السبت، 12 نوفمبر 2022

ثقافة القبول.. بقلم الكاتبة لينا ناصر

 ثقافة القبول..

أحيانًا تراودنا أفكار وتساؤلات غريبة تضع عقلنا الذي نتباهى بقدراته على المحك، فيعترف بعد جهد بالعجز عن إيجاد الأجوبة المناسبة..
قد يرى البعض فيما سأطرح من أفكار مبالغة أو خروج عن المألوف وربما سيكون خارج عن سياق الفهم السلس للعقل السوي كلما تجاوز إحدى عقبات الحياة، ولكن ألم يدرك أحد أننا دائما نجد خلف كل باب حزين نغلقه عدة احتمالات لبدايات جديدة أكثر حزناً، وأعمق ألماً من ذي قبل .
لكننا نتجاهل أو نغض الطرف عن هذا الواقع، إلا أنه فعلياً موجود وكما قيل قد تكون بعض النهايات في حقيقتها بدايات لمراحل جديدة أكثر نضجا من كافة النواحي. وإحدى تلك النواحي الألم نفسه، والإحباط والحزن فالبدايات لا تشتمل فقط على الأمور الايجابية ..
شخصياً أرى أننا نحن نختار لأنفسنا النتائج التي نحصدها، فمثلاً هل حاولنا أن نستسلم لأقدارنا ونقتنع بما لدينا دون الالتفات لما حولنا ومن حولنا؟
هل حاولنا صبّ اهتماماتنا على حياتنا وقدراتنا ومحاولة إنصافها والاستفادة من جهدنا وطاقتنا بما توفر لدينا بدل السعي المتواصل لبلوغ أهداف قد لا تكون لنا فنخسر الوقت والجهد والأمل؟
ماذا لو استنفذنا طاقتنا فيما لدينا، مايخصنا، مانستطيعه ونجيد اتقانه بجدارة؟
جميل جدًا ان تكون طموحاتنا كبيرة والأجمل أن نجتهد في تحقيقها على أن تكون طموحاتنا مدروسة لتناسب إمكاناتنا ذلك يساهم في التكافؤ بين الحلم والعلم، فلنتنازل قليلاً عن البحث والتنقيب ولنعطي ما لدينا او ما توصلنا إليه مساحة من الإستراحة والتأمل فما الضير بأن نمنح من ما لدينا بالقدر الذي لدينا، أن نمنح الحب والاهتمام مثلاً بدلا من أن نبحث عنه وننتظره؟
وما الخطأ في أن نتشارك أفكارنا حتى التي نعلم حق العلم بأنها خاطئة فقد نجد من لديه وسيلة لمساعدتنا على التفكير الصحيح ولكن السر هنا يكمن بترويض أنفسنا على ثقافة القبول والتسليم للأمر الواقع ولعل هذا هو السر العظيم القابع وراء كل هذا السواد الذي يسبق الفجر فلندع الشمس تغازل بيادر احلامنا التي نرجو ..
لينا ناصر
Peut être une image de texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق