مَجنُونٌ أَنتَ إِلَى حَدِّ التَّوَرُّطِ ..... ياسمينة أحمد بوشوارب
وَالصَّوتُ المُنهَارُ علَى وَجَعِي
كَم يُتعِبُنِي
كَم يُؤَرِّقُنِي
يَلتَهِمُنِي اليُتمُ القَاتِمُ
كَقشَّةٍ تُوَارِي نَزَفَ الطِّينِ
مِن نَزَقِ الرَّمَاد
فَيَتَهَاوَى الفرَاغُ فِي صَمتِي
وَيَهِيمُ الحُلمُ الضَرِيرُ
فِي حَشرَجَةِ الأََحدَاقِ
مَجنُونٌ أنتَ إِلَى حَدِّ التَّورُطِ
تَتَدَفَّقُ بَينَ أَضلعِي
لِتُزهِرَ فِي شِتَائِي المُبَعثَر
عَلَى حَافَةِ الخَوَاءِ
تُمَارِي زِحَامَ المَسَافَات
كَمَخَاضِ الحَرفِ فِي لُجَجِ القَصِيد
الكُلُّ يَسرِجُ يُلملِمُ النَّبِيذَ المُبعثَرَ
فِي مَعَابِرِ الغِوَايَة
وَيَرنُو إلى رُضَابِ الخَيزُرَان
وَترَنُّح أَهدَاب المَرَايَا
وَأنتَ تَمرُقُ مَشدُوهًا تُوشِكُ عَلَى الغَرَق
مِن حُمَّى الاِحتِرَاق
الهَودَجُ يَتأَهَّبُ لِلرَّحِيلِ
فِي مَسَاءَاتٍ بَاهتَةٍ غَارقِة فِي الهَذَيَان
الخَرِيفُ مُتَجَهِّمٌ ،وَالأَزِقَّةُ زَاهِدَةٌ ،
والقِيثَارَةُ مُهتَرِئَةٌ
فكَيفَ لَكَ أَن تََحُوكَ مَشَاتِلَ الكُرُومِ
فِي حُلمِي المُتَدَلِّي بِمَذَاقِ الزُّجَاجِ المُتَكَسِّرِ
وَتَختَلِسُ مِن خَاصِرَةِ الغَمَامِ قُبلَةً
بِنُكهَةِ الصَّقِيعِ المَالِحِ
كَيفَ لَكَ أَن تَقتَحِمَ عُزلَتِي
فِي شَغَفِ الفَرَاشَاتِ النَّازِحَة
مِن صِرَيرِ الأقدَاح
حَتَّى أَنَّكَ لَم تَكتَرِثْ
لِتَجَهُّمِ التَّضَارِيس المُتَوَرِّمَة
عَلَى رَصِيفِ الوَقت
وَلاَ لِتَمَزُّقِ اللَّيلِ خَلفَ الأبوَاب
لِمائَةِ عَامٍ مِنَ الانتِظَار
فَأُحَاوِلُ أَن أُغَيِّرَ مَلاَمِحَ وَجهِي لِأَنسَ
هَزَائِمِي وَحُرقَةَ الإِخفَاق
فَأَُطِلُّ مِن ثُقبِ نَافِذَتِي
أَرقُبُ رَقصَتَكَ المُثِيرَة عَلَى شَفَةِ وَجَعِي
فَأنتَ يَاحُلمِي لَاتَزَالُ شَهِيًا
تَهذِي كَوَرقَةٍ
تَعلَقُ فِي هَسِيسِ الجُرحِ
عَلَى شَوَاطِئ الغِيَاب تَجتَاحُنِي الأَمَاكِنُ
ذَاتَ خَرِيفٍ مُنهَك
وَأنتَ بِقُربِي كَطِفلٍ يَتَشَبَّثُ بِلُعبَتِهِ
إِلَى حَد الِانتِشَاء
وَلاَ تَزَالُ تُمَارِسُ جُنُونَكَ إِلَى حَدِّ التَّوَرُّطِ
باتنة / نوفمبر / 2022
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق