الأربعاء، 12 يناير 2022

(النفس الأمّارة) بقلم الأديب المختار المختاري 'الزاراتي'

 (النفس الأمّارة)

مذ خلق الطين
نبض قلب الغريب في سماء العبارة
همهم
غمغم
تنهّد
ثمّ قال المعنى بلا إشارة...
وكنت أرقب قدوم صوتي
من خلف حجاب عمري
وأوتار القيثارة...
فتلوت في سرّي
شكّ الواثق في صورة الخبر
أنّ الباقي من سفري
ليس سوى دفتر
يحمل في الأسطر أوزاري وأوزاره
ومذ رمى الحبر ما رماه على بيت
تهرّم مع الزمن جداره
والسماء تقضي بالبين
بيني
وبيني
وبين من ورث عنّي
تفاصيل الكناية والاستعارة...
يا خالق النعناع من روث الأرض
تنفّس مداي
وقل كم صنّف العمر
من خلّ خلته كذلك
لكنه في حقيقته
ذا نفس ماكرة غدارة
وأمضيت من الأيام ردحا
أعالج رسمه على الجدران
لكنه لبس مع الوقت كلّ عاره
فمذ خلق الطين
نبض قلب الغريب في سماء العبارة
ولم يدري
أنّ الزمان وحده من يعرّي الخلق
ويرفع عنهم دثاره...
يا واهبي الصوت الواضح في نبراته
قل للعالمين
أنّي الذي كم عاهد الشمس
أن لا ينكّس راية الانسان في دياره
وأن لا يغتاب كلّ الاسباب
فالقمر يشهد أنّ البحر يسكر على ايقاع قراره
وأنّ النخل خلفه يمشي الهوينى
ويشدوا
بما خطه للتاريخ من كلم واثق الأمارة
وليس للأمّار مكان بيننا
فنحن من سلالة الشامخين
فوق الرواسي رواسي
وفوق السماء نحن النجوم وكلّ أقماره
فمذ خلق الطين
نبض قلب الغريب في سماء العبارة
همهم
غمغم
تنهّد
ثمّ قال المعنى بلا إشارة...
وكنت أرقب قدوم صوتي
من خلف حجاب عمري
وأوتار القيثارة...
الزارات شتاء 08/01/2022
المختار المختاري 'الزاراتي'
Peut être une image de 1 personne et position debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق