الثلاثاء، 3 يناير 2023

حوار الجسد والروح/عبدالله محمد حسن/مؤسسة الوجدان الثقافية


 حوار الجسد والروح

مطلوب منا
أن نرعى إثنين
لانغفل عنهما طرفة عين
الجسد والروح
من أجل أجسادنا
أقيمت المشافى
والبيوت
والشوارع
وأغذية شتى
وللعقول
أقمنا المكتبات
وأنشأنا مختلف الجامعات
‏وجعلنا الفوز فيها
‏بنيل الشهادات
‏وعلى الشاشات
‏تنوعت المدخلات
‏عقول نسقيها
‏ٱلاف الماءات
‏ملفات تحمل ذكريات
‏سبق تدوينها
‏منذ عصر فات
‏تصنع الألفة
‏بين الإنسان
‏والوطن
‏ومايمر به من مجريات
‏قالت الروح
‏وأين غذائى
‏أليس لى حياة
‏مثل هذا الرفيق
‏ضاقت سبلى
‏بعالم
‏يخطف خطواتى منى
‏يعزلنى عن وجود ى
‏عن إشرقات التمنى
‏كلما ناديت
‏ضاع ندائى
‏وسط ضجيج الجسد
‏تغزونى جنوده كل يوم
‏فتأخذ أسلحتى وفنى
‏كلما أردت بناءا للحب
‏حال الجسد بينه وبينى
‏ينظر للأنثى ليروى
‏نهر ه الذى جف
‏من طول سيره
‏فى صحارى الهوى
‏باحثا عنها كأنه
‏كائن خرافى
‏يمتص الحياة
‏من دربى ليقتلنى
‏أنا الروح
‏أحارب وحدى
‏ساحات حربى المساجد
‏وعفيف العشق
‏وبكاء القلب
‏وقت القرب
‏دون همس
‏أو لمس
‏وحدى للحياة أغنى
‏كلما قلت هلم
‏ياجسد
‏نعيد للزمان نضوجه
‏نقطف من ثماره
‏ٱيات الجمال
‏قال لى إليك عنى
‏فتاريخى
‏جولات وصولات
‏وليال
‏يسهر فيها القلب يدق
‏فرحا بالأنس
‏وملاعبة الفاتنات
‏ضجيج يعزل
‏عنى نداء العودة
‏إليك ..يجذبنى
‏بريقه فانساك
‏ولايبقى لى من الحياة
‏غير ذكرى كنت فيها
‏قائدة الركب نحو عالم
‏كم أطار النوم من عينى
‏واليوم لا أريد أن أنام
‏إلا على موائد الفن
‏لن ترضى لى إلا
‏بخادم فى قصورك
‏يرعى شؤون العزلة
‏عن عالم غزير المرائى
‏للحسان
‏وملذات الليالى
‏فى ظل أضواء خافتة
‏وكاسات هوى
‏تعزل العقل عن الوجود
‏ليس له وجود
‏سوى فى واقع ملموس
‏ليس سرابا
‏انتظره أياما طوال
‏لايأتينى منه غير الخيال
‏والتمنى
‏قالت الروح
‏ستفيق يوما
‏لن ترى أرضا
‏عشت عليها
‏أنا الباقية وانت
‏إن لم تكن تبعى
‏فسوف تشقى
‏فالسعادة الحقة لوتعلم
‏لوائها مازال عندى
‏كل ماتراه
‏محض وهم
‏عما قليل ستصحو
‏وحين ترى ضوء النهار
‏ستمضى الليالى
‏تبحث عنى
‏لن تجدنى لأنى
‏عزيزة فى المجئ
‏سريعة فى الفرار
‏من كل من
‏لايراعى أصول فنى
‏أءكن دروب المحن
‏وأيام الابتلاء
‏أجعل منها
‏طعاما تنهض النفس به
‏من غلوائها تغنى
‏بالصبر تمتد الحياة
‏يلقى القلب
‏بقايا أعذاره
‏إلى عمق النسيان
‏فيخف نحو ى
‏يسأل عنى
‏أنا الروح
‏مطيتى الجسد
‏لأنى نفحة
‏من السماء
‏بى يعيش
‏بأمر من وجد
‏سبل الجمال
‏ويسر الحياة
شعر
عبدالله محمد حسن
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق