و يمضي
كشمعة تنير ظلمة ضريح
تنتظر منه أن يستفيق
أن يبصر النور يشعر بالبريق
كامرأة أضاعت الطريق
تخاطب الشاطئ تسأله عن الرفيق
ذاك الذي أخبرها أن الأشواق نار و حريق
كشجرة باسقة أغصانها تنظر للسماء
مزهوة بحالها نسيت دوران عقارب الفصول
لم تدر أن الخريف جاء و عات
و أن زينتها سقطت أخذتها رياح هوجاء
و حتى أعشاش عصافيرها أصبحت خواء
هي أعوامنا تسقط منا تذهب هباء
كمجذوب حافي القدمين يخاطب ذاك السراب
يسأله متى الارتواء
ما همه كل التقرحات
يمشي يردد حكايات و روايات
كشمعة تضيء ظلمة مومياء
لا المومياء تبصر النور
و لا الشمعة حافظت على الحياة
تذوب تذوب
تبكي فراق الأحباب
تعد كم كان هنا من الخلان
و كيف أكلهم الغياب
و تسأل أين رحلوا
و لم لا يعودوا و الوقت أعياد
كانوا هنا بالأمس
ضحكاتهم تملأ الأجواء
و اليوم لا شيء غير صهيل الذكريات
سياط تجلد من بقي بعد الرحيل
أشواق بدون أمل اللقاء
فقد أيقنوا أن من وضع عليه التراب
لن يعود للأحضان
البيت أصبح جدران من صقيع
رحلوا و تركوا في القلب غصة و اختناق
الأنفاس خنقها غبار الاشتياق
شوق ملأ الأجفان
بعد أن فُقدت بوصلة الزمان و المكان
صراخ في متاهة الحياة
صدى يرد على الصدى
أين غاب الحضن
أين قبر السلام
أين ذهب من كانوا لنا منارة الحياة
و متى يأتي دورنا نصل الأرحام؟!
بقلمي /سعاد شهيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق