لن أنتهي...
قيل لي : ترجل...
دون محفل...
سلمت لي وريقات ثلاث...
و نهاية....
و ختام مستقبل...
أمضوا على خطوتي الاخيرة...
دون إمساك بيدي ...
تابعوني كيف أرحل...
لم يسألوني عن طريقي القادمة ..
لم يقولوا أين تبحر...
ما وجهة سفينتك...
ذات الشراع البيض...
فوق الماء عائمة...
يحضنها الموج ...
يسوقها....
حيث النهايات الدائمة...
جاؤوا بأمر....
ظنوا أنه ينهني...
ينهي نوري...و كفاحي...
و غدوي... و رواحي ...
في فصول الدرس...
أرعى أكبادي ...زهوري...
أسقيها دمائي......
يذوب عمري ...
أفنيه ليحيا النڜأ...
كغرس ...كزرع نما...
ثم أزهر ...
و نثرت مجامر الربيع...
عبقه الفواح...
غادرت بلا هتاف ...
و لا تصفيق...
و لا توسيم...
و لا توديع...
غادرت و الصمت يلفني...
لم يحضر أحد...
عند الباب...
حتى البواب اختفى...
لكنني رأيت جدران مدرستي...
ترقص....
تنشد وداعا سيدي...
رأيت الشجيرات تبتسم...
و زهيرات الحديقة...
تومئ لي...
تناديني...
من فضلك سيدي...
لا تتركنا...لا ترحل...
لم ألتف ورائي...
و أحسست بشبه اختناق...
أزاحه الدمع حين هوى...
و ما وطأ الارض...
بل شع وميضه في السما...
لم أبال ...
ما ثقل الخطى...
و ابتعدت كثيرا في المكان...
و لم أحفل...
و أخذت عهدا على نفسي...
أن أواصل رحلتي...
و لن أنتهي....
عند كهف ...
ما كنت هاو للقصور...
لا مجد و لا سلطان أبغي...
انما النور عشقي...
و الخير زرعي...
و الله ربي...
يمهل ولا يهمل...
عبدالحميد بن سعيد الهويشي تونس .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق