الخميس، 13 يناير 2022

لن أعود إلى الشاطئ بقلم كمال جغادر...

 كانت تريد أن تضحك بصوت عالٍ ..

وفي الوقت ذاته تريد أن تبكي ..
لكنها لم تستطع أن تفعل أيّاً من ذلك ..لم يسعها إلا أن تقف في مكان ما بين الاثنين .. حيث لا يميل مركز جاذبيتها في أي من الاتجاهين ..وهي عاجزة عن الكلام..
- هاروكي موراكامي.." من رواية كافكا على الشاطئ"
.....
كيف تكتب الروايات يا هاروكي ...؟ كلامك هذا أعجبني كثيرًا ....ماشدّني لروايتك هو عنوانها
،" كافكا"
الكاتب الفيلسوف العبقري الرائع ورسائله المؤثرة التي كان يكتبها إلى حبيبته ميلينا الفاتنة...
هذا المساء يا هاروكي كنت أجلس وحيدًا كعادتي في شاطئ الصخر الأسود فوق صخرة مبسّطة ممتدّة لقلب البحر ، لا أحمل شيئًا في قلبي لأحد ولا أحمل شيئًا في عقلي كذلك ، لكنّني كتت أحمل خميرة في راحة كف يدي المنقوع في ماء البحر لسمكتي الصفراء الفاقع لونها أردت إطعامها ومداعبتها...
لكنّ سمكتي لم تأتي هذا المساء يا هاروكي ....
النسمات كانت باردة جدًّا ،وماء البحر فقد ملوحته، تخثّر الدم في عروقي ،فعدت من الشاطئ خائبًا ،لم يبقى من خميرة الصيد سوى أثر صغير في راحة الكفّ يشبه الخيط الأبيض
بعدما أسقطت الخميرة في الماء ،لحستُ أكفف يديّ بلساني فصعقني ذوق الماء الذي فقد ملوحته ،شممت رائحة الموت من يديّ ، فسالت دمعتي غصبًا عنّي بكيت فجأة ...
سمكتي ماتت يا هاروكي
سمكتي الصفراء الفاقع لونها ماتت ،لن أعود إلى الشاطئ بعد هذا المساء.
*★ماتت السمكة يا هاروكي★*

بقلم كمال جغادر...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق