الحرف عبق الزّمان
أمّا الذّاكرة ففسحة الرّوح كلّما تاقت الذّات إلى البدء ، إلى تعميد الكيان.
العنوان
.......... وشم على ذاكرة البياض.....
الإصدار التاسع في جملة ما نشرت
و الإصدار السّادس في جنس الشّعر
مجموعة اعتبرها محظوظة لأنّها جمعت حولها المولعين بالثقافة عموما وبالشعر على وجه الخصوص .
تبنّتها مؤسّسة زيدان للتنمية الإجتماعيّة بمصر بإشراف الدّكتورة الفاضلة تهاني عبد الرّحمان .
تكفّلت بطبعها دار المصريّة السّودانية الإماراتيّة للنّشر والتّوزيع
صمّم صورة الغلاف الفنّان التّشكيلي التّونسي القدير سامي الساحلي
مجموعة وردت في 136 صفحة و40 قصيدة
جمعت فيها بين
القصيدة العمودية
قصيدة التفعيلة
وقصيدة النثر
صدّرتها بمقولة للشّاعر الفلسطيني السّامق محمود درويش : " لولا الحنين إلى جنّة غابرة لما كان شعر ولا ذاكرة ولما كان للأبديّة معنى العزاء "
كتبت مقدمتها في قالب توطئة بقلمي
"منذ رمى الحرف سنّارته كانت ولادتي الثّانية ، رضعت الطّعم من رحم الأبجديّة فتمدّدت بي الرّحلة عبر المسافة ، مساحة في بدايتها مبهرة ، بياض في بياض لكنّني كلّما حرّكت أنفاسي، كلّما تفتّّحت عيناي تراءت لي خطوط متوازية ، متشابكة ، متلاحقة والبصر منّي كأنّه سبّاح يتعلّم الأفانين ، يروم الغوص وفي ذات الوقت يخشى ما تخفيه المنعرجات ، يحذر المفاجأة الكامنة في الظّلال المترامية .
في البياض كنت أحبو حينا ، أمشي آخر ، أتلمّس الأشياء بشوق الرّغبة وكأنّني رحّالة يستكشف المكان . أ هو المكان يغريني أم ما يتلوّن به المكان ؟ تلك الخطوط جاذبة وأنا أهوى البياض ، عليه أشخبط خطوطا ، حروفا مازالت تتدرّب على الوقوف والسّير السّويّ.لساني يتهجّى ، عيني تقتنص، تسجّل في ذاكرة البصر ، تعتصر من الرّغبة مدادا أسود حينا، ملوّنا أحيانا وفرشاتي الطفوليّة تعبث بالحروف ، بالألوان ، تشكّل الأشياء كما يحلو لها ويطيب .
طفولتي هوايتها الحروف، تجمّعها ، ترتّبها، تبعثرها لكنّها تتعلّم ، تهضم الأشكال وتنسّق الألوان وعيني في كلّ ذلك حارس متمرّس كلّما تمادت أناملي في الشّغب كبحتها، أعادتها إلى نقطة النّظام ، إلى البياض، إلى السّطر ، إلى الحرف السّويّ.
تمادت الرّحلة والشّغف ليل ينتظر حلول فجر ، يتلهّف إلى رؤية البياض مرصّعا بحكايا الطّفلة المولعة بالخطّ ، بالحرف، بتنسيق الجمل.
هو البياض يحتويني، يدفع همّتي ، يوصيني فأسجّل كلّ شيء .أنا ذاكرة والبياض قريني ، يمتدّ أمامي مدى، ، آفاقا صافية مرّة ، متقلّبة مرارا ، وأحيانا تغشّيها الظّلال لكنّ ذاكرتي تلك التي تغذّت من رحيق الأبجديّة باتت تحسن السّير ، تنتقي وتهبني ما ينعش الحرف فأملأ دواتي ، أعدّ ريشتي وأستعدّ للتّخطيط ، لرسم الوشم على ذاكرة البياض.
اخترت لكم منها هءه القصيدة .
... هي الأردنّ ....
هي الأردنّ في التّاريخ مجد
يرسّخ عزّها جهد الرّجال
بلاد زادها البَوّان شأنا
وشِعب للمغاني والمعالي
على مرّ الدّهور لها بريق
كما الأنواء يهطل في انثيال
لها في كلّ قلب مستقرّ
هواها عشق بِرٍ في السّجال
أيا زين المواطن أنت وشم
على صدر العروبة والنّضال
وذي الأزمان تزهو في رحابكْ
فتشرق منك زاهية الدّلال
كما الحسناء ترتع في رباك
تُقبّل ورد خدّك في السّلال
وكم تهفو القوافي كلّ حين
إلى جرش يغنّي للجمال
ليرسم بسمة في كلّ ثغر
ويزرع بهجة في كلّ بال
وللأردنّ يرنو كلّ نجم
يغازل سحرها بين الجبال
فيا حرفي الودود إليك همسي
وذا همس لها عبر المقال
هي الأردنّ حاضنة السّلام
ديار ذكرها طيب احتفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق