......... مَا مَالَ قَلْبِي لِغَيْرِكِ .........
مَا مَالَ قَلْبِي لِغَيْرِكِ وَلَا غَنِيتُ مَوْشِحًا وَلَا مَوَالِ
وَلَا رَقَ لِأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ وَلَا خَفَقَ بِاللَّيَالِي الطِّوَالِ
أَنْتِ نَرْجِسِيَّةٌ تَرْقُصِينَ كَالْغَجَرِيَّةِ بِدَقَّةٍ وَإِحْسَاسٍ
وَرُوحِي فِي شَوْقٍ دَائِمٍ لِرُؤْيَةِ رَحَابِ الْجَمَالِ
تُهْتُ فِي حُسْنِكِ وَمَفَاتِنِكِ فَكَتَبْتُ قَصَصًا وَأَشْعَارًا
وَذُبْتُ وَجْدًا كَمُرَاهِقٍ وَأَصْبَحْتُ سُكَيْرَ الْأَفْكَارِ
فَلَا تَلُومِينِي أَنْتِ غَيَّرْتِ خَارِطَةَ الْأَزْمَانِ
وَحَوَّلْتِ حَيَاتِي وَطُقُوسِي إِلَى أَحْسَنِ حَالٍ
عَشِقْتُكِ وَالشَّيْبُ يَغْزُو رَأْسِي وَهَذَا وَقَارٌ
وَتَعَلَّقْتُ بِكِ وَاسْتَوْطَنْتِ دَاخِلِي بِالْحُبِّ وَالْوِدَادِ
كَيْفَ لَا أُحِبُّكِ وَأَنْتِ كَلِمَاتُ كُلِّ قَصَائِدِي
وَأَبْجَدِيَّاتُ الْهَوَى وَالْحَنِينِ وَشَوْقِي التَّحْنَان
زَيَّنْتِ بِالْوَجْدِ حَيَاتِي بِأَزْهَى أَلْوَانِ الْغَرَامِ
وَعَطَّرْتِ بِشَذَا عِشْقِكِ أَنْفَاسِي بِعِطْرِ الْأَزْهَارِ
وَأَنَا مَا عَرَفْتُ الدِّفْءَ إِلَّا مُذْ عَرَفْتُ هَوَاكِ
وَمَا شَاهَدْتُ قَوَامًا جَمِيلًا مِثْلَ قَوَامِكِ حُسْنًا وَبَهَاءً
لَكِ بَيْنَ الْأَضْلُعِ مَكَانًا لَا يَسْكُنُهُ أَحَدٌ سِوَاكِ
فَشَغَافُكِ أَمْسَى حَلَاوَةً وَنَبْضُكِ نَشْوَى وَأَنْسَامًا
أَنْتِ كَالْجَوْهَرِ الْمَكْنُونِ حُبُّكِ هَزَّ جَذْعِي وَالْأَغْصَانِ
تَمْشِينَ عَلَى اسْتِحْيَاءٍ مِثْلَ مشْيَةِ الْغِزْلَانِ
أَصْبَحْتِ غَايَتِي وَمُرَادِي وَحُبُّكِ مَاءُ سَلْسَبِيلٍ
وَنَجْوَاكِ خَمْرٌ مُعَتَّقٌ وَنَظْرَةٌ مِنْكِ أُغْدُو سُكْرَانَ
أَشْتَهِي مِنْكِ وَصَالًا دَائِمًا يَا كُلَّ الْمُنَى
أَصْبَحْتُ مُتَيِّمًا بِكِ فَصَبْرًا عَلَى حَرِّ الْجَوَى
فَصَوْتُكِ لَحْنُ أُغْنِيَةٍ وَعَيْنَاكِ مَكْحُولَةٌ بِالْإِثْمِدِ
وَالْوَجْهُ الْأَسْمَرُ نُورٌ وَضَاءٌ مِثْلَ قَطَرَاتِ النَّدَى
بقلمي غازي ممدوح الرقوقي
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق