الاثنين، 16 يناير 2023

( مرّ من هنا وهذا الأثر ) بقلم الكاتب مصطفى حلاق ..

 ( مرّ من هنا وهذا الأثر )

مع بداية عام جديد..
هذا أنا ذاك القديم......
صامت في زمن خطابات الزيف والخيانة
متمرد على حروفها وكلماتها.......
القديم بعقله ......
وقلبه....... وروحه وفكره.......
وأخلاقه ومثالياته وأصالته........
نعم أنا من لم تغيره الألوان الزاهية
ولم تغرِهِ بهارج الحياة ومظاهرها البراقة
لم ينصفني أحد.. عائلتي .. أحبتي والأخلاء.
لم يفهمني ويقدر عطائي سوى الغرباء
زهد بي أشد الناس قربا......
استهان بي من مددت له يديّ عونا
ذنبي أني أعيش بصمت.. أتكلم بصمت
أفعل الخير... وأعطي بصمت.....
أعرف ما عليّ وأسامح بما لي ...
ذنبي أني لا أحب أن أُعْرَف ..
لا أطرب حين أُمْدَح أو يشار إليّ بالبنان
قد أكون ظالما لنفسي لأني أصمت
ولا أبرر أفعالي وأقوالي
فقد تبدو مريبة بظواهرها......
رغم أنها ليست كذلك.....
فهي تتسم بالخير والعطاء.......
أؤثر على نفسي ولو كان بي خصاصة
فأخفي عن شمالي ما تفعله يميني....
أمقت التفاخر والاستعراض والأنا ....
فلست أرائي أو أفاخر.....
إنما أبتغي وجه الله.......
لن أغير من طباعي ..
وأقول في نفسي :
سيفهمونني ذات يوم ..
وكم تبين لهم نُبل أهدافي....
رغم أنهم اعتقدوا نقيضها....
لا أحب أن يشعر أحد بحاجتي.....
أو فاقتي، أو همي وغمي ،أو امتعاضي .
رغم أن ذلك لا تبرع به ملامحي......
كلما ألمّ بي شيء أو ضقت ذرعاً
أكره أن أصرح أو أبوح....
نعم هذا أنا، لا أحقد ولا أكره
ولا أخلد إلى النوم........
قبل أن أسامح.......
كل من أساء إليّ أو ظلمني ........
وأقول في نفسي سيفخرون بي ذات يوم
وسيكرمونني ولو في ضمائرهم........
لكن يبدو أني أوهمت نفسي ..
فأنا لست ذاك القريب ....
فما أنا إلّا بقايا إنسان.....
في زمن الخيبة والخذلان
قد نذر نفسه للخير..
كالشمعة تحرق نفسها .....
لتضيء أروقة من حولها
و .......
يروق لي جداً ما أنا فيه ..
وراضٍ بقدري وأقنع باليسير
قد تسكرني حبة عنب.....
وأشبع جوعي بأشباه رطب
وأسد رمقي برذاذ ندى....
وأطرب للصدى
أرضى بما قل ....
وأستغرق لو بظل
وأقول لكل من.....
يعرفني أو أعرفه.....
أحبني او أحببته...
كرهني رغم أني لم أكرهه....
تعرف بي أو تنكر لي......
أو لم يعبأ بي....
إليهم جميعا أقول :
إزرعوا خمائل حب....
في قلوب من تصادقون....
هذه الحياة ليست إلّا ممر......
فاحرصوا على طيب الذكر....
بعد السفر.... .
فليقال عنك بعد رحيلك....
مرّ من هنا وهذا الأثر.....
مصطفى حلاق ..
Peut être une image de 1 personne, ciel et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق