الأحد، 16 يناير 2022

مَا عُدْتُ أَلْقَى خَائِفًــــــــــــــا بقلم الأديب عبد المجيد زين العابدين

  مَا عُدْتُ أَلْقَى خَائِفًــــــــــــــا

مَا عُدْتُ أَلْقَى خَائِفًا مِنْ رَبِّنَا **أَوْ مِنْ عَذَابِهِ فِي غَدٍ بِالْمَحْشَـــــــــــــرِ
إِنْ فِي الْعَوَامِّ أَوِ الْمُثَقَّفِ عَامَّةً **الْكُلُّ يَسْلُكُ مَسْلَكًا يَحْكِي الْجَـــــــرِي
لَا شَيْءَ هَمُّهُ غَيْرُ شَخْصِهِ فِي الدُّنَى **لَا يَحْتَفِي بِالنَّاسِ بَلْ قَدْ يَزْدَرِي
لَا شَيْءَ يَظْهَرُ مِنْ طِبَاعِهِ لِلْوَرَى **إِلَّا اِبْتِسَامُهُ فِي أُحَيْلَـــى مَظْهَــــــرِ
*******************
إِمَّا اِلْتَقَاكَ مُرَحِّبًا وَمُبَجِّــــــــــلًا **فَلِقُدْرَةٍ تَحْظَى بِهَاوَهْــــــــــــوَ الدَّرِي
دَوْمًا تَرَاهُ مُبَجِّلًا أَوْ خَادِمًــــــــا**يُبْـــــــدِي الرِّضَى مِنْ دُونِ أَيِّ تَذَمُّــرِ
أَمَّا إِذَا قُضِيَتْ حَوَائِجُ عِنْــــــــدَهُ**أَضْحَى لِخَيْــرِكَ فَجْـــــــــــــأَةً بِالْمُنْكِرِ
وَيُرِيكَ مِنْهُ تَجَنُّبًـــا وَتَحَاشِيًـــــا **كَالثُّعْلُبَــــــــانِ بِنِظْـــرَةِ الْمُتَنَـِّكــــــــــرِ
********************
كَمْ قَدْ خُدِعْتُ بِصُحْبَةٍ مِمَّنْ أَرَى **فِي مِهْنَتِي وَأَرَاهُ مِثْــــلَ الْأَجْـــــــــــدَرِ
فَلَهُ أَمِيلُ مُنَاصِتًــا أَوْ مُصْغِيًـــــا **وَكَعَادَتِـــــــــــــي أَبْدُو لَـــــــهُ بِالْمُخْبِرِ
وَبِكُلِّ تِلْقَائِيَّتِي لَكِـــــــــــــنَّهُ **لَمْ يَبْدُ لِــــــي فِيمَـــــــــــا بَــدَا بِالصَّــــادِقِ
بَلْ قَدْ أَرَاهُ مُسَائِلًا وَكَأَنَّـــــــــهُ **أَدْنَـــــــى إِلَى مُتَنَمِّــــرٍ وَمُحَقِّــــــــــــقِ
********************
كَمْ قُلْتُ قَوْلًا لَمْ أَكُنْ مُتَحَرِّزًا**وَفَشَا مَقَالِي فِي رَفِيقٍ مُقْلِــــــــــــــــــــقِ
وَأَنَا الْحَقِيقَةُ مَا أُرِيدُ ظُهُورَهَا **مَهْمَا تَرَاءَتْ مِثْـــــــــلَ رَعْدٍ صَاعِـــــــــقِ
وَإِذَا الَّذِي صَادَقْتُــهُ قَدْ خَانَنِي **وَبَـــــدَا حَلِيفًــــــا لِلرَّفِيقِ الْأَسْبَـــــــــــــقِ
عَجَبًا أَقُولُ أَلَيْسَ ثَمَّةَ صَادِقٌ؟**فِيمَــــنْ أَرَى مِـــــــــــنْ بَاسِمٍ أَوْ مُشْــرِقِ
*********************
الْكُلُّ مُبْتَسِمٌ وَيُظْهِــــــرُ وِدَّهُ **وَإِذَا تَكَلَّــــــمَ صَـــــــــــارَ كَالْمُتَشَـــــــــدِّقِ
يَرْجُوكَ أَنْ تُصْغِي إِلَيْهِ مُصَدقِّاً **مَا قَدْ يَقُولُــــــــــــــهُ وَهْوَ لَيْسَ بِمَنْطِـــقِ؟
وَإِذَا عَرَفْتَ كِذَابَهُ فِي قَوْلِهِ **وَوَعَــــــــى بِأَنَّـــــــهُ فَاشِـــــــلٌ لَمْ يَصْــدُقِ
أَضْحَى خَطِيبًا لَسْتَ تَلْقَى مِثْلَهُ **وَرَنَا إِلَيْكَ مُحَدِّقًــــــــــــــــــا كَمُحَمْلِــقِ
*********************
مَا اِنْفَكَّ يُبْدِي رَأيْهُ وَدَلِيلَـــــــــهُ **فِــــــــــي صِدْقِـــــهِ وَكَأَنَّـــهُ لَمْ يُخْفِقِ
وَيعُودُ لِلْأَقْسَامِ بُغْيَةَ دَعْمِـــــــــهِ **أَوْ بِالْإِلَه ِمُقْسِمًـــــــــــــــا لَا يَتَّقِــــي؟
وَتَحَارُ فِيهِ كَاذِبًـــــــا أَوْ صَادِقًا **أَوْ أَنَّـــــــــهُ بِخِدَاعِــــــــهِ كَمُنَافِــــــقِ؟
لَكِنْ إِذَا جِئْتَ الثِّقَاتِ مُشَـــاوِرًا**أَلْفَيْتَـــــــهُ مِثْـــلَ الْغُرَابِ النَّاعِـــــــــقِ
عبد المجيد زين العابدين
تونس في يوم الأحد السادس عشر (16) من
جانفي سنة اِثنتين وعشرين وألفين (2022)
الموافق الثالث عشر (13)من جمادى الآخرة
سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وألف (1443)هجريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق