رجُلٌ من رخام
لفَظَ المجازُ ظلالَنا حين ارْتَبَكْ
فسَمَتْ رؤانا نجمةً لتضيء لكْ
منْ جينَة الأمْواه نَغزلُ نرجسًا
وتقطّعتْ أيدي القَصيدَةِ لهْفَةً
كمْ راودتْ عنْ حرْفها مُذْ "هَيْتَ لَكْ"
يا أيّها الرّجلُ الذي أوحيتَ لي
فنضوْتُ عنْ جَسدي الدُّمى لأرتّلكْ
رُوح تسَخّر للتَهجُّدِ ما بَرى
ربُّ العبادِ من الزّمانِ ومَا مَلَكْ
أهديْتَني سرَّ الحياة بهمْسةٍ
ونفخْتَ في نايِي الحزينِ تغزّلَكْ
هيّأتُ حضنَ الغيم حتّى أنّني
عانقتُ في الإسراءِ شوقًا بلّلَكْ
أرفعتَ كلّ اللُّبسِ عن قلبي الشّقي
فنطقتُ "أَشْهدُ أنَّ كلّي صار لكْ؟"
حتّى متى ستُعذِّبُ الرّوحَ الّتي
كمْ حاججَتْ فيكَ الرّخامَ لتصقُلَكْ
عذّبْتني بهواكَ يا كم ركعةٍ
صلَّيتُها للورْدِ حَتّى جمَّلَكْ
لا تقْترفْ ذنْبَ الغيابِ عنِ العُيونِ
فإنَّها ملهوفَةٌ تشْتاقُ لَكْ...
ذِي محنتي، نبضي الغريبُ وحَيرتِي
ضِلعي الّذي انْتبذَ الذنوبَ وحلّلَكْ
سنيا مدوري/تونس
ملاحظة: اللوحة المصاحبة من رسومات ابنتي فردوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق