الأربعاء، 23 يونيو 2021

التسوّل ظاهرة مرَضية..تنخر جسد المجتمع التونسي..فهل من "علاج" ؟! بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 التسوّل ظاهرة مرَضية..تنخر جسد المجتمع التونسي..فهل من "علاج" ؟!

ظاهرة التسوّل من الظواهر الاجتماعية التي تفشّت في السنوات الأخيرة بشكل كبير في مجتمعنا، وباتت تمثّل هاجسا كبيرا للدولة وللمجتمع، فاليوم لا تكاد تخلو شوارع المدن التونسية ومختلف أماكنها العامة من انتشار المتسوّلين بمختلف شرائحهم العمرية، ومن الجنسين.
إن لإنتشار هذه الظاهرة أسبابا تعود بالأساس إلى الفقر والحاجة إلى الموارد الماليّة، فالمتسوّل يطلب المال متنقلا بين مختلف الأماكن التي تكتظ بالنّاس.
وفي حديث -لمندوب الصريح أونلاين بتطاوين-أكّد لنا مصدر مسؤول بوزارة الشؤون الإجتماعية كنا اتصلنا به عبر الهاتف (طلب منا عدم ذكر إسمه) أن ظاهرة التسوّل استفحلت في تونس،وأصبحت تمثل خطرا على الفرد وعلى المجتمع،مشيرا إلى أن القانون مقصّر ولا يجرّم هذا السلوك ولا يتعامل معه بالردع اللازم.
وأشار-محدثي-إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تسعى دوما إلى معالجة هذه الظاهرة واحتواء هؤلاء المتسولين،في ظلّ مقاومتها لمظاهر الفقر والتهميش بمختلف الآليات.
أماكن التسوّل بجهة تطاوين:
يتنقّل المتسوّل بهذه الربوع الشامخة (تطاوين) التي عرف أهلها بدماثة الأخلاق فضلا عن الكرم والأخذ بيد المحتاج من مكان إلى آخر،ويتخيّر أماكنه بدقة،وينوّعها من أجل توفير أكثر ما يمكن من المال،ومن ضمن الأماكن التي يعتمد عليها المتسوّل المساجد والمستشفيات والأسواق المكتظة بالحرفاء..إلخ كل هذه الفضاءات توفّر له ما يطلبه من شفقة وتعاطف..
ومن هنا،فإنّ استدرار عطف الناس ومحاولة الإستحواذ على مشاعرهم من بين الأهداف الرئيسية للمتسول لإكتساب ودهم ومن ثمّ نقودهم،قاعدة ينتهجها كافة المتسولين ا"لمحترفين" والهواة"، وكلما زادت حاجة المتسولين للمال طوّر هؤلاء أساليب استجلابه،وكحالة ميدانية أضحى التسول ظاهرة مقلقة بشوارع البلاد التونسية بشكل عام انعكست سلبيا على كافة مناحي الحياة.
ويبدو ان المتسولين الذين تفاقم عددهم خلال الاشهر الاخيرة لا تعوزهم الوسائل والطرق لانتزاع تعاطف الناس معهم، فتسمع تارة "اغيثوني او ساعدوني يرحمكم الله" واحيانا اخرى "ارحموا هذا الفتى المسكين" او "زوجي بالمستشفى ساعدوني لأوفر له الدواء".
ويعتبر احد المارة ان التسول اصبح اليوم مهنة تتطلب كفاءة وقدرات خاصة, ملاحظا ان "جلب انتباه المارة واكتساب ثقتهم واستدرار عطفهم للحصول على ما تيسر من المال، اصبح فنا حقيقيا".
اينما حللت وجدت في طريقك المتسولين،في المركبات التجارية في المساجد وفي المستشفيات وفي محطات السكك الحديدية والمترو والحافلات كما في المدافن ومفترق الطرقات وغيرها...
في هذا السياق،أكّد لي أخصائي في علم الإجتماع أن التسول أصبح "ظاهرة مرَضية" بالمجتمع التونسي،موضحا "إذا قلنا إنها ظاهرة اجتماعية فهذا لا يحدّد بالدقة اللازمة هذه الظاهرة،بل أضحى التسول مرضا اجتماعيا يجب البحث في أسبابه التي قد تكون كامنة في الثقافة التونسية".
والخطير،وفق -محدثي-،أن هذه الظاهرة تمسّ جميع الفئات العمرية،حيث تجد أطفالا صغارا وشبابا وكهولا وشيوخا ونساء ورجالا.
وظاهرة التسول في تونس،حسب-محدثي الأخصائي في علم الإجتماع-أصبحت معضلة اجتماعية حقيقية "رغم أن امتهانها يحط ّمن كرامة الإنسان،وهي جريمة يعاقب عليها القانون".مضيفا"نعتبر هذه الظاهرة وصمة عار على جبين مؤسساتنا الرسمية والمجتمعية،وفي طليعتها الحكومة بكل مرافقها الاجتماعية.."
وينفي-محدثي-،أن تكون الأسباب ناتجة عن الفقر،رغم أن هناك من يوجد في وضعية اجتماعية صعبة لكن هذا لا يفسر نهائيا ظاهرة التسول،مؤكدا أن الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة يتعفّفون،أمّا النسبة الكبيرة من المتسولين في الفضاءات العمومية لا تستحق المساعدة والصدقة،نافيا أن تكون الأسباب ناتجة عن الفقر،رغم أن هناك من يوجد في وضعية اجتماعية صعبة لكن هذا لا يفسر نهائيا ظاهرة التسول،مؤكدا أن الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة يتعفّفون،أمّا النسبة الكبيرة من المتسولين في الفضاءات العمومية لا تستحق المساعدة والصدقة.
ويكمُن الحلّ الأمثل للحد من ظاهرة التسول حسبما يرى-الأخصائي في علم النفس الإجتماعي ج.ه، في إعادة الإعتبار للمدرسة العمومية،واستعادة مكانتها لتربية أجيال على العفّة والكرامة والعمل الجادّ وتعليمها أن مدّ اليد عيب،مضيفا"لا بد من ترسيخ المسجد كمؤسسة تنشئة اجتماعية ما دمنا دولة مسلمة،إذ لا بد من ربط المقوّمات الدينية والحضارية مع التحوّلات التي تقع في المجتمع،وتمرير خطابات تحث التونسيين على ترك أسلوب التسول الذي ينتقص من كرامتهم..".
في السياق ذاته،أشار الاخصائي في علم الاجتماع محمد الجويلي الى ان هذه الظاهرة تكون في بعض الاحيان منظمة من قبل مجموعات تستغل بالاساس النساء والاطفال مؤكدا ضرورة تفكيك هده الشبكات من اجل مقاومة هذا التيار.
واضاف ان ظاهرة التسول اخذت اثر ثورة 14 جانفي بعدا اكبر لان المتسولين يرون ان الفضاء العمومي هو ملك للجميع مبرزا اهمية مراجعة البرامج الاجتماعية التي يجب اعدادها حسب رايه على اساس علمي ياخد في الاعتبار اهدافا محددة بعيدا عن اي حسابات سياسية.
من جهته يقول لي ح.ب وهو تاجر بجهة تطاوين(طلب منا عدم ذكر إسمه)-"سنوات طوال وأنا أشتغل بهذا المحل التجاري لا يمكن أن يمر يوم دون أن يأتيني متسول طالبا صدقة أو كي استبدل له قطعا نقدية معدنية بفئات ورقية،ومع مرور الزمن أصبحت أميّز بين المتسول الحقيقي والمزيّف.وأعرف عددا من النساء والرجال يملكون أموالا كثيرة جنوها من مهنة التسول.."
مقيمون بتطاوين منذ مدة ليست بالقصيرة،لاجئون سوريون هربوا من جحيم الحرب والقتل والتنكيل والذبح والموت المجاني الذي يتربّص بهم في كل مدينة وفي كل شبر من وطنهم السليب والمستلَب..
متسللون عبر الحدود الليبية أو الجزائرية..بعضهم هارب من مليشيات "الرايات السوداء" ومن عصابات المتاجرة بالدم والأرواح والأسلحة في ليبيا،تكّبدوا الأهوال ليبلغوا الأراضي التونسية التي دخلها البعض خلسة،في حين انقطعت السبل بالآخرين وعلقوا على الحدود دون أن يعلم أحد علم اليقين ماذا حلّ بهم وبعائلاتهم وأطفالهم..
توجهنا إلى وسط مدينة تطاوين،فشدّت انتباهنا تلك النسوة اللواتي اخترن كل واحدة منهن زاوية أو موقعا خاصة بها،وبمجرد مرورك على إحداهن تطلب منك المساعدة والتصدق عليها،وما يثير الانتباه هو أن جميعهن سوريات من مختلف الأعمار.(مع تقديرنا للشعب السوري الشقيق رجالا ونساء)
حاولت التقرّب من إحداهن،إلا أنّها لم تتجاوب منذ الوهلة الأولى وأبدت تحفظا وتخوفا كبيرين مثل باقي النساء الأخريات،وبعد محاولات عديدة تمكّنت من التواصل معها وإقناعها بالحديث معي،وعند سؤالي لها عن سبب تخوفّها قالت «لا أريد إثارة الحساسية،كما أن عائلتي دائما ما توصيني بعدم الدخول في أي نقاش مع أي كان..»
وهنا أشير إلى أنّ أحد الأئمة-بجهة تطاوين-أكّد لي أنّ التسوّل لا يجوز شرعا،بما في ذلك تسوّل اللاجئين السوريّين بتونس،داعيا الحكومة إلى فرض عقوبات صارمة في حق المستغلين لوضعية الإخوة السوريّين.واعتبر-محدثي- ظاهرة تسوّل السوريّين الموجودين بتونس أمرا لا يجب أن يكون في دولة مسلمة،بإعتبار أن الدين واللغة المشتركة بين البلدين تدعو إلى التآخي والتعاون،داعيا الحكومة إلى العمل على حفظ وصون كرامة السوريّين وعرضهم،بما أن هناك فتيات سوريات تقفن على حافة الطرقات للتسول،ما يجعلهن عرضة للتحرش والإبتزاز،مبيّنا أن هناك من يريد المتاجرة بهذه الوضعية التي يعاني منها السوريّون جراء الحرب الأهلية الموجودة ببلادهم،من أجل تحقيق أرباح على حساب كرامة الشعب السوري،مضيفا في الوقت ذاته أن الحكومة مطالبة بالعمل قصد الحد من هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل كبير،خصوصا أمام المساجد والطرقات،كما طالب التجار التونسيين الكبار ورجال الأعمال..هنا..أو هناك بالمساهمة في إعانة السوريّين..
وكانت تونس قد باشرت برنامجًا لمكافحة كل أشكال التسول منذ عام 2000،قامت من خلاله بتوفير وحدات تتكون من أخصائيين اجتماعيين وأعوان أمن لمراقبة الشوارع والفضاءات العامة،وأطلقت خدمات اجتماعية تتيح تمكين المتسولين من موارد رزق قارة ومساعدات في السكن ودعم مالي مباشر،بيدَ أن البرنامج توقف خلال الثورة التونسية،ممّا رفع من أعداد المتسولين.
ويمنع الفصل 171 من القانون الجنائي التونسي التسول،وينصّ على عقوبات تصل إلى ستة أشهر لكل من يتحايل على الناس ويكذب عليهم كي يحصل على الصدقة،وترتفع العقوبة إلى عام كامل إذا كان المتسوّل يستغل طفلًا للتأثير على المارة.
ولنا عودة إلى هذا الموضوع الشائك (تفاقم ظاهرة التسوّل ببلادنا) عبر مقاربة مستفيضة..
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen


أحلامي وهاتفي الصامت بقلم د. انعام احمد رشيد

 أحلامي وهاتفي الصامت

بسرعة البرق
مر بسرعة من امامي
خرج وتركني وحيدة
مقعده خالي يسكنه الصمت
وروائح من عطره تفوح
وتنسل عبر نافذتي اشباح خيال
وينتابني الخوف
نعم شبح الخوف
كتب حولي متناثرة
ووردة امامي منه ذبلت
ونوافذ غرفتي مشرعة على مصراعيها
لصدى الرياح
علها تحمل للقلب ذكرى
كتل منثورة غيوم ملبدة في السماء
والتفت حولي لااجد سوى ذكريات
كلمات وكلمات
واغنية ووردة
لقد دمر الزمان كل شيئ
وضاعت كلمات كثيرة
انني ابحث عن اسمه علني اجد
ثغرة توصلني اليه
علني اصل لحرف اسمه
فلا اسم كاسمه ولا عيون كعينيه
فهو الوحيد الذي تمكن من قلبي
وعشعش في شراييني
الصمت الرهيب حولي والظلام الدامس
ويرن الهاتف
ياالهي انه هو
ويرد صدى صوتي علي
واستيقظ فزعة
فلم اجد سوى اقلامي واوراقي
وهاتفي الصامت بقربي
د. انعام احمد رشيد
Peut être une image de 1 personne

زَخَّاتُ وَجَعْ بقلم الشاعرة لمياء محفوظ

 زَخَّاتُ وَجَعْ


بِرَحِيلِكَ.....
غَابَ قَمَرِي عَنْ مَدَارِي
تَرَمَّلَ زَمَانِي.....
شَاخَتْ سِنِينِي.....
تَغَيَّرَتْ مَلَامِحُ الشُّرُوقِ عِنْدَ الصَّبَاحْ
عَلَّقْتُ مَوَاجِعِي بِجِدَارِ لَيْلٍ أَصَمّْ
حَبِيبِي.....
أُغْنِيَّةُ فَرَحٍ غَابَتْ
قِيتَارٌ تَمَزَّقَتْ أَوْتَارُهُ
هَلْ تَذْكُرْ؟؟؟
كَانَ صَوْتُكَ يَخْتَرِقُ المَسَافَاتْ
كَانَ عَبِيرُ كَلِمَاتُكَ يَلْتَفُّ حَوْلِي
يَنْسُجُ أَجْمَلَ قَصِيدْ
صِرْتَ شَظَايَا زُجَاجٍ مُكَسَّرْ
كُنْتَ فِي عُمْرِي مِزْهَرِيَّهْ
صِرْتَ شَظِيَّهْ...
كُنْتَ وَرْدَةً نَدِيَّهْ
أَيُّهَا المَاضِي الحَاضِرْ
قُلْ لِطَيْفِكَ أَنْ يَرْحَلْ
حَتَّى يَهْدَأَ الشَّوْقُ بِدَاخِلِي وَالحَنِينْ
حَتَّى يَنْتَهِي لَيْلِي الطَّوِيلْ
حَتٍَى يَغْمُرُكَ كُثْبَانُ الذِّكْرَيَاتْ
وَ يُلْقِيكَ فِي يَمِّ النِّسْيَانْ
فَلَا أَنْتَ تَصْحُو وَ لَا أَنْتَ تَنَامْ
فَكَأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامْ
لمياء محفوظ
Peut être une image de 1 personne, plein air et arbre


غربة روح بقلم الشاعر نزار جميل ابوراس

 غربة روح

من غربة في الروح تشكو مهجتي
وأنا الكليم وفي عوالم وحدتي
ونوائب الآلام يدمي نصلها
وعلى شغاف القلب تهمي دمعتي
ضاع الرجاء وطائري يشدو المنى
ها بعض حزني انحني من صبوتي
تجري الرياح فأستميل بعصفها
يجري سفيني دون علم الدفة
ويطول نوحي في سراديب الأسى
وعلى تخوم الجرح تعلو أنتي
ها قد ألفنا غدر أيام لنا
حتى مكثنا في أتون الفرقة
عجبا لحلم يغتدي مع أدمع
ويضيء ليلا في مواطن جذوتي
وشراع شوقي مبحر عبر السنا
وضياء حلمي هائم بالمقلة
ليت الأماني تعتلي عرش الجوى
فبريقها سيعيدني من غفلتي
هذا زمان العصر لم يبق سوى
خفقات قلب تنتشي في حيرة
أو بعض إحساس تلاشى دفقه
وظلال روح في غياهب رحلتي
وضياء حب في قوافي عاشق
و خيوط شمس تشتهيها ثورتي
في غربة الأرواح نبض عاتب
هي وحدها الآلام تشفي علتي
تهدي جرار الزهر عطرا آسرا
فيما تنهد خافقي من حسرة
هذا صراع العيش يعلو صارخا
يكفي اغترابا جمره في عثرتي
ما أصعب العيش الذي يغتالنا
مع كل خفق طعنه كالمدية
في غربة الأجساد بعض مواجع
ومواجع في الروح تبدي لوعتي
نحيا اغترابا شوقنا لم ينته
فمتى نؤوب إلى رياض الجنة
بقلم نزار جميل ابوراس
Peut être une image de étendue d’eau et texte

الثلاثاء، 22 يونيو 2021

أبي الطيّب... بقلم الشاعرة حسناء حفظوني

 أبي الطيّب...

الى روحي أبي🌿 الطيب جلالي حفظوني 🌿
رحمه الله وأسكنه جنان خلده 🌿💚🌿
سربُ حمام حطّ بفناء بيتنا
حدّثني فيك وعنك،
قال كان نثار الحَبّ
كان دثار الحُبّ
شجرُ الزيتون الأخضر بحقلنا
حدّثتني فيك و عنك،
قالت كان ظلّي
متى لفحتني الشمس
والذين حدّثوني عنك
أبكاهم حديثي فيك وعنك
أبي الطيّب
جبينك الوضاء بلوح فجرنا مرسوم
وصوتك ترتيلة المساء
ووجهك الناصع بليلنا القنديل
أنا التي زرعتني في الحقل
فسيلة صغيرة من طيبة يديك
أنا التي سقيتني من غيمة عينيك
انا الشجرة التي أثمرت بالحب
كل حبّة زيتون تدلّت من قلبي
ما أضاء زيتها الا من شعلة قلبك
فأنت كوكبي الدّري
كلما ذكرت اسمك" الطّيب"
يا أبي الطّيب
تعانقت مع الشّمس
أغصان الزّيتون
أضاء حقلنا
وغرّد الحمام
لروحك البيضاء
أغنية الحبّ والسلام...💚🌿
بقلم ابنتك حسناء حفظوني 🌿🌿
Peut être une image de une personne ou plus, plein air et texte

في بطولة كأس العالم كانَ يدخلُ الفريقُ العربيُّ الملعبَ ويخرج خاسِراً فقلت مُغتاظةً: هو لا يُريد الفوْز ، يُريدُ أن تزدانَ الملاعِبُ بِهِ ولو أراد ، لفاز عليهم في كلّ المباريات! بقلم الشاعرة عزيزة بشير

 في بطولة كأس العالم كانَ يدخلُ الفريقُ العربيُّ الملعبَ ويخرج خاسِراً فقلت مُغتاظةً: هو لا يُريد الفوْز ، يُريدُ أن تزدانَ الملاعِبُ بِهِ ولو أراد ، لفاز عليهم في كلّ المباريات!

ما للملاعِبِ شمّرتْ عنْ ساقِها
هلْ زائرٌ يأتي وَضيْفٌ عابِر ؟!
فتسابقَتْ لِلرّدِّ :.. .."عُرْبٌ زائرٌ
يأتي لِيَفْتَحَ لُعبةً…… . وَيُغادِرُ !
لا يرْتَضي تسجيلَ (جولٍ ) واحِدٍ
فالضّيْفُ عَفٌّ .. والكؤوسُ مناظِرُ!
قطعَ الفيافي …كَيْ يُزينَ ملاعِباً
لا كَيْ يفوزَ بِكأسِها….. وَيُسافِرُِ
فالكأسُ هَيِّنُ ……والبُطولَةُ وَفْرةٌ
هُوَ ، ذا يَقُولُ وَلِوْ يُريدُ….يُشاطِرُ !
خَسِرَتْ ملاعبُهُمْ وهامَ فريقُهُم
فالعُربُ خِبْرَةُ ، في الملاعِبِ نادِرُ !
لو أَنَّهُ رادَ البُطولةَ ……………نالَها
حَصَدَ الجوائزَ ……فائزٌ لا خاسِرُ !
عزيزة بشير
Aucune description de photo disponible.

الإعلام العربي..بين الراهن والمدى المنظور بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الإعلام العربي..بين الراهن والمدى المنظور

هل يمكن القول إنّ الدولة العربية وضعت خططا إعلامية واضحة،سواء على المستوى القطري أو القومي؟
أم أنّ ما نلحظه مجرّد توجيه استثماري،أو تخطيط برنامجي قصير الأمد؟
وفي سؤال مغاير: هل فكّر القادة العرب في وضع خطّة إعلامية دقيقة،من شأنها الرد على الحملات الغربية،في محاولة لتغيير اتجاهات الرأي العام العالمي المضادة للعرب،ليس تجاه قضايا سياسية معينة،وإنّما حيال الصور العربية إجمالا، ليكون ذلك أساساً لتغيير اتجاهات الغرب حيال القضايا العربية السياسية،فيما بعد؟
هذه التساؤلات "البريئة"يمكن أن تطرح على المستويين،القُطري والعربي،فإلى جانب التخطيط الإعلامي في كل قطر عربي،فإنّ التخطيط الإعلامي في عالمنا الراهن،الذي تزداد فيه الفجوة الإعلامية بين الدول المتقدّمة والنامية،وحيث يختلّ فيه التوازن في تبادل الأنباء والأفكار فيما بينها، يحتاج إلى أن يرتفع إلى المستوى الإقليمي،حتى يتمكّن من الوقوف في مواجهة التسلّط الجديد لوسائل الاتصال في الدولة المتقدّمة.
في ضوء هذه النقطة،فإنّ الدعوة إلى تخليص الخطاب الإعلامي العربي من قيود الترهّل، والارتقاء به إلى مستوى التحديات التي يفرضها الراهن الإعلامي الكوني،ليست مقصورة على هذا القطر،أو ذاك،بقدر ما هي دعوة قومية شاملة،فالإعلام القطري وإن نادى بعضه بشعارات قومية،لا يحقّق الوعي القومي،أي أنّنا على صعيد الأقطار العربية مجتمعة،وعلى صعيد جامعة الدّول العربية،نحتاج،اليوم،وأكثر من أي وقت مضى،إلى ثورة إعلامية شاملة،لا تتوقّف عند حدود ثورة المواصلات والتكنولوجيا وفن صياغة الخبر،وإنّما تتماهى مع هذا كله، جنباً إلى جنب، مع توعية قومية أصيلة في أخطر مرحلةٍ، يجتازها الفكر القومي العربي على مدى تاريخه.
فلأوّل مرّة،هناك شعب عربيّ كامل مسيّج بالأكفان،داخل أسوار عالية،هو الشعب الفلسطيني، يتعرّض لحملة دموية مرعبة،تستهدف مسخ هويته وسلخه من جلده.
ولأوّل مرّة،هناك شعب مسلم،يتعرّض لحملة إبادة جماعية،عبر قصف جوّي مرعب،يختلط فيه اللّحم البشري بالتراب،هو الشعب الأفغاني الذي يستغيث،بكل ضمير ينبض إيماناً بوحدة هذه الأمّة وقدسية هذا الدّين.
ولأوّل مرّة،هناك تراجع وانحسار للفكر القومي نفسه، حتى أنّه يتخذ، في أحسن الحالات، موقفا دفاعيا، يصل بالمواطن العادي إلى حافة الإحباط. لذلك،نحن جميعا في منعطف تاريخي حاسم ومحفوف بالمخاطر،حيث يرقى الإعلام إلى درجة قصوى من الأهمية،لا باعتباره جزءا تقليدياً من مهام الدّولة،أية دولة،بل باعتباره جيشاً حقيقياً في أشرس المعارك.
وإسرائيل تحاربنا بجيش إعلامي يستهدف اقتلاع جذور الهوية القومية العربية من أعماق النّفس البشرية،من خلال إرباك خط الدّفاع الأوّل،العقل العربي،ثم إنهاكه وتركيعه خارج حدودنا العربية أيضا،والولايات المتحدة،والغرب كله معها،يحاربنا بجيش إعلامي يصوغ الأحداث السالفة والآنية، عبر تغطية كاملة، تستند إلى خلفيات تاريخية مغلوطة، وتحليلات سياسية مغرضة،من شأنها تشويه صورة العرب وتمجيد العنصرية الصهيونية،ولعلّ أبرز مثال لذلك الصورة الأميركية عن العرب التي تضعنا جميعاً في نمط جامد في أذهان الشعب الأميركي، تماهياً مع أهداف الصهيونية،وقد تجلّى هذا،بوضوح،إثر حرب 1973 حين صوّر العربي"بالنفطي" الذي يوظّف ماله "لابتزاز الغرب"، كما صوّر العربي الفلسطيني"بالإرهابي" الذي يزعج العالم بسلوكه العنيف!
نقاط الالتقاء والاتفاق بين الإعلام الأميركي ونظيره الغربي جدّ متشابهة، ولا اختلاف بينها،إلا من حيث اختيار نقاط الإساءة التي تصبّ جميعها في خانة التجريح لضمير هذه الأمّة،ودمغ السلوك العربي بالاهتمام المفرط بالجنس والتخلّف،والتعصّب والوحشية.
وعليه، فنحن مطالبون،الآن،وهنا،بوضع خطط مرحلية،وأخرى طويلة المدى، للتصدي للحملة الغربية الموجّهة ضدنا،والتي لا يمكن تفسيرها إلا كونها صدى للصراع الحضاري والتاريخي بين الشرق والغرب،وهي تهدف،بالأساس،إلى حسر المد الإسلامي المتنامي،علاوة على الرغبة في تكريس التخلّف العربي،وكل مظاهر الانكسار والتصدّع.
وحتى لا يسوء حالنا أكثر مما نحن فيه،بات لزاماً علينا اعتماد تخطيط إعلامي،يتبرأ من الارتجال،ويتلاءم مع التنمية العربية،والإعلام المحلي والإقليمي الرامي إلى تغيير الصورة، ولن يتأتى ما نرومه إلا بالتخلّص من التبعية الحضارية التكنولوجية التي تطبع التكوين الإعلامي، والنجاح في إيجاد فكر إعلامي عربي،لا يرتهن لنفوذ الخطاب الغربي،وبالإضافة إلى هذا وذاك،أصبح من الضروري التفكير في إنشاء محطة فضائية عربية تتجه إلى الغرب، وتخاطبه بالأسلوب المقنع والمناسب،وتردّ،في الوقت نفسه،على الافتراءات،بما من شأنه أن يظهر الحقائق، بإيصال الصّوت العربي إلى الأجهزة الإعلامية المباشرة،ولا سيما وأنّ أصواتاً إعلامية عربية عديدة تعالت،في المدة الأخيرة، منادية بتجسيد هذا الطموح.
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen