كان رجل هادئ...
كان رجل هادئ الطباع حالماً يهوى الصيد والبحر والسحاب ذات إشراقة نفس وتنهيدة حب ذهب مسامراً الأمواج رامياً شباك السهد راجياً النجاة... وعلى غفلة من الزمن ظهرت حورية الماء إبنة ملوك البحار ليرتمي هو بشباكها غرقاً بعينيها وقال من تكوني يا ساحرتي الجميلة؟! من أنتِ وقد شطر القلب لكِ فسكنتِ... قالت ببسمة شوق أنا عروس البحور ، أنا الهيام والنور... أدركتك من بين البشر وأقمت عليك حد الغرام.. أترقبك كي احيا قيثارة و لحناً بين نبراتك وعبقاً لعطرك لا يجور.. وأنت لا تدركني يوماً..!! أتفقد همس خطواتك وأتوه بين السحابات علك تلقاني وأنت تائه بينهم... لكنك لا تدركني!! .. أتحسس دمعاتك أعانق أنات اعماقك لأُنزع منها الضياع.. وأهديهم درب النجاة.. لكنك لا تدركني!! .. أنا ياأغلي البشر أذوب بثنايا تلك الروح الهائمة العطشي للحب أحمل معي مساقِ الهوى لكنك تذهب ظمآنا ولا تدركني!!. .. قال حائر من أمرها ولمَ اختفيت في الغسق ؟! لمَ لم تولدين من اَوردتي؟! و لم لم تأتين بزاد الفؤاد من قبل؟! .. كم إرتجيتك وأنا أنتظر أزمنتي البعيدة كم ناديت وأنتِ لا تلبين النداء.... وكانت عيناه بحور بكاء.. إقتربت لوجنتيه تستجديها الشفاء من حُرقة مقل لطالما إنتظرت أن تسكنها فارتمي براحتيها ربتت على كتفيه كطفل صغير مرتاب حلم ليلة عقيمة لتهديه الأمان.. وقالت.. كنت أنتظر أن ترفق بحنانيك لوجدي.. كنت أهواك بصمت يصرخ من بين الغيمات ومساهر القمر علك تنصت.. ولكني خشيت الأيام والعمر يركض بها دون رحمة.. والأن أنت بحنايا القلب تقيم وأنا بالأحداق أنام ولا مهابة بعد اليوم.. فقط نحيا مسافرين بدروب العشق بلا عنوان.. وثمل الوقت بهما فنسيا الزمان وقسوته وبين حكايات الصمت الكثيرة وأنغام ضحكات مهللة يجتاحها السكن والسكينة حانت لحظة الوداع بشروق الشمس يناديها وكأنها سندريلا وقد دقت الثانية عشرة ... وهمت مسرعة تلبي النداء قبل أن يودع ملك البحار غفوته... قال لها انتظري ألا من أمل باللقاء؟! ... أتذهبين وقد سكبتك وهجاً للحياة بعد أن إنطفاَت مشكاة روحي؟! .. تريثي لأتأمل عناقيد ذلك الثغر وأشرب من خمر وجنتيك وأهيم مسافراً ببحور عينيك لن يفنى حنيني إليكِ وبين لحظة وأخرى أعلنت السماء أول خيوط الضياء.ثم. قالت لو بقيت لأحترقت... سالقاك عندما تذهب الشمس لتنام بأحضان البحر هائمة.. إنتظرني في الأفق عند أبواب الشفق موعدنا... لا تنطفئ قناديل العشق طالما ترتدي الأمل ثوبا والوفاء عطراً.. انتظرني بأمل اللقاء....
سها_عبد_ السلام
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق