الأحد، 13 نوفمبر 2022

قدر الأمواج /زينب لحمر/مؤسسة الوجدان الثقافية


 قدر الأمواج

ترسو السفينة حيث تشعر بالأمان و يرسو قلبي على مشارف مرسى الأحزان لكنه لا يمل و يواصل البحث عن الأمان في وجوه أناسا تقف على الشط وقفة محارب يريد الإستراحة ليفرغ شحناته السلبية لأمواج البحر العاتية و كأنه في صراع مع الطبيعة و تتشابك الأقدار في غفلة من الزمن و تتلاقى الأنظار أ هذا هو النصيب أم جرح جديد ؟ حقا لا أعرف لكنني واثقة من أن ركوب البحر يستوجب المغامرة و انا أهوى كثيرا المغامرة ، ليس لدي ما أخسر اكثر لقد وصلت درجة من الخذلان لا يتوقعها بشر و تخلى عني كل من حولي لأتفه الأسباب و سقطت أقنعتهم بسرعة بعد أن منحتهم كل الثقة و الإهتمام ، لكن لا يهم لعل الخير قادم هذه المرة ، لعل رحلتي تكون أطول و ترسو على بر الأمان في جزيرة الأحلام حيث يعم الحب و السلام .
كانت النظرات الأولى نظرات مطولة و ما إن إنتبهنا لوجود بعضنا البعض صارت نظرات مسترقة من ثم إشتعلت شرارة الفضول في داخلي يا ترى ما الذي أتى به إلى هنا ؟ ما قصته و ما الأوجاع التي وجهت خطاه نحو شط الأحزان و أي آهات سيرميها في بحر الهوى أم أنه مجرد زائر غريب عن المكان و يريد إلتقاط بعض الصور التذكارية ؟ شحنة من التساؤلات أخذتني إلى عالم الخيال و صارت الأمنيات تنهال على مخليتي كالأمطار التي إنتظرها قلبي بعد صيف حار و سنوات عجاف من الجفاف و الدمار و من الغريب أنني رسمت لكلانا نفس المنزل و المقام و تمنيت أن تتمازج الأحاسيس و الأرواح و كأنه القشة التي ستنقذني من الغرق على بعد أميال من الشط و كأنه قدري التائه بين الغيوم العابرة و بقيت على هذه الحالة من الإسترخاء و التفكير دقائق أو ربما ساعات و فجأة أيقظني صوت باخرة كبيرة تستعد لمغادرة الميناء و جمع من الناس يلوحون بأيديهم لوداع أحبتهم و وطنهم لم يشدني هذا المشهد كثيرا لأني كنت منشغلة بالبحث عن قدري و فجأة لمحت يداه بين الأيادي و رأيت وجهه مبتسما لغيري حينها أدركت أنني مجرد موجة تتلاطمها الأقدار.
زينب لحمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق