الأحد، 23 يناير 2022

ساعة مع التوحيد * هو الله * / بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر

 ساعة مع التوحيد * هو الله * /

بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد - مصر
===============
( مع خلاصة التوحيد بعيداً عن التقسيم و السفسطائة و اللعب بالألفاظ لتعقيد عقيدة التوحيد ٠٠ !! )
الاستواء - العرش - النزول - الوجه - اليد ٠٠ الخ ٠
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )
سورة الشورى : ١١
" لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا "٠
" وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
"
فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللهِ، ولا تَفَكَّرُوا في اللهِ) ٠
رواه الطبراني، حديث حسن ٠
---------
أقول في البداية لكل من يصعد المنبر عدم الخوض في أقسام التوحيد و تجنب الأحكام و الفتاوى التي متنازع عليها وفيها آراء كثيرة تتلاقى فيوجد آيات وأحاديث وعبادات و معاملات و آداب و فقه سيرة وحياة صحابة وموضوعات وأحداث تفيد الفرد و المجتمع بعيدا عن الصدام و الاختلاف و الخلاف فما اجتمعت عليه الأمة من أصول كافي لوحدتها و أما الفروع المتنازع فيها يتناولها الفكر الإسلامي من جهات لا تضر في ثوابت الدين القيم ٠٠
و أما عن التوحيد و تقسيماته المستحدثة لا يوجد نص قرآني و لا حديث نبوي و لا أثر من خير القرون الأولى ملزم بتقسيم كلمة التوحيد المتشعبة الآن في جدال بين التأويل والمجاز و التجسيد و التشبيه و التمثل ٠٠!!٠
و يكفي أن نتكلم عن التوحيد الخالص الشامل الجامع ، و أن الله أحد صمد ليس كمثله شيء و هو السميع البصير ٠٠
خلاصة وجوهر التوحيد بعيدا عن التهديد و نبرة الشرك و التهويل والتهوين فالتوحيد منزه عن كل شبيه ونظير و تبرز المقصد من الأسماءالصفات ٠٠
فالتقسيم الذي يعقد العقيدة " التوحيد " و يدخل الناس في بلبلة وصدام فنحن جميعا في غنى عنه وقد هدانا الله الصراط المستقيم ٠
فالتوحيد قديم وثابت بالعقل و النقل ٠٠
و من ثم حدث اجتهاد في التأول و المجاز للأسماء و الصفات لله عز وجل ٠
ووقع خلاف بين المدرسة الأشعرية و المعتزلة و المدرسة السلفية و غيرهم ٠٠
والآن نجد إصدارات السلفية المعاصرة تفرض علينا فهما على أنه هو الصواب و الفيصل و القاطع ٠
وعدم استيعاب كل الآراء الفقهية والمذاهب الأخرى كالعادة المتبعة عندهم ٠
فيجب الالتزام على المنابر في شروح وتفسيرات مثل الطلاسم ٠٠
و لا سيما الشباب الذي يحفظ الشرئط مشايخ السلفية ويفرغوها على المنابر و الدروس دون وعي وفرض هذا الرأي و يتجاهلون الآراء الأخرى وقد درسوها للأسف الشديد في مناهج الأزهر الشريف جلية من كل الجوانب ٠٠
فلا يحق لهم اليوم التدليس و إخفاء جهود السابقين الأولين ٠٠
وإذا أرادوا ذلك فليكن النقاش والحوار خارج المساجد أو يكون في كتاب لهم لا فرض عين على الجميع ٠
كفى تفرقة في مثل هذه القضايا التي قُتلت بحثا منذ صدر الإسلام ٠٠ و اليوم وكأنهم قد أتوا بجديد !!٠
فلا نفرض رأيا بعينه أو نحمل المصلين عليه عنوة على أنه هو الحق دون غيره فالثقافة الإسلامية ذلك ٠
فقد آن الأوان احترام عقلية الناس هكذا ٠
عزيزي القاريء الكريم ظل التأويل و المجاز حول الأسماء والصفات قائم عند الأشاعرة وغيرهم و اختلافهم في التفسير وكل له وجهته المقبولة و له فهمه المعقول ٠٠
فلا يصح و لا يجوز تحميل النصوص الكثير كما يحاول البعض من السلفية المعاصرة فرض رأيه على إنه الصواب و إغفال رأي الآخرين فقد سبق الجميع بدايات للأشاعرة و المعتزلة و أهل العلم القدامى ٠٠
ودرس الأزهر الشريف التوحيد كما كان من منابعه الذي يتبناه في منهجه الوسطي بعيدا عن المغالاة و الظاهر بل يميل إلى التأويل و المجاز و القصد من وراء كل هذا الطرح دون إجبار مجرد رؤية في إطار التقريب بين النقل و العقل ٠٠
فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (تَفَكَّرُوا في آلاءِ اللهِ، ولا تَفَكَّرُوا في اللهِ) ٠
رواه الطبراني، حسن .
و في الحديث النهي عن التفكير في ذات الله -تبارك وتعالى-؛ لأن الله -تعالى- ليس كمثله شيء، ومهما بلغت قوة ذكاء العقل البشري، فهو مخلوق محدود، عاجز عن إدراك ذات الله -تعالى-، والذين أعملوا عقولهم في هذه القضية، وقعوا في نفي الصفات أو تعطيلها، أو التجسيم، أو التأويل؛ لذا قال نعيم بن حماد -وهو من مشايخ الإمام البخاري-: "حق على كل مؤمن أن يؤمن بجميع ما وصف الله به نفسه، ويترك التفكر في الرب -تبارك وتعالى-، ويتبع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم ٠
وقال الأزهري : وأما اسم الله جل ثناءه " أحد " فإنه لا يوصف شيء بالأحدية غيره ٠
والتوحيد مشتق من الفعل وَحد، أي جعله واحداً، وحد توحيد، وكذلك فإن التوحيد يكون بالاعتقاد والقصد والإرادة والجوارح ٠
فالله عز وجل قال عن نفسه في سورة الإخلاص قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ٠
و الله خالق كل شيء ٠
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ٠
فهو الخالق و المحيي و المميت والملك و الرب له الكمال ٠
نؤمن به و بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ٠
لا شريك له ٠
بعيدا عن التفريعات التي قسمت التوحيد و ادخلتنا في شقاق وصراع وتعقيد وجدال و تجسيد وتمثيل ٠٠ الخ ٠
مثل تلك التصنيفات : ربوبيته وإلاهيته وأسمائه وصفاته و توحيد القول و العمل و غيره ٠
التي لم يتكلم عنها الرسول و الصحابة و علماء القرون الأولى ٠
قال الله تعالى :
( لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا )
وهذا التوحيد الخالص ينفي الشَّراكة عن الله ٠
وقد بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالحنفية السمحاء وهي التوحيد، و من ثم رُوي عنه قوله :
" يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " ٠
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) سورة الشورى : ١١
قال تعالى :
" اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ " سورة البقرة ٠
* مع أمثلة تطبيقية :
============
و بعيدا عن التجسيم و التشبيه والتنزيه ٠٠
يظل التأويل الصحيح في إطار ليس كمثله شيء ٠
فمثلا نأول يد الله : بقدرته مشيئته هكذا ٠
و أنا من فهمي المتواضع غير الملزم :
استخلص أن التأويل للجمع بين النقل و العقل للتقريب للشيء لا للتمثيل و التجسيد الحقيقي بل لاستنباط الغرض من وراء القصد و هذا تنزيه مطلق عم تتخيله المخلوق للخالق عز وعجل عن كل نقيصه وتشبيها من الملموس لنا فهو خلاف كل هذا وما هو كائن في الكون بالإدراك والتجسيد المنهي عنه شكلا ومضمونا فنحن نؤمن بالغيب ٠
وهو مطلق لا محدد بزمان ومكان ولا تعترية نسبية ما نصف به بعضنا في الأسماء و الصفات و الأقوال والأفعال فكلها نسب متفاوتة لا قياس لها من قريب و لا بعيد عن الله تعالى ٠٠
لكن الله عز وجل أسمائه وصفاته و أقواله وأفعاله فوق الإدراك إيمانا و تسليما بها فقط ٠
منزه عن الشريك رب العالمين إله أحد ليس له ند ٠
قال تعالى :
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ٠ سورة آل عمران: ٧
في التفسير و المشابه وغيره ٠
ويرى أصحاب مدرسة التأويل و المجاز في فهم مثل هذه النصوص تجاه الأسماء و الصفات بعيدا عن التجسيد و التمثيل و النزول ٠٠٠ الخ ٠
و منها مئات الأمثلة ولكننا نكتفي بطرح بعض منها على سبيل المثال ٠٠
* كقوله تعالى :
(وهو العلى العظيم) يؤول (العلى) بمعنى علو المنزلة والمكانة.
ابتغاء وجه ربهم) يؤول الوجه بذاته العلية
وكذلك صفة (اليدين) فى قوله ٠٠
يد الله فوق أيديهم ٠
و صفة اليد بمعنى القوة والسيطرة ٠
(ولتصنع على عينى) يؤولها بالرعاية، لأن إثباتها يقضى التشبيه والتجسيم ٠
وكذلك صفة الاستواء (الرحمن على العرش استوى) يؤول الاستواء بمعنى العلو والقدرة.
وإنه تعبير مجازى قصد به استيلاء الله- تعالى- على حكم هذا الذى خلقه.
حيث التأويل والمجاز في تفسير الآيات التي تتكلم على نحو إثبات بعض
أما حمل الكلام على نسق التجسيد و التمثيل على المفهوم فيكون
الكلام بهذا الشكل غير منطقى وغير مستقيم.
فنرجو الابتعاد عن تقسم التوحيد و النزول و التشبيه و التمثيل و التجسيد وخلافه على المنابر حيث فيه اختلافات كثيرة بين أهل العلم فلا تتبنى رايا واحدا وتخفي الأراء الأخرى تجبر الناس على أن هذا هو الصحيح المتفق عليه بل أعرض كل هذا من وجهات عدة في درس أو كتاب للمناقشة من باب الأمانة العلمية حذاري حذاري ٠
فيجب أدب التعامل مع النص و الناس سواء دائما ٠
و على الله قصد السبيل ٠
و للحديث بقية ان شاء الله ٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق