الاثنين، 31 مايو 2021

الزمن الجميل /بنصغير عبد اللطيف/جريدة الوجدان الثقافية


 تمر الأيام

والليالي
وتتوالى الكبوات
ونار الآهات وبعض
الإشراقات والضحكات
ويبقى ذاك الماضي الجميل
الأجمل تلك الذكريات
الطفولية الفياضة النقية هي التي تطفوا عل سطح الخيال ذلك الحب الأول
البريء المضيء
هو الذي يفرض نفسه ويمدني بخيط السعادة
ذلك الدفئ الأسري في حضن تلك الدور القديمة
ذلك الجري ونحن أطفال بكل جهدنا في الدروب
العتيقةالمعتقة بالحب الصادق النقي
بقلم بنصغير عبد اللطيف لحن الزمن الجميل

تأمل /هاشم عباس الرفاعي/جريدة الوجدان الثقافية


.....تأمل....

انك تطاولتي العلى
وانا لطلتك متأمل
هو انتظار وامل وتأمل....
وانا يأخذني الاحساس
هل انت زيتونة
ام برحية تحت ظلها
يتأمل المتأمل.
هو الجمال مواطنه
بارض سقيها ...فرات
من بين حنايا الياسمين
يمر ...ينتظره نخيل الله
والجوري .....وما زرع
وغفا....واقفة تتأمل
هل الغراف جفاه الحب
وشمران من له سجل .
التفاصيل ..لكل .محب
هو الغراف ..وليدك يا
دجلة الخير ...
وغفا ...له تتأمل
ويأتي البنفسج ...
يرسم الوحات ...
من عطرها ...الحبيب يشم
ونحن اليوم ....
بالحجر ...لا نعلم
كم ....هو البفسج .
وجمال شعرك ...غفا .
والعارضين ..مطبقان
والابتسامه .....
...وطيور شواطئك
والحمات ....
وطينك يا نهر .
وجل وقتها ...غفا ...
لك تتأمل ....
اه نيلنا ...والنيل منه الى .
الله يستدل
هو كبير انهارها
وناسك يا نيل هم الاصل .
موسى منك توضاء'
كما ابراهيم له
الفراتين مسكن ....وممر ....
الله حنانك هو الحنان
وطينك ...للاهرامات
هو ...الاصل...
اه بلاد.... الدلاله لها
نيلها ....والفراتين
هما....من بهما يستدل
.........................هاشم عباس الرفاعي....الاحد ٣١...٥...٢٠٢٠

انتصرت ياقدس / الشاعر. د.ثامر حسين النعيمي/جريدة الوجدان الثقافية


 قصيدتي انتصرت ياقدس

ياقدس تحرسك القلوب ودم العيون
ومنغدر العدو شعر رأسي شاب
عائد اليك ياقدس صاحي ومفتون
خانتني الأقربون وسكرو علينا الاابواب
وصرنا وحدنا بساحاتك صغار وشباب
هرمت وانحنا ضهري وارهقتني السنون
وانتصرت ياقدس على الغاصبين واذناب
وصرت حكاية كل عدو ومعين
وسجل التاريخ ملحمتي في كتاب
وانا باقي بأرضي ودولتي فلسطين
قد مات خالد وماتت نخوت الااعراب
انا الشعب وحدي وربي المعين
بقلمي الشاعر. د.ثامر حسين النعيمي

أمي /الاستاذة بورديم آمنة الجزائر/جريدة الوجدان الثقافية


 .....أمي....

أطال الله عمرك ياأمي....
وبنى لك في الجنة مقاما...
شقيت و كبرت ...
ومن غيري يدعو لك السلامة..
في صغري كنت أراك ....
وأنت تغدين ذهابا وأيابا....
من هذا إلى ذاك يا أمي..
محاولة الإرضاء والأسعادا...
ماذا أتذكر يا أمي...
وماذا أقول ...
وماذا أكتب...
سأظل أكتب ليال و أياما...
ولن أوفيك حقك ....
فرضاك من رضى ربي الرحمان...
سامحيني يا أمي..
إن أخطأت في حقك يوما...
سامحيني يا أمي...
إن أغضبتك يوما.....
فرضاك يا أمي...
الجنة ستكون لى نزلا ومقاما....
يااااه يا أمي....
لما كبرت وشخت مثلك ...
عرفت قدرك .....
وما تستحقين الا الحب والتقدير...
فدمعة من عينيك ...
تزلزل عرش الرحمان....
فلا تغضبي....
لا تبكي....
انثري حنانا.....
أحضني....
و قولي كلمة طيبة .....
هذا ما نرجو منك....
ففعلا رضاك....
يسعدنا......
ونلقى غفرانا عند الرحمان.
فأطال الله عمرك يا امي .
حتى نجتمع عند الصادق العدنان .
بقلمي الاستاذة بورديم آمنة الجزائر

شمس الوطن/ علي السعيدي/جريدة الوجدان الثقافية


 شمس الوطن

=======
شمس الوطن
لا تخون
سنلتقي ونقرأ
القصيدة الموجعة
من هنا
ومن هناك
سيورق ربيعنا
في الصّحراء .
وتزهرّ اليابسة
===========
علي السعيدي

اوعى تمشى ف يوم شمال/الشاعر جمال زكي عينر/جريدة الوجدان الثقافية


 ( اوعى تمشى ف يوم شمال ) :

اوعى تمشى ف يوم شمال
خليك محازى ع اليمين
واوعاك تقرب للحرام
عمر الحرام ما يسد دين
لو كنت مديون للسما
والحمل على كتفك تقيل
ارفع جبينك للسما
وادعى يهون المستحيل
ارضى بقليلك تلقاه يزيد
واقبل نصيبك والمقسوم
تلقى قديمك كإنه جديد
ويبقى عيدك.كل يوم
ما تميلش أبدا للشمال
أصل الشمال طبع الشيطان
ولا تماشيش صاحب ومال
ابعد وخليك فى الأمان
العمر بيمر ف ثوانى
الحق بقى نفسك وتوب
ده عمر واحد مالوهش تانى
طهر ثيابك م الذنوب
ابعد يا عبد عن الشمال
قرب من اصحاب اليمين
ده مهما بيك العمر طال
حينتهي لو بعد حين
ده مهما بيك العمر طال
حينتهي لو بعد حين
بقلمي الشاعر جمال زكي عينر

اهمس بحبي /علياء علولو_ تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 "اهمس بحبي"

اهمس باسمي
فجرا وظهرا و عصرا
و في غياب سنيني
اهمس بحبي
بركاتٍ نبضاتٍ
تذيب بَردي
تلهب وجدي
تطفئ أنيني
قل أحبكِ
يسطع نجمي
يلمع بدري
تحيي سكوني
انا الولهانة
الظمآنة
المزدانة
بياقوت صبري
أرعاك ليلا
أرعاك عمرا
أرعاك في غمرة شوقي
في سكرة عشقي
في صميم وجودي
و عمري و أناتِ وتيني
علياء علولو_ تونس. 31/05/2021. 11:56

.اعلنت رحيلي / لشاعر منير صخيري/جريدة الوجدان الثقافية


 ........اعلنت رحيلي ........

ضاع الامل بعد المستحيل
اليوم اعلنت رحيلي
الى عالم المجهول
الى عالم الغيب
فى زمن الحيرة والعذاب
الى زمن الضياع و التيه
زمن لا عشق ولا حب فيه
غير متاهات المستحيل
وضياع تيه غربة بلا امل
اليوم اعلنت رحيلي
بعد ان فقدت كل حلم كل امل
كل بسمة ثغرية بريئة
فى زمن الاستحالة
زمن العناد و الغرابة
ربما تضمد جراجي من الرحيل
ربما يعاد تجديد الامل
بعد ان مل مني الصبر
وزارني العذاب بقلبي استقر
وانا من عذاب السنين لم امل
حتى وان غاب رشدي واضمحل
ورغم كثر الداء والعلل
سأكافح ولن استسلم
كفاح وصبر مع مرارة الايام
الى ان يستقر الحلم
حلم راودني منذ الصغر
اليوم اعلنت رحيلي
بعد ان ضاع كل شيء مني
قصيدة : اعلنت رحيلي
لشاعر منير صخيري

في عيدها / منيرة الحاج يوسف / تونس/جريدة الوجدان الثقافية


 منيرة الحاج يوسف / تونس

في عيدها


كلُّ عيدٍ، أنتِ يا أمُّ الهدِيَّهْ

أنت أنغامي أُغنّيها صَباحِي والعشيّهْ

أنتَ مِن ربِّي نعيمٌ ، أنتِ يا أغلَى عَطيَّه

كم تعبتِ، كم سهرتِ

كيف أنسى تَضحِياتٍ لا تعدُّ

دُون شَكوى

قُدِّمت مِنكِ إليٍ

أنتِ أنوارُ حياتي وضياءُ مُقلتَيَّ

لستُ اوفيكِ حقُوقا

مهما قلتُ

أَوْ وَصفتُ لا ولن أَبدو وفيهْ

يا حياتي كمْ وُرودا قَد زرعتِ في دروبي والثّنِيَهْ

أنتِ يا أمِّي الربيعُ، في حَياتِي

وأزاهيرٌ بهيَّهْ

عِطرُها فاحَ رَياحِينَ شَذيّهْ

في عيوني قد سَكبتِ الحُبَّ والخيرَ الجَنيَّ

فنشَأتُ أعشقُ النُّورَ

وأََرنُو للمَواويلِ النَّديَّهْ

وأُغنِّي للحَياةِ

مثلما غَنَّتْ حساسينٌ

شَجِيَّهْ

يا لَقلبِ الأمِّ سرٌّ

دسَّ فيه اللَهُ

كلَّ الأبْجديَّهْ. 

التّحدّي .. قصة : مصطفى الحاج حسين/جريدة الوجدان الثقافية

 


*** التّحدّي ..

قصة : مصطفى الحاج حسين .
كان عائداً من عمله ، منهكاً لا يقوى على جرّ نفسه ، فتحت له "مريم " الباب ، وهتفت بفرح واضح :
- " رضوان " ..أنا أعرف كتابة اسمي ، ظنّها تهلوس فهي أمّيّة مثله ، فسألها ساخراً :
- وكيف تعلّمتِ الكتابة ياعبقريّة ؟.
- من " سميرة " ، هي التي علّمتني .
خفق قلبه ، أمعقول هذا ؟! .. هل يمكن له أن يتعلّم ، وهو ابن الثانية عشرة ، وبرقت في ذهنه فكرة ، سرعان ما كبرت ، قبل أن يخطو عتبة الغرفة :
- (( سأعرض على " سامح " أن يعلّمني ، سأرجوه إن رفض . سأشتري له " البوظة ")) .
وفجأة .. شعر برغبة عارمة ، في رؤية " سامح " ، قرر أن يذهب إليه حالاً ، وقبل أن يغسل يديه ووجهه من الغبار
والعرق ، ودون أن يغيّر ثيابه المهترئة والمتّسخة ، قفز مسرعا
ًبينما كانت أمّه تعدّ له طعام الغداء.
دخل بيت عمّه " قدّور "، وجد " سامحاً" محنيّاً على كتابة وظائفه ، فقال بسرعة :
- " سامح " أريدك أن تعلّمني كتابة اسمي .
رفع " سامح " رأسه نحوه ، وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه :
- تعلّم الكتابة صعب عليك .
- ولماذا صعب ؟!. هكذا سأل بحنق .
- صعب .. ثمّ ماذا ستستفيد إن تعلّمت كتابة اسمك ؟!.
- سأستفيد ، سأتعلّم كتابة اسمك واسم أبي وأمي و مريم وسميرة أيضاً .
ضحك " سامح " ، فاغتاظ " رضوان " وقد أدرك شعور ابن عمّه بالتفوق عليه ، فأحسّ نحوه بكرهٍ شديد ، غير أنّه وفي هذه اللحظة لا يريد إغضابه ، وهو على أيّ حال قادر على ضربه ، لذلك كبح حنقه :
- ماذا قلت ؟؟.. هل أنت موافق ؟.
هزّ " سامح " رأسه علامة الموافقة ، وبقيّ صامتاً يتطلّع إلى الأرض ، كأنّه يفكّر بشيء ما .
- إذاً هيّا بنا .. تعال علّمني .
- لا .. ليس الآن ، سأعلّمك ولكن فيما بعد .
- ولماذا فيما بعد ؟!.. أنا جاهز الآن .
سأل بلهفة من فقد صبره .
- اسمع يا " رضوان " ، هناك فتى في صفّي يزعجني كلّ يوم ، وأنا لا أقدر عليه ، أريدك أ تنتظره عند باب المدرسة وتضربه
.. هذا هو شرطي ، لكي أعلّمك ، فما رأيك ؟ .
صرخ " رضوان " دون تفكير ، فلقد شعر بالنشوة والاعتزاز
بنفسه ، " فسامح " يعترف بقوته ، بشكل غير مباشر :
- طبعاً أنا موافق .. حتّى من غير أن تعلّمني ، فأنت ابن عمي ، أنا على استعداد لقتله نهائياً من أجلك .
عاد " رضوان " إلى بيته ، وهو يفكر :
- (( سوف أجعله عبرة لكلّ الطلاب الذين لا أحبّهم ، فأنا قويّ ، الجميع يشهد لي بذلك ، وكلّ من يدرس يحسدني على قوّتي .)) .
في اليوم التالي ، وقف " رضوان " قرب المدرسة ،ينتظر
وهو متفائل بقدرته على سحق خصمه ، ولذلك فهو لم يحمل معه سلاحاً ، كان يهمس في سرّه :
- (( سأعاركه بيديّ ، وإذا لزم الأمر سأشقّ رأس بالحجارة )) .
وكان يتخيّل كيف أنّ " سامحاً " سيحسدّه على قوته ، ويعرف أنّه بدونه لا يساوي شيئاً.
بدأ الطلاب يخرجون ، فأخذ يحملق فيهم واحداً واحداً .. ولاح له " سامح " يرتدي صدريته ويحمل حقيبته، ولمّا اقترب منه كان وجهه مصفراً ، فدنا منه وهمس:
-" رضوان ".. أنا خائف .
فصاح " رضوان " بصوت مرتعش :
- ولماذا تخاف ؟؟!! .. أنت دلّني عليه فقط .
فقال " سامح " بصوته المضطرب :
- سيعرف أنّك ابن عمّي ، وسيقدّم شكوى بحقّي للأستاذ .
- لا عليك .. لن أجعله يعرف من أنا .. سأتبعه إلى أن يبتعد، ثمّ أنقضُ عليه وأرميه مثل الكلب فوق التراب .
ابتعد " سامح " كالمذعور وهو يهمس:
- لقد جاء .. ها هو ، ذاك الذي يحمل حقيبة سوداء كبيرة .
نظر " رضوان " حوله، فشاهد عدداً كبيراً من التّلاميذ متشابهي الثياب ، غير أنه عرف خصمه من بينهم ، صاحب المحفظة السوداء ، وعندما اقترب منه ، وجده أطول قامة ، وتظهر في وجهه علامات القوّة والشقاوة، تبعه " رضوان" بينما كان"سامح " يبتعد ، وهو ينظر خلفه ، بين اللحظة والأخرى .
دخل الخصم في زقاق جانبي ، وأخذ يسرع خطاه ،عندما
عاجله " رضوان " بصرخة قويّة:
- توقّف ياكلب .. توقّف عندك .
التفت ذو المحفظة السّوداء مستغرباً ، فرأى " رضوان " مسرعاً نحوه وهو يصرخ :
- نعم .. أنت .. توقف ، سوف ألعن أباك .
وفور وصوله هجم عليه ، مسدداً ضربة قوية على وجهه ، فحمل هذا محفظته ، وهوى بها على وجه " رضوان " فتدفق الدّم من أنفه غزيراً ، فجنّ جنونه .. وزعق :
- سأفعل بأمك يا ابن ال ....
والتقط حجراً كبيراً وقفذف بها خصمه، الذي تفاداها ببراعة ، واشتبكا بقوة ، وكلّ يحاول أن ينتف شعر الآخر ، بينما دم " رضوان " يسيل على وجهه ، والتفّ الصبية يتفرّجون على المشهد المثير ، ومن بعدٍ لمح " رضوان " ابن عمّه " سامحاً " واقفاً يراقب المعركة ، فشعر نحوه بالحقد ، كيف يقف هكذا دون أن يساعده ، فهذا الخصم قويّ لا
يستهان به ، وندم لأنّه لم يأت معه بسلاح، وأصابه الخجل عندما استطاع خصمه أن يلوي له ذراعه ، لا بدّ أنّ " سامحاً " يسخر منه الآن ، يده تكاد تكسر تحت ثقل الضغط ، ففكر أن يستغيث " بسامح " ، ولكن قوته المزعومة ستهتز حقاً في نظر " سامح " .. تألم كثيراً ولكنّه استطاع في اللحظة الأخيرة أن يصرخ :
- اترك يدي ياابن السافلة .. لقد كسرتها .
ولم يكد يكمل عبارته حتّى جاءته ركلة على مؤخرته ، تحرّرت يده وركض يبحث عن حجر ، لكنّه وجد صاحب المحفظة ينحني على الأرض ، فانطلق يعدو وخلفه خصمه ، وهو يهتف :
- توقّف يا جبان .. سألعن أباك .
حول سور المدرسة قعد " رضوان " حاملاً في طيات نفسه ذلّه وانكساره ، لقد هزم .. ياللفضيحة ، وكان يتساءل :
- (( كيف سأقابل " سامحاً " ؟. وماذا سيقول هذا الوغد " لسميرة " ، التي أتظاهر أمامها دائماً بالقوة ؟؟ .. اللعنة عليك يا " سامح " ، هل نصبت لي فخاً ؟!؟!.. هل كنت تعرف مدى قوة ذلك السّافل ؟؟.. ودفعتني لأتعارك معه ؟ .. أكنتَ تمتحن قوتي ؟!.. أم كنت مخدوعاً بقوتي مثلما كنتُ أنا مخدوع .. ولكنّي سأريك قبل أن أري خصمي ، بأنّي لست جباناً .. فإن هربت اليوم ، فذلك لأنّي متعب من العمل ، في الغد سأحتال على أبي وأبقى في البيت ، وآتي إلى المدرسة ، قسماً سأهشّم رأسه ، سأضربه حتّى الموت .. فلا تسخر منّي ياوغد ، وإياك أن تذكر شيئاً أمام أختك " سميرة .
ما كان عليّ أن أهرب ، كان عليّ أن أحمل سلاحاً ، وأن أجد حجراً ، بدل أن أهرب .. اللعنة على الحجارة ، حين نحتاجها لا نجدها .. ما أبشع الهزيمة ؟!.)) .
ظلّ " رضوان " هكذا متوارياً ، يفكّر .. وها قد حلّ الظّلام ، ولا بدّ له أن يعود ، قبل أن يتفقده أبوه .
وفي اليوم التالي ، استطاع " رضوان " أن يحتال على أبيه ، ولم يذهب إلى الشغل، نهض من فراشه متّجهاً نحو المطبخ ، وأخذ يتفحّص السكاكين، فانتقى واحدة لينتقم بها لكرامته ويستعيد ماء وجهه من خصمه ، وبسرعة أخفاها وراء ظهره ، حين دخلت عليه أمّه سائلة :
- لمَ تركت فراشك وأنتَ مريض ؟ .
فهرب أمامها دون أن تلمح السكين ، إنّه لا يخافها على الإطلاق ، وهي أيضاً تتستّر عليه فلا تخبر والده بما يفعله . ولقد كتمت أمر تدخينه السّجائر أمامها رغم تهديداتها المتكررة .
كان عليه أن ينتظر ، ريثما يحين موعد انصراف طلاب المدارس ، فقضى هذا الوقت في محاولة تجربة السّكين في قطع الأشياء ، وقام بالتدرّب عليها ، حيث يقفزها بقوة عن بعد، فتعلق بأعمدة الكهرباء . لم يشأ أن يقابل " سامحاً " ، أجّل ذلك ريثما يسترد كرامته ويحقق انتقامه ، وأقسم :
- (( لو أنّي رأيته الآن ، وشعرت بأدنى بادرة منه على السّخرية والتقليل من شأني ، لكنت قتلته بالسكين فوراً . )) .
انصرف الفوج الأول ، وتدفق الأولاد مندفعين مبتهجين لاستعادتهم حريتهم ، فأسرع إلى زقاق معركة الأمس ، مصمماً على الانتقام ، في نفس المكان الذي شهد انهزامه ، حتّى لا يشعر بالخجل والعار كلّما مرّ به .
وقف عند الزاوية مترصداً الذاهبين والقادمين إلى أن برز خصمه قادماً من بعد ، خفق قلبه في حين اشتدّت قبضته على السكين .. اختبأ عند المنعطف محدثاً نفسه :
- (( سأباغته بطعنة في بطنه .. وأهرب .)).
حينما اقترب ذو المحفظة السّوداء ، وصار بمحاذاة المنعطف ، برز له " رضوان " شاهراً سكّينه بيده ، انتبه الولد لهذه الحركة السّريعة ، فتجمّد مكانه لا يعرف ماذا يفعل ، فسارعه " رضوان " بهجمة تريد أن تصل بطنه بطعنة خارقة ، وقبل أن يصل إليه ، انقضّت يد جبّارة لرجل شاهد " رضوان " يمشي خلف خصمه ، ولكنه لا يدري كيف غفل عنه .
زعق الرجل وهو يشد بقوة يد " رضوان " :
- ارمِ السّكين على الأرض ياكلب .. كدت تقتل ابني .
سقطت السكين .. وصرخ " رضوان " :
- دخيلك ياحجي .. اتركني .
في تلك اللحظة شاءت الأقدار أن ينعطف " قدور ..
أبو سامح "، في هذا الزقاق ، ويبصر ابن أخيه، فركض نحو الرجل صارخاً:
- " تترجّل " على ولد ياجبان .
- سألعن والده .. كاد يقتل ابني .
لم يحتمل " قدور " وسدّد قبضة قويّة على عين الرجل ، فترنّح الرجل بينما كانت يده تضغط مكان الضّربة ، وبدأ الصّياح ، فالتمّ الأطفال حول المتشابكين ، وفتحت النساء الأبواب وبدأن بالصراخ .
وفجأة .. وبسرّعة فائقة .. انحنى الرجل والتقط سكين " رضوان " وقبل أن يتفاداه العم " قدّور " ، كانت السّكين قد استقرّت في بطنه ، تعالت الأصوات .. والصرخات .. من كلّ صوب ، بينما كانت عينا العم شاخصتين ، لقد أذهلته المفاجأة ، وانطلق الرجل القاتل يعدو .. ومن خلفه ابنه ..
ووقف " رضوان " يبكي ، لا يعرف كيف يتصرّف ، ولم يتحرّك إلاّ بعد أن خرَّ عمّه على الأرض ، فأخذ الطفل " رضوان " يركض صارخاً :
- لقد قتل عمّي " قدّور .. عمّي مات .
مصطفى الحاج حسين .
حلب

"عَتَبٌ شَفِيفٌ" صاحب ساجت/العراق /جريدة الوجدان الثقافية


 . "عَتَبٌ شَفِيفٌ"

يا "أَبَا قَيْسٍ"
تُقاسُ ٱلأُمُورُ بِمِسْكِ خِتامِها
وَ ٱلنَّوائِبُ تَتْرَىٰ
عَلَّكَ أَخَذْتَ نَصِيبًا
وَ ٱلباقِياتُ لَنَا
بَعْدَها أُخْرَىٰ!
أَرِحْ فُؤادَكَ
إِنَّ ٱلرَّكْبَ تَعِبٌ
حَرِيٌّ بِكَ أَنْ...
تَكْتُمَ ٱلسِّرَّا
عَجَبًا عَلَىٰ ٱلرَّاحِ
بِٱلرِّاحِ يُحْمَلُ
وَ نَدِيمُهَا يَحْتَسِي...
طَعْمَها ٱلمُرّا
أَ تُرَاكَ وَدَّعْتَ ٱلرَّوابِي
وَ ٱلنَّائِحَاتُ تَنْدِبُ
عُشْبَ ٱلحَياةِ...
وَ حَياتُكَ.. قَفْرا!
لِذْتَ بِٱللِّحْدِ طَوْعًا،
أَمْ أَنَّكَ راغِبٌ عَنَّا
فَتَرَكْتَ لَنَا ذِكْرَياتٍ...
سِتْرا!
(صاحب ساجت/العراق)