أَبْوابٌ مَقْطُوعَةُ السَّاقِ
*
اِنْتَقَلْتُ اليَومَ إلى مَسْكَني الجَديد،
فَلا تُخْبِرْ أَحَدًا،
رَجاءً،
وإذَا ما رَغِبْتَ في زِيارَتي،
فَتَعالَ لوَحْدِكَ،
تَجِدْني عِندَ كُلِّ غابَةٍ طَريدَةٍ
وكُلِّ نَهْرٍ شَريدٍ.
قُبالَتي
تَجْلِسُ شَجَرَةُ تُفّاحٍ صَغيرَة،
كُلَّما رَفَعْتُ رَأسي لأَنْظُرَ أَمامي،
أَخْرَجَتْ لِسانَها
تُلوِّحُ لي بِابْتِسامَةٍ ساخِرَة،
وكَأَنها تقول:
لن ينقطع نسلنا وإن أشعلتم ألف ألف حريق!
هذا الصَّباح،
وأَنا أَهُمُّ بِالخُروجِ
لِلْقِيامِ بِحِصَّتي اليَوميَّةِ مِنْ رِياضَةِ المَشي،
ضَجَّ البَابُ بِالصَّريرِ،
تَساقَطَتْ مِنهُ ثِمارٌ كَثيرَة،
فَوْرًا حَمَلْتُهُ على ظَهري،
واتَّجَهْتُ بِهِ، مُسْرِعًا،
صَوبَ أَقْرَبِ غابَة.
محمد الناصر شيخاوي – تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق