الجمعة، 7 يناير 2022

على الوتر بقلم الكاتبة حبيبة عداد

 على الوتر


الساعة الثامنة صباحا ...صوت المنبّه يتردد بكامل أرجاءالغرفة ...في الواقع لم يكن مجرد صوت لمنبه عادي بل كان أغنية للفنانة فيروز "حَبَّيْتَكْ تَنسِيتَ النّوْمْ ..."...كانت هي من اختار له هذه الأغنية لتكون أول ما يستمع إليه صباحا ...هي، حبيبته نور ...نور أضاء حياته منذ سنتين...كان في مهمة عمل وكانت إحدى زبائنه...حبه لها كان من النظرة الأولى ...لايمكن له ان ينسى تلك النظرة كما لا يمكن له البتة ان ينسى ذلك اليوم بل تلك اللحظة التي التقيا فيها وارتبط
قلباهما بل اتحدا وتوحدا ليصير نبضهما واحدا...
"حَبَّيتَكْ تَنْسِيتِ النّوْم ...ياخَوفِي تِنسَانِي"
...كانت تحبّه حبّا جُنُونِيّا...وكان يبادلها الحبّ نفسه غير ان حبه لها كان أكثر هدوءا وثقة...في حين كانت ،هي ،شديدة الغيرة ،كثيرة الشك تساورها مخاوف شتّى من فقدانه او ...خسارة حبه ....نور الساحرة ،الهادئة الخجول تفقد كل خصالها إذا ما تعلّق الأمر بحبّهما ويمكن ان تتحول فجأة إلى بركان لحظة الغضب...والشك...
"حابسْنَي برّات النّوْم تاركني سَهْرَانه..."
كان يحبّها ولا يرى الحياة بدونها ولكن لم يكن ذلك كافيا ليهدئ من روعها ويطفئ سورة غضبها كلما ساورتها الشكوك أمام نظرة منه خاطفة لإحدى الجميلات أو ...رقم غريب لإحدى المكالمات أو هفوة أو جفوة ...
كثر عتابها ...اشتدّ لومها...علاصراخها...علا صراخه... نفذ صبره...هجرها.
مرّ على هجره لها زمن...أسبوع ربما؟ ...شهر؟....حقيقة... لا يدري ...ففي بعدها فقد الصلة بالزمان وبالمكان وبكل من حوله ولم يبق له من شيء غير صوت المنبه الذي يصحو بفضله كل يوم على صوت السيدة فيروز وكلمات تتردد على مسامعه تثير فيه من المشاعر ألوانا...
"بِشْتقلَك لَبِقدِر شوفك ولبِقدِر إحكيك..."
بندهلك خلف الطرقات وخلف الشبابيك"...
انت يالّي بِكرَهُو والّي بحبّو إنْت "
حبيبة عداد
تونس
Aucune description de photo disponible.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق