الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

مات خالي /لِلشَّاعِر سَعِيد حَسَّان /مؤسسة الوجدان الثقافية


 (مات خالي)

لِلشَّاعِر سَعِيد حَسَّان
قَضَيْت الْعُمْرِ لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِي
طَبِيبًا لِلْقُلُوب كَمَثَل خَالِي
وَإِنْ كَانَ الطَّبِيب طَرِيح فَرَش
وَلَكِن حَبَّه فَوْق الْخَيَال
يداعبني كَثِيرًا فِي مَنَامِي
ويدعو لي وَيَدْعُو لِلْعِيَال
فينشرح الْفُؤَاد وَيَسْتَرِيح
وامضي سَالِمًامِنْ سُوءِ حَالِي
وَلَا عَجَبًا فَإِن الْخَال عِنْدِي
كَمَثَل الْأُمّ مِصْبَاح اللَّيَالِي
فكَيْفَ وَقَدْ فُقِدَتْ الْخَال حَالًا
وَمَات النُّور وَانْقَطَعَت وصالي
وشلت راحتاي فَلَا سَلَام
يؤانسني وَلَا رَدَّ السُّؤَال
يَمُوت النّاسُ يَا رَبَّاهُ حَوْلِي
وَلَا يَمْضِي سِوَى خَيْرُ الرِّجَالِ
أَيَا_ عَبْدُ النَّبِيِّ _ فِدَاك رُوحِي
واولادي وَهَل يفديك مَالِي ؟ !
تَعَجّلْت الرَّحِيل فَهَل تَرَاك
تعاني الْآنَ مِنْ دَاءِ عُضال ؟ !
سَلِمَت وعشت فِي جَنَّاتِ رَبِّي
وَنِلْت مِنْ السَّعَادَةِ كُلّ غالِي
هَنِيئًا للصبور عَلَى الْبَلَايَا
فَأَنْت لمثلنا خَيرٌ الْمِثَال
سَتَلْقَى بِالْجِنَان هُنَاك أُمِّي
فٱبلغها السَّلَامِ وَ لَا تُبَالِي
وَأَخْبَرَهَا بِأَن الْعُمْر يَمْضِي
وَإِن الْمَوْتَ لَيْسَ مِنْ الْمُحَالِ
غَدًا تَلْقَى الْأَحِبَّة يَا حَبِيبِي
فَطِب نَفْسًا وَخُذ عَنِّي مَقَالِي
يَقُولُ النَّاسُ أَنَّ الْمَوْتَ يَنْسَى
وَلَكِنِّي أَقُولُ هُوَ انشغالي
(مات خَالِي )
لِلشَّاعِر سَعِيد حَسَّان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق