الجمعة، 18 نوفمبر 2022

عزف المطر بقلم الشاعرة نعيمة مناعي

 عزف المطر

برد ينتاب الفصول
شتاء يخيم على الوجود
صمت أخرس الحناجر
تفتت الأغنيات
وتنصلت الألحان من شلال الكلمات
انفصل الزند عن الساعد
شبح يسير في مقبرة تمرد سكانها
فأقاموا نصبا للذاكرة تسكن محرقة
تقوم صباحا على تراتيل السماء
إيمانا
تقيم ألف سؤال وإلى جانبه تنام
كون من غيم ،توقد فيه شمعة الليل لتنام في هدوء
لحن كيانها معزوفة،شبه نائمة
تسقيها ،خمرة النسيان
لا تعود ...تبحث لها عن مرقد تهدهد فيه السبات
يوم من جبل ،تكسر عنفوانه
وليل من بحر
وأغنية من رثاء على مواكب السمر
تعزف الهيام ...
برد ينهش الذاكرة
يعري مفاصل شبح وهمي
يؤبن طيفه ،ويئده في زجاجة بلورية
يلقي بها في مجرى الخلاص
ويلقي بآخر فصل وينام بلا هوية
يبتسم ،ويقوم ليحتضن كذبا أنفاس اليوم
ويمضي ،يشعل في الذاكرة بوصلة
المسير المستراب
دعها تمر ...لا ذاكرة لديها
لا حمل ،ثقيلة بمحتواها
تكنس غبار ،اليوم عن عينيها
سراب ...سراب
وتمضي كما تشتهي في ثبات
رسمت بالذاكرة خارطة الحياة
هادئة ،يسكنها المخاض
تفرش بساط من نوم
وتعبر بمفردها عباب النجاة
لتنام على الضفة المحاذية للنهر
ترقب ،خرير الماضي المنسكب
من العدم ...وتشيح بالوجه
تمحو ،رنين الألم
حورية تشتهي الحياة
تتجمل
ترتدي فستانا من ألوان
ترقص على عزف منفرد
تسرق أغنية من صدى
فتغتالها عين مجاورة
دعي البسمة تمر
شاب الزمان
تكللي بعطر الألم
تدان
تحمل حقيبة مثقلة
ترزح بها
تعبر الطريق ،صامدة
تضع على العين غمامة
تكاد لا ترى
وتسكن هدوء الحرف
تتدثر بزرقة السماء
وتحمل صوت خرير الماء
وتنطوي على وحدتها في الخلاء
بقلم
نعيمة مناعي
Peut être une image de 1 personne, position debout, foulard et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق