الى متى؟
نحن البشر نتشابه
خُلقنا لغاية
وخُيِّرنا النَجدين
وقَوّضْنا الحُرية فصَيّرناها دمَارا
ضَاق بنا الكونُ عَلى اتسَاعِه
وضَاقَت صُدورنا
بِمضغَة حَملت لنَا كلّ شَيئ
الا حُبَّ الاحسَان
على صِغرِها
بها رَحمَةٌ زرَعنَاها
أحزانًا قبْل الافرَاح
اصبَحنا نعُدّها قبْل الحُدُوث
ونتَوشَّح بِظلَامِها كالسّائِر فِي الاغْوَار
نَعِيش عَلَى شَضايَا أجسَادِنا
لا نُلَملِم جَراحنَا بل نَزيد
ولا نُرمِم كَسرَ خَواطِرَنا بَل نُعيد
صَرخاتُنا تُدَوِّي
واروَاحُنا تَحتَضِر
وعَن الشَرّ والغَدرِ لم نَحِيد
إقتَربنَا مِن قَواربَ الإبحَار
سَافَرنَا كالدُمَى تُحركُنا النَزوَات
نَبكِي ونَسكُت عِندَ الأنِين
ولِجنَا الخُذلانَ سَاكتِين
ورَحلنَا نَحو طغيَانٍ عَنيد
حَتّى دُكَّت اهرَامُنا بِطعنَة سِكِّين
حَوَلنَاها حُطامًا ورَمِيم
رَمَينَاهَا فَوقَ أموَاجِ الأسَف
ودَخلنَا في سُبَات
وكُلنَا طِفلٌ بَلِيد
حَتى مَاعَت وضَاعَت فُلَذاتُ اكبَادِنا
بالمُخَدِراتِ وبالحَبِّ اللَّعِين
وصَار كَلامُنا لِسَانا سَلِيط
وصَار الاجْرَام فَحلًا بَدَلَ الخُلُق الحَمِيد
مَتَى نَسِير بالعَدلِ
ويَسِيرُ بنا قَويًا شَدِيد؟
ويَكونُ لَنا فِي الحَقِّ سَيفًا عِربِيد
مَتَى يَعرفُ الظَالِم
ان العَدلَ رَجُلٌ صِندِيد
فيخمدُ رَعدُه وتجفُّ يَنابيعَه
فَلَا نَشرَب مَاءَه الصَدِيد
مَتى يَملكُ الضَعيفُ صَخرا
يَدكُ بِها الظُلمَ ويَأمَنُ الوَعدُ والوَعَيد
بقلمي: دخان لحسن. الجزائر 15. 01. 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق