صرحٌ من خيال
كمْ بطولِ اللَّيل تُشقيني جِراحي
كمْ بِدربِ الصَّبرِ يُضنيني المَسيرْ
مَرَّتِ الأَيّامُ تَمضي في تَراخي
و اللَّيالي لحنُها صمتٌ حَسِيرْ
صاخبا يشكو قَساواتِ المِلاحِ
ثائِر الإعصار في قلبي الصَّغيرْ
هدَّمَ الآمال هَدْمًا في جَناحي
هدَّ حُلمًا كان نَسْجًا مَن حَريرْ
فالأماني لفَّها غَدرُ الأقاحِي
ليس ذاك الغَدر بالأمرِ اليَسيرْ
أين ذاك الوعدُ في ذاك الصَّباحِ
هل وُعود الحبِّ عُصفور يَطيرْ
هل وفاءُ القلبِ نَثْر في الرِّياحِ
أم خِداعُ الرُّوحِ فخْرٌ فِي الأخيرْ
كمْ بَنيتُ الحبَّ صَرحًا مِن كِفاحي
فاستقرَّ الصَّرحُ في قلبِ الحَفِيرْ
يا رِياحَ الحُبِّ هُبِّي مِن بَوَاحِي
أوصِلي شِعري إلى الكون الكبيرْ
ردِّدِي عِشقي لِمن باللَّيلِ صَاحي
مَن جَفاهُ النَّومُ ، أقصاهُ السَّرير
و لْيكُن صوتي سّبيلا للصَّلاحِ
فيه نُصحٌ ، فيه هَديٌ للغَريرْ
يا كَتُومَ الدَّمعِ مُبتلَّ الوِشاحِ
ليسَ نَبْضُ الحُبِّ حِلّا للفَقيرْ
الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق