انتقام
إنسان مع العالم الآخر
بقلم عبدالحميد أحمد حمودة
بعد ما حدث من محمود وما وصلوا إليه لم ير عالم الجن كما رآه من قبل. عوقب على ما فعله مع محمود، لكنه لم يحزن على ذلك فكان إحساسه قويا جدا ويشعر بهم وكل ما حوله وكأنه يراهم، ويسمعهم عن طريق الأذن.
-نريد أن نقدم لك هدية ذهبية، لكن محمود يجب أن يكون حاضراً هنا
-أعطني الهدية، وسأعطيه نصيبه منها
-ينبغي أن يكون هنا
-إنك لا تريد هذا، ما تريده هو وجوده حتى تنتقم منه
-أحضره هنا وستحصل على هديتك
-أنت تعلم جيدًا أنه ليس من طبيعتي الخيانة ، وانه شخص أحبه كثيرًا ولا أريد أن أرى شيئًا ضارًا فيه، ابتعد عني حتى لا أؤذيك
جلس في صالة المنزل
-كيف يمكن أن يؤذوه إذا جاء إلى هنا وأنا معه؟
-إنهم يعلمون جيدًا أن القوة التي معك ومعه لن تقاوم، لأن في عهد قديم معهم جميعا أن يتعاونوا علي حماية هذا المنزل من أي تدخل خارجي، فيعتقدون أنهم قادرون على إلحاق الضرر به دون تدخل.
-هل هذا يحدث حقا؟
-هذا هو اعتقادهم، ولكن ما يحدث الآن هو ما تريده، لأن السيطرة على كل الأمور بين يديك الآن، ويمكن قلبها متى شئت وضد من تريد منهم، القوة التي منحك الله إياها ، لا ترغب في وجودهم ، وفي وقت الحاجة ، سوف تدمرهم إذا لزم الأمر دون الرجوع إليك.
لكن هناك شيء يقلقني ويجب أن أخبرك به
-قول لي كل شيء
-القوة التي تركتها لمحمود، أخشى أن تفقد سيطرتك عليها يومًا ما، وما يقلقني حَقًّا هو أنهم فعلوا ما طلبه دون الرجوع إليك
-أعرف كل ما تقوله ولست قلقًا بشأنه، إنه شخص جيد ويحبني كما أحبه، لكن ما يزعجني هو استخدامه لها بوحشية.
-لقد تسبب في عداوة كبيرة بينك وبين العديد من طوائف الجان، والآن يتردد كثيرا اسمك من قبلهم بأنك عدوهم ويجب قتلك.
-قال تعالي ( قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ )
لا تقلق، فنحن لا نعرف حكمة الله في ذلك.
بمرور الوقت ، كان يذهب مع محمود إلى أماكن الجان التي تحرس الكنوز وتؤذي من يعيش فوقها ، لمساعدته على تطهير ما بداخلها من الجان الشرير، مع عدم رؤيتها كما رآها من قبل، وهذا يؤكد أنه عقاب له ، لكنه لم يحزن عليها أو يهتم بها ، فهو واثق من أن الله له الحكمة في ذلك.
كل ما كان يهتم به هو مساعدة بعض الناس من بعيد عندما رأى أولئك الذين يؤذونهم من العالم الآخر.
كان يشعر أن قوته تتزايد يومًا بعد يوم ، وكان هناك المزيد من الجن حوله ، رغم أنه شعر أن العديد من طوائف الجن كانت تحيط به من بعيد ، في انتظاره حتى يحين الوقت ويمكن قتله.
حتى شعر بامرأة من الجان تحاول الاقتراب من محيطه بطريقة ملحوظة للغاية فأمسكها
-لماذا تحاولين الوصول إلى؟
-أريد أن أكون قريبة منك وأخدمك في ما تريد
-أنا أعرف من أنت
أنت ساحرة كبيرة من الجبال، ورثتي السحر حتى تشبع به جسدك، ولديك القدرة على تسميم من حولك من البشر أو إفراز مادة سامة تخنقهم وتقتلهم
الآن لن تذهبي أبدًا حتى يعرف من أرسلك وماذا كنتي ستفعلين
لقد فوجئ كثيراً بما علم عنها ، أن ساحرة من الجن لديها سم داخلها يقتل البشر.
حمد الله أنها من الجبال البعيدة عن البشر، ولم تختلط بهم، لكانت السحرة أستخدمونها لقتل الأبرياء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق