السبت، 1 يناير 2022

مَنَامُ الفِكْر/ﻭﺍﺋﻞ ﻓﺆﺍﺩ الكمالي /جريدة الوجدان الثقافية


 قصيدة ساخرة لرأس السنة

. ” مَنَامُ الفِكْر“
تمُرُّ اليومُ تِلوَ اليومِ،..
ثمَّ الشَّهرُ تِلوَ الشَّهْرْ...
ويَمضي العامُ تِلوَ العامِ لا نَدري..
ونحنُ بسَكرَةٍ طالَتْ،
ولا نَدرِي سِوى بالسُّكْرْ!
ويَمضِي العامُ تِلوَ العامِ لا ندري؛!
سوى أنَّا..
نرى الأيَّامَ إذ تَجري..
نرى الأيَّامَ سارِيَةً فلا نَسري؛!
وإن سِرنَا..
فلَسنا نُدركُ الأيَّامَ في السَّيرِ!
وإن طِرنا...
فلَسنا الأهلُ للطَّيرِ!
وعُمري زاد عن عشرينَ عاماً،..
صِرتُ كالثَّورِ
وأمِّي لَم تزَلْ تَرَنِي..؛ صغيراً رُغم هذا العُمْرْ!!
وأيَّامٌ تُسابِقُنا..
نُسابقُها.. فتَسبِقُنا
فنَقعدُ حيثُما كُنَّا..
فلَم نَبرَح أماكنَنا _لنلحَقَها_ كعادتِنا..
ولو أنَّا تقدَّمنا؛..
لأدرَكنا من الأيَّامِ؛.. لكِنَّا..
بَقِينا حيثُما قد أفلَتتْ منَّا
كمَسحورينَ لا أدري...!
كأنَّا قد شرِبنا السَّحْرْ
ورأسُ العامِ يأتي ثمَّ يمضي دُونما علمٍ..
وكيف لنا بأنْ ندري..!
ونحنُ بِسَكرَةٍ ما الأمْرْ
فلا حقٌّ لنا أنْ نُطلقَ الألعابَ للسَّنةِ الَّتي مرَّتْ!
ولَم نَكُ فيها حَقَّقنا،...
سوى الأجسامُ قد كَبُرتْ!
كأثوارٍ بلا همٍّ،!
سوى همِّ الَّذي يَبتاعُ
كَم وزناً من الأوزانِ قد زادتْ!
وكَم وَزناً من الأوزانِ قد خَسِرتْ!
إذا كنَّا نرى الدُّنيا
بهذا القدرِ
ليسَ لنا بِأنْ نَحيا
على الدُّنيا
ونحنُ نرى الحياةَ فقط بهذا القَدْرْ
وإنَّا من سَذاجتِنا..
نراهم حينَ يحتفلون بالأعيادِ نحسبُهم..
سكارى مثلَنا ثَمِلوا
وطابَ لهم سُلافُ الخَمْرْ
وإنَّا رغم صَحوتِنا..
نِيامٌ، غطَّ نائمُنا،
وصوتُ غطِيطِهِ كنَقِيقِ ضفدعةٍ...!
..... بقربِ النّهْرْ
سُباتٌ نحنُ إن نمنا!..
سكارى نحنُ إن قمنا!..
قِبَاحٌ نحنُ في نومٍ،
وفِي سُكرٍ،
وأقبحُ منهُ إن قمنا -كأجسادٍ- ونامَ الفِكْرْ!!
فكانَ الخيرُ أنْ نبقى،..
نِيَاماً نوم أهلِ الكهفِ،..
إنَّ سُباتَهم أرقَى..!
وخيرٌ أنْ نُطيلَ النَّومَ كَالأمواتِ..!
لكنَّا ”وَلَولَا اللهِ“...
كُنَّا سَوف نَصحو بعد يومِ الحشْرْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق