الاثنين، 2 يناير 2023

حبي للنارنج/د. محفوظ فرج/مؤسسة الوجدان الثقافية


 حبي للنارنج


لا أدري ماذا يفعلُ بي
حبي الدائمُ لقوامِ النارنجِ
الممشوقِ
كقدِّ الغاليةِ نوّارة
الأوراقُ الدائمةُ الخضرةِ أفركُها
في كفّي فتبوحُ بإكسيرٍ
يبعثُ فيَّ صبايَ
كما يفركُ أغصانَ الآسِ
الصابئةُ
المندائيون
أعشقُ فيه دبابيسَه
أعشقُ أكمامَ القدّاحِ
إلى أنْ تَتَفتَّحَ
تأتيها جوقاتُ وفودِ النحلِ
تقبِّلُ مَبسمَها
وتهيمُ بشهدِ رضابٍ ليس يُمَلُّ
وحينَ ينثُّ بياضاً
كنديفِ الثلجِ
على النعناعِ
تتوالى أسورةٌ من أنفاسِ عبيرٍ
يصطادُ العاشقَُ فيها المعشوقَ
يسحرُني إذ أتفيأ
تحت ظلاله
يسحرُني وهوَ يضمُّ مساءً
سربَ عصافيرِ الحارة
في زفّةِ عرسٍ
تأوي في أحضانه
وإذا جُنَّ الليل تحدثه
بقلوب نابضةٍ
لغةً تطربُ موسيقاها
أطرافَ الأغصان
أشعرُ أنّي حينَ أكونُ قريبًا
منها أنّى خلفَ الدارِ ببغداد
تحيطُ بفسحتِهِ الواسعةِ الخضراء
سطورٌ شجرِ النارنج
تدلَّت منهُ الأثمارُ الأقمارُ البرّاقةُ
نداها يقطرُ ذهباً إبريزاً
ساعةَ تلمحُهُ الشمسُ
وَيلمحُها من بين الأوراقِ الخضراء
أتخيلُني أتحاورُ في زاويةٍ
خلفَ الاغصانِ ونوّارة
تُمسِكُ في كفّي تسألُني
أيُّ عبيرٍ أطيبُ
أرداني أم أوراقُ زهورِ القدّاح ؟
أقولُ امتزجا غالِيتي
صارا عطراً أزكى وتماهيتُ
بأنفاسِكما
لم أقوَ على بعدِكِ
عَنّي

د. محفوظ فرج
١ / ١ / ٢٠٢٣م
٨ / جمادي٢ / ١٤٤٤هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق