الأربعاء، 4 أغسطس 2021

ليلة أخرى من ليالي " نساء الكارما" : من كارما إلى صابر... للكاتبة سلوى البحري صفاقس تونس

 ليلة أخرى من ليالي " نساء الكارما" : من كارما إلى صابر...

نص من روايتي كتبته في الشتاء و لم أكن اعرف ان الربيع في مديني صفاقس قد يزهر ....
لكنني رأيتك مرة أخرى رأيتك في مظاهرة أخرى كبيرة كانت ايام صياغة الدستور او قل يوم ارادو ان ينقلبوا على حقوقنا فيه يوم أرادوا اقناعنا ان التكامل بين الرجل والمرأة يعني المساواة
ضحكت على حمقهم يومها ولم استوعب ان امرأة من المجلس التاسيسي كانت الأكثر شراسة واستبسالا في الدفاع عن اكذوبة مكشوفة : التكامل يعني المساواة . اعرف ان حقوق المرأة كانت ضد قناعاتهم فأنا لا أنسى ما فعل رجال الدين بالطاهر الحداد. لا بل لعلك لا تعرف ان بعض الرجال اليوم وبعد ثورتنا العظيمة مازالوا يرونه فاسقا ولعلهم تأكدوا من فسقه كيف لا وقد اندفع بعضهم ينادي بعودتنا لبيوت الطاعة وعصر الجواري. اتعرف لقد ارتفع صوتي مرات ومرات لم أعد هادئة في نقاشاتي مع صديقات طفولتي إذ لم اكتشف فكرهن الا بعد أكثر من عشرين سنة لقد كن مناصرات لتعدد الزوجات وصرن يلعن صراحة مجلة الأحوال الشخصية و من دفع لها يقلن إنها تحريف للدين. هكذا يا صابر لقد خذلت المرأة نفسها. كنت انتظر ان تظيف لحقوقها حقوقا أخرى وجدتها تنادي بنساء اخريات يشاركنها زوجها وبيتها. كنت أعود من عملي مهزومة مهزوزة. لكنني قررت أن أعود واصرخ وارفض وخرجت في تلك المظاهرة المهيبة في مدينتي صفاقس. كم تالمت لوجه مدينتي البائس يومها لقد استحالت أخرى غريبة حزينة أحسست انها ستسرق منا و قد وطاتها وجوه لا أعرفها وارتفعت فيها أصوات غريبة تنادي بممارسات أغرب اتصدق انهم كانوا ينادون بختان الاناث؟ نعم لقد سمعت شيخا أقبل من مدن الظلام يريد تحريرنا من متعة الحياة يريد أن يسوقنا إلى كهوف الظلام. تصورت نفسي انا الحرة وقد غدوت جارية ناقصة لا أكون إنسانا كاملا الا برجل يأسرني بين الجدران . يا الله ماذا أقول لك لقد كنت اغلي كالمرجل لم يفهم زوجي سبب ثورتي طمانني انه يحبني ولن يشرك معي امرأة أخرى ولكنني لم اهتم. لم يكن ذلك ما يعنيني كنت احس المسألة مسألة كيان و وجود كنت أراني كاملة بي وحدي. خرجت يوم المظاهرة من أمام اتحاد الشغل كنا رجالا ونساء كان حشدا كبيرا ويكبر شيئا فشيئا. لم نرهب من الاستفزاز ولم نقع فيه جبنا كل المدينة ورايتك يومها رأيتك تهتف مثلما رأيتك يوم كنت طالبة. لكنني هذه المرة لم اسارع إليك. لم تمسك يدي كنت احترم رباطي المقدس ولم اكتشف بعد خيانة زوجي ولا رجعيته ولا انه اقتنع بتعدد الزوجات أيضا وانه ارتبط في الخفاء مع قريبته وحافظ علي علنا. يوم رأيتك قفز قلبي إليك وعانقك. لكنني اختفيت عنك حتى لا تراني. كم زاد فرحي انك مازلت مناصرا للمرأة لمدنية الدولة لم تصرعك هذه الموجة الفكرية الغريبة التي هبت علينا. كان بودي ان اقول لك أين اختفيت ماهي أحوالك؟ أن أضع راسي على صدرك وابكي قهر زمن غريب صرنا إليه. كنت أريد أن أعود تلك الصبية الخجولة وتلك الطالبة المضطربة بين الجنون والتعقل بين الجموح والرزانة. لكنني هربت منك واضعتك في الزحام... وليتني ما لقيتك...
سلوى البحري صفاقس تونس جانفي 2021
Aucune description de photo disponible.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق