الأربعاء، 21 أبريل 2021

تصبحون على ثورة إصدارات جديدة ل"رحاب الوجدان" تحت إشراف الشاعر التونسي الكبير طاهر مشي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تصبحون على ثورة إصدارات جديدة ل"رحاب الوجدان" تحت إشراف الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي

تصدير : - الإبداع مسئولية المبدع، وليس ترفًا أو لهوًا عابثًا، فكل موهبة وطاقة وقدرة آتاك الله إياها أنت مسئول عنها فيما تقدمه من خدمات ومساعدات وإنجازات يتنعم بها الآخرون، وبذلك تكون قد شكرت الله على ما آتاك من نعمه، ومَن لم يضع موهبته وإبداعه في إطارهما الصحيح فإنه يُعدّ كافرًا بنعمة الله وفضله: {قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل:40]، وقوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} [القصص:17].

في إطار سلسلة إبداعات مبدعي الوطن العربي الفسيج التي تصدرها-رحاب الوجدان-تحت إشراف المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية الرائدة الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي صدرت ثلاثة دواوين في حلة فاخرة وخلابة،ضمت بين طياتها أقلام تونسية وعربية لها حضورها المشع داخل الساحة الإبداعية محليا،إقليميا وعربيا.

هذه الإصدارات الواعدة والطموحة تؤسس لخلق جيل إبداعي يقدّس الكلمة ويدفع في اتجاه بلورة الفعل الإبداعي في حقل الشعر بالأساس دون إهمال بقية الأجناس الإبداعية كالنقد أو القصة..رافعة شعار : مجتمع بلا موهوبين ومبدعين لا حاضر ولا مستقبل له.

نشيد بالناقدَين الجهبذين اللذين قدما للديوان الأول والثاني وهما : الناقد والشاعر المصري القدير سامي ناصف والناقدة التونسية الألمعية الأستاذة ابتسام الخميري ونسوق في ذات الآن تحية إجلال وإكبار إلى الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي الذي أشرف بنفسه رغم كثرة اهتماماته الأدبية ومشاغله الحياتية على إعداد وتجميع الديوان العربي المشترك.

وللإشارة: لقد فرض الشاعر التونسي الكبير  طاهر مشي (المدير العام لمؤسسة الوجدان الثقافية) نفسه على الشبكة العنكبوتية بسلسلة نصوص موغلة في الإبداع بمختلف تجلياته الخلاقة..وهي نصوص يتساوق فيها كل شيء،وهي لدقتها وثرائها وروعتها غذاء دسم للروح،العقل والوجدان وتجليات إبداعية وأدبية لا غنى عنها لكل من يريد الخوض في غمار الكتابة الإبداعية وبخاصة الشعر،لأن التأمل هنا يتعدى حدود التجريد والأحكام الإشكالية إلى التحيين والتفعيل كمصطلحين فلسفيين يعنيان: التحيين جعل الشيء حينيًا أو حاليًا،والتفعيل النقل من القوة إلى الفعل.

أما بخصوص هذا المجهود الإبداعي الشاق الذي حمل أوزاره-بصبر الأنبياء-على كتفيه الشاعر التونسي الفذ  طاهر مشي،وما إذا كان يؤسس من خلاله-كما أسلفنا-لدفع عجلة الإبداع على الدرب السوي كي توحّد الكلمة الإبداعية بين الشعراء العرب في الوقت الذي تشظى فيه الصف العربي بفعل التجاذبات والمناكفات السياسية والسعي المحموم خلف الكراسي الوثيرة والصالونات الفاخرة حيث بريق الدولار..

في هذا السياق يقول شاعرنا  طاهر مشي : "يقف الشّعراء الحقيقيّون في طليعة المبدعين، وذلك لقدرتهم على الإبداع،الّذي يتجلى في تعلّقهم بالأحلام والحرّيّة والخيال،وخلجات النّفس والوجدان، والرّسم بالكلمات،وتشكّل الصّورةِ الشّعريّة،وسائرِ الوسائلِ الفنّيّة الأخرى،كالرمز والأسطورة والتناص والانزياح،وجماليّة المعنى والمبنى،والإيقاع الدّاخليّ،والإيقاع الخارجيّ الخ..

وذلك من خلال وسيلة اسمها اللّغة، الّتي تترجم عن الخيال وتحوِّله إلى صور محسوسة أو مسموعة أو مرئية.بها ومنها تتشكّل الصّور الشّعريّة الّتي يغذّيها خيال الشّاعر،ويمدها بالتّأمُّل والانفعال،وسعة الاطلاع والثّقافة.بمعنى أن كل فكرة يستحضرها الشّاعر قبل أن تترجم إلى مفردات لفظية،تكون صورة مثالية أو متخيَّلة في نفس الشّاعر وذهنه. يقول الجاحظ (ت 255ه) في هذا السّياق "فإنما الشّعر صناعة وضرب من النسج،وجنس من التصوير"(1).

ثم يضيف:"لا شك أن كل مبدع لا يكون منقطعًا بأي حال عن بيئته ووطنه وعصره؛ لأنه يستمد عناصر إبداعه من المناخ السائد في كلاهما،ولا سبيل للإبداع إلا في مناخ إبداعي يتيح له التنمية والرعاية،ويجب أن تتوفر رؤية مستقبلية للمجتمع يسعى إلى تحقيقها؛ لأن المبدعين هم قادة المستقبل في شتى المجالات،فبجهودهم تقدمت الأمم، وازدهرت الحضارات عبر القرون، وأعني بالمناخ الإبداعي،في معناه الواسع،الوسط المباشر،والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية..

ومن هنا،فالإبداع ليس له جنس معين،فهو ليس مقصورًا على الشبان دون الفتيات، ولا على الرجال دون النساء، فكم من الفتيات مَن هنّ أكثر إبداعًا من العديد من الشبان،والعكس صحيح، فالمسألة ليست مسألة جنس ذكوري أو أنثوي،وإنما هو حصيلة عوامل متعددة.

قيمة الإبداع أنه مسئول عن قيام الحضارات الزاهرة، والمدنيات الراقية، ولولاه لظلت الحياة البدائية تراوح مكانها، وإذا غاب الإبداع من حياتنا فإن الأمم تمر بعصور مظلمة، يسود فيها التخلف والانحطاط.. وبالتالي يجب أن يكون هناك تكامل في الدور الفعال لتشجيع ورعاية المبدعين والمبتكرين من كافة الأطراف..وهذا ما نسعى إليه بخطى حثيثة وإرادة فذة لا تلين.."

ثم يختم حديثه معي متسائلا :"تُرى هل هي القصيدة؟ هل هي الحرّيّة؟ هل هي مرحلة الشباب؟ هل هي وطننا العربي الممتد من البحر إلى البحر ؟ هل هي الحبيبة،هل هي المرأة مصدر كل إلهام وأصل الأشياء على مر العصور؟ "

سؤال يتركه   طاهر مشي برسم المُتلقّي..!

محمد المحسن

1- محمود درويش: كزهر اللوز أو أبعد، ص97، دار رياض الريس للنّشر والتوزيع، 2005.


عدلية،اللثام يليق بك! قصة ثورية قصيرة للقاصة تركية لوصيف/الجزائر

 عدلية،اللثام يليق بك!

قصة ثورية قصيرة
القاصة تركية لوصيف/الجزائر
مسلك جبلى تقطعه العنزات فى خط عشوائى،تنط هنا وهناك كما لو كانت تتحرر من قيود الراعى التى يفرضها عليها بالعصا التى نحتها بسكينه الصغير لحظات عودة القطيع للتجمع ..
كانت العصا طويلة بطول الراعى القصير الذى يضع وشاحا يغطى به وجهه ،،
دورية عسكرية، يترجل العسكرى ويتقدم من الراعى الذى لم ينتبه للعساكر التسع ،،
العسكرى كم عنزة لديك ؟
الراعى :تسع عنزات ملك لزوجتى وانا أرعى فى هذا المكان القريب من بيتى
كان الراعى يتوقع طرح الأسئلة ولكن تجنبها بدعوة العساكر على الغداء على أكلة الكسكسى
العساكر يسرون بالدعوة ويمازحون الراعى
ماذا لوكانت مكيدة ؟!!
لم تغطى وجهك؟
دعنا نرى تفاصيله الكبيرة ..
ينزع الوشاح، فتظهر على رأسه خطوط لجروح تنبئء أنها كانت عميقة ،عراك ربما..
الراعى :قطاع الطرق فى الجهة المجاورة ،تعرضت لهجوم منهم ولكن لم يأخذوا القطيع، فقط ضربونى وطلبوا تغيير مكان الرعى..
العسكرى :كم عددهم ؟!!
الراعى :لم أعد أذكر ..
العسكرى :اخبرنا إن رأيتهم
الراعى :سأخبركم..
قطاع الطرق يضربون الراعى ولا يستولون على القطيع!! العسكرى يتمتم ..
كانت الزوجة عدلية تكنس الحوش وقد تلبدت السماء بألوان الغيوم القاتمة ،أدخلت صغارها وأحكمت الإغلاق بوضع حجرة كبيرة على العتبة،كانت ترقب عودة الراعى وحملت السلة لتقطف ثمار التين حتى لا تقتلعها الريح من الأغصان ..
أحست بخطى تقترب منها وصوتا يناديها و اخترق سمعها من ناحية البستان فارتعبت
كانت تدور فى مكانها وهرولت ودخلت البيت الطوبى ،،قطرات المطر تخترق السقف والراعى لم يعد بعد ،،وأحدهم يطرق الباب فتصاب بالذعر ،كان الطارق يعرف اسمها ويناديها عدلية..
كانت تتبين صوت المنادى الذى لم تسمعه منذ عام انقضى ،قمر الليل والليث يقف ببابها
هدأت من روع صغارها وفتحت كان الخال ومعه ثمانية رفاق ملثمين ومسلحين ..احتواها بينما الرفاق صاروا رفقةيداعبون الصغار ..
العنزات فى شطحات تعلن تمردها والزوج الراعى يمعن النظر فى شحذ السكين على الحجرة الصماء التى بيدى زوجته ففهم الرسالة ..
الملثمون ضيوفها والعشاء سيجهز ولكن العنزات تسع والعسكر يعلم ونقصان واحدة تثير الشك..
العاصفة على وشك وطبيعى يضيع من القطيع جدى صغير ..
خيوط الدخان تنبعث من المدخنة وعدلية تحفر حفرة عميقة بالبيت حتى تدفن فيها بقايا الجدى من أرجل ورأس وجلد،بينما رائحة اللحم فى المرق والكسكى أثنى عليها الملثون
الزوح يشكو لصهره تعرضه لهجوم سابق من طرف رجال ملثمين وصار لاىيبتعد عن المكان ولكن اليوم اقتربت منى دورية عساكر ..
هل يشكون بقدومنا؟؟
لقد دعوتهم للغداء..
الخال يوزع الرسالة للرفاق فيجهزون لأى هجمة مرتدة،،ويطلب من عدلية البحث لهم عن مكان آمن..فتشير للقبو..
الزريبة صارت بها ثمانى عنزات ويدخل الرفاق القبو الذى يؤدى لمخرج بسفح الجبل ،،ساعات وصاروا فى أمان..وتحل دورية العساكر ويلحظون خروج الزوجين من الزريبة ليلا..
عدلية :لقد اضاع هذا المعتوه جديا صغيرا وأمه العنزة فى جلبة لفقد صغيرها ..
يتأسف العسكرى ويؤكد على الدعوة التى يقبلها فى المرة المقبلة ،ينفلت الكلب من يده ويشم الحفرة ويكثر من النباح..
فيأمر عساكره بالحفر فيجدون بقايا الجدى المفقود..العساكر يطوقون المكان وينقلان الزوجين على متن المدرعة ويتركون الصغار فى عويل يجرون خلف المدرعة وتظهر وهى تقطع المنعرجات فى سرعة فائقة ..عويل الصغار الثلاث يتعالى ويقترب من مسامع الرفاق..
قمر الليل يضع يده على فاهه فينتبه الجميع فيقلصون المسافات بقطع الأحراش بينما يبقى ملثم يحمى الصغار ..
خط النار مثبت بالمتفجرات والمدرعة تقترب وطائرة مروحية ترقب المكان ،،تجحظ الأبصار و يتباعد الرفاق فى سكون ،تحوم المروحية ثم يتضاءل أزيزها وتغادر ..ينفلت الرفاق كحبات العقد والخيط يربطها فلا تضيع ويعيد ترتيبها قأئدهم قمر الليل..
الأسيران يتوسطان العساكر وينظران فى كل الإتجاهات عسىى قمر الليل يكون قريبا بالمكان فينقذهما..
المدرعة تقترب من خط النار وترتفع وتتطاير منها الأجساد ، وتعود المروحية للظهور فى عنان السماء الملبد بالدخان وتطلق القنابل وكانها فرس تدرس السنابل وتدقها فى شهر ايلول ..كانما الستار أسدل فتسلل قمر الليل للناحية الأخرى حتى يطمئن أو يرافق عدلية فى رحيلها..
العتمة والصراخ والجراح والدماء تفوح مسكا من أجساد الرفاق وكلمة الله أكبر جعلتهم أسودا ضارية تطوق الضباع..
كأنما يقتلع بذرة طاهرة من موضع غير موضعها،عدلية طاهرة تموت على كتفى على أن ينكل بها،كان يركض ويبحث عن مكان آمن لها حتى تلفظ الشهادة
Peut être une image de Turkia Loucif

تحية من خلف شغاف القلب إلى شباب بلادي بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 تحية من خلف شغاف القلب إلى شباب بلادي :

متى تستوعب النخب السياسيةببلادنا الإقبال الشبابي على العمل النقابي والمدني..؟!
نحن اليوم إذا على أبواب مرحلة هامة من مراحل بناء ديمقراطيتنا واستدامتها،يتضح أن الطلاب والشباب المعطّل عن العمل والشباب العامل يتخذ على نفسه مسؤولية ومهام متفقة مع رهانات المرحلة،ويعود إلى الساحة الوطنية بنفس جديد، وإرادة في التنظيم والفعل لا يستهان بها، كما أنّه أمام سؤال تشبيك العلاقات والروابط فيما بينه وطنياً، ومع التنظيمات والنقابات الشبابية العالمية..
إنّ الحصن القوي والواقعي لتونس ما بعد 14 جانفي هو جيل يحمل قيم الحرية والعدالة والكرامة،ويعمل لها وفيها من خلال مجتمعه وعبر مؤسسات دولته..
وما على النخب السياسية إلا استيعاب الإقبال الشبابي على العمل النقابي والمدني ومن ثم تشريكه في الحياة السياسية،خدمة للمشروع الديمقراطي والاجتماعي الذي تناضل من أجله التنظيمات الشبابية في تونس ما بعد الثورة..
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

جلال الشامخ..مترَع يالجلال تعقيب الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 جلال الشامخ..مترَع يالجلال

شامخ
رغم
كل الماسي
شاعر
لا يحب
الكراسي
مترع
بالجلال
جلال
(الشاعر التونسي جلال باباي)
تعقيب محمد المحسن :
عبّر الشاعر عن مواجعه بلغة مسكونة بالإبداع ومفروشة بالإدهاش،فالتشكيل اللغوي الذي حمل رؤية القصيدة استطاع أن يكون أداة فعالة في الكشف عن دهشته الشعرية،وتوهجها،فهي لغة قادرة على تشكيل المشهد الشعري ذي البعد الدرامي القائم على تعدد الأصوات والحركة واللون…
وإذن؟
تصادم عنيف إذا،بين الشاعر (جلال باباي) وإشراقات الشموخ في زمن موغل في الدياجير جاء من خلال تكنيك شعري راقٍ وإيماء في التعبير البسيط ،كما استطاع أن يرسم مشهد تتجلى فيه عزّة النفس وشمائل الشموخ مصطدما بمر الواقع.
هذا النمط الشعري من الأنماط الجديدة التي لم أعتد أن أقرأه للشاعر القدير جلال باباي،ولا شك أن الوعي بالرمز الشعري وكيفية خلقه عبر أنماط مختلفة من الرموز،سواء أكان ذلك من خلال لفظة تشع معنى أو معانٍ معينة،فيما ينبئ عن ثقافة واسعة وقدرة متميزة في شحن تلك الرموز…(الشموخ-المآسي-الكراسي-الجلال…).
على هدي خطاك..سنسير يا جلال الشامخ..
وهذا..وعد مني
دمت شامخا..كنخيل العراق

حين ينوء الكاتب..بوزر الإبداع بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين ينوء الكاتب..بوزر الإبداع

الكتابة فعل إبداعي شاق لكنه لذيذ،وقد مارستها (الكتابة) منذ أكثر من أربعة عقود أو ما يزيد وكتبت بصحف ومجلات تونسية وعربية كثيرة دون كلل أو ملل..
واليوم،ونحن نعيش في رحاب شهر مقدّس وعظيم (رمضان) وبما أني أشعر بإرهاق نفسجدي بحكم تقدمي في السن علاوة على علل علل تسكنني-قسر الإرادة-،قد لا يمكنني من الوصول الى درجة التركيز التي تساعدني على صياغة مقالات تداعب الذائقة الفنية للمتلقي الكريم .
وعليه،سأركن إلى الراحة ولو لحين واعدا القارئات الفضليات والقراء الكرام بالإلتقاء معهم في أجل قريب قد نستيقظ فيه على بشرى تزّفها لنا الأقدار مفادها أننا إنتصرنا على فيروس كورونا الخبيث..
"اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَقِيامي فيِهِ قِيامَ القائِمينَ،وَنَبِّهْني فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ،وَهَبْ لي جُرمي فيهِ يا اِلهَ العالمينَ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ."
محمد المحسن
Peut être une image de 1 personne

اراك بقلم الشاعرة فاطمة الاحمدي

 اراك تموج مع الامنيات

تحلق بين حنيني وضعفي
يغازل طيفك كل الجهات
وعمدا يعدل نضبات قلبي
ويسري كما الحرف والنغمات
يجدد أوتار عودي ولحني
يلملم ما ضاع مني شتات
ويكتب شعرا عنك وعني
ويرسل عبر صدى الموجات
اناشيد تطرب كل مغني
تضمد جرحي والطعنات
ويزهو ربيعي ويدنيك مني
يراقص زهر الربى الحالمات
وفيه قط ما خاب ظني
وينساق طوعا وميض الحياة
يؤثث درب الرجاء والتمني
فاطمة الاحمدي
Peut être une image de fleur et plein air


الثلاثاء، 20 أبريل 2021

انا من خذلتني الاقدار بقلم دنيا زاد بوراس

 انا من خذلتني الاقدار

وحملتني بعيدا ... بعيدا ..
حيث لا ماء ولا هواء ولا ضوء
كان يوم لقائي بك ...سجل يوم
ميلادي ..
يوم تفتحت زهرة العمر . على
ضفة الوادي..
سجلت حضورك ...اعلنت ...
ثورة الاحلام ..
قلت الحياة وحرام إن تضيع
في سكة الزمان
هذا الزمان الطاغي ...
جبروت ...
سرت وكلي امل ...
إن الضفة الاخرى
نورها يشع ويضىء
ظلمة قلبي ...
توهمت للحظة انك لي
وان القدر من نسج خيوط
اللقاء...
وانه من يفك طلاسم الوجود
عشت على الاحلام
عانقت الدجى ..
سبحت في عالم ...
فيه انا وانت
ونبض القلب والروح
اه سيظل هذا القلب
هذا المسكين مجروحا
لان الحياة فقدت رونقها
والوجود لم يعد وجودا
والموجود انت.
ما موجود ..
بقلم
دنيا زاد بوراس
Peut être une image de texte

نص للكاتب الفلسطيني نور شحادة

 ... النص للكاتب الفلسطيني نور شحادة

يبدو اننا نتوارث حتى الافعال وليس الجينات فقط .
والا كيف افسر تسمري امام شاشة التلفاز كل ليلة عند موعد نشرة اخبار التاسعة
حتى وأن كان مفصولا عن الكهرباء.
او طلبي من الجميع الانتباه كلما رأيت لونا احمرا يشبه ذلك الشريط الذي يحمل كلمة عاجل
ورثنا كل شي .
حتى الموت اخذناه بالوراثة .
نموت بسرعة .
نموت في الحب وفي الحرب وفي المرض وحتى بدون سبب .
اصبحنا نخبئ ما تبقى من ايام عمرنا
تحت عباءات الامهات .
ونلفها بأدعيتهن المسائية التي لا نسمع منها سوى حرف السين بوضوح ونسير كل يوم مثل جندي اصابته شظية بعينيه وحمل ما تبقى من جثة صديقه
ودخل في حقل الغام يترنح
لا يعرف في اي خطوة سيموت .
Peut être une image de 1 personne

من أجواء رواية قصيرة بقلم فتحى عبد العزيز محمد

 من أجواء رواية قصيرة :ـ

(2) فرقعات زجاجات بيبسي " موسكوفية " باردة وظهيرة خرطومية ساخنة..
ـــ
ج. يوليوا فيدا 19
شهادة ظل القادة
ـ
" يا عذرائي المنتحبة
يخترق اسمي قلبك كاستغاثة
(انت نسر وحيد وانا سماء كاملة)
" آه يا بعل رؤاي يا اسمها
انا بقرتك الصفراء
وثور قربانك الكحيل."
" محجوب كبلو "
4- مباشرة أخذت للصالة الداخلية المصغرة وقدمت لي زجاجة بيبس كولا مثلجة مستوردة من فولجاقراد , وهذا كان يومها حسب المعطيات شيء لايصدق بل حقيقي قمة الكرم لميزانيات الترفية المحدودة , وللمرة الثانية علي التوالي خلال خمسة سنوات وهذا يعني في العرف السائد بأنني أصبحت رفيق يحسد بدرجة صديق " دروشبا " ومؤتمن بالكامل , ومن القلائل المسموح لهم بالولوج لصالة " الكرملين الذهبية " الداخلية المصغرة , لمقابلة مارشال الجو" ديمتري شفتين " شخصيا القادم للتو من المكسيك أو دول البحرالكاريبي عبرغينيا بيساو , ليوافق علي تعيني مترجم ومراسل تحت الاختبار ,حقيقة أذكر بأن المعاينة في حد ذاتها كانت أسرع معاينة وأصعب معاينة , وأسهل وأصعب تعيين في تاريخ حياتي العملية فقد دب صراحة اليأس الي نفسي فبعد أن ظننت بانها ستكون مختصرة بالقائم يالاعمال بالانابة , أو أحد موظفية الكبار بطاقم السفارة لكنني فوجئت بانني أقف بين يدي مارشال جوـ أستخبارات قادم من موزمبيق وأثنين ضباط عظام من زوى الازياء العسكرية المغايرة , الداكنة تماما كعملاء للكي جي بي المختارين كما علمت فيما بعد لمهام خارجية سرية , هما العقيد قرقوري أيفانوف كان في مهمة سرية لثوار الساندونستا بنيكراجوا , ومتجة الان لمحطة عملة الجديدة بولندا ـ وارسو أما الرائد أيغور كفشنكو فقد كان منسق أستخبارات مضادة قادم من أنجولا منقول للشيشان ـ غروزني , لهذا دب حقيقي اليأس في نفسي أمام هؤلاء الفطاحلة الاساطين ,لانني أجبت فقط صراحة في حدود معرفتي المتواضة وما أعرفة من خيارات متاحة , كما أنني لم اجب علي اسئلة شخصية صميمة ذات حساسية عالية وخصوصية مفصلية بحتة , أمطروني بها بغتة دفعة واحدة القائمين علي الامر أشبة ما تكون ـ معاينة بالصدمة , ليتحسسوا ويروا بأم أعينهم مستوي فعلي ورد فعلي وتصرفاتي , وقدرتي علي التحليل والقراء الصحية للمواقف المحتملة والغير محتملة , واشياء أخري كضغط العمل والظروف الغير مواتية والعمل في ارض معادية , وأشياء حساسة متعلقة بالعقيدة السياسية والقتالية لمقاتلي الجيش الاول في العالم , ففوجئت بعدها بالمارشال شخصيا يقول لي بعد موافقة الثلاثة كتابيا وبعد طول تدبر كبير :
ـ للاسف الشديد أيها الرفيق .. سنضطر لتعينك .. أقول موقتا تحت الاختبار لمدة ثلاثة ساعات فقط وسنري بعدها ما سيتقرر بشأنك ,قلت له مسنفهما ومسنغربا :
ـ ثلاثة سنوات سعادتكم .. أم ثلاثة ساعات ..؟ , قال لي بحزم :
ـ الذي سمعتة .. ماذا سمعت ؟؟ قلت لة:
ـ ثلاثة ساعات فقط سيادتك ..قال لي مؤكدا :
ـ هي ..ثلاثة ساعات لاتزيد ولاتنقص روبل وأحد ..هذا مفهوم ؟؟ قلت له :
ـ مفهوم .. سعادتك .. , ثم اضاف مازحا والكل ينفجر ضاحكا :
ـ مترجم ومراسل .. حتي لاتحسن السمع في البر ماذا ستفعل غدا عندما نرسلك جوا للهبوط بجزيرة كمشتكا الثلجية في أقصي أقاصي الشرق البعيد , أو ندفع بك لمناورات ضخمة وأنزال في البحر الاسود أوالمتوسط , ليضيف جادا هذة المره :
ـ أطميئن خالص .. لا تستعجل أوتسبق الاحداث ثلاثة ساعات فقط يا رفيق , وسنوافيك بالنتيجة خطيا .. , وما كانت هي سواء لحظات ونؤدي علي جميع من كان بالمركز الثقافي لتشريف مائدة الغداء , التي أعدت خصيصا لتكريم مارشال الجو ـ أستخبارات وفريق الكي جي بي المرافق والمتواجد بالخرطوم , الحقيقة كان حفلا بهيجا هادئيا علي أنغام سوفينيات باخ وفاجنر الكلاسيكية تخللة رقص هادي من بعض الحضور الشباب وعائلاتهم , لم يقطع ذلك الحفل الجميل الممتد سواء تسريبات حوالي الساعة السادسة والنصف , بأن هناك وهذا مؤكد حركة أنقلابية بالخرطوم , وتم التتنبية علي الحضورالمدنيين والعوائل بالتوجة لحافلتي المكروباص المتوقفتان بالخارج علي جناح السرعة , لنقلهم للسفارة بالامتداد العمارات شارع 3 علي ما أذكر والمنازل الملحقة المجاورة .
ثم تلاحقت بعد ذلك الاخبار المتواترة بان هناك بيان هام بالتلفاز فترقبوه , بالطبع وفي حوالي الساعة السابعة والنصف تقريبا ظهر قائد المحاولة الانقلابية في بث حي مباشر من القناة الرسمية الوحيدة , طلب مني ترجمتة فوريا وكتابية وقمت بذلك العمل بسرعة أذهلتهم , وما أن أنتهي التلفاز من البيان الهام وبداءت المارشات العسكرية , توقفت في تزامن عجيب وغريب شاحنة عسكرية ثقيلة من نوع أورال محملة بمفرزة من الجنود مدججين بالاسلحة الخفيفة والثقيلة , ليترجل منها ثلاثة ضباط أحدهم ضابط عظيم من الانقلابين علي ما يبدوا , واثنين مرافقين برتب أقل يطلبون بالانتركم مقابلة القائم بالاعمال شخصيا , أو أي مسئول رفيع لامر هام وعاجل جدا , بالطبع سمح لهم بالدخول لصالة الانتظار فورا وما هي لحظات علي ما اذكر ليسمح لهم بدخول للمكتب الجانبي , ليرحب بهم القائم بالاعمال بالانابة والوفد الزائر ويستمعوا جميعا لشرح مفصل عن الحركة التصحيحية , كما وصفوها بشكل دقيق يقول لي القائم بلاعمال يالانابة ملتفتا وباللغة :
ـ أيها الرفيق أبداء الان عملك الرسمي بالسفارة فاعطوني الشفرة اللازمة وأجهزة الترجمة الفورية من العربية للروسية ,وعدلوا في نفس اللحظة بالشفرة الجديدة خاصتي حصريا , وشرعت في هذا العمل الغاية في الحساسية فورا وعلي ما أذكر كانت المقابلة سريعة مقتضبة والمطالب محصورة ومحددة سلفا , أولها واهمهم توفير غطاء وأعتراف دبلوماسي رسمي علي وجة السرعة بالامم المتحدة , وحس الدول الصديقة الاعضاء بالتاييد , والثاني زو أهمية قصوي فورية توفير معدات عسكرية غاية في الحساسية مفقودة وضرورية , وتأمين أجهزة اتصالات بعيدة المدي علي جناح السرعة وباسرع ما يمكن , ثم ودعوا الوفد باشد مايكون ووعد هم القائم بالاعمال بالانابة شخصيا بارسال المطالب فوريا لموسكو , بعدها باغتني مارشال الاستخبارات برايهم الصراح وبلا مواربة ليقول لي أحدهم وهو الايغوري اللرائد أيغور كفشنكوالصارم القسمات بلا تخفظ :ـ " نيت بلوخا " مابطال " وليقول الآخر بلا تحفظ :
ـ " أوتشن خرشوا " جيد جدا .." وليردف القائم بالاعمال بالانابة قائلا :
ـ " برغراسنا " جميل ويضيف بكرم سخي " أوتشن ..أوتشن .. خرشوا " جيد جدا .. جدا .وليضيف :
ـ أهنيئك .. ومبروك التوظيف "
ويسلمنى خطاب خطي رسمي مرؤوس بالتعين السريع والصعب بامضاء مارشال الجو ـ استخبارات شخصيا وحضوريا تحت الاختبار لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد , لحين موافقة لجنة أمن الدولة العليا " الفدرالية المركزية ـ موسكو " حاليا " ,العتيدة الخطرة الجانب والمجاورة تماما لمبني الكرملين المطل علي حوض نهر الفولجا الفسيح ..
فتحى عبد العزيز محمد
الصحافة شرق ـ الخرطوم
3/2/1992م