الأربعاء، 24 فبراير 2021

سلسلة : " حديث النفس " بقلم إدريس جوهري

 سلسلة : " حديث النفس "

كلما رأيت واحدة قلت هذه هي ..!!

قد وجدتها ثم أركب الميترو ..
فأرى أخرى .. لا لا .. بل هذه ..!!
ثم سرعان ما أغير رأيي للمرة الألف
.. لا لا ..!! هذه المرة وجدتها لا محالة ..
إنها مكتملة المواصفات التي أريد ..!!
اللعنة العدسات لا تتوقف عن التصوير
و تخزين المشاهدات بطاقة الذاكرة
ممتلئة أرجع في المساء للبيت
منهكا محملا بنسخ كتالوج
ومجلات لقائمة العارضات ورائحة
الحلويات الفاكهة العطور الورود ..
يا صاحبة الشال العنابي ..
حلمت بك هذه الليلة يا مراهقتي
أيتها الطفلة لم أعرف كيف أقول
لك تلك الكلمات وقتها كنت أتلعثم
لا أجيد القراءة والكتابة لذلك أجعل
حروف العصر الذهبي تناجي بمشكاة
الهيام والحنين حيث ألبستك الطبيعة
أحلى وأرقى فساتينها آخر تصميمات
ماركات عالمية للموضة .. فيروزية
فاضت منك الجواهر اللألئية
الزمردية الرائعة انتشرت في
بحري بحرارة الخجل صم بكم
أمام الروح الملائكية فراشة
طاووسية تدغدغ أوتار العود
تعبر عن عواطفي المكتومة
المكبوتة المحبوسة تتسارع
تتدافع جيوش أفكاري بسرعة
ضوئية خيالية مذهلة مخيفة
تشق الأنسجة .. إنها الهرمونات ..!!
اسمحي لي أن أداعبك بالكامل
جسدك أراقص كلماتي الحلوة
على الصفحات الناعمة الحانية
أتجول ببطء مع كل تمريرة
سأكتب أفكاري نوايايا الحلوة
الشقية السيئة الجريئة لنا
وحدنا رغباتي ورغباتك العسلية
الوردية الوقحة نكتشف دنيا
العجائب على خريطتنا
فأنا قاطع الطريق بلا موطن
ولا جنسية حيث أحرقت
هويتي حين التقينا في حديقة
الحي .. التوهان الذوبان والحيرة
الحور العين مزقت سمائي
هربت من الجنان تمشي على
الأقدام تمردا شوقا تصور تعرض
لي كل الزهور والفراشات والأشواك
إنه البث المباشر للوسادة الخالية
التي لم نكملها أيام الصبا
الإعجاب بهن .. حيث يتجلى
الإعجاز التصويري الجمالي الذي
وهبتهن الآلهة .. انعكاسات جوهرة
حواء الأم في ألف ألف آية وشكل
ولون وعطر .. الفواتن النواعم
أقف أمام المعجزة الفردوسية
العجز .. الخجل والخوف من
الاقتراب .. الأميرات والساحرات ..!!
عرائس البحر والنجوم والجحيم
كلهن جواهر حسان حوريات
فاتنات .. الاختيار صعب .. خطر ..!!
فهذه حجازية .. نجدية .. ريفية ..
وأخرى عبسية .. خزاعية .. شامية ..
وجارتي فارسية .. حلبية .. خليجية ..
وصديقتي شامية .. مغربية .. عراقية
زهراء أقحوانية نرجسية تعطرت
ملابسي برحيقها بدرية شمسية
القمرية البدوية جبلية صحراوية
صوتها كالنغمات السمفونية
باردة دافئة ألوانها مزاجية
إعصارية رعدية خريفية ربيعية
ترقص على أوتار غصوني تنشد
كلمات رمادية وردية تفرحني
تحزنني تعذبني تؤنسني تغضبني
كلما أتيت إليها
تمسح دمعي كالقطرات بأوراقها
الشوكية تدمي القلب ..!!
إمرأة عربية هل مازلت
أصيلة أصلية ..!!؟؟ لا أعتقد ..
مراهقتي أيتها الطفلة المدللة
هاكذا كنت في أولى صفحات
كتابي قبل أن تحطمي عدساتي
بحجارة اللهو واللعب والركض
وراء بريق الشهرة والمال والشهوة
التجرد من الملابس السندسية
لكن الشركات جعلت منك
غلافا للبضاعة والمنتجات
التجارية فصارت كل الكائنات
تعرف عطرك لونك ورقة صوتك
تبلدت الحواس فلم أجد رغبة
ولا متعة في إكمال البحث عن
تلك الزمردة الياقوتة النادرة
فتركتها للأيام لعلها يوما هي
تأتيني فتطرق بابي على خجل
روح لطيفية البلسم التوأم
نسخة من جداتي اللواتي كن
رمزا للعفاف والحشمة زينتهن
الحياء وشيمتهن الستر
وحسن الخلق .. البتول ..
يا صاحبة الوشاح العنابي ...
منذ الطفولة المنسية والقمر
يتلعثم في عواطفه يتأرجح
بين الأحلام الوردية الوهمية
وعود النوم المقنع للحبيب
الذي يستيقظ وتنزلق الشمس
بعيدًا عنه للحظة متأملا آملا
في هذه الثانية الأبدية انحنى
جلالته كانت ستدينه إلى الأبد
إدانة الشمس الفخورة المغرورة
جدا .. أن ينير خطوته التي تصبح
أوضح دون الابتعاد عن رغباته
وفي نفس الوقت تطير بعيدا
عنه حلق وراء الشمس لقد أراد
بشدة اللحاق والإمساك بها تلاعب
أوتاره نار هادئة تمسك به لا يمسك
بها العذاب الأليم المسكين مقيد ..
السجين والجلاد .. كان يحب صدقا ..
مع الصبر وتحمل لضرب السياط
من المعتدي .. يجد ملاذا يأوي إليه
ولذة خفية إنها متلازمة ستوكهولم
حتى استنفد ضوءه هناك وهكذا
ماتت الشمس للطفل الذي صار
رجل لا تغره الأجرام الفضائية
ولا رياحين الجنان الفردوسية
شكرا لك أيتها الوسادة الخالية ...
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
24/02/21
'Vigdoria The Queen' by BrietOlga on DeviantArt
Peut être une image de 1 personne et oiseau

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق