( تباً لوقت فراغك )
لا تأتي اليَّ وقت فراغك ، من يتذكرك وقت فراغه ليس له عندك في سُلم القيم درجة ، فالإهتمام شي نابع من الذات والروح ، فالمجاملة هنا ممجوجة لأنها آنية فلن أجاملك ، فالمعاني الساميات لا تتأتى بتكَّلف .
من يفرغ نفسه لك جديراً بأن ترتقي به في سلم قيمك ، ويحضى بأرقى معاني الجمال الهادئ المُسالم .
فكم البون شاسعاً ... بين من يتفرغ لك ومن يفرغك من محتواك وكينونة وجودك ، من يأتيك وقت فراغه وتكون في ذيل قائمة إهتماماته ثق تماماً أنك لست إلا رقماً متهالكاً ومستهلكاً من قائمة لا يشرفك الإنتساب اليها .
فهذا ليس جديراً حتى بالمجاملة ، ذلك أننا نحرص كل الحرص عمَّن يأتينا ويفرغ
نفسه لنا .
فشتان بين من يفرغ نفسه للإهتمام بك ،
وبين من يهتم بك ( مدعياً) وقت فراغه ،
فأنت لست بحاجة لوقته الزائد المهدور فليحتفط به لنفسه ، فالحاجات والقيم
الوجدانية مرهونة بأوقاتها .
فعندما نكون في إحتراق ولم تكن متفرغاً
إلا عندما يصبح جمرنا رماداً ،فتباً لفراغك
ولا حاجة لوردك ، فورودك الذابلة لا تليق إلا بنملٍ ذابل مثلها ، ولا لحِسانك لترقص في معبدي ، ولن أجعلك تقتحم وجهي لتكون ندبة تشوه طُهره .
تباً لفراغك ، فسماؤك لا تظلني ، ولامطرك
يسقيني ، فسمائي ليست سماؤك وزهري ليس من مطرك .....تباً لوقت فراغك
بقلمي :د . عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق