرمة

مشتاق إلى ذوات كثيرة وأشياء شتى..بي حنين عاصف إلى أمّي،تلك الشجرة الباسقة التي انتهت قبرا واجما،زاده البياض حيادا.. أين منّي وجه أمّي في مثل ليل كهذا..بسمتها العذبة..بسمتها الأصفى من الصفاء..عتابها لي آخر الليل حين أعود ثملا وقد لفضتني أزقة المدينة..
أين منّي حضنها الدافئ وهي تهدهدني وأنا الطفل والشاب والكهل..
لم أعرف اليتم يوم غاص أبي الرحيم إلى التراب..واليوم تشهد كائناتي وأشيائي أنّي اليتيم..كهل تجاوز الستين بثلاث عجاف..ولكنّي أحتاج أمّي بكل ما في النّفس من شجن وحيرة وغضب عاصف..أحتاجها لألعن في حضرة عينيها المفعمتين بالآسى غلمانا أكلوا من جرابي وشربوا من كأسي واستظلّوا بظلّي عند لفح الهجير..لم أبخل عليهم بشيء وعلّمتهم الرماية والغواية والشدو البهي..واليوم تحلّقوا في كل بؤرة وحضيض لينهشوا لحمي وحروف إسمي ..
آه أمّي كيف سمحت لنفسي بتسليمك إلى التراب..؟
حنيني شائك ومتشعّب مثل حزني تماما،وكياني مكتظّ بالوجوه والذوات..
لكَم أتوق إلى عناق إبنة الجيران تلك التي تركتني نورسا للعناق الوجيع..مازلت أذكر هودجها وقد مرّ بحذوي..أذكرها وهي تتهودج في غنج أمامي وقد عجز الشارع الفسيح على إحتضانها،أما عطرها فقد انتشر في خلايا جسدي وأنا الكهل الكئيب الجالس أمام عتبات الغروب العظيم..أشتاق إليها الآن ..أشتاق إلى عينيها السوداوين المفعمتين بالجمال..لقد ترنّحنا معا في حرائق الشتاء والصيف..أين مني جسدان شرهان لشاب وفتاة..أين من رأسي المتصدّعة خلوّ الذهن من كل همّ و إزدحام القلب بوجه فاتنتي البريئة من كل دم..أين منّي هودجها العظيم في شارع طارق بن زياد..
خساراتي فادحة أيّها الزمن اللعين..خساراتي مؤلمة أيتها الدنيا اللئيمة..
فقدت أبي ذات مساء دامع..ثم توارت أمّي خلف الغيوم..واختفت تلك التي آتتني من غربة الصحو،ألبستني وجعي ثم ارتحلت عبر ازدحام الصباح..ورحل إبني في زمن مفروش يالرحيل دون وداع يترك القلبً أعمى..
خساراتي فادحة أيتها المهزلة،أما أرباحي فسقط متاع..أضعت في الطريق رفاقا كثرا أسقطتهم القافلة سهوا عني..سهوا عنهم..
ما أطول طابور خساراتي وما أحلك هذا الليل الذي صار جزءا منّي.
هل أنا حي لأموت..؟وهل من فقدتهم -الأحياء والأموات-ليسوا جزءا منّي..؟!
ألم يقتطع منّي الموت أشجارا شاهقة ونفوسا عظيمة؟..فكيف لم يزرني هذا المتسربل بالعدمية إلى حد الآن..بل إلى حد هذا الحجم من الآسى الأليم..؟
ألا بد من إنقطاعي عن توريد السجائر إلى رئتيّ المذهولتين ليتمّ إعلان موتي..؟
ألا بد من تخريب جسدي عمدا بما أسكبه في جوفي من نبيذ..؟
وهل عليّ تغيير لحاف كوابيسي بكفن أكثر بياضا من العدم،لكي يصعق الأصدقاء ويرقص الأعداء ويوقنوا أنني جثّة تتدحرج على هضاب الحياة وتصطدم بالحواجز والأضداد..
ميّت أنا..ومشتاق إلى الحياة..يا أيّها الموتى بلا موت..تعبت من الحياة بلا حياة..
مشتاق إلى القصيدة..لم تزرني منذ ليال طويلة..هجرتني كما هجرتني تلك التي ظلّت-غصبا عنّي- تهجع خلف الشغاف..لا أنكر أنّها حاولتْ مرارا-بجدائلها-رتق الفتق..لكنّ الفتق تغلّب على الرتق..فتركتني أخيرا كائنا أسطوريا يسكن الرّيح،ويعوي مع ذئاب الفيافي..قمرا في بلاد ليس فيها ليال مقمرة ولا أصدقاء..
ومع ذلك مازلت أحبّها..مازلت أهذي من حنين وحمّى..
انتصف الليل ولم يأتني طيفها..ولعلّ هذا نذير شؤم..أو مؤشّر مربك يوحي بالفراق العظيم..
من تشتريني في مثل زمن كهذا مزخرف بالليل..فقلبي توقّف في الحزن كالحجر الأردوازي..والجسد غدا في غاية الإعتلال..أما الشوارع فقد أوحشتني مما بها من لحى..ولا عزاء..فقد كفّت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت..واستبدّت بالقلب مملكة للمواجع..
لكني سأولم الليل نذرا و ألبس أبهى ثيابي..كما سأبقي المصابيح موقدة حد الصباح..مصالحة بين صحو الصباح وصحوي..وأبقي رياح الجنوب بوصلتي و دليلي..وأسأل عن إمرأة صاحبت الرّوح في زمن الجدب..يوم كانت المحيطات تنام بحضني..وما زال ثوبي يخضرّ من مائها..
ياله من زمان مضى بين ألف من السنوات الفتيّة..
تغيّرت مستعجلا أيها الفرح الضجري..وأصبح سطح قلبي معبرا للمواجع..
ولكن متى كان الحزن يصغي..؟!
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

إنني أتألم بقلم الشاعرة منى الماجري

 ومع ذلك يحصل أن أقول أنا أيضا ،إنني أتألم ..

قد يتأجل ذلك
لأن غرتي النافرة تنطق بالحفل
ولأن ابتسامتي الظاهرة تشرق بالصحة
ولأن نظرة شاردة لا تزال تستوطن المحيا
هي في حيرة دائمة لا تكف عن السؤال
لا ترتوي من البحث
ولأن رأس نفرتيتي الذي وضعته أعواما
على صدري حتى وسمني
يقولون مدرستنا تزين صدرها برأس يلمع لنفرتيتي
لأنني دأبت على ذلك نسيني الكل وأبقوا على ذكرى نفرتيتي
في ذلك العام وشعري الغجري يرفض الردة
ويركب العصيان حدثوا في قسم اللغة
عن غادة الفريق التي لاتلوي على شيء
عن صاحبة البهاء والعنفوان
في ذلك العام ،لم أدر أن ذلك الطالب الذي
هاجمني كان مغرما وأنه عوض أن يبوح بحبه
رماني بالكبر ورأى في وجهي كل المحال
مهرة سابقت الريح لطالما سابقتها
لطالما فزت بالقصب
ولم أشك
ولم أقل أبدا تعبت
كان الشقاء جوهر المعركة
وكان أن لا أستسلم وأن لا أعود ..
الذين يقولون أنت الأقوى دائما
يجهلون طبقات الهشاشة التي تغلف الأوردة والقلب
يجهلون أنني قد أشعر بالوجع
مثل كل الناس
وقد أتوجع
أزور الأطباء ،أعرض أمامهم مشاغلي
وسرعان ما أهيم في الصور المعلقة على الجدران
أتركهم يثرثرون وأنا أهمس
كل أوجاعي متأتية من إقامة الأحبة في الشغاف ،كلما تنقل الألم أعلم أنهم بروحي هم وشرياني يتنقلون
أرفع رأسي وأسأل الطبيب
هل لديك وصفة للغربة
هل لديك وصفة للحب ؟
منى الماجري 6|2022

هاهو الحلم يرحل بقلم الشاعرة حميدة بن ساسي

 هاهو الحلم يرحل

الحرب كالجراد تأتي على الأخضر واليابس، تحصد أرواحا وتشرّد أطفالا وتكتم أنفاسا دون وجه حقّ...لذا نخشى جبروتها...فلا أمان معها ولا ضمان...جميعهم ستطالهم اليد الغاشمة والآلة الفاتكة...تولد المعاني من رحم الأزمات وتختنق العبرات وتتخبّط المشاعر في جحيم المخاوف...كيف لميارى أن تهدأ وابنتها في محنة عويصة...؟كيف لها أن تأكل وتنام والحرب تحاصر فلذة كبدها ...؟قذفتها الهواجس في منعرج خطير تزحلقت معها في حركات جنونيّة...وحيدة تنبت معها المخاوف كأشواك جارحة...ذات صباح بعيد انفتح باب البيت نطّت صبيّة جميلة بضفائر متدلّية على الكتفين إلى الخارج في ميدعة المدرسة الورديّة...لم يخطر في بال ميارى يوما أنّ تلك الصّبيّة المدلّلة قد تصير أسيرة عند الرّوس أو تستشهد على إثر بعض الغارات ...توقّفت عقارب السّاعة على هواجسها المروّعة لا تأكل، لا تستحمّ، لا تذهب إلى العيادة، تطرح السؤال دائما على نفسها:
-ما الحلّ....؟
هاهو الحلم يرحل وهي تخاف أن ترحل ابنتها الوحيدة...لقد رماها الحظّ السّيّء في طريق الحرب....كم نستطلع بشغف إلى السّلام العالمي...وكم أبكتنا عيون أطفال مشرّدة يعيشون في الخيام بعيدا عن الدّيار...وكم روّعتنا أشباح المدن على ضوء خفيف من نور الصّباح ووجوه مورّمة بالكدمات وأعقاب
القنابل تقصف أجسادا...انهارت المباني على رؤوس الأطفال والنّساء والشّيوخ فإذا بهم تحت الرّكام والغبار يختلط بالدموع والدّماء...يقتحم الجنود الدّيار شاهرين رشّاشاتهم...وبسرعة البرق يسقط الكثير من الشّباب مكتومي الأنفاس...ترتفع الأصوات تأمر من يقع بين أيديهم بالصّمت وإخفاض الرّأس يدفعونهم بقساوة ويحدّقون في وجوههم باشمئزاز يقودونهم إلى المعتقل وراء قضبان حديديّة تهين البشر...تراجعت ميارى إلى الوراء وكأنّها تسمع أنين ابنتها وكأنّها تراهم يجرّدونها من ثيابها ويلهبون ظهرها بالسّياط...
حميدة بن ساسي
Peut être une image de 1 personne, position assise, foulard et intérieur

زهرة الثلج بقلم الأديب محمد الهادي بن عبدالله

 شعر / محمد الهادي بن عبدالله / تونس

*** زهرة الثلج ***
تموتين يا زهرة الثلج تحت الأنين
يهزك عزف الرياح
ورقص المنون..
تنوحين مثل الحمام السجين
تلوكين يا زهرة الثلج مر العذاب
وعنف الجنون ..
تلوكين يا زهرة الثلج عشق السراب
ودمع الجفون ..
كأن الليالي سحابات دهر
عميق حزين ..
كأنك يا زهرة الثلج كمشة حب دفين ..
كأنك مثل الغروب
شقاء السنين ..
كأنك يا زهرة الثلج مر السجون ..
******
وتمضي الليالي طويله
تهز السيوف مسامع صمتي
وانت حزينه ..
فراشة نور تغطي السحر ..
وتمضي جنائز صمتي ثقيله
ترش دروب الشروق دموع العمر ..
كأنك أنت سجينه
تروحين للقبر ذاك البعيد ..
ورعد الجبال يدوي هناك
يقلقل نار الصواعق ..
كأنك يا زهرة الثلج دم ..
مقطر فوق الزهور الرقيقه
وذاتك مثل الضياء
ومثل الحبور..
وأصلك ند و عنبر ..
كأنك يا زهرة الثلج دوما نشيد الطيور ..
حفيف الفراش
وهمس الوتر ..
كأنك يا زهرة الثلج نار ونور..
كأنك ألف شرر ..
*** محمد الهادي بن عبدالله ***

~ نصيب ... بقلم الشاعرة روضة.بوسليمي / تونس

 ~ نصيب ...

مدهش على الدّوام
يا أنت....
متجدّد كنسيم
الصّباح
كنوره ...
كالسّلام
أحيانا -
تخصّنا السّماء
بأشخاص يفيضون
باللّامتناهي من العطاء
الفريد الحميد
نعرفهم للتوّ
فيرسمون على القلب
وشما -
لا يمكن لسواهم أن ينقشوه
ولو عمّروا في دواخلنا
اعواما ...
ذلك الذي نَقش على قلبي
أفقا بلا حدود
وهلالا مكتملا !!
كبيرهم الذي علّمهم
النّحت المباح ... !!
ذاك القمر المضيئ
الذي بدّد عتمة فؤادي
أهمس إليه ملء الصّمت
المتاح :
- كم أنت كثير كثير !
كم أنت قليل قليل !
~~~~~~~~~~~روضة.بوسليمي / تونس
Peut être une image de 1 personne, position debout, arbre et plein air

شتات الحلم.. بقلم د رنيم خالد رجب

 شتات الحلم.. 

هرم الكلام على عتبات سطوري

هرم حتى سمع دبيبه في أرجاء روحي 

فلم يبق للغائبين سوى بضع من فتات 

وقليل من صدى الشوق الجائع 

 و رماد سجائر استوطنت مقبرة الامل 

لم يبق سوى 

بهجة تطوى  تستحم في فيافي مدارات الذكرى 

تطوي النسيان تتأرجح بحبال الغياب عنوة

ولهفة ضريرة للماضي  منه لاتشفي

 أدمنت خطوط وجهها المتعرجة 

ومقل جائعة تستعطف الدمع الهارب 

هرم الكلام حتى استوطن أجفان الوسادة

في وضح النهار ونثر بعناقه للواقع بزور الدمار

هرم الكلام ضاقت الهموم حتى اغتيلت الاحلام 

وأعلنت الروح تبعيتها ملتزمة شعار الاحزان.. 

ليحبوا الالم على عتبات الفناء

 ويخلوا الامل في بقعة بأرجاء ضلوعي...

بقلم د رنيم خالد رجب



Bonne fête des pères à tous les pères et à toutes les mères qui doivent être pères / Omatee Ann Marie Hansraj

 Bonne fête des pères à tous les pères et à toutes les mères qui doivent être pères

Cher papa,
Nous avons partagé beaucoup de souvenirs
Ensemble pour toutes ces années
Et beaucoup de larmes si je me souviens bien,
Mais le bonheur que tu as apporté
À nous et à notre famille même maintenant
Ça te rend unique.
Tu es un père si merveilleux
Et ça a toujours été pour nous
Alors en ce jour spécial nous te célébrons
Même en sachant que tu es si très loin
On ne te verra peut-être pas
Ni entendre ta voix
Mais quand même, tu vis dans nos cœurs
Même jusqu'à ce jour
On veut dire que tu es le meilleur
Et nous aussi on t'aime
Tu as toujours été là pour nous
Tu es quelqu'un vers qui on peut toujours se tourner,
Quelqu'un qui nous fait sourire quand on est à terre.
Quelqu'un qui a enseigné les valeurs de la vie
Cela durera toute une vie et même plus.
Tu es quelqu'un qui toujours
Nous donne une audience
Et beaucoup de temps pour
Il n'est jamais trop tôt ou trop tard
Et vous n'êtes jamais trop occupé pour nous
Papa, tu es peut-être avec ton créateur
Mais nous n'avons pas oublié
Le temps que nous avons passé avec toi
De tels souvenirs vivent
Dans nos cœurs pour toujours
Et on en parle et on partage à
Bonne fête papa
Avec amour tes enfants
Omatee Ann Marie Hansraj
Auteur motivant. Poète. Romancier. Journaliste
Copyright 2022



هل نسيتم بقلم الكاتبة والصحفية السورية رنا قلفه

 هل نسيتم

هل نسيتم أن تخبئوا من ثلج الشتاء في جيبوكم لمياه الصيف الساخنة فربما شعرتم بالعطش ولكن لا تنسوا من حرارة الصيف أن تضعوا في منازلكم كمؤونة لفصل شتاء بارد ترتعش فيه الأطراف

من العار أن يطالب الإنسان بأبسط حقوقه كأن ينام وهو لا يشعر بالجوع أن يجد الماء عندما يشعر بالعطش ألا يبرد في كانون
فربما هناك من يفكر ببيع جسده ولكن لا يجد من يشتري ذلك الجسد لأنه نخيل والعظم في أي لحظة ربما قد ينكسر
لن نقول تبهوا واستفيقوا
أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب لن نذكر كلمة استفيقوا لأنهم ليسوا في غفلة بل هم من الموتى
فأنت عندما تمتلك خيالا واسعا فأنت مبدع أو أنت كاذب كبير وهناك من يمتلك القدرة على إقناع الناس فهو حكيم أو هو ممثل قدير
كفانا علاقات مزيفة مع الآخرين وإبتسامات غير حقيقية
كفانا إعتذرات لأيام لن تعود
اسألوا تجاعيد هذه الأرض كم هي تعبت من وجود البشر
فالنار كانت بردا وسلاما على نبينا إبراهيم وبعد أن خرج منها عادت إلى طبيعتها وكأنها إلى يومنا هذاوهي تحرق أجساد البشر وكأنها تنتقم لنبينا إبراهيم وكأن هؤلاء هم كبش الفداء
الكاتبة والصحفية السورية
رنا قلفه
Peut être une image de 1 personne et foulard

فتون ويراع بقلم عادل العبيدي

 فتون ويراع

———————
امرأة …. أغازل
كل ما فيها
ولي عذري
لأني خلقت بها
مفتون
ليست أمام عيني
لكنها النور
لم أجن ذنبا
غير اني ذي هوىً
وإنك لي
دون الأنام مرغوب
امرأة كالبراق ذو أجنحة
تأخذني بعيدا
عن الأرض
تأسرني وأبقى سارحا
مثل الطفل
لم يعرف النطق بالكلام
حكم الهوى
أن يقودني لامرأة
وقد جُنّت بالعشق
أكاد أعانق عينيها
شوقا
دون ترمم
من قال إن الجنون بالحب
معيب
من قال إن الزهر يذبل
في الربيع
لن تجف أوراقي
ولا اليراع
ولا يهتز يوما عن الهوى
الشراع
——————————
بقلم عادل العبيدي
Peut être une image de 1 personne et texte

رِحْلَةُ السِنِين بقلم الهاشمي البلعزي

 رِحْلَةُ السِنِين


مَدٌّ وَ جَزْرٌ وَ الأَيَّامُ تَكْتُبُنَا
الرِيحُ تَصْفَعُ أَشْرِعَةَ مَرَاكِبِنَا
حِينَ غَمَزْتُ الرِيحَ طَاوَعَنِي
وَ مَضَى يُهَدْهِدُ بِلُطْفٍ قَوَارِبَنَا
نَعَسَتْ خُيُوطُ الصُبْحِ تَحْتَ أَجْنِحَتِي
الوَقْتُ غُولٌ يُحَرِّكُنَا وَ يَشْرَبُنَا
هَلْ تَنْفَعُ الحَسْرَةُ إِذَا العَقْلُ تَغَشَّاه الأَسَى
أَوْ القَلْبُ هَامَ بِسِدْرَةٍ فِي المُنْتَهَى
يَا بَرْقُ مَالَكَ إِذْ خَفَقْتَ أَخَذْتَنِي
أَحْكِي إِلَيْكَ وَ لَا تُجِيبُ لِي نِدَاء
يَا هِنْدُ مَهْلًا إِنَّ حَبَّكِ لَوْعَةٌ
أَمْعَنْتُ فِي هَوَاكِ فَمَسَّنِي الشَقَاء
على حَافَّةِ الوَجَعِ يَنْبُتُ الأَمَل
لَا شَيئَ مُستَحِيلْ
لَا وَقْتَ لِلْفَشَلْ
فِي غَمْرَةِ الرُوتِين
لَا شَيئَ يُعْجِبُنَا
وَ نَرْفَعُ لَافِتَةَ المَلَلْ
أَنْظُرُ إِلَيْهَا
وَ أُمْعِنُ النَظَر
وَ كَأَنَّهَا لَمْ تَكْتَمِلْ
وَ كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ
تَرْكُضُ فِي شِعَابِ قَلْبِي
وَ لَا تَكَلّ
وَ كَأَنَّهَا وَرْدَةٌ تَتَفَتَّحُ
عَلَى أَطْرَافِ قَلْبِي
تَمْزِجُ الحُبَّ بِالخَجَل
تَتَهَادَى ... تَتَرَنَّحْ
تَتَمَايَل
تُمْطِرُنِي قُبَل
رُوَيْدَكِ
لَا تُكْثِرِي مِنْ صَبِّ العَسَل
إِنَّ قَلْبِي عَنْ هَوَاكِ مُنْشَغِل
خَطْوَةٌ إِلى الأَمَام
إِثْنَتَانِ ... ثَلَاثَة
يَا نَفْسُ خَدَّرَكِ الغَزَل
هَارِبَاتٌ أُمْنِيَاتِي
يُغَلِّفُهَا النَدَى
فِي المَدَى
البَحْرُ أَغْوَتْهُ السَمَاء
هَلْ هَدَّنِي الشَوْقَ أَمْ هَدَّنِي الإِعْيَاء
أَمْشِي إِلَيْكِ شَارِدًا تَصْفَعُنِي الأَنْوَاء
تَهْرُبُ الثَوَانِي وَ تَتَبَدَّلُ الأَسْمَاء
أَمَّا أَنَا وَ أَنْتِ فَنُنْشِدُ الوَفَاء
أَرْسُمُكِ بِالحَرْفِ وَ أُمْعِنُ النِدَاء
فَيَغْمُرُنِي طَيْفُكِ صَبَاحًا وَ مَسَاء
مِنْ هُنَا بَدَأْنَا وَ طَابَ الإِنْزِوَاء
بِالحُبِّ كَمْ مَشِينَا عَلى خَيُوطِ المَاء
يَا رِحْلَةً مَحْفُوفَةً
بِالشَوْقِ وَ الحَنِين
يَا رِحْلَةَ السِنِين
مَكْتُوبَةٌ أَطْوَارُكِ
سَعَادَةٌ وَ حُبّ
وَ بَعْضُكِ أَنِين
هَا أَنْتِ فِي طَرِيقِي
كَطَوْقِ يَاسَمِين
هَا أَنْتِ فِي سَمَائِي
طَوْرًا تُظْلِمِينَ
وَ طَوْرًا تُقْمِرِين

الهاشمي البلعزي
في
19/06/2022