قالت العدالة/ سرد تعبيري
كنت أحتاجُ دهرًا كي أكتشف الحقائق المخفيّة وراء سور عملاق أشاد بنيانه على جسد العدالة بعدما صلبها الظلم، تلك أياديها المثبتة بمسامير صدئة لن تعلن الاستسلام، العدالة تصرخ على الملأ بصوتها الجهوري ، أنا العدالة لست المتقاعسة عن فكّ حروفِ التساؤلات، لحظة طلبت من تأملاتي التّترى استراحة تهدهدني فيها الأفكار لعلّي أحظى بهدنةٍ تغلق عن عيني روحي بشاعة ما آلت إليه النفوس العقيمة وهي تلعب بمصائر الشعوب، فلأنّي على يقين بأن تلك الأيادي ستبترها صرخات الجائعين وآلام المحترقين ودعوات الجرحى، هؤلاء الذين تنزف من عيونهم الدماء دعوات. صبرا أوطانَنا النازفة التاريخُ لن يبقى متواطئا مع أصداءِ عاصفةٍ ما همّها إلا الاستيلاء على نبضِ الحياةِ، فأبجديّة الحق اغتسلت اليوم بمياه الرحمة، الغشاوة ازيلت عن عيون لقنت بأن ما تراه مجرد تمثيليات آخرها الموت جوعا ، عمليات غسل الادمغة انتهت فترة صلاحيتها، الوعي تربّع اليوم على عروش العامة، نعم فالعامة هم الملوك ، والحكام هم العبيد، من اليوم فصاعدا سيبدأ العدّ العكسي بسقوط ريشَ الطواويس عن تماثيل الغطرسةِ ،
سامية خليفة لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق