الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

فأل حسن بقلم الكاتب يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا

 فأل حسن

رغم بساطته الشديدة التي تشعرك أنه سطحي لكنه في الواقع كان أبو سالم رحمه الله تعالى يقول كلمات تضرب في أعماق النفس و تفعل فعلها تماما بمثل ما شبه القرآن الكريم الأرض الهامدة التي إذا نزل عليها الماء اهتزت و ربت و أنبتت من كل زوج بهيج و هكذا كانت بعض عبارات أبي سالم تفعل فعلها في نفس سامعها
[ قلت: عبارات تصدر عمن هو شبيه بأبي سالم تجدها تفعل فعل السحر في تشكيل قناعاتنا، و إنها لتأخذ مجراها في سلوكياتنا دونما تكلف أو تصنع و تمثيل، أنها - أي تلك العبارات - لا تشبه ولا تماثل عبارات أهل السياسة و الفكر و الفن و الأدب و الفلسفة، بل هي عبارات لا تصدر إلا عن امرئ خبير مخضرم واع و صادق قد صقلته الأيام و جعلت منه أنموذجا لرجال يكرهون النفاق و التملق و التزلف و المداهنة ]
قال لي يوما: قلبي يحدثني أن هذا الوطن سيغدو عما قريب واحة خضراء وارفة الظلال !
قلت له: يا سبحان الله، أ وحي هو بعد انقطاع الوحي؟! .. قال لي بحدة و حزم: أو ما
قرأت قول الله تعالى ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) [ الحجر75] فأنا أتوسم لهذا المنطقة خيرا، ذلك مني إحساس صادق لا تخالطه شائبة شك، و الإحساس الصادق لا يخيب حتى و إن طعن به أصحاب القناعات المريضة التي صاغها لهم فلاسفة الأرض بكل مدارسهم و تشعباتهم و انحرافاتهم عن منهج الحق
و أزيدك هنا في ذلك بيانا فأقول: ليس ذلك مجرد إحساس مني بل هو قراءة و سبر لأحوال التأريخ الذي يقول فيه الله تعالى: (فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) [الرعد17]
- وكتب: يحيى محمد سمونة - حلب.سوريا
إشراقة شمس 70

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق