السبت، 27 فبراير 2021

●☆ مَنْ أنَا؟☆● بقلم الشاعرة سعیدة باش طبجي تونس

 ●☆ مَنْ أنَا؟☆●

●لَم أعُدْ أعرِفُني ..قَدْ تُهتُ مِنِّي
فمَتَى أسْلُكُ دَرْبَ البَحثِ عَنِّي؟
و مَتَى أدْرِكُ فِي التِّيهِ سَبِيلِي؟
و يَمِيهُ النُّورُ مِنْ شَلَّالِ حُزْنِي؟☆
●أسْألُ المِرْآةَ وَجْهًا...لِأَرَانِي
فَيُشِيحُ الوَجْهُ لا يَفْقَهُ غَبْنِي
أسْألُ الأشْعَارَ: هَلْ دَوَّنْتِ كُنْهِي؟
فَيَرُوغُ الحَرفُ فِي رَوْعٍ و جُبْنِ
أسْألُ اللَّيْلَ إذَا ذَاتَ سُهَادٍ
و اؔحتِرَاقٍ.. تُهْتُ فِي عَتْمَةِ دَجْنِ
يَلْتَقِينِي البَدرُ في صَرْحِ الدَّيَاجِي
ثُمَّ يَرْمِينِي عَلَى أعتَابِ وَهْني
أسْألُ الأوْطَانْ هلْ تَدرِي بِتِيهي
و اغْتِرَابِي في رُبُوعٍ لَمْ تَصُنِّي
فتَصُمُّ الأذْنَ عَنْ صَوْتِ ضَيَاعِي
و عَلَى مَذْبَحِهَا تغْتَالُ أذْنِي ☆
☆●☆●
●سَأرُودُ الغَيْمَ ...مَنْ يَدْرِي لَعَلِّي
ذَاتَ خِصْبٍ ذُبْتُ فِي ذَرَّاتِ مُزنِ
ثُمَّ أمْطَرتُ هُطُولًا مِنْ عَطاءٍ
و رَوَيْتُ الأَرضَ مِنْ وَدْقِي و يُمْنِي
و اسْتَحَالَتْ نَبْضَتِي فَيْضَ عَبِيرٍ
و حُبَيْبَاتِ نَدًى فِي رَوْضِ حُسْنِ☆
● رُبّما نِمْتُ و تَمُّوزَ زَمانًا
في انْتِظَارِ القُبْلةِ الوَلْهَى.. أُُمَنِّي
باؔنْبٍعَاثِ الذَّاتِ فِي حَبّةِ قَمْحٍ
أو عَنَاقِيدٍ زَهَتْ فِي ثَغْرِ دَنِّ
أو عَبِيرٍ في مَسَامَاتِ خَمِيلٍ
أو سُلَافٍ مِنْ جَنَى سَلوَى و مَنِّ
●أو لَعَلِّي صِرتُ عَشْتَارًا ...سَأهْفُو
فِي رَبِيعِ البَعْثِ مِنْ ثُلمَةِ سِجْنِي
أَحمِلُ الحُبَّ سِلَالًا مِنْ نذُورٍ
و بِمِحرَابِ التّرَاتِيلِ أغَنِّي
و عَلَى زِنْدِيَ شَالٌ مِن زُهورٍ
و بأقدَامِي نِعَالٌ لمْ تَخُنِّي
أَطَأُ الجَدْبَ فَيَغدُو التُّرْبُ عُشُبًا
و يَمِيهُ الخِصْبُ مِنْ أثدَاءِ أمْنِ
● رُبَّمَا صِرتُ عُبَابًا في بِحَارٍ
راكِبًا ظَهْرَ مَدًى لنْ يخْذِلَنِّي
أَو مَحَارًا في شُطُوطٍ الدُّرِّ يَرْسُو
وَ يَحُوك اللّؤلُؤَ المَصْقُولَ مِنِّي☆
●رُبَّمَا...أو هَلْ تُرَانِي ..أو لَعَلِّيٍ..
ضَاعَ كُنهُ الرّوحِ فِي خَيْبةِ ظنِّي
مَنْ أنا؟..يَا وَيْلَ أشْوَاقِي و حُلْمِي
مِنْ ظُنُونٍ قَلبَتْ ظَهْرَ المِجَنِّ
مَنْ أنَا؟ مَن ذَا يَرَانِي فِي ضَيَاعِي
مَنْ تُرَى يَسْقِي احتِرَاقاتِي بِمَنّ؟
صِرْتُ أخْدُودًا بِثَغْرٍ وَ عُيُونٍ
يَرْصُدُ الذِّكْرَى و يَحْكِي العَجْزْ عَنِّي
هَا أنَا فَاصِلةٌ ضَاعَ صَدَاهَا
نُقْطَةٌ تائهةٌ فِي سَطرِ مَتْنِ
رِيشَةٌ طَلَّقَهَا خَفْقُ جَنَاحٍ
و رَمَتْها الرّيحُ فِي هُوَّةِ عِهْنِ
بَعدَ أنْ رَفَّتْ وَ أسْرَابَ الأمَانِي
أثقَلتْها صَخرَةُ التِِّيهِ بِوَزْنِ☆
●لَست أدْرِي ما مَصِيري في مَسِيرِي..
و احتِرَاقِي فِي اشْتِيَاقِي...غَيْرَ أنّي
سَأظَلُّ العُمرَ فِي حَقْل کیاني
أنبُشُ الأعذَاقَ كي أمْهُرَ سِنّي
أُغْرِقُ الجِذْرَ بِدَمْعاتِ القَوافِي
لَا أنٍي أَغْرِسُ نَخْلَاتِ التَّمَنِّي
سَيَرِفُّ الرّیشُ فِي عَنْقَاءِ شَوْقي
یَافِعًا یَهفُو عَلَى أوْتارِ لَحنِي
فَيَكُونُ الكَوْنُ يَوْمًا مَا أرَدْنا
يَانعًا يَقْتَاتُ مِنْ حَبَّاتِ مُزْنِ
و يَصِيرُ الوَطَنِ المَسْلُوبُ صَرْحًا
سَامِقًا يَسْمُو عَلَى أجْداثِ حَيْنِ
و أرَى ذَاتِي عَلَى عَرْشِ انْتِمَائي
تَرْتَدِي الأشْعارَ تاجًا... فانْتَظِرْنِي
اِنتَظِرْنِي تُونسًا للأنْسِ ..أنثَى
تَلِد الحُبَّ لَظًی...و لْتَعْشِقَنِّي ☆☆☆
☆ (سعیدة باش طبجي تونس)☆

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق