الأربعاء، 5 يناير 2022

أَموتُ وَأَحيا. بقلم عبير محمود أبو عيد من القدس

 أَموتُ وَأَحيا.

                              --------------

حَبيبي, يا قَمَرًا يَشِعُّ في السَّماءِ, أَنتَ لِلنُّجومِ الثُّرَيّا

باسِمُ الوَجهِ, عَذبُ الشَّفَتَينِ, طَلقُ الوَجَناتِ وَالمُحَيّا

أَشُمُّ شَذاكَ مِنْ عَلى بُعدِ أَميالٍ, وَالمِسكُ يَتَضَوَّعُ ذَكِيّا

يا عالِمًا بِلُغَتِنا, إِنّي أُحِبُكَ, وَلَكَ وَحدَكَ أَظَلُّ المُخلِصَةَ الوَفِيّة

حَتّى الموسيقا لَكَ فيها مِنْ فَرَنسا, إِيطالِيا, وَتُركِيّا

بِقَلبي تَسكُنُ مُذْ عَرَفتُكَ, تَحيا تاجًا عَلى رَأْسي سَمِيّا

يَخرُجُ الكَلامُ فُراتًا عَذبًا مِنْ شَفَتَيكَ, بِوِشاحِ العِلمِ نَدِيّا

أَنتَ في صَفي تِلميذٌ مُجتَهِدٌ, لَمْ تَكُ يَومًا شَقِيّا

تُجيبُ عُيونُكَ دونَ اللِّسانِ, فَتَتَساقَطُ كَلِماتُ الغَزَلِ عَلَيّا

يا رَجُلًا يَفوقُ عُصورًا بِذَكائِهِ, عَرَفتُكَ صَلبًا كَالصَّخرِ قَوِيّا

كَمْ أَتَمَنّى أَنْ يُربَطَ المَصيرَيْنِ بِبَعضٍ, فَكِّرْ في الأَمرِ مَلِيّا

وَقُلْ إِنّي أُحِبُّكِ يا روحي, لِيُصبِحَ الخَدُّ وَردِيّا

يا عَبيرَ الأَمَلِ, يا بَساتينَ فَرَحٍ, كُلُّ الأَماني تَذوبُ فِيّا

أُعاهِدُكَ, أُقسِمُ أَنْ لا أُحِبَّ بَعدَكَ اليَومَ إِنسِيّا

بِالبُعدِ أَنا أَموتُ, وَعِندَما أَراكَ يا قَمَري, تَأْتي كَالنَّسيمِ, أَحيا

عبير محمود أبو عيد من القدس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق