الجمعة، 20 أغسطس 2021

تونسية أنا وكفى... بقلم الأديبة فدوى المؤدب

 تونسية أنا وكفى...

من أنتِ ؟!
نفس السؤال دوما يثقل مسامع الدهر
أنا هدية الخالق في بيت له الفرح هجر
ضحكاتي تزيّن الجدران فلا تحتاج لصور
وشوشاتي تدفئ القلب حين يوجعك الغدر
كعب عال في قدمي الصغيرة نغم عند الظهر
تعلمّت مع كراس الخطّ أوّل حروف الشعر
بين أحضان أبي تشربت الأبجدية قدح خمر
وصايا أمي طرزتها في سريرتي وشاح من درر
أنا الحلم الوردي أصبحتُ لما تبقى من العمر
ومرّ الزمان...
باتت أناملي تمشّط لأمي ظفائر بيضاء من الشَّعر
وبين فينة و أخرى يحط على شفاهي قلم أحمر
شفرتي صار على كل الرسائل و ألبوم الصور
أنا الوردة بالبيت وأينما مررت أنا روح العطر
مرآة أنا لتاريخ عريق مهما تغيرت ملامح العصر
ومرّ الزمان...
دخلت المكتب... سيدة القرار أنا بكلّ فخر
تاجي علمي و زاد من الأخلاق به أبارز القدر
لا أهاب ركوب الصعاب و لا عواصف في البحر
أنا أنثى من الجبال نخوتي روّضت بها أشرس صقر
مقود الحياة بيدي... أنا القبطان في رحلة العمر
الأمانة اسمي و العزم لغتي و الصدق هو الحبر
أمّ أنا وإن لم أنجب يوما...وطني وليدي منذ الصغر
كبرت وما شاخ حبّه حتى وإن طال بي السفر
أنا من وشمت حروفه على جسد التاريخ و أفتخر
تونسية أنا... تحكي عني الكتب و يعزفني الوتر
عقول تعشقني... لست زيفا أو صورة لا غير
أنا من زرعت في عيون الحياة حدقة الفكر
أنا قلب لا ينام ... الحب عقيدة و العلَم هو السرّ
في كل مكان تركت بصمتي...الصدفة أنا و القدر
و ذاك الزمان مني يستقي نضارته فدعه يمرّ
تونسية أنا...سلالة أروى في دمي إلى آخر الدهر
سلوا عني من شئتم...
أمس أم اليوم أم ما تبقى للإنسانية من عمر
عليسة تذكركم من أنا ... ما ذنبي إن أدمنتم السهر
نقطة تعجب عالقة بالفكر ؟
تونسية أنا وكفى و بعدها نقطة في اخر السطر.
كل عام و المرأة التونسية بألف خير
بكل فخر فدوى المؤدب
13/08/2021


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق