الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

احتكار السلع وغلاء التجار بقلم جهاد أبو زيد

 احتكار السلع وغلاء التجار

بقلمي جهاد أبو زيد
الاحتكار هو السيطرة على مخزون معين أو سلعه أساسية أو ممتلكات أخرى ، إن الأحتكار يحمل كل معانى الظلم والاستبداد المؤدي إلى الإضرار بالناس وهو محرم شرعاً لقولة تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) وقال صلى الله عليه وسلم " لا يحتكر إلا خاطئ " يعنى إلا أثم ، فالاحتكار من أكثر الأشياء التي يمكن أن نشاهدها فى الأسواق التجارية وهى أحد الأساليب التى يمكن أن يقوم بها التجار ،وان الشخص الذى يحتاج إلى تلك السلعة مرغم على شرائها مهما ارتفع سعرها فلا يوجد لها أي بديل فى الأسواق التجارية ،فيقوم بعض من التجار باحتكار الإنتاج والبيع بضعف الأسعار وهذا يهدد كيان الدولة فإن وضع القوانين الصارمة لمواجهته يعد أساسا لخلق توازن فى الأسواق وإبعاد فكرة السيطره على السوق وتضخم الثروات الفردية على حساب الطبقة الكادحة فمن المعروف أن قيام الاحتكار فى الأسواق التجارية من أكثر الأشياء التي يمكنها أن تستغل الحالة الإنسانية أو احتياج الكثير من الأشخاص إلى نوع معين من أنواع المنتجات ،فلا يستطيع الإنسان أن يقوم بشراء هذا المنتج من اي مكان اخر ولا بأي اسعار أقل وهذا يسبب المشكلات النفسيه والكراهية للغير، ولذلك فإن الإسلام يحرم اتباع سياسة الاحتكار بشكل عام، فالاحتكار يؤثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية حيث يساهم بفقدان السلع من الأسواق وارتفاع أسعارها وهدر الموارد الطبيعية وتبذيرها وحدوث تفاوت كبير فى توزيع الدخل بالإضافة إلى عدم الإستقرار بالمجتمع وعدم توفر الأمن مما يتسبب بكثره الجرائم فيه وظهور الطبقات الفقيره ،فإن التاجر المحتكر لا يرى إلا مصلحته الشخصية متناسي مصلحة الآخرين ونسي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فمع غلاء الأسعار يسبب الإقتصاد العالمي فبعض التجار سعى إلى تخزين بعض السلع التى يفطر إليها الناس اضطرارا بالغا فحجزها حتى ترتفع اسعارها وهذا محرم ومذموم فى الشرع فالاحتكار لا يجوز ،اما مع قلة السلع ومع غلاء الأسعار ومع ضيق الحال فلا يجوز للتاجر أن يحتكر السلع ،والاحتكار ليس محصورا فى الطعام والشراب فقط بل يشمل اشياء عدة فكل ما يضطر إليه الناس ومالا يستغنى عنه لا يجوز احتكاره لامواد بناء ولا خدمات ولاسوى ذلك ومن اقدم على ذلك فقد أجرم جرما عظيماً فإنه قد استغل حاجة اخوانه المستضعفين" فكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكذلك عثمان فى خلافتيهما رضى الله عنهما بنهيان فى الأسواق عن احتكار الطعام " فالاحتكار دليل على دناءة نفس المحتكر سوء خلقه وقلة إيمانه ، ويعرض نفسه للوعيد من الله
Peut être une image de 1 personne et foulard

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق