الثلاثاء، 9 أغسطس 2022

الخداع بقلم د. عمر أحمد العلوش

 ( الخداع )


سلوك ذميم دنيء ، بعيد عن القيم الاخلاقية السوية والوجدانية الجميلة ، ينطوي في ثناياه على مجموعة مركبة من الصفات القبيحة ، فالمخادع كاذب مدلس تنطوي سريرته على الغش ، ينسج أفعاله في الظلام كالخفافيش

فالشِباك تُنسج في ليل .


إن من مستلزمات الخداع وركيزته الاساسية ومحوره هو الكذب ، ومكوناته الخبث واللؤم وخسة الطبع ،فالمخادع قطعاً هو كاذب بأفعاله وأقواله كما أن فعل الخداع يحتاج مراوغة وتضليل وتحايل ، فالمخادع محتال ، فكم من سنٍ ضحك لك وفي القلب خديعة مبيته .


وقديكون هدف الخداع هدفاً حسياً أو نفسياً أواجتماعياً أو وجدانياً ( مريضاً )وقد يكون عاطفياً ،وأياً كان هذا الهدف فهو هدف قذر لا قيمة اخلاقية له .


ان المخادع دائماً خاذل للمخدوع لدرجة أن المخدوع قد تعتريه صدمة أو صعقة وجدانية ، مما رآه من خادعه فكل شيئ قد بدا وظهر خلاف ماكان عليه ، وهذا يجعل المخدوع في حالة عدم استقرار في وجدانه واضطراب في روحه وفي تقيمه لمن حوله وفقدانه الثقة بهم .


أما المخادع فهو يعلم هدفه ومرماه ومبتغاه ونواياه المبيته فلا تأخذه رحمة ولا رأفة في ضحيته بل وقد يحاول الاجهاز عليها وأسوء مافي المخادع انه يأتي فعله بأعصاب باردة .


لكن يقيناً إن المخادع مهما كان من الدهاة قد يكسب موقف أو قضية أو جولة أو أكثر من ذلك بكثير لكن الأمور ومنطقها في منتهاها لا تستقيم له فالمخادع خاسر ، وأفضل ردة فعل على المخادع ، أن تعيده لموقعه الأول غريباً عنك كما كان ، وبذلك يخسرمن حوله ، ويخسر أن ينعم بأي نبض للجمال في حياته ، فهو خاسر لذاته وخاسر لرضى ربه .

د. عمر أحمد العلوش



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق