السبت، 27 سبتمبر 2025

تجربة مريرة بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 تجربة مريرة


قضيت ليلة ليست هادئة ولا هي هانئة في فندق كذا نجمة تحت الصفر - لم أعد أذكر اسم ذاك الفندق و أظنه كان في ساحة المرجة بدمشق -


و في صبيحة اليوم الثاني من ذلكم التاريخ لملمت أشلائي [ أشلائي ولا أقصد أشيائي ] من الفندق متوجها نحو مركز انطلاق الباصات في العباسيين و هناك صعدت باصا متوجها نحو حمص و أعلمت المعاون أن وجهتي هي النبك فقط و طلبت منه إعلامي حالة وصولنا إلى هناك لأنني لست أعرفها


كان الباص قد تخطى منطقة النبك بما يقرب من خمسمائة متر حين سألني السائق المعاون قائلا: ألست الذي وجهتك النبك؟ قلت: بلى. قال ها نحن قد تجاوزنا النبك، ثم التفت إلى السائق و طلب منه التوقف، الذي ما لبث أن تمهل بعد مئة أخرى و من غير أن يتوقف تماما رأيتني أندفع للنزول و هذا ما جعلني أسقط أرضا، فتراكض ركاب الباص نحو النوافذ لمعرفة ما جرى لي، لكنني تمالكت نفسي و استقمت واقفا و أشرت للباص أن ينطلق و انطلق الباص، و شعرت بعدها أن شيئا ما يسيل من جبيني، تحسسته بيدي فكان دما نازفا


كم أنا تعيس اليوم ؟ هذا ما قلته في نفسي و أنا أمسح بيدي ذاك الدم النازف و أنا أسير ببطئ عائدا نحو مركز تجمع النبك الذي كنت قد ابتعدت عنه أكثر من ستمائة متر بحكم عدم معرفتي بأبجديات سفري هذا


كانت الساعة قد تخطت الواحدة ظهرا و الشمس قد أحرقتني حين وصلت إلى الباب الرئيسي الذي ضم بضع عناصر من الشرطة العسكرية، اقتربت من أحدهما مترددا، سألته 

عما يتوجب علي القيام به من إجراءات باعتباري أحمل مهمة الالتحاق بمركز التجمع، أجابني بجلف و بطريقة لم أكن اعتدت عليها من قبل و طلب مني أن أتوجه إلى الذاتية على يمين الطريق بعد مئة متر و هناك أسلم مهمتي و أستلم لباسا عسكريا و ما يتبع ذلك من مهمات


و بالفعل انطلقت نحو الجهة التي أشار علي بها ذاك العنصر من الشرطة العسكرية، و انتهي بي الأمر إلى مجند وضع كرسيا خارج غرفة لا تشبه الغرف التي يسكنها أبناء المدينة و كان هذا المجند قد حمل بيده منقاشا و مرآة فهو يقتلع بضع شعرات من حاجبيه !! [ كان ذاك العمل عند أهل المدينة هو من الأعمال المعيبة بالنسبة للرجال ]


و من غير أن ينظر إلي ذاك المجند، سألني دونما مبالاة منه بي، قائلا: نعم ؟


- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا 


إشراقة شمس 76


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق